أَعَلِمْتَ أَنَّ مِنَ الصُّدودِ خُدورَا | |
|
| أَسَمِعْتَ أَنَّ مِنَ القُلُوبِ بُدُورا |
|
وَرَأَيْتَ قَبْلَ وُجُوهِهِمْ وشُعُورِهِمْ | |
|
| صُبْحاً يَمُدُّ بفَرْعِهِ دَيْجُورا |
|
سَفَرُوا شُمُوساً في القِبابِ مُضِيئَةً | |
|
| وَرَنَوْا ظِبَاءً في الهوادجِ حُورا |
|
وكأنَّهُمْ إذ أَعْرَضُوا وَتَعَرَّضُوا | |
|
| كانُوا لنا حَزَناً فَعَادَ سُرورا |
|
صادُوا وَقَدْ نَفَرُوا فَقُلْتُ لِصَاحِبِي | |
|
| هَلْ كُنْتَ تَعْتَرِفُ الصَّيود نَفُورا |
|
سَكَنُوا الفُؤَادَ وَإنْ نَأَوا فَعَجَبْتُ مِنْ | |
|
| قَلْبٍ أَقَامَ مُواصِلاً مَهْجُورا |
|
نَزَلَ الفِراقُ بِهِمْ فَفَاجَأَ حَيَّهُمْ | |
|
| لَيْلاً ففاتَ مُرَاقِباً وَغَيُورا |
|
رَفَعُوا ذُيُولَ النَّومِ عَنْ أَجْفَانِهمْ | |
|
| وَاسْتَنْشَطُوا لَحْظاً عَلَيْه عَثُورا |
|
ومُعَطَّلِ لَوْلاَ عُقودُ مَدَامِعٍ | |
|
| حُلَّتْ فَحلَّتْ في الجُمانِ نُحُورا |
|
وَبِنَفْسِيَ القَمَرُ الَّذِي مَلَّكْتُهُ | |
|
| قًلبِي فَأَصْبَحَ عِنْدَهُ مَقْمُورا |
|
مَنَعَ التَّوَصُّلَ والتَّوَسّلَ لِلْمُنَى | |
|
| بَيْنٌ بَنَى مِنْ دُونِ ذَلِكَ سُورا |
|
فَفَكَكْتُ طَرْفِي مِنْ عِقَالِ جَمَالِه | |
|
| وَتَرَكْتُ قَلْبِي عِنْدَهُ مَأْسُورا |
|
وَلَقَدْ يَعُودُنِيَ الخيالُ فَيَنْثَنِي | |
|
| دُونَ اللقاءِ مُذَمَّماً مَدْحُورا |
|
لا طافَ بِي الطَّيْفُ المُلِمَّ فإنَّني | |
|
| قد كُنْتُ لا أَهْوَى الزِّيارَةَ زُورا |
|
ولَرُبَّ رَبَّةِ حانَةٍ حَنَّتْ إلى | |
|
| أَدَبِي وَكانَ كما تَرَى مَشْهُورَا |
|
بَعَثَتْ مِنَ الصَّهبَاءِ لِي يَاقُوتَةً | |
|
| قَدْ كَلَّلَتْهَا لُؤْلُؤاً مَنْثُورا |
|
فَقَبَسْتُها ناراً يُضِيءُ لَهيبٌها | |
|
| بِيَدِ المِزاجِ عَلَى الزُّجَاجَةِ نُورا |
|
بَلْ رُبَّ خِرْقٍ جُبْتُهُ بِأَجادِلٍ | |
|
| يَحْمِلْنَ مِنْ أَكْوَارِهِنَّ وُكُورا |
|
نائِي مَجَالِ الطَّرْفِ قَدْ أَنِسَتْ بِهِ | |
|
| رِيحَانِ تنسفه صَباً وَدَبُورا |
|
أَذْكَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ جَمْرَةَ حَرِّها | |
|
| لَمَّا هَفَا بِسَرَابِهِ مَقْرُورا |
|
وَسَأَلْتُ فِيهِ الفَجْرَ عَنْ سِرْحانِه | |
|
| جَهْلاً وكُنْتُ أَظُنُّهُ اليَعْفُورا |
|
حَتَّى شَقَقْتُ اللَّيْلَ عَنْ إصْبَاحِهِ | |
|
| وَطَوَيْتُ ذَيْلَ ظَلامِهِ المَجْرورا |
|
نازَلْتُهُ بِسَنَا أَبي الْحَسَنِ الَّذِي | |
|
| مَلأَ المَلاَ فَتَرَكْتُهُ مَقْهُورا |
|
بِعَلِيٍّ السَّامِي عَلَوْتُ وَصَارَ لِي | |
|
| قَدْرٌ يكادُ يُدَافِعُ المَقْدورا |
|
خَلَفٌ يَمُدُّ إلى خُلَيْفٍ نِسْبَةً | |
|
| بَدَرَتْ فكادَتْ أَنْ تَكُونَ بُدورا |
|
مُتَنَاسِبُ الأَوْصَافِ جانِبُ باعِهِ | |
|
| ودِفاعه قَصَرَا يَدِي مَقْصُورا |
|
وافَى يَزِيدُ الشكرَ من أَشعارِنا | |
|
| مثلاً بِنَشْرِ صفاتِهِ مَنْشورا |
|
بِشَمَائِلٍ كادَتْ تَرِفُّ أَزاهِراً | |
|
| وخلائِقٍ كادَتْ تُزَفُّ خُمُورا |
|
شِعْرٌ لَوِ اسْتَمَعَ الغَوَانِي لَحْنَهُ | |
|
| أَلْقَيْنَ منْ طَرَبٍ عَلَيْهِ شُعُورا |
|
وَلَوَ انَّه فيما تَقَدَّمَ كائِنٌ | |
|
| لغَدَا جَرِيرٌ خَلْفَهُ مَجْرورا |
|
وكتَابَةٌ لا تَرْتَضِى نَهْرَ الصَّفَا | |
|
| رَقًّا ولا زَهْرَ البِطاحِ سُطُورا |
|
لو عايَنَتْهَا لاِبْنِ مُقْلَةَ مُقْلَةٌ | |
|
| رَجَعَتْ تَرَى حُورَ الطَّرَائِق عُورا |
|
وَتَوَقُّدٌ في المُشْكِلاَتِ بِفِطْنَةٍ | |
|
| تُدْلِي وَرُبَّتَمَا تَفِيضُ بُحُورا |
|
أَلْفَى أَبَاهُ على طرائِقِ سُؤْدُدٍ | |
|
| فَجَرَى لَهُنَّ مُمَدَّحا مَشْكُورا |
|
ذَاكَ الصُّعُودُ إلى السُّعُودِ مُبَلَّغاً | |
|
| شَأْوَ العُلَى تَرَكَ الصُّعُودَ حُدُورا |
|
يا ابْنَ الَّذِي تَتَضَوَّعُ الدُّنْيَا إذا | |
|
| ذَكّرُوا عُلاَهَ وَلَمْ يَزَلْ مَذْكُورا |
|
حتَّى كَأَنَّ الشُّكْرَ كانَ نَسِيمُهُ | |
|
| يَهْوى عَلَى عُرْفِ العَبِيرِ عُبُورا |
|
ولَقَدْ ظَنَنْتُ الشِّعْرَ أَصْبَحَ نِقْسُهُ | |
|
| مِسْكاً وأَمْسَى طِرْسُه كافُورا |
|
فانْظُرْ لاطرَائِي وإطْرَابِي تَجِدْ | |
|
| دَاوُدَ يَتْلُو في عُلاَكَ زَبُورا |
|
وَتَخَيَّلِ الأّبْيَاتَ دّوْحاً ناضِراً | |
|
| تَجِدِ الْمَعَانِي قَدْ صَدَحْنَ طُيُورا |
|
واهْنَأْ بِعِيدِ الفِطْرِ إنَّكَ عِيدُهُ | |
|
| وَمُعِيدُهُ مُتَهَلِّلاً مَسْرورا |
|
والتَفَّ في حِبَرِ المَدَائِحِ لاقِياً | |
|
| ما عِشْتَ في ذاكَ الحَبيرِ حُبُورا |
|