إلى نَخْلَتِي المراكشيّة وقد أفَلَتْ ذَاتَ ضُحًى حَامِلَةً معها تَمْرَهَا وخَمْرَهَا..تارِكَةً لقلبي جَمْرَ التشظّي وغَيَابَاتِ الغياب |
أَمْسَيْتُ في سَاحِ الغَرَامِ قَتِيلاَ | |
|
| وَغَدَا دَمِي عِنْدَ الْمِلاَحِ حَلِيلاَ |
|
مَا عُدْتُ أَدْرِي أيُّ سَهْمٍ غَالَني | |
|
| أسْرَى بقَلْبِي واصْطَفَاهُ خَلِيلاَ |
|
فَأَرَاهُ من آيَاتِ عِشْقٍ مَا أَرَى | |
|
| وَرَوَاهُ بِالْكَأْسِ الدِّهَاقِ شَمُولاَ |
|
وَرَمَاهُ في وَادِي المواجِدِ مُدْنَفًا | |
|
| لاَ سَائِلاً يُرْجَى ولاَ مَسْؤُولاَ |
|
يَا سِحْرَهَا سَجَّرْتَ في قَلْبي الضِّرَا | |
|
| مَ وَسُقْتَني لِسَعِيرِهَا مَكْبُولاَ |
|
مَا حِيلَتي وَالْجَمْرُ يَلْذَعُ مُهْجَتي | |
|
| وَيَخُطُّ فيها لِلْهَلاَكِ سَبِيلاَ؟ |
|
مَا حِيلَتي وَالعِشْقُ أَصْبَحَ آسِرِي | |
|
| وَلَهُ الحَنَايَا ذُلّلَتْ تَذْلِيلاَ؟ |
|
يَا طَرْفَهَا المكْحُولَ ياوِرْدَ الرَّدَى | |
|
| الْمَعْسُولِ يا إِصْلِيتَهُ الْمَسْلُولاَ |
|
مَنَّيْتَني فَسَطَرْتَ في لَوْحِ الغَرَا | |
|
| مِ مَنِيَّتي.. يَا طَرْفَهَا الْمَكْحُولاَ |
|
وتَرَكْتَ قَلْبِي لِلَّوَاعِجِ قِبْلَةً | |
|
| وجَعَلْتَ دَمْعِي وِرْدَهَا الْمَعْلُولاَ |
|
ماذا لَوَ انَّكَ قَدْ جَعَلْتَ لعَاشِقِي | |
|
| كَ بِظِلِّ هُدْبِكَ جَنَّةً ومَقِيلاَ؟ |
|
وَأَبَحْتَهُمْ أوْرَادَ كُحْلِكَ جَهْرَةً | |
|
| فَيُرَتِّلُونَ حَدِيثَهَا تَرْتِيلاَ؟ |
|
ورَمقْتَ حِبَّكَ ذا الصَّرِيعَ بِنَظْرَةٍ | |
|
| تُحْيِي مُنَاهُ وتَبْعَثُ الْمَأْمُولاَ؟ |
|
أَوّاهُ يا طَيْرًا يُنَقِّرُ من فُؤَادِ | |
|
| ي حَبَّهُ وشِغَافَهُ الْمَتْبُولاَ |
|
ويَرَى بِجَمْرِ القلب أَطْيَبَ تَمْرِهِ | |
|
| ويَرَى احْتِرَاقي في الضُّحَى قِنْدِيلاَ |
|
ويصُوغُ من شِرْيَانِ قَلْبي في هَوَا | |
|
| هُ قَيَاثِرًا ومن الوَجِيبِ هَدِيلاَ |
|
ويَقَرُّ بين جَوَانِحِي وخَوَاطِرِي | |
|
| سُهْدًا يُسَافِرُ في رُؤَايَ طَوِيلاَ |
|
يا ثَغْرَهَا المنظُومَ من سِفْرِ اللَّظَى | |
|
| أنْشُودَةً وعَلَى العَذَابِ دَلِيلاَ |
|
هَلاَّ تَبُوحُ بِبَعْضِ ما كتَمَ الفُؤَا | |
|
| دُ مِنَ الجَوَى وتَخُطُّهُ تَقْبِيلاَ |
|
شَهِدَتْ عَلَيْكَ جَوَارِحٌ أضْنَيْتَهُ | |
|
| نَّ تَكَتُّمًا وتَأوُّهًا ونُحُولاَ |
|
بَوْحُ الجَوَارِحِ في الْمَحَبَّةِ حُجَّةٌ | |
|
| وَحَدِيثُهُنَّ الصِّدْقُ أَقْوَمُ قِيلاَ |
|
الْحُبُّ أظْهَرُ من خِدَاعِ تَأَوُّلٍ | |
|
| فِقْهُ الهَوَى لا يَعْرِفُ التَّأْوِيلاَ |
|
فَاصْدَعْ بِأَمْرِ الحُبِّ في حَرَمِ الهوى | |
|
| وَدَعِ التَّصَوُّنَ في الغَرَامِ قَلِيلاَ |
|
مَا كَانَ أعْذَبَ أن تَبُوحَ بِكِلْمَةٍ | |
|
| هِيَ للحَيَاةِ حَيَاتُهَا تَمْثِيلاَ |
|
ما كانَ أَشْهَى أن يَكُونَ مِزَاجُهَا | |
|
| مِسْكًا بِرِيقِكَ كَوْثرًا مَعْسُولاَ |
|
قُلْهَا أُحِبُّكَ وَاظْفَرَنَّ بأجْرِهَا | |
|
| عِشْقًا طَهُورًا دائِمًا مَوْصُولاَ |
|
قُلْهَا وأَعْتِقْهَا جَوًى فلأنتَ مَعْ | |
|
| تُوقٌ بِهَا ومُتَوَّجٌ إكْلِيلاَ |
|
الإثْمُ كُلُّ الإثْمِ وَأْدُ مشَاعِرٍ | |
|
| في جُبِّ صَمْتِكَ مَا رَوَيْنَ غَلِيلاَ |
|
صَدْيَانَةً تَصْلَى لظَاكَ وتَرْتَجِي | |
|
| أبَدًا لِمُزْنِ البَوْحِ مِنْكَ هُمُولاَ |
|
يا قَلْبَهَا الْمَحْجُوبَ بين أضالعٍ | |
|
| وَلْهَى الوَجِيبِ يُمَارِسُ التَّبْتِيلاَ |
|
لَهْفِي عَلَيْكَ من الحَنِينِ مُضَرَّمًا | |
|
| وَالشَّوْقِ مُحْتَفِرًا بِجَوْفِكَ نِيلاَ |
|
تُبْدِي صُدُودًا والفُؤَادُ مُهَيَّمٌ | |
|
| وتَرُومُ صَبْرًا عَنْ هَوَاكَ جَمِيلاَ |
|
أَنَّى لِصَبٍّ أن يُغَالِبَ عِشْقَهُ | |
|
| ويَرَى لِرَأْيِ العَاذِلِيهِ قَبُولاَ؟ |
|
أَنَّى لِقَلْب أَنْ يُذَبِّحَ نَبْضَهُ | |
|
| ويُرَى لأَنْفُسِ عاشِقِيهِ قَتُولاَ؟ |
|
قَلْبِي فِدَاؤُكَ يَا حَبِيبُ ومُهْجَتي | |
|
| والْعُمْرُ لَوْ تَرْضَى يَكُونُ عَدِيلاَ |
|
إنَّا فُؤَادٌ واحِدٌ ذُو خَافِقَيْ | |
|
| نِ يُحَرَّقَانِ صَبَابَةً وَذُهُولاَ |
|
مُتَعَانِقَانِ على البِعَادِ تَنَاجِيًا | |
|
| مُتَباعِدَانِ مَحِلَّةً وقَبِيلاَ |
|
نَتَقَاسَمُ الأَشْوَاقَ حُرْقَةَ عَاشِقٍ | |
|
| تَرْوِي كِلَيْنَا لَوْعَةً وَعَوِيلاَ |
|
تَهْمِي دُمُوعٌ في سُوَيْدَانَا أسًى | |
|
| وَتَؤُجُّ وَجْدًا بُكْرَةً وَأَصِيلاَ |
|
نَحْيَا جِرَاحًا مفْعَمَاتٍ بالضَّنَى | |
|
| وَنَؤُمُّ أفْقًا غَائمًا مَجْهُولاَ |
|
واللهَ نَرْجُو مِنْ غَوَايَتِنَا هُدًى | |
|
| وَيَخُطُّ فِينَا أَمرَهُ الْمَفْعُولاَ |
|