أقُولُ والفُلكُ تَجري بالشِّراعَينِ | |
|
| في لَيلةٍ لَم تَرَ فيها الكَرى عَيني |
|
يا ليلةً بات للنَّسرِينِ أوَّلُهَا | |
|
| أرنُو بطرفي وآخِرهَا الذراعينِ |
|
في آخرِ الكوسِ أولَ الليلِ تَنظُرُهُ | |
|
| وَأوَّلَ الكُوسِ بالفَجرِ القِرانَينِ |
|
ما ذاكَ إلاّ لِجَري الفُلكِ بينَهُمَا | |
|
| والجوشُ يَجذُبُها بينَ السِّماكَينِ |
|
في النَّجمِ أجري وبَحري في النُّجُومِ يُرَى | |
|
| قَبلَ القِيَاسِ بِحَيزِ القَلبِ والعَينِ |
|
لِحَاظُ عَيني قَد حَالَت سِوَى مُقَلي | |
|
| بالرِّيحِ والبَرقِ إذ يَرقَى الجَنَابَينِ |
|
ريحُ الدَّبُورِ وأبرَاقُ الجنوبِ على | |
|
| قَفرَاءَ يَسكُنُهَا سودُ الجناحَينِ |
|
وأزرَقُ الظَّهرِ مكحولٌ أواخِرُهُ | |
|
| من لُبسِهِ ريشَتَانِ كالنِّصابَينِ |
|
حيتانُهَا كلُّ وثَّابٍ لصيدَتِهِ | |
|
| يُريكَ من لَبسِهِ في الصيدِ لَونَينِ |
|
خَطرتُ فيهَا زماناً لَم أكُن فَشِلاً | |
|
| بالحَزمِ والعَزمِ رُبَّانَ الجهازَينِ |
|
وَأهتَدِي بِقِياسَاتٍ أصولُ بِهَا | |
|
| في كلِّ قَيدٍ وَمَقيُوسٍ بِعَضدينِ |
|
تَعَجَّبَ الناسُ مِنَهَا إن كَتَبتُ بِهَا | |
|
| على النِّهَازِ بِحَيزِ الليل سَطرَينِ |
|
إن قَاسَهَا ضِلٌ قَد ضاعَت بصيرتُهُ | |
|
| أهدَت بَصيرَتَهُ في خيرِ نَجمَينِ |
|
إليكَ فَآفعَل بِهَا في البَحرِ وآدعُ لَنَا | |
|
| كَمَا يَليقُ بأصلَيكَ الكريمَينِ |
|
قَيِّد سُهَيلاً مديماً أربَعاً كَمُلَت | |
|
| وَدَرِّجِ الضفدعَ الأولَ بِلا مَينِ |
|
تَراهُ إحدى عَشَر في دارِ زَينَتِهِ | |
|
| والشِّحرِ تسعاً فَذَا صُبعٌ بصُبعَينِ |
|
وَسَاجِرٍ سَبعَةً والحوتُ يُشبهُهُ | |
|
| خَمسٌ وَزَيِّدَهَا من بَعدُ إثنَينِ |
|
حتَّى إذا جيتَ يوماً أرضَ سَوقَرةٍ | |
|
| تقيسُ حُوتَكَ دَوماً بالذِّرَاعَينِ |
|
وَقِس ثَمَانٍ ونصفاً أرضَ سوقرةٍ | |
|
| تَجِد سُهَيلاً على التَّقيِيد صُبعَينِ |
|
قَيَّد سُهيلاً ثلاثاً يا همامُ وَقِس | |
|
| للحُوتِ سَبعاً يَجينَ بالدَّوَامينِ |
|
خُذها ثلاثَ قُيُودٍ وَافِقَاتٍ لَهُ | |
|
| بِهَيرَوَانٍ لِكَفِّ الحَتفِ والحَينِ |
|
وَدرِّجِ الكلَّ فالحوتُ يَصِحُّ بِهَا | |
|
| ولي بذا غَرَضٌ أقضي بِهِ دَيني |
|
قَصدِي يكونُ بِراسِ الحَدِّ مُرتَفِعاً | |
|
| يُقَاسُ خُذ وَصفَهُ لا رُعتَ بالبَينِ |
|
نجمُ فريدٌ يُسَمَّى الحوتَ مُشتَهِراً | |
|
| بالضِّفدَعِ الأوَّلِ المُسمَى بِإسمَينِ |
|
وَقِيلَ إنَّ لَهُ إسمَينِ غيرَهُمَا | |
|
| أواخِرُ الماءِ بَل فَردُ الظَّلِيمَينِ |
|
يُرسَم على كُلِّ إسطِرلابِ مُجتَنِبٍ | |
|
| في خَنِّ عَقرَبِكُم ما بَينَ قَوسَينِ |
|
قُدَّامَهُ في غُروبٍ سَهمُ قَوسِكُمُ | |
|
| وَفوقَهُ خَمسَةٌ كالقَوسِ في العَينِ |
|
ومِن إشارَتِه في القُربِ مِنهُ على | |
|
| مِقدَارِ إصبع نَجمَينِ صَغيرَينِ |
|
يَتلُو السَّعُودَاتِ في غَربٍ وَمَشرِقِهِ | |
|
| كَذَاكَ أوصَافُهُ يا طَالِبَ الدِّينِ |
|
هذا القياسُ إذا ما السلِّبَارُ مَضَى | |
|
| ربعاً ولَم يَبقَ فوقَ الماءِ نَسرَينِ |
|
وَيستَوِي عِندَ هذا السلِّبارُ مَعَا | |
|
| سُهَيلِ في جُوزَراتٍ ما بِهِ شَينِ |
|
نَظَمتُ دُرّاً فكيفَ الناسُ تَجحَدُهُ | |
|
| قولاً وفعلاً فَلِلَّهِ الكمَالَينِ |
|
تَفعَل بِهِ العُربُ والأعجامُ عَن كَمَلٍ | |
|
| ما بينَهُ السرُّ في قلبي ومَا بيني |
|
إنتَخ عليهِ على دابولَ مُحتَكِماً | |
|
| وبرِّ عالي فَتلقَاهُم نَفِيسَينِ |
|
إذا قياسُهُمُ دَامَانِيِ آستَوَيَا | |
|
| أعبُر إلى الهندِ مِن ذَينِ الخَلِيجَينِ |
|
خليجُ فَارسَ ثُمَّ البَربريُّ هُمَا | |
|
| والكوسُ غامِزُ مِن قَبلِ القِرانينِ |
|
تُسَافِرُ الناسُ من أرضِ الحُصَيبِ بِهِم | |
|
| ويَرجِعُونَ على ذَينِ القياسَينِ |
|
وَمِن محاسِنِهِم إن كانَ قايُسُهُم | |
|
| عَلى الحقيقةِ في بَحرٍ وَبَرَّينِ |
|
فَإن عَمِلتَ بِهِم في الهندِ صحَّ وإن | |
|
| أردتَ في باحَةٍ أو في المَجَازَينِ |
|
أعَمُّ نَفعاً وَأَطرَى مواسِمِهَا | |
|
| مِنَ السُّمَيَّا وَمِن نَجمِ الحِمَارَينِ |
|
وَإن تَقِس ضِفدَعاً عَلاَ بِمَشرِقِهِ | |
|
| على عَدَن في قياسٍ فالظَّليمَينِ |
|
ذُبَّان قَد صحَّ عِندِي في القياسِ بِهِم | |
|
| يَعمَلنَ في الزَّنجِ صُبعاً بصُبعَينِ |
|
إن قِستَ في راسِ مامي أومُقَابلَهُ | |
|
| مِن عَدَنٍ مَاخِراً عِندَ القِرانَينِ |
|
إمضي لتوديعِهِ السَّيلانَ يا أملي | |
|
| وَسِيوُبَادَ فَقِس يا قُرَّةَ العَينِ |
|
لِسُندَبَاري وَجَاوَه ثُمَّ يَرتَفِعُوا | |
|
| عَن الِقيَاسِ فَجَرِّب عَارِفَ المَينِ |
|
وَإن تُقَيِّد ظَلِيماً في الغُروبِ على | |
|
| عَدَن والحوتُ ذُبَّانُ وإثنَينِ |
|
فَقِسه مِن عَدَنٍ والكوسُ أوَّلُهُ | |
|
| إن كُنتَ طالِبَ خَلفَاتٍ وحَصوَينِ |
|
لكن قياسَهُمُ هذا نفيساً تَرَى | |
|
| كَالسِلِّبارِ وَمِجدَافِ السَفَايِينِ |
|
لَم يَبلُغُوا النعشَ من عَاثُورِ ضَيقَتِهِم | |
|
| ولا التَزَوزِي بِنَجمَيهَا الأسيلَينِ |
|
إن جَاكُمُ أحمقٌ قَد غَرَّهُ مَزَنٌ | |
|
| لَهُ لِسانٌ فَنَظمي ذو لِسَانَينِ |
|
هَذِي النجومُ وهذا البحرُ فآختَرِعُوا | |
|
| مِثلي وَإلاَّ فَذَا المَزنُ إلى أينِ |
|
رَدَّت هِدَايُتَها أقوَالَ نَاقِدِهِم | |
|
| كَمَا يُرَدُّ جِدَالٌ بالصَّحِيحَينِ |
|
أثقَلتَ نَفسَكَ يَا مَن ذَمَّهَا سَفَهاً | |
|
| وَصِرتَ أشغَل بِه من ذَاتِ نَحيَينِ |
|
شابَ الذِّراعُ فَقَالوا لِم فَقُلتُ لَهُم | |
|
| شَيبُ ذِرَاعيَ مِن رُقبَا الذِّراعَينِ |
|
يَمضِي الشِّهابُ وَلم تَمضِ مآثرُهُ | |
|
| ما دَامَتِ الفُلكُ تجري في الجَدِيدَينِ |
|
سَمَّيتُهَا لأسودِ البَحرِ فايقَةً | |
|
| تُهدي السبيلَ بنجمينِ عَجيبَينِ |
|
فَصَلِّ يا قياسَ النجمِ الغَريبِ على | |
|
| مُحَمَّدٍ ما تَرامَى الفُلكُ جَنبَينِ |
|