أَرَى الإِقامَةَ أَضْحَتْ في يَدِ الظَّعَنِ | |
|
| أَبْدَيْتَ يا دَهْرُ ما تُخْفِي مِنَ الضَّعَن |
|
هَبْهُمْ طوَوْا بينَ أَثناءِ الدُّنُوِّ نَوىً | |
|
| أَلَمْ يَبِنْ لَكَ أَنَّ الودَّ لم يَبِنِ |
|
وما يَضُرُّ ولِلأَرواحِ مُجْتَمَعٌ | |
|
| تفريقُهُمْ بَدَناً في الحُبِّ عن بَدَنِ |
|
أَشكو إِلى اللهِ شكوى تقتضي فَرَجاً | |
|
| نَوًى تَرَدَّدُ بين العَيْن والأُذُنِ |
|
سَكَّنْتُ فيه حِراكِي إِذ عَدِمْتُ قُوًى | |
|
| وما سَكَنْتُ لأَنِّي فُزْتُ بالسَّكَنِ |
|
في كلّ يومٍ يُرِيني صاحِبٌ مِحَناً | |
|
| الحَمْدُ للِه لا أَخْلُو من المِحَنِ |
|
هل عادَ قلبِيَ بِرْجاساً تُقَارِضُه | |
|
| نَبْلُ النَّوائبِ عن إِنْبَاضَةِ الزَّمَنِ |
|
أَمْ غَرَّ مِنَّي الليالِي أَنَّها جَذَبَتْ | |
|
| بِمِقْوَدِي فَرَأَتْنِي طَيَّعَ الرَّسَنِ |
|
هيهاتَ يمنعها عزمٌ تَعَوَّدَ أَنْ | |
|
| يُمْطِي إِلى اللينِ ظهْرَ المَرْكَبِ الخَشِنِ |
|
يهيمُ بالنَّجمِ لا السَّارِي على قَدَحٍ | |
|
| ويَعْشَقُ البَدْرَ لا السَّارِي على غُصنِ |
|
ويَجْتَنِي ثمراتِ العِزِّ يانِعَةً | |
|
| في مَغْرِسِ الحَرْبِ من مُنْآدةِ اللُّدُنِ |
|
طوراً تراهُ على هَوْجَاءَ ضارمَةٍ | |
|
| طوراً وَيَعْدُو بأَعلَى سابِقٍ أَرِنِ |
|
تحاولُ الحالُ منهُ ذُلُّ جانِبِهِ | |
|
| والعِزُّ شَىْءٌ تَغَذَّاهُ مع اللَّبَنِ |
|
إِنْ كانَ كالَّنبْعِ عُرْيَاناً بلا ثَمَرٍ | |
|
| فمثلُهُ هُوَ طَلاَّعٌ عَلَى القُنَنِ |
|
وقد أَساءَ إِلَيْهِ الدهرُ مجتهداً | |
|
| حتى دَعَا فأَجِبْهُ يا أَبا الحَسَنِ |
|
أَوْرِدْهُ عندَكَ عّذْبَ الماءِ سَلْسَلَهُ | |
|
| واحْرُسْهُ بالوُدِّ عن تكديرِهِ الأَسنِ |
|
وقد أَقامَكَ رَبًّا لا شريكَ لَهُ | |
|
| وما أَظُنُّكَ تثنيهِ إِلى الوَثَنِ |
|
يخونُه اللُّه في سَمْع وفي بَصَرٍ | |
|
| إِنْ كانَ خانَكَ في سِرٍّ ولا عَلَنِ |
|
يهواكَ للدِّينِ والدنيا فأَنْتَ له | |
|
| نعم المُقَرِّبُ من عَدْنٍ ومن عَدَنِ |
|
ملكْتَهُ بأَيادِيكَ التي سَلَفَتْ | |
|
| فأَضْعَفَتْهُ بما أَضْعَفْتَ في الثَّمَنِ |
|
فاجْذِبْ بكفِّكَ منه غير مُطَّرَحٍ | |
|
| وانظُرْ بعينيكَ فيه غَيْرَ مُمْتَهَنِ |
|
ولا تَظُنَّ به ما لَيْسَ يعرِفُه | |
|
| فَظَنُّ رَبِّكَ مرفوعٌ عَنِ الظَّنَنِ |
|
الناسُ في العَيْنِ أَشخاصٌ لها شَبَهٌ | |
|
| والعَقْلُ يَفْرِقُ بين النَّفْخِ والسِّمَنِ |
|
عُذْرِي لمجدِكَ أَني غَيْرُ مُتَّهَمٍ | |
|
| فإِنْ شَكَكْتَ على الإِيمانِ فامْتَحِنِ |
|
عاهَدْتُ فيكَ ضَمِيرِي عَهْدَ ذِي ثِقَةٍ | |
|
| لو نازَعَتْهُ المَنَايَا فيهِ لم يَخُنِ |
|
رَفَعْتُ كفِّيَ أَستجديكَ مغفرةً | |
|
| فاسمَحْ بها يا شقيقَ العارِضِ الهَتنِ |
|
وما هززتُكَ إلا بعد مخبرةٍ | |
|
| بأَنَّ كفِّيَ هَزَّتْ نَبْعَةَ اليَمَنِ |
|
وما أَظُنُّكَ تَنْسَى كّلَّ سائِرَةٍ | |
|
| مُقِيمَةٍ غَرَّبَتْ لِلْحُسْنِ في الوطَنِ |
|
حَبَّرْتُهَا فيكَ والأَلفَاظُ هاجِعَةٌ | |
|
| فَنَابَ ذِكْرُكِ لِي فيها عن الْوَسَنِ |
|
أَوْضَحْتَ مَنْهَجَها إِذْ كُنْتَ غايَتَهُ | |
|
| فّضَلَّ مَنْ ضَلَّ واسْتَوْلَتْ عَلَى السُّنَنِ |
|
وقارَنَتْ مِنْكَ معروفًا بمَعْرِفَةٍ | |
|
| ولم تَزَلْ تقرِنُ الإِحْسانَ بالْحَسَنِ |
|
من ماهر فاضلٍ علاَّمَةٍ لَسِنٍ | |
|
| في ماهرٍ فاضلٍ علامةٍ لَسِنِ |
|
يقولُ سامِعُهَا مِمَّا يُدَاخِلُهُ | |
|
| مَنْ ذَا الَّذِي قالَها أَو حُبِّرَتْ لِمَنِ |
|