لِمَنْ دِمَنٌ بالرقمتينِ وأطلالُ | |
|
| سقاهنَّ سْحاحٌ مِنَ المزنِ هطّالُ |
|
ديارٌ أمحَّ الدهرُ عنها رسومَها | |
|
| فهنَّ وماعندى مِنَ الصبر أسمالُ |
|
فماليوقد خفَّ القطينُ بأهلِها | |
|
| ولاللمغاني من جوى البينِ اِبلالُ |
|
وقفتُ بها أبكي ومِن نَفَسي ومِن | |
|
| دموعيَ مَنهلُّ عليها ومِنهالُ |
|
وأسألهُا عن أهلِها وأخو الهوى | |
|
| لماثلِ أطلالُِ المنازلِ سآلُ |
|
وقد كانتِ الأوطانُ يصبيكَ أنُسها | |
|
| زمانَ التداني وهي بالغيدِ مِحلالُ |
|
فماطالَ في تلكَ الديارِ بوجرَةٍ | |
|
| وآجالِها للوصلِ منهنَّ آحالُ |
|
سقى الغيثُ منها كلَّ عافٍ وان مضتْ | |
|
| عليه مِنَ الأيامِ والدهرِ أحوالُ |
|
وسَّقى دياراً تُنبتُ الأثلَ أرضُها | |
|
| واِنْ شاقني مِن دونهِ الطلحُ والضالُ |
|
وأسمرَ مامالَ الدلالُ بقدِّهِ | |
|
| مِنَ التيهِ اِلاّغار أسمرُعسّالُُ |
|
يروقكَ منه أويروعكَ كلَّما | |
|
| نأى أوتداني طيبُ قربٍ وترَحالُ |
|
ففي الثغرِ نَبّاذٌ تضُّوعَ خمرُه | |
|
| عُقَيبَ الكرى طيباً وفي الجفنِ نبّالُ |
|
وفي حالَتَيْ هجرانهِ ووصالهِ | |
|
| أُراعُ فقلْ لي فيهما كيفَ أحتالُ |
|
وعيسٍ يُناحِلْنَ الأزمَّةَ في البرُى | |
|
| براهنَّ تخويدٌ ووخد واِرقالُ |
|
سفائرُليلٍ بل سفائنُ مهمهِ | |
|
| يُرَفِّعُها طوراً يَخفضُها الآلُ |
|
تمدُّ إلى لمعِ السرابِ رقابَها | |
|
| وقد غرّها فيه مِنَ الماءِ تمِثالُ |
|
وهيهاتَ أن يَروي الهُيامَ زلالُه | |
|
| وقد صفَّقَتْهُ الريحُ أزرقُ سلسالُ |
|
ولماّ رأيتُ السَّربَ تعطو ظباوءه | |
|
| وفي السَّربِ مِعطارٌ مِنَ الحَلْيِ معطالُ |
|
رميتُ بطرفي نحوَ وردةِ خدِّها | |
|
| وأسودِ في الخالِ فانطبعَ الخالُ |
|
فيا نظرةً أهدتْ إلى القلبِ لوعةً | |
|
| وقد ناسَ مِن تلكَ الغدائرِ أصلالُ |
|
ومُنطمِسٍ للعيسٍ والركبِ عندَه | |
|
| حنينٌ على بالي الرسومِ واِعوالُ |
|
اِذا نحنُ ملنا نحوهَ وهوداثرٌ | |
|
| شَجْتنا أمانيُّ تعفَّتْ وآمالُ |
|
وقيدَّنا فيها الحنينُ فلم نُطِقْ | |
|
| بَراحاً وللذكرى قيودٌ وأغلالُ |
|
ولما تبارى الغيثُ في عرصاتِها | |
|
| ودمعي فتَهماعٌ ألثَّ وتهمالُ |
|
قضى الشوقُ للغيثينِ أن مدامعي | |
|
| سيولٌ وأمواه السحائبِ أوشالُ |
|
فواخجلاً للسُّحبِ لمّا تقوَّضتْ | |
|
| وجفني ودمعي لم تَحُلْ بهما الحالُ |
|
اِذ هبَّ معتلُّ النسيمِ عنِ الحمى | |
|
| وشاقتكَ أسحارٌ وراقتكَ آصالُ |
|
وميَّلَ أعطافَ الغصونِ هبوبَهُ | |
|
| كما ماس ميّادُ المهرَّه ميّالُ |
|
فحِّي الحمى عنّي ومَنْ حلَّ بالِحمى | |
|
| غراماً واِنْ ملُّوا هوايَ واِنْ مالوا |
|
فهمْ موضُع الأهواءِ لم يَثنِ عنهمُ | |
|
| وعيدُُ كما ظنَّ الوشاةُ وأهوالُ |
|
ومِن عَجَبٍ أن الفراقَ تسوؤني | |
|
| تصاريفُهُ والقومُ في القلبِ نُزّالُ |
|
فليت جميعَ الناسِ لي في هواهمُ | |
|
| اِذا ذُكروا عندي وشاةٌ وعذّالُ |
|
وما جالَ ذكرُ البينِ والوصلُ مكثبٌ | |
|
| حِذارَ النوى إلا عرتنَي أوجالُ |
|
وصالٌ أخافُ البينِ فيه واِنْ غدتْ | |
|
| تُفطَّعُ منه بالقطيعةِ أوصالُ |
|
لِسرِّي ونارِ الشوقِ ما هبتِ الصَّبا | |
|
| على الدهرِ اِشعالُ يزيدُ واِشغالُ |
|
وللشِّعرِ منَّي أن أحوكَ بديعَهُ | |
|
| لتُوصَفَ غِزلانٌ وتُنشَدُ أغزالُ |
|
وقد زعموا أن المحبَّةَ رشدُها | |
|
| ضلالٌ وهم عندَ المحبينَ ضُلاّلُ |
|