سَلامٌ عَلى عَهدِ الشَبيبَةِ وَالصِبا | |
|
| وَأَهلاً وَسَهلاً بِالمَشيبِ وَمَرحَبا |
|
وَيا راحِلاً عَنّي رَحَلتَ مُكَرَّماً | |
|
| وَيا نازِلاً عِندي نَزَلتَ مُقَرَّبا |
|
أَأَحبابَنا إِنَّ المَشيبَ لَشارِعٌ | |
|
| لَيَنسَخَ أَحكامَ الصَبابَةِ وَالصِبا |
|
وَفِيَّ مَعَ الشَيبِ المُلِمِّ بَقِيَّةٌ | |
|
| تُجَدِّدُ عِندي هِزَّةً وَتَطَرُّبا |
|
أَحِنُّ إِلَيكُم كُلَّما لاحَ بارِقٌ | |
|
| وَأَسأَلُ عَنكُم كُلَّما هَبَّتِ الصَبا |
|
وَما زالَ وَجهي أَبيَضاً في هَواكُمُ | |
|
| إِلى أَن سَرى ذاكَ البَياضُ فَشَيَّبا |
|
وَلَيسَ مَشيباً ما تَرونَ بِعارِضي | |
|
| فَلا تَمنَعوني أَن أَهيمَ وَأَطرَبا |
|
فَما هُوَ إِلّا نورُ ثَغرٍ لَثَمتُهُ | |
|
| تَعَلَّقَ في أَطرافِ شَعري فَأَلهَبا |
|
وَأَعجَبَني التَجنيسُ بَيني وَبَينَهُ | |
|
| فَلَمّا تَبَدّى أَشنَباً رُحتُ أَشيَبا |
|
وَهَيفاءَ بَيضاءُ التَرائِبِ أَبصَرَت | |
|
| مَشيبي فَأَبدَت رَوعَةً وَتَعَجُّبا |
|
جَنَت لِيَ هَذا الشَيبَ ثُمَّ تَجَنَّبَت | |
|
| فَواحَرَبا مِمَّن جَنى وَتَجَنَّبا |
|
تَناسَبَ خَدّي في البَياضِ وَخَدُّها | |
|
| وَلَو دامَ مُسوَدّاً لَقَد كانَ أَنسَبا |
|
وَإِنّي وَإِن هَزَّ الغَرامُ مَعاطِفي | |
|
| لَآبى الدَنايا نَخوَةً وَتَعَرُّبا |
|
أَتيهُ عَلى كُلِّ الأَنامِ نَزاهَةً | |
|
| وَأَشمَخُ إِلّا لِلصَديقِ تَأَدُّبا |
|
وَإِن قُلتُمُ أَهوى الرَبابَ وَزَينَباً | |
|
| صَدَقتُم سَلوا عَنّي الرَبابَ وَزَينَبا |
|
وَلَكِن فَتىً قَد نالَ فَضلَ بَلاغَةٍ | |
|
| تَلَعَّبَ فيها بِالكَلامِ تَلَعُّبا |
|