ألْحِقْ بَنَفْسِجَ فَجْرِي وَرْدَتَيْ شَفَقِي | |
|
| كافُورَةُ الصُّبْحِ فَتَّتْ مِسْكَةَ الغَسَقِ |
|
قد عطَّلَ الأُفْقُ من أَسْمَاطِ أَنْجُمِهِ | |
|
| فاعْقِدْ بخَمْرِكَ فينا حِلْيَةَ الأُفُقِ |
|
قُمْ هاتِ جامَكَ شمساً عند مُصْطَبَحٍ | |
|
| وخَلِّ كأْسَكَ نَجْماً عندَ مُغْتَبِقِ |
|
واقسِمْ لكُلِّ زمانٍ ما يليقُ به | |
|
| فإِنَّ للزَّنْدِ حَلْياً ليس لِلْعُنُقِ |
|
هبَّ النسيمُ وهبَّ الرّيم فاشتركا | |
|
| في نَكْهِةٍ من نسيمِ الرَّوْضَةِ العَبِقِ |
|
واسْتَرْقَصَتْنِيَ كاسْتِرْقَاصِ حامِلِها | |
|
| مُخْضَرَّةُ الوُرْقِ أَو مُخْضَرَّةِ الوَرَقِ |
|
وبتُّ بالكأْسِ أَغنَى الناسِ كُلِّهِمُ | |
|
| فالخمرُ من عسجدٍ والكأْسُ من وَرِقِ |
|
كم ورَّدَتْ وجناتُ الصِّرْفِ في قدحٍ | |
|
| فتحت بالمزج ما يعلوه من حذقِ |
|
يَسْعَى بها رَشَأٌ عيناه مُذْ رَمَقَتْ | |
|
| لم يُبْقِ فِيَّ ولا فيها سوى الرَّمَقِ |
|
حَبَابُها وأَحادِيثي ومَبْسِمُهُ | |
|
| ثلاثَةٌ كلُّها من لؤلؤٍ نَسَقِ |
|
حتى إِذا أَخَذَتْ منا بسَوْرَتِها | |
|
| ما أَخَذَ النَّوْمُ من أَجفانِ ذي أَرَقِ |
|
ركبتُ فيه بحاراً من عجائِبها | |
|
| أَنِّي سَلِمْتُ وما أَدرِي من الغَرَقِ |
|
ولم أَزَلْ في ارْتِشافِي منه رِيقَ فم | |
|
| أَطفأْتُ في بردِهِ مشبوبةَ الحُرَقِ |
|
يا ساكنَ القلبِ عما قد رَمَيْتَ بِهِ | |
|
| من ساكنِ القلبِ مُغْمًى فيه من قَلَقِ |
|
لا تَعْجَبَنَّ لكل الجسمِ كيف مَضَى | |
|
| وإِنَّما اعْجَبْ لبعضِ الجِسْمِ كيفَ بَقِي |
|
لم أَستَرِقْ بمنامي وصلَ طيفِهِمُ | |
|
| فما لهُ صارَ مقطوعًا على السَّرَقِ |
|
ولا اجْتَلَى الطَّرْفُ برقًا من مباسِمٍهٍمْ | |
|
| فما له مثلَ صوبِ العارِضِ الغَدِقِ |
|
في الهندِ قد قيل أَسيافُ الحديدِ ولو | |
|
| لا هندُ ما قيلَ أَسيافٌ من الحدقِ |
|
نسيتُ ما تحت تفتيرِ الجفونِ أَمَا | |
|
| خُلُوقَهُ الجَفْنِ أَثْرُ الصَّارِمِ الذَّلِق |
|
وبِتُّ بالجِزْعِ في آثارهم جَزَعاً | |
|
| إِن جرّد البَرْقُ إِيماضاً على البُرَقِ |
|
في نار وجدِيَ مغْنًى من تَلَهُّبِهِ | |
|
| وفي فؤادِيَ ما فيه من الوَلَقِ |
|
خوفٌ أَبو القاسِمِ الأَرزاقَ قَسَّمَهُ | |
|
| عني فقد صحَّ إِفْراقِي منَ الفَرَقِ |
|
القائدُ الضِّدَّيْن في شِيَم | |
|
| كالماءِ يجمع بينَ الرِّيِّ والشَّرَقِ |
|
تهلَّلَ الوجهُ منه مثلَ شمسِ ضُحًى | |
|
| وانهَلَّتِ اليدُ مثل العارضِ الغَدقِ |
|
وجدَّد النِّعَمَ اللاتي نَثَرْتُ لها | |
|
| أَزاهِرَ الرَّوْضِ باسْمِ المَلْبَسِ الخَلَقِ |
|
وحازَ وَصْفِي رقيقٌ رائِقٌ فَلَهُ | |
|
| تَشَابَهَ الحُسْنُ بيْنَ الخَلْقِ والخُلُقِ |
|
وثقَّل المَنَّ حتى رُمْتُ أَحمِلُهُ | |
|
| على عواتِقِ أَمْداحِي فَلَمْ أُطِق |
|
فلَسْتُ أَعرِفُ عَمَّا ذا أَقولُ له | |
|
| خَفِّفْ عُنق الأَشعارِ أَم عُنُقي |
|
مُضَمَّرُ العَزْمِ لو جاراهُ في طَلَقٍ | |
|
| من بَطْشَةِ البَرْقِ لم يُوجَدْ بمُنْطَلِقِ |
|
رياسَةٌ تَطَأُ الأَعناقَ صاعِدَةً | |
|
| فلا كَبَتْ وَهْيَ بَيْنَ النَّصِّ والعَنَقِ |
|
خُصَّتْ بنِي الحَجَرِ الياقوتِ واعْتَزَلَتْ | |
|
| قوماً همُ الحَجَرُ المَرْمِيُّ في الطُّرُقِ |
|
تخالَفَ الناسُ إِلا في فضائِلِهِمْ | |
|
| فليسَ تُبْصِرُ فيها غيرَ مُتَّفِقِ |
|
مراتبٌ لأَبي بكرٍ بلها سَبَقٌ | |
|
| كما أَبو بكرٍ المخصوصُ بالسَّبَقِ |
|
مُهِمَّةُ عُمَرٌ فيها رأَى عُمَرًا | |
|
| فضمَّها عنده الفاروقُ في فَرَق |
|
وبَسْطَةٌ يرتقي عثمانُ هَضْبَتَها | |
|
| رُقِيَّ عثمانَ إِلا ساعة الزَّلَقِ |
|
فضلٌ أَبو القاسِمِ المشهورُ قَسَّمَهُ | |
|
| فيهم فهُمْ في بهيمِ الدّهرِ كالبَلقِ |
|
ولم تَزَلْ لعليٍّ فيه أَوْ حَسَنٍ | |
|
| فَألٌ عُلُوٌّ وحُسْنٌ غير مُعْتَلَقِ |
|
وطاهِرٌ طاهِرٌ الأَعراضِ من دَنَسٍ | |
|
| يدنو وخيرونُ ضَيْرُ الرَّاهِنِ الغَلَقِ |
|
وللفتوحِ من الخيراتِ أَجْمَعُها | |
|
| أَبو الفتوحِ الذي صُفِّي من الرَّنَقِ |
|
تباركَ اللُّه بارِي المجدِ من حَمَإِ | |
|
| وخالِقُ الكَرم الفيَّاضِ من عَلَقِ |
|
فشِدْ وسُدْ واستزدْ واسعَدْ وجُدْ وأَجِدْ | |
|
| وسُق وأَرْق وفُقْ واسْمُق وشِقْ ورُقِ |
|
وإِنْ يَكُنْ فِيَّ جسمٌ عن ذَراكَ مَضَى | |
|
| فإِنَّ عندكَ قلبًا في ذراك يَقِي |
|