أَبى القَلبُ إِلّا أَن يَهِيمَ بِها وَجداً | |
|
| وَيُذكِرَنِيها وَهيَ ساكِنَةٌ نَجدا |
|
رِياحِيَّةٌ أَهدى مَعَ الرِيحِ نَشرُها | |
|
| إِلَيَّ مِنَ الأَنفاسِ أَطيَبَ ما يُهدى |
|
وَأَرَّجَ غِيطانَ الفَلا فَكَأَنَّما | |
|
| يَسُوفُ الَّذي يَسري بِأَرجائِها نَدّا |
|
ولَمّا اِعتَنَقَنا لِلوَداعِ وَقَلبُها | |
|
| وَقَلبِي يَفيِضانِ الصَبابَةَ وَالوَجدا |
|
بَكَت لُؤلُؤاً رَطباً فَفاضَت مَدامِعِي | |
|
| عَقيقاً فَصارَ الكُلُّ في نَحرِها عِقدا |
|
أَنا كِثَةً عَهدِي لَكِ اللَهُ حِلفَةً | |
|
| مَدى الدَهرِ إِنّي لانَكَثتُ لَكُم عَهدا |
|
وَلا حُلتُ عَن حِفظِ المَوَدَّةِ في الهَوى | |
|
| وَإن كُنتُمُ لا تَحفَظُونَ لَنا وُدّا |
|
لَعَمرِي وَما عَمرِي عَلَيَّ بِهَيِّنٍ | |
|
| وَإِن لَم أَجِد لِي مِن تَحِيَّتِكُم بُدّا |
|
لَقَد كُنتُ جَلداً قَبلَ أَن تَشحَطَ النَوى | |
|
| فَأَمّا وَقَد فارَقتُكُم لَم أَعُد جَلدا |
|
إِذا هَبَّتِ النَكباءُ بَينِي وَبَينَكُم | |
|
| وَجَدتُ لَها مِنكُم عَلى كَبِدِي بَردا |
|
خَلِيلَيَّ إِنَّ الحُبَّ أَوَّلَ مَرَّةٍ | |
|
| مِزاحٌ وَيَغدُو بَعدَ ذَلِكُمُ جِدّا |
|
وَإِنَّ هَوى البِيضِ الكَواعِبِ كَاسمِهِ | |
|
| هَوانٌ يَرى فيهِ الفَتى غَيَّهُ رُشدا |
|
أَلا أَيُّها الغادِي عَلى شَدَنِيَّةٍ | |
|
| يَقُدُّ بِها أَجوازَ عَرضِ الفَلا قَدّا |
|
أَلِكنِي إِلى عِيسى الفِزارِي رِسالَةً | |
|
| جَعَلتُ بِها قَولِي عَلى قَولِهِ رَدّا |
|
وَقُل أَيُّها الشَيخُ الَّذي ضَلَّ سَعيُهُ | |
|
| فَأَصبَحَ لا مالاً يُفيدُ وَلا حَمدا |
|
تُهَدِّدُنِي فِيما زَعَمتَ بِحَيَّةٍ | |
|
| إِذا نَهَشَت لَم تُبقِ لَحماً وَلا جِلدا |
|
وَحَيُّكَ ما يُخشى فَما بالُ حَيَّةٍ | |
|
| نَحُطُّ عَلى يافُوخِها حَجَراً صَلدا |
|
وَنَترُكُها مَعضُوضَةَ الوَجهِ بُرهَةً | |
|
| مِنَ الدَهرِ لا سَمّاً بِفِيها وَلا شَهدا |
|
وَلَو كُنتَ ذا لُبٍّ لَما كُنتَ طالِباً | |
|
| لَكَ الوَيلُ عَفواً ثُمَّ أَتبَعتَهُ وَعدا |
|
وَأَيُّ قَبِيحٍ في سُلالَةِ صالِحٍ | |
|
| فَيَحذَرَ بَرقاً مِن وَعِيدِكَ أَو رَعدا |
|
وَهُم في غِنىً عَن كُلِّ قَولٍ تَقُولُهُ | |
|
| وَأَنتَ فَمُحتاجٌ إِلى فَضلِهِم جِدّا |
|
وَإِنَّ لَنا سَيفاً مِنَ العِزِّ إِن نَشَأ | |
|
| ضَرَبنا بِهِ صَفحاً كَما قُلتَ أَو حَدّا |
|
وَإِن شِئتَ قُرباً مِن بِنانا فَإِنَّنا | |
|
| لَعَمرُكَ غَرٌّ لا تَعافُ لَنا وِردا |
|
وَإِن شِئتَ بُعداً مِن نَدانا وَفَضلِنا | |
|
| فَزادَكَ رَبُّ العَرشِ مِن فَضلِنا بُعدا |
|
فَنَحنُ ذَوُ الفَضلِ الَّذي لَم تُصِب لَنا | |
|
| بَنُو آدَمٍ فِيهِ نَظيراً وَلا نِدّا |
|
وَأَوصافُنا مِثلُ النُجومِ كَثِيرَةٌ | |
|
| إِذا عُدِّدَت لَم يُحصِ خَلقٌ لَها عَدّا |
|
نَجُودُ بِما نَحوي مِنَ المالِ وَاللُها | |
|
| وَنُعطِي الأَغَرَّ الزَولَ وَالأَجرَدَ النَهدَا |
|
وَنَقرِي الهُمومَ الطارِقاتِ عَزائِماً | |
|
| تُهَدُّ الجِبالُ الراسِياتُ بِها هَدّا |
|
وَإِن نابَنا خَطبٌ مِنَ الدَهرِ لَم تَجِد | |
|
| بَني صالِحٍ إِلّا غَطارِفَةً لُدّا |
|
يَشِيمُونَ قَبلَ المُرهَفاتِ صَوارِماً | |
|
| مِنَ البَأسِ بِيضاً لا تَكِلُّ وَلا تَصدا |
|
إِذا اِنتُجِعُوا كانُوا غُيُوثاً مِنَ النَدى | |
|
| وَإشن غَضِبُوا كانُوا إِذا غَضِبوا أُسدا |
|
يَحُلُّونَ في العَلياءِ كُلَّ ثَنِيَّةٍ | |
|
| إِذا الناسُ حَلُّوا مِن مَعالِيهِمِ الوَهدا |
|
أَما وَالقِلاصِ البُدنِ في كُلِّ فَدفَدٍ | |
|
| تُكابِدُهُ حَثّاً وَتقطَعُهُ وَخدا |
|
إِلى آلِ مِرداسٍ لِكُلِّ سَمَيدَعٍ | |
|
| نَجِيبٍ تُرَجّي مِن مَكارِمِهِم رِفدا |
|
لَقَد سَبَقُوا بِالفَخرِ قَيساً وَعامِراً | |
|
| وَطَيّا وَسادُوا مِنهُمُ الشِيبَ وَالمُردا |
|