سَهمُ المَنيّة أَينَ مِنهُ فِرار | |
|
| مَن في البَريّة مِن رداهُ يُجارُ |
|
حكَمَ الزَّمان عَلى الخَلائِقِ بِالفَنا | |
|
| فَالدارُ لا يَبقى بِها دَيّارِ |
|
عِش ما تَشاءُ فَإنّ غايَتَك الرَدى | |
|
| يَبلى الزَمان وَتَذهَب الأَعمارُ |
|
فَاِحذَر مُسالَمَةَ الزَمان وَأَمنَه | |
|
| إِنّ الزَمان بِأَهلهِ غَدّارُ |
|
وَاِنظُر إِلى الأُمَراء قَد سَكَنوا الثَرى | |
|
| وَعَلَيهم كَأسُ المنونِ تُدارِ |
|
قَد وُسّدُوا بَعدَ الحَرير جَنادِلاً | |
|
| وَمِنَ اللُحود عَلَيهم أَستارُ |
|
مُنِعوا القِبابَ وَأُسكِنوا بَطن الثَرى | |
|
| حَكمت بِذاك عَلَيهم الأَقدارُ |
|
لَم تَنفَع الجُردُ الجِياد وَلا القَنا | |
|
| يَومَ الرَدى وَالعَسكَرُ الجَرّارُ |
|
في مَوت عَبد الواحد الملِك الرّضى | |
|
| لِجَميع أَملاك الوَرى إِنذارُ |
|
أَن لَيسَ يَبقى في المُلوك مُمَلّك | |
|
| إِلّا أَتَته مَنيّةٌ وَبَوارُ |
|
نادَيتُهُ وَالحُزن خامرَ مُهجَتي | |
|
| وَالقَلبُ فيهِ لَوعةٌ وَأوارُ |
|
يا مَن بِبَطن الأَرض أَصبَح آفلاً | |
|
| أَتَغِيبُ في بَطن الثَرى الأَقمارُ |
|
إِنّ الَّذين عَهدتَ صَفوَ وِدادهم | |
|
| هَل فيهمُ بَعدَ الرَدى لَكَ جارُ |
|
تَرَكوكَ في بَطنِ الثَرى وَتَشاغَلوا | |
|
| بِعُلاً سِواك فَعُرفُهُم إِنكارُ |
|
لَمّا وَقَفتُ بِقَبره مُتَرَحّماً | |
|
| بانَ العَزاءُ وَهاجَني اِستعبارُ |
|
فَبَكَيتُ دَمعاً لَو بَكَت بِمثالهِ | |
|
| غُرّ السَحائب لَم تَكُن أَمطارُ |
|
يا زائِريهِ اِستَغفِروا لِمَليكِكم | |
|
| ملكَ المُلوك فَإِنَّهُ غَفّارُ |
|