وَعَدَ الزِيارَةَ طَرفُهُ المُتَمَلِّقُ | |
|
| وَتَلافُ قَلبي مِن جُفونٍ تَنطِقُ |
|
إِنّي لَأَهوى الحُسنَ حَيثُ وَجَدتُهُ | |
|
| وَأَهيمُ بِالقَدِّ الرَشيقِ وَأَعشَقُ |
|
وَبَلِيَّتي كَفَلٌ عَلَيهِ ذُؤابَةٌ | |
|
| مِثلُ الكَثيبِ عَلَيهِ صِلٌّ مُطرِقُ |
|
ياعاذِلي أَنا مَن سَمِعتَ حَديثَهُ | |
|
| فَعَساكَ تَحنو أَو لَعَلَّكَ تَرفُقُ |
|
لَو كُنتَ مِنّا حَيثُ تَسمَعُ أَو تَرى | |
|
| لَرَأَيتَ ثَوبَ الصَبرِ كَيفَ يُمَزَّقُ |
|
وَرَأَيتَ أَلطَفَ عاشِقَينِ تَشاكَيا | |
|
| وَعَجِبتَ مِمَّن لا يُحِبُّ وَيَعشَقُ |
|
أَيَسومُني العُذّالُ عَنهُ تَصَبُّراً | |
|
| وَحَياتِهِ قَلبي أَرَقُّ وَأَشفَقُ |
|
إِن عَنَّفوا أَو خَوَّفوا أَو سَوَّفوا | |
|
| لا أَنثَني لا أَنتَهي لا أَفرَقُ |
|
أَبَداً أَزيدُ مَعَ الوِصالِ تَلَهُّفاً | |
|
| كَالعِقدِ في جيدِ المَليحَةِ يَقلَقُ |
|
وَيَزيدُني تَلَفاً فَأَذكُرُ فِعلَهُ | |
|
| كَالمِسكِ تَسحَقُهُ الأَكُفُّ فَيَعبَقُ |
|
يا قاتِلي إِنّي عَلَيكَ لَمُشفِقٌ | |
|
| يا هاجِري إِنّي إِلَيكَ لَشَيِّقُ |
|
وَأَذاعَ أَنّي قَد سَلَوتُكَ مَعشَرٌ | |
|
| يا رَبِّ لا عاشوا لِذاكَ وَلا بَقوا |
|
ما أَطمَعَ العُذّالَ إِلّا أَنَّني | |
|
| خَوفاً عَلَيكَ إِلَيهِمُ أَتَمَلَّقُ |
|
وَإِذا وَعَدتُ الطَرفَ فيكَ بَهجَعَةٍ | |
|
| فَاِشهَد عَلَيَّ بِأَنَّني لاءَصدُقُ |
|
فَعَلامَ قَلبُكَ لَيسَ بِالقَلبِ الَّذي | |
|
| قَد كانَ لِيَ مِنهُ المُحِبُّ المُشفِقُ |
|
وَأَظُنُّ خَدَّكَ شامِتاً بِفِراقِنا | |
|
| فَلَقَد نَظَرتُ إِلَيهِ وَهوَ مُخَلَّقُ |
|
وَلَقَد سَعَيتُ إِلى العَلاءِ بِهِمَّةٍ | |
|
| تَقضي لِسَعيِي أَنَّهُ لايُلحَقُ |
|
وَسَرَيتُ في لَيلٍ كَأَنَّ نُجومَهُ | |
|
| مِن فَرطِ غيرَتِها إِلَيَّ تُحَدِّقُ |
|
حَتّى وَصَلتُ سُرادِقَ المَلِكِ الَّذي | |
|
| تَقِفُ المُلوكُ بِبابِهِ تَستَرزِقُ |
|
وَوَقَفتُ مِن مَلِكِ الزَمانِ بِمَوقِفٍ | |
|
| أَلفَيتُ قَلبَ الدَهرِ فيهِ يَخفِقُ |
|
فَإِلَيكَ يا نَجمَ السَماءِ فَإِنَّني | |
|
| قَد لاحَ نَجمُ الدينِ لي يَتَأَلَّقُ |
|
الصالِحُ المَلِكُ الَّذي لِزَمانِهِ | |
|
| حُسنٌ يَتيهُ بِهِ الزَمانُ وَرَونَقُ |
|
مَلِكٌ يُحَدِّثُ عَن أَبيهِ وَجَدِّهِ | |
|
| سَنَدٌ لَعَمرُكَ في العُلى لايُلحَقُ |
|
سَجَدَت لَهُ حَتّى العُيونُ مَهابَةً | |
|
| أَوَما تَراها حينَ يُقبِلُ تُطرِقُ |
|
رَحبُ الجَنابِ خَصيبَةٌ أَكنافُهُ | |
|
| فَلَكَم سَديرٌ عِندَها وَخَوَرنَقُ |
|
فَالعَيشُ إِلّا في ذَراهُ مُنَكَّدٌ | |
|
| وَالرِزقُ إِلّا مِن يَدَيهِ مُضَيَّقُ |
|
ياعِزَّ مَن أَضحى إِلَيهِ يَنتَمي | |
|
| وَعُلوَّ مَن أَمسى بِهِ يَتَعَلَّقُ |
|
أَقسَمتُ ما الصُنعُ الجَميلُ تَصَنُّعٌ | |
|
| فيهِ وَلا الخُلُقُ الكَريمُ تَخَلُّقُ |
|
يَدعو الوُفودَ لِمالِهِ فَكَأَنَّما | |
|
| يَدعو عَلَيهِ فَشَملُهُ يَتَفَرَّقُ |
|
أَبَداً تَحِنُّ إِلى الطِرادِ جِيادُهُ | |
|
| فَلَها إِلَيهِ تَشَوُّفٌ وَتَشَوُّقُ |
|
يُبدي لَسَطوَتِهِ الخَميسُ تَطَرُّباً | |
|
| فَالسُمرُ تَرقُصُ وَالسُيوفُ تُصَفِّقُ |
|
في طَيِّ لامَتِهِ هِزبَرٌ باسِلٌ | |
|
| تَحتَ العَريكَةِ مِنهُ بَدرٌ مُشرِقُ |
|
يُروي القَنا بِدَمِ الأَعادي في الوَغى | |
|
| فَلِذاكَ تُثمِرُ بِالرُؤوسِ وَتورِقُ |
|
يَمضي فَيَقدُمُ جَيشَهُ مِن هَيبَةٍ | |
|
| جَيشٌ يَغُصُّ بِهِ الزَمانُ وَيَشرَقُ |
|
مَلَأَ القُلوبَ مَهابَةً وَمَحَبَّةً | |
|
| فَالبَأسُ يُرهَبُ وَالمَكارِمُ تُعشَقُ |
|
سَتَجوبُ آفاقَ البِلادِ جِيادُهُ | |
|
| وَيُرى لَهُ في كُلِّ فَجٍّ فَيلَقُ |
|
لَبَّيكَ يا مَن لا مَرَدَّ لِأَمرِهِ | |
|
| وَإِذا دَعا العَيّوقُ لا يَتَعَوَّقُ |
|
لَبَّيكَ يا خَيرَ المُلوكِ بِأَسرِهِم | |
|
| وَأَعَزَّ مَن تُحدى إِلَيهِ الأَينُقُ |
|
لَبَّيكَ أَلفاً أَيُّها المَلِكُ الَّذي | |
|
| جَمَعَ القُلوبَ نَوالُهُ المُتَفَرِّقُ |
|
وَعَدَلتَ حَتّى مابِها مُتَظَلِّمٌ | |
|
| وَأَنَلتَ حَتّى مابِها مُستَرزِقُ |
|
أَنا مَن دَعَوتَ وَقَد أَجابَكَ مُسرِعاً | |
|
| هَذا الثَناءُ لَهُ وَهذا المَنطِقُ |
|
أَلفَيتُ سوقاً لِلمَكارِمِ وَالعُلى | |
|
| فَعَلِمتُ أَنَّ الفَضلَ فيهِ يَنفُقُ |
|
يا مَن إِذا وَعَدَ المُنى قُصّادَهُ | |
|
| قالَت مَواهِبُهُ يَقولُ وَيَصدُقُ |
|
يا مَن رَفَضتُ الناسَ حينَ لَقيتُهُ | |
|
| حَتّى ظَنَنتُ بَأَنَّهُم لَم يُخلَقوا |
|
قَيَّدتُ في مِصرٍ إِلَيكَ رَكائِبي | |
|
| غَيري يُغَرِّبُ تارَةً وَيُشرِقُ |
|
وَحَلَلتُ عِندَكَ إِذ حَلَلتُ بِمَعقِلٍ | |
|
| يُلقى لَدَيهِ مارِدٌ وَالأَبلَقُ |
|
وَتَيَقَّنَ الأَقوامُ أَنِّيَ بَعدَها | |
|
| أَبَداً إِلى رُتَبِ العُلى لا أَسبِقُ |
|
فَرُزِقتُ مالَم يُرزَقوا وَنَطَقتُ ما | |
|
| لَم يَنطِقوا وَلَحِقتُ مالَم يَلحَقوا |
|