إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
وبعد سنينِ المحبّةِ و الإنْتماءْ، |
وتحت ظلالِ الفصولْ، |
وبعد ولادةِ عشقٍ تجاوز عمرَ الفطامْ، |
وأقصَى الحُدودْ، |
وبعد التبحّرِ عبْر اهْتزازِ المسَار، |
فكنتِ لدى السّفينْ |
تطيقِينَ عرقلةَ الموجِ فى رحْلتِى، |
وانْقضَاضَ الغبارْ |
تسِيرينَ بِى |
رغم أنف الجفَافْ |
تقلِّيننِى للمُنَى والضّفافْ، |
فاسْمك يحملُ أحْرفَ أُمِّى، |
وأسْمِى |
كل حروفِ الأمُومةْ |
حبيبةُ عُمْرى |
أرى الحزنَ بفْقدُ فيكِ الحِراكْ، |
ويبهتُ فيكِ اخْضرارَ النّماءْ |
بأقصَى افتراءِ الوبَاءْ |
كأنَّكِ تقْضِينَ عام الرّمادةْ |
أرَاكِ تعَانِينَ قَهْر الحيَاةِ الوبيلِ |
يرفْرفُ فوقَ ربُوعكِ طيْرُ المنَايَا |
فلا ترْحَلِى أبدَ الدّهْرِ |
لم يحنْ الآنَ آن الغُروبْ .. |
***** |
أراكِ .. |
وتخْتبىءُ الرّوحُ فى عَالمٍ بينَ وعْى الحيَاةِ، |
وغَيْبِ السَّماءْ |
تؤرقنِى صرخَاتُ الدّموعِ الحَبِيسةِ |
فى قفَصِ الإخْتنَاقْ، |
فتنْقَادُ عيُناى فى غُربةِ الليلْ |
ترْنُو مشَاهدَ خوْفٍ رهِيبْ |
تتُوهُ البدَايةُ قُرب النَّهايةْ |
تدقُّ النّواقيسُ غضْبى، |
وتجْهدنِى السّفرياتُ فى صوَرِ اللانهَايةْ، |
فأفتحُ نافذةَ العقْلِ أسْتَنْشِقُ الإرْتيَاحْ |
تدَفَّقَ ريحُ الصّراعْ |
تمرّدَ أمشير طَقْسُ الحكَايةْ |
تطَايرْتُ فوقَ جسُورِ الأوَانْ |
تنَاثرتُ أشْلاءَ عُمْرٍ |
كأنّى صدَارة مرْمى الرّماية .. |
................................ |
فقدْ أسْتقِيلُ الحيَاةَ، |
وأعْتكِفُ الإنْبهَارْ، |
ويهْوى الجَدارْ |
فكلّ الطّوابقِ فىَّ |
إنْهيَارْ |
لأنكِ فى الذّاتِ أقْطار حبِّى، |
وكلّ المشَارقْ، |
وكلّ المغَاربْ، |
وعاصمَتِى .. |
تتألّقُ فيكِ منَاراتُ قلبٍ حنُونْ، |
ودوماً يزلزلكِ الرّجفَانُ برعدِ الأنينْ |
فلا تسْقطِى، |
فيسْقطُ بعْدكِ هذا الوجُود ْ، |
ولا ترْحَلِى أبدَ الدّهْرِ |
لم يحنْ الآنَ آن الغروبْ .. |
***** |
أراكِ |
تعانِينَ قهْر الحياةِ الوبِيلِ |
بأقسَى افْترَاء الوبَاءْ |
أراكِ حَبيْبة عمْرى |
تذُوبِينَ شيئاً .. فشيا ً |
إلى الإنْتهَاءْ، |
فتخْدعنِى سُحبُ الضّوءِ |
فوقَ مَلامحكِ الزّنبقيّةْ، |
وتأْخُذنِى الصّلواتُ إلى كوكَبِ الأمْنيَاتْ |
تقِلُّ الرّجاءْ، |
وأطْربُ وحىَ النبوّةِ |
قُربانَ قلْبىِ |
إلى قيْصرِ الكونِ والأنْبيَاءْ |
لينفخَ فى الصّور ِبالقَدرِ المتسَاقطِ |
يبْعثُ روحَ البَقاءْ |
وينْبثقُ الأملُ المخْتَفِى فى دِجَى المسْتحِيلْ .. |
ولكنْ |
حبيبةُ عُمْرِى |
أخافُ سقُوطكِ منّى بمثْوى الرّحيلْ، |
فلا تسْقطِى، |
فيسْقطُ بعدكِ هذا الوجُود، |
ولا ترْحَلِى أبدَ الدّهرِ |
لم يحنْ الآنَ آن الغُروبْ ... |
***** |