سَقَانِي الْحُبُّ كَاسَاتِ الْوِصَالِ | |
|
| فَقُلْتُ لِخَمْرَتِي نَحْوِي تَعَالِي |
|
سَعتْ وَمَشَتْ لِنحْوِى فِي كُئُوسٍ | |
|
| فَهِمْتُ بِسَكْرَتِي بَيْنَ الْمَوَالِي |
|
وَقُلْتُ لِسَائِرِ الأَقْطَابِ لُمُّوا | |
|
| بِحَانِي وَادْخُلُوا أَنْتُمْ رِجَالِي |
|
وَهِيمُوا وَاشْرَبُوا أَنْتُمْ جُنودِي | |
|
| فَسَاقِي الْقَوْمِ بِالْوَافِي مَلاَلِي |
|
شَرِبْتُمْ فَضْلَتِي مِنْ بَعْدِ سُكْرِي | |
|
| وَلاَ نِلْتُمْ عُلُوِّي وَاتِّصَالِي |
|
مَقَامُكُمُ الْعُلا جَمْعَاً وَلَكِنْ | |
|
| مَقَامِي فَوْقَكُمْ مَا زَالَ عَالِي |
|
أَنَا في حَضْرَةِ التَّقْرِيبِ وَحْدِي | |
|
| يُصَرِّفُنِي وَحَسْبِي ذُو الْجَلاَلِ |
|
أَنَا الْبَازِيُّ أَشْهَبُ كُلِّ شيْخٍ | |
|
| وَمَنْ ذَا فِي المَلاَ أُعْطَي مِثَالِي |
|
دَرَسْتُ الْعِلْمَ حَتَّى صِرْتُ قُطْباً | |
|
| وَنِلْتُ السَّعْدَ مِنْ مَوْلَى الْمَوَالِي |
|
كَسَانِي خِلْعَةً بِطِرَازِ عِزٍّ | |
|
| وَتَوَّجَنِي بِتِيجَانِ الْكَمَالِ |
|
وَأَطْلَعَنِي عَلَى سِرٍّ قَدِيمٍ | |
|
| وَقَلَّدَنِي وَأَعْطَانِي سُؤالِي |
|
وَوَلاَّنِي عَلَى الأَقْطَابِ جَمْعاً | |
|
| فَحُكْمِي نَافِذٌ فِي كُلِّ عَالِي |
|
فَلَوْ أَلْقَيْتُ سِرِّي وَسْطَ نَارٍ | |
|
| لَذَابَتْ وَانْطفَتْ مِنْ سِرِّ حَالِي |
|
وَلَوْ أَلْقَيْتُ سِرِّي فَوْقَ مَيْتٍ | |
|
| لَقَامَ بِقُدْرَةِ الْمَوْلَى سَعَى لِي |
|
وَلَوْ أَلْقَيْتُ سِرِّي فِي جِبَالٍ | |
|
| لَدُكْتُ وَاختَفَتْ بَيْنَ الرِّمَالِ |
|
وَلَوْ أَلقْيتُ سِرِّي فِي بِحَارٍ | |
|
| لَصَارَ الْكُلُّ غَوْراً فِي الزَّوَالِ |
|
وَمَا مِنْهَا شُهُورٌ أَوْ دُهُورٌ | |
|
| تَمُرُّ وَتَنْقَضِي إِلاَّ أَتَى لِي |
|
وَتُخْبِرُنِي بِمَأ يَجْرِي وَيأْتِي | |
|
| وَتُعْلِمُنِي فَأُقْصِرُ عَنْ جِدَالِي |
|
بِلاَدُ اللَّهِ مُلْكِي تَحْتَ حُكْمِي | |
|
| وَوَقْتِي قَبْلَ قَبْلِي قَدْ صَفا لِي |
|
طُبُولِي فِي السَّمَا والأَرْضِ دَقَّتْ | |
|
| وَشَاءُوسُ السَّعَادَةِ قَدْ بَدَا لِي |
|
أَنَا الجِيلانِي مُحْيى الدِّينِ إِسْمِي | |
|
| وَأَعْلاَمِي عَلَى رُؤْسِ الْجبَالِ |
|
أَنَا الحَسَنِيُّ وَالْمخْدَعْ مَقَامِي | |
|
| وَأَقْدَامِي عَلى عُنُقِ الرِّجَالِ |
|
رِجَالٌ خَيَّمُوا فِي حَيِّ لَيْلى | |
|
| وَنَالُوا فِي الْهَوَى أَقْصَى مَنَالِ |
|
رِجَالٌ فِي النَّهارِ لُيُوثُ غَابٍ | |
|
| وَرُهْبَانٌ إِذَا جَنَّ اللَّيَالِي |
|
رِجَالٌ فِي هَوَاجِرِهِمُ صِيَامٌ | |
|
| وَصَوْتُ عَوِيلِهِمْ فِي اللَّيْلِ عَالِي |
|
رِجَالٌ فِي النَّهارِ لُيُوثُ غَابٍ | |
|
| وَرُهْبَانٌ إذَا جَنَّ اللَّيَالِي |
|
رِجَالٌ سَائِحُونَ بِكُلِّ وَادٍ | |
|
| وَفِي الْغَابَاتِ فِي طَلَبِ الْوِصَال |
|
أَلا يَا لِلْرِجَالِ صِلُوا مُحِبّاً | |
|
| لِنَار الْبُعْدِ وَالهِجْرَانِ صَالِ |
|
أَلاَ يَا لِلْرِجَالِ قُتِلْتُ ظُلْماً | |
|
| بِلَحْظٍ قَدْ حَكَى رَشْقَ النِّبَالِ |
|
أَلاَ يَا لِلرِجَالِ خُذُوا بِثَأْرِي | |
|
| فَإِنِّي شَيْخُكُمْ قُطْبُ الْكَمَالِ |
|
أَنَا شَيْخُ الْمَشَايخِ حُزْتُ عِلْماً | |
|
| بآدابٍ وَحِلْمٍ وَاتْصِالِ |
|
فَمَنْ فِي أَولَياءِ اللهِ مِثْلِي | |
|
| وَمَنْ فِي الْحُكْمِ وَالْتَصْرِيفِ خَالِي |
|
تَرَى الدُّنْيَا جَمِيعَاً وَسْطَ كُفِّي | |
|
| كَخَرْدَلَةٍ عَلى حُكْمِ النَّوالِ |
|
مُرِيدِي لاَ تَخَفْ وَشْياً فَإِنِّي | |
|
| عَزُومٌ قَاتِلٌ عِنْدَ الْقِتال |
|
مُرِيدِي لاَ تَخَفْ فاللَّهُ رَبِّي | |
|
| حَبَانِي رِفْعَةً نِلْتُ الْمَعَالي |
|
مُريدِي هِمْ وَطِبْ وَاشْطَحْ وَغَنِّي | |
|
| وَافْعَلْ مَا تَشَا فَالإسْمُ عَالِي |
|
وَكُلُّ فَتَىً عَلَى قَدَمٍ وَإِنِّي | |
|
| عَلَى قَدَمِ النَّبِي بَدْرِ الْكَمَالِ |
|
عَلَيْهِ صَلاَةُ رَبِّي كُلَّ وَقْتٍ | |
|
| كَتَعْدَادِ الرِّمَالِ مَعَ الْجبَالِ |
|