قَد كُنتَ لَستَ بِناطِقٍ فَتَكَلَّمِ | |
|
| إِنَّ الكَلامَ عَلَيكَ غَيرُ مَحرَّمِ |
|
لَم يَبقَ شَيءٌ غَيرُ شُكرِ صَنائِعٍ | |
|
| عَظُمَت وَجَلَّت لِلأَجَلِّ الأَعظَمِ |
|
وَإِذا الفَتى ظَفِرَت يَداهُ بِنِعمَةٍ | |
|
| فَدَوامُها بِدَوامِ شُكرِ المُنعِمِ |
|
مَلِكٌ بَنى عِزّي وَأَسبَغَ نِعمَتي | |
|
| وَأَجَلَّ مَنزِلَتي وَأَزهَفَ أَسهُمي |
|
وَاِختَصَّني بِصَنايعٍ مَشهورَةٍ | |
|
| شُكِرَت لَهُ في المَحلِ شُكرَ المُرزِمِ |
|
خُتِمَ الكِرامُ بِهِ وَتَمَّمَ فَضلُهُ | |
|
| نُقصانَ كُلِّ فَضيلَةٍ لَم تتمِمِ |
|
وَتَمَهَّدَت سُبُلُ البِلادِ وَفُوجِئَت | |
|
| مِنهُ الأَعادي بِالنآدِ الصَيلَمِ |
|
وَتَجَمَّلَت حَلَبٌ وَأَصبَحَ أَهلُها | |
|
| في مِثلِ باكِرَةِ الرَبيعِ المُرهمِ |
|
وَتَهَدَّلَت تِلكَ الغُصونُ وَأَشرَقَت | |
|
| بِأَغَرَّ مِثلِ البَدرِ غَيرَ مُذَمَّمِ |
|
خَضَعَت لَهُ صِيدُ المُلوكِ وَأَذعَنَت | |
|
| بِالخَوفِ مِن وَلَدِ الهِزَبرِ الضَيغَمِ |
|
وَتَهَيَّبَت مَلِكاً يَعِزُّ نَزيلُهُ | |
|
| في ظِلِّهِ المَمدودِ عِزَّ الأَعصَمِ |
|
ماضي الجَنانِ إِذا تَقَلَّدَ مِخذَماً | |
|
| أَلقى النِجادَ عَلى نَظيرِ المِخذَمِ |
|
جَلدٌ عَلى نُوبَ الزَمانِ كَأَنَّما | |
|
| رِيحٌ تَهُبُّ عَلى هِضابِ يَلَملَمِ |
|
يَلقى العَرَمرَمَ وَحدَهُ فَكَأَنَّما | |
|
| يَلتَفُّ مِنهُ عَرَمرَمٌ بِعَرَمرَمِ |
|
سَمحُ اليَدَينِ يُلامُ في سَرَفِ النَدى | |
|
| فَيَزيدُهُ سَرَفاً مَلامُ اللَوَمِ |
|
أَفنى الكُنوزَ فَلَيسَ يَبرَحُ مُعدِماً | |
|
| مِمّا تَسُدُّ يَداهُ خَلَّةَ مُعدِمِ |
|
كَرَماً مَحا ذِكرَ الكِرامِ وَوَصفَهُم | |
|
| حَتّى كَأَنَّ كَريمَهُم لَم يُكرِمِ |
|
يا مَن بِهِ حَسُنَ الزَمانُ وَأَهلُهُ | |
|
| حُسنَ الظَلامِ بِنِّيراتِ الأَنجُمِ |
|
فَرَطَ الكِرامُ وَجِئتَ أَنتَ مُؤَخَّراً | |
|
| فَأَخَذتَ شَأوَ الفارِطِ المُتَقَدِّمِ |
|
بِمَكارِمٍ دَرَسَت مَكارِمَ حاتَمٍ | |
|
| وَمَحَت حَديثَ رَبيعَةَ بنِ مُكَدَّمِ |
|
فَمُقَدَّمٌ في الفَضلِ مِثلُ مُؤَخَّرٍ | |
|
| وَمُؤَخَّرٌ في الفَضلِ مِثلُ مُقَدَّمِ |
|
يابانياً بِالمَشرَفِيَّةِ وَالقَنا | |
|
| بَيتاً مِنَ العَلياءِ غَيرَ مُهَدَّمِ |
|
كَثَّرتَ حُسّادي لَدَيكَ فَزِدُهُمُ | |
|
| حَسَداً وَأَولَيتَ الجَميلَ فَتَمِّمِ |
|
وَاعذُر بِفَضلِكَ غائِباً عَن خِدمَةٍ | |
|
| فَأَنا المُحِبُّ خَدَمتُ أَو لَم أَخدِمِ |
|
أُثني عَلَيكَ مُحَدِّثاً في مَجلِسٍ | |
|
| أَو خاطِباً بِقَصيدَةٍ في مَوسِمِ |
|
فَيَظَلُّ شُكري مُنجِداً مَع مُنجِدِ | |
|
| في الخافِقَينِ وَمُتهِماً مَع مُتهِمِ |
|
كَالرَوضَةِ الغَنّاءِ باتَ نَسيمُها | |
|
| مُتَضَوِّعاً غِبَّ الرَبابَ المُحشِمِ |
|
وَعِصابَةٍ قَطَعوا إِلَيكَ مِنَ الفَلا | |
|
| غُبرَ المَعالِمِ مَعلَماً عَن مَعلَمِ |
|
بِنَجائِبٍ جَدَلَ الوَجيفُ مُتونَها | |
|
| في البيدِ مِن نَسلِ الجَديلِ وَشَدقَمِ |
|
جَنَبوا الجِيادَ إِلى المَطيِّ فَسَطَّروا | |
|
| في البيدِ سَطراً مِن حُروفِ المُعجَمِ |
|
فَتَرى بِها عَيناً بِوَطأَةِ حافِرٍ | |
|
| وَتَرى بِها هاءً بِوَطأَةِ مَنسِمِ |
|
أَمِنُوا بِطَلعَتِكَ الضَلالَ وَأَمَّمُوا | |
|
| فَوقَ الأَسِرَّةِ مِنكَ خَيرَ مُؤَمَّمِ |
|
وَمَضَوا وَقَد أَصدَرتَهُم عَن مَورِدٍ | |
|
| جَمِّ الوُرودِ وَبَحرِ جُودٍ مُفعَمِ |
|
قَد غَرَّمُوكَ وَغَنَّمُوكَ مَحامِداً | |
|
| تَبقى فَفُزتَ بِمَغنَمٍ عَن مَغرَمِ |
|
يا مَن إِذا وَقَفَ المُلوكُ بِبابِهِ | |
|
| سَجَدوا وَخَرَّ مُتَوَّج لِمُعَمَّمِ |
|
العِيدُ أَنتَ وَأَنتَ أَدوَمُ بَهجَةً | |
|
| مِنهُ فَبُورِكَ مِنكُما في الأَدوَمِ |
|
وَالعيدُ يُعدِمُ حُجَّةً وَبِواجِبٍ | |
|
| أَن يُحمَدَ العِيدُ الَّذي لَم يُعدَمِ |
|
فَاِسعَد بِهِ واسلَم لِحِفظِ مَعاقِلٍ | |
|
| لَولا بَقاؤُكَ سالِماً لَم تَسلَمِ |
|