مِنْ سِحْرِ طَرْفِكِ أمْ من جِيدِكِ الحَالِي | |
|
| قَدْ حِرْتُ مَا بَيْنَ نَظَّام وَغَزَّالِ |
|
يَا حَبَّذَا فِي الهَوَى وَجْدٌ أكَابِدُهُ | |
|
| مِنْ جَوْهَرِ الثَّغْرِ أوْ مِنْ عَنْبَرِ الخَالِ |
|
رُوحِي فِدَاؤُكِ مِنْ بَدْر مَحَاسِنُهُ | |
|
| قَدْ نَاسَبَتْ بَيْنَ أسْمَاء وَأفْعَالِ |
|
أهْلَكْتَ قَلْبِي بِأنْوَاعِ الغَرَامِ وَقَدْ | |
|
| مَلَكْتَهُ فَارْعَ حِفْظَ المَالِ يَا مَالِي |
|
كَحَّلْتَ عَيْنِي بِلَيْلِ السُّهْدِ فَاتَّصَلَتْ | |
|
| مَسَافَةُ البُعْدِ يَا عَيْنِي بِأمْيَالِ |
|
رُحْمَاكَ رُحْمَاكَ بِالصَّبّ الكثيبِ فَكَمْ | |
|
| لَهُ بِصَدّكَ مِنْ أهْوَالِ أهْوَالِ |
|
مَا ضَرَّ نَاظِرُ جَفْنَيْكَ التِي كُسِرَتْ | |
|
| أنْ لَوْ غَداً نَاظِراً بِالخَيْرِ في حَالِي |
|
أفْدِيهِ مِنْ نَاظِرٍ مَاضِي الوِلاَيَةِ بَلْ | |
|
| وَاحَرَّ قَلْبَاهُ مِنْ ذَا النَّاظِرِ الوَالِي |
|
ظَبْيٌ بِمَبْسَمِهِ الزَّاهِي وَمَعْطَفِهِ | |
|
| جَانَسْتُ مَا بَيْنَ مَعْسُول وَعَسَّالِ |
|
مُكَمَّلُ الحُسْنِ مَا لاَحَتْ مَحَاسِنُهُ | |
|
| إلاَّ انْجَلَى لَيْلُ إشْكَال بِأشْكَالِ |
|
مَنْ لِي بِه أهْيَفٌ سَاجِي اللِّحَاظِ لَهُ | |
|
| مَيْلٌ وَلَكِنْ إلى تَسْوِيفِ آمَالِي |
|
نَادَيْتُهُ يَا غَزَالاً جَلَّ عَنْ شَبَه | |
|
| مَا كُفْءُ جِيدِكَ إلاَّ عِقْدُ أغْزَالِي |
|
أخْلَصْتُ حَبِّي لَهُ مِنْ بَعْدِ مَعْرِفَتِي | |
|
| بِأنَّ حَظِّيَ مِنْهُ حَظُّ إقْلاَلِ |
|
وَعَاذِل رَامَ يُسْلِينِي فَقُلْتُ لَهُ | |
|
| مَا عَذْلُ مِثْلِكَ يُسْلَى عَنْهُ أمْثَالِي |
|
إنَّ المَحَبَّةَ لِلأهْوَاءِ قَائِدَةٌ | |
|
| وَلِلْهَوَى خَطَرَاتٌ ذَاتُ إرْقَالِ |
|
صُمَّتْ عَنِ العَذْلِ آذَانِي بِهِ فَلِذَا | |
|
| قَدْ أرْغَم اللَّهُ فِيهِ أنْفَ عُذَّالِي |
|
لَيْتَ الثُّغُورَ جَلَتْ بَرْقاً لَهُمْ فَرَأوْا | |
|
| سَحَابَ دَمْع عَلَى الخَدَّيْنِ هَطَّالِ |
|
حَسْبِي وَحَسْبِي الهَوَى أنِّي فَنَيْتُ به | |
|
| أرْجُو البَقَاءَ بِأوْجَاع وَأوْجَالِ |
|
آيَاتُ أوْصَافِهِ أمْ خَمْرُ رِيَقتِهِ | |
|
| تُتَلَى عَلَّي بِألْحَان وَتُجْلَى لِي |
|
أمْ مِنْ رَحِيقِ رُضَاب ألْعَسٍ شَبِمٍ | |
|
| تُمْلاَ كُؤُوسِي بِرَاحَاتٍ وَتُسْقَى لِي |
|
أذَابَ جِسْمِي بِنَارِ الهَجْرِ ثُمَّ قَلَى | |
|
| قَلْبِي وَقَالَ نَعَمْ هَذَا هُوَ القَالِي |
|
وَرَامَ يَشْرِي بِغَالِي الهَجْرِ أنْفُسَنَا | |
|
| رُخْصاً فَأشْرَى رَخِيصَ النَّفْسِ بِالغَالِي |
|
قَدْ ضِعْتُ فِي حُبِّهِ لَمَّا مَلأتُ حَشَا | |
|
| قَلْبِي بِأوْصَابِهِ يَا ضَيْعَةَ الْمَالِ |
|
إنْ كُنْتَ تَقْضِي بِمُرّ الصَّدَ يَا أمَلِي | |
|
| فَشَاهِدُ الحُسْنِ بِالإحْسَانِ حَلَّى لِي |
|
أوْ كَانَ لِي أمَلٌ بِالصَّبْرِ عَنْكَ فَلاَ | |
|
| بُلِّغْتُ مِنْ نِعَمِ المَسْعُودِ آمَالِي |
|
المَانِحُ الجُودَ لاَ رَدْعاً لِسَائِلِهِ | |
|
| المَانِعُ الجَارَ لاَ خَوْفاً لأقْيَالِ |
|
مَا خَالَفَتْهُ بُدُورُ التَّمّ فِي شَبَهٍ | |
|
| إلاّ لِتَقْصِيرهَا عَنْ مَجْدِهِ العالِي |
|
طَوْدُ المكَارِمِ جَلَّى كُلَّ دَاجِيةٍ | |
|
| بِعَزْمَةٍ أرْغَمَتْ آنَافَ أشَكَالِ |
|
لَيْثٌ إذَا أمْطَرَتْ مَوْتاً قَوَاضِبُهُ | |
|
| حَسِبْتَهَا سُحُباً سَحَّتْ عَلَى الضَّالِ |
|
مُبَرْقِعُ الخَيْلِ بِالبِيضِ الحِدَادِ إذَا | |
|
| هَاجَ الهِيَاجُ باطلاب وَأبْطَالِ |
|
وَمُصْدِرُ البِيضِ حُمْراً مِنْ دِمَائِهمُ | |
|
| وَجاعِلُ الهَامِ أغْمَاداً لأوْصَالِ |
|
أسْمَى حُرُوفِ المَعَانِي فِيهِ وَاضِحَةٌ | |
|
| وَكُلُّ عَالٍ سِوَاهُ حَرْفُ إعْلاَلِ |
|
صَحَّتْ وِلاَيَةُ أقْلاَمٍ بِرَاحَتِهِ | |
|
| فَقَسَّمَتْ بَيْنَ أرْزَاقٍ وَآجَالِ |
|
قَامَتْ بِشُكْرِ وَلِلْبَارِي بِهِ سَجَدَتْ | |
|
| تُلاَزِمُ الخَمْسَ أفْضَالاً لأفْضَالِ |
|
يَا قُلْ لِحَاسِدِهِ المَغْرُورِ مُتْ كَمَداً | |
|
| ذَاكَ الجَنَابُ فَلاَ يُصْدَعْ بِزَلْزَالِ |
|
كَهْفٌ تَعَالَى عَلَى العَلْيَاء مَجْلِسُهُ | |
|
| فَكَاتَبَتْهُ العُلاَ بِالْمَجْلِسِ العَالِي |
|
لَوْ طَاوَلَتْهُ النُّجُومُ الزُّهْرُ مَا بَلَغَتْ | |
|
| مِنْ نَسْرِ عَلْيَاهُ إلاَّ تُرْبَ أنْعَالِ |
|
كَافٍ لِكُلّ مُلِمّ لاَ يَقُومُ بِهِ | |
|
| إلاَّ بِغَيْثِ نَدَاهُ عِنْدَ إمْحَالِ |
|
وَنَاصِرٌ ثَرْوَتِي حَتَّى تَغَلَّبَهَا | |
|
| أخُو اللَّيالَي عَلَى عِسْرٍ وَإقْلاَلِ |
|
لَمْ أجْرِ غَايَةَ فِكْرِي فِيهِ في صِفَةٍ | |
|
| إلاَّ وَجَدْتُ مَدَاهَا غَايَةَ القَالِ |
|
يَابْنَ الكِرَامِ الذِي قَامَتْ مَكَارِمُهُمْ | |
|
| هَلْ أنْتَ مُصْغٍ لِمَا تُلْقِيهِ أقْوَالِي |
|
مَا أنْتَ إلاَّ إمَامُ المَجْدِ قَدْ عُقِدَتْ | |
|
| عَلَيْكَ آرَاءُ إجْمَاعٍ وَإجْمَالِ |
|
كَأنَّ أهْلَ العُلاَ جِسْمٌ وَأنْتَ لَهُمْ | |
|
| هَامٌ يُتَوَّجُ فِي العَلْيَا بِإجْلاَلِ |
|
إنْ كُنْتَ فِي الوَقْتِ قَدْ وَافَيْتَ آخِرَهُمْ | |
|
| فَإنَّكَ البَدْرُ وَافَى عِنْدَ إكْمَالِ |
|
لَمَّا وَزَنْتُ بِكَ الدُّنْيَا فَمِلْتَ بِهَا | |
|
| يَا مُنْتَهَى الجُودِ قَدْ حَقَقْتَ آمالِي |
|
لَوْلاَ غَمَامُ نَدَى أيْدِيكَ يُمْطِرُنَا | |
|
| لأصْبَحَ الجُود فِينَا كَاسِفَ البَالِ |
|
لأشْكُرَنَّكَ إنَّ الشُّكْرَ نَائِلُهُ | |
|
| أبْقَى عَلَى حَالِهِ مِنْ نَائِلِ المَالِ |
|
فَارْقَ المَعَالِيَ مَخْدُوماً بِأرْبَعَةٍ | |
|
| عِزّ وَجَاهٍ وَإيثَارٍ وَإقْبَالِ |
|
وَاسْمَعْ مُنَظَّمَةَ الأسْلاَكِ جَوْهَرُهَا | |
|
| أزْرَتْ غَرَابَتُهُ بِالعَاطِلِ الحَالِي |
|
حُورِيَّةٌ مِنْ جِنَانِ الفِكْرِ مَا عُرْفَتْ | |
|
| فِينَا بِنَسْبَةِ خَرَّاطٍ وَقَفَّالِ |
|
إنْ لمْ تَكُنْ صَنْعَةَ الأعْشَى فَصَانِعُهَا | |
|
| يَرْوِي عَنِ ابْنِ هلاَلٍ صُنعَ لآَّلِ |
|
فَدُمْ بِحَمْدٍ وَآلاَءٍ مَلأتَ بِهَا | |
|
| جِهَاتِيَ السِّتّ مِنّ فَضْلٍ وَإفْضَالِ |
|
كَالنَّجْمِ لاَ زِلْتَ بَلْ كَالبَدْرِ في شَرفٍ | |
|
| نُوراً لِمُقْتَبِسٍ رُشْداً لِضُلاَّلِ |
|