إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
ادخل الكود التالي:
انتظر إرسال البلاغ...
|
خلفَ الأسى النَّاريِّ |
خبّأ صاحبي |
نعناعَ ضِحْكتِهِ |
وصورةَ قلبِهِ |
ما كان أجمل قلبه!! |
وحدائق الأشجان عالية الهوى |
كانت تغافلنا نجوم الليل |
حين تحطّ خاشعةً على كتفيه |
تقبسُ من نضارة رُوحه فجراً |
ومن شفتيهِ نوَّاراً |
وليس كصاحبي |
شجر تعرّش فوقه الأحلامُ |
أو حجر تكسّر فوقه الأقلامُ |
لا .. لا شيء يُشْبه صاحبي |
ووقفتُ خَلْفَ بَشاشة الكلمات |
أقرأ صاحبي مطراً |
وأستسقي به سهراً |
وأسكبُ في عيون اللحظة الموال |
فانكفأ الأسَى |
وتناثرتْ غصصي |
ولمستُ شاشة روحِهِ |
ألفيتُ |
أبعدَ من أسى أيلولَ |
ضحكةَ صاحبي |
ومشيتُ خلفَ الشمس |
أخْصفُ من خرائط في مهبِّ الريح |
طعمَ المنِّ والسلوى |
أهزُّ إليّ جذع اليأس |
غصن البأس |
صورة صاحبي |
فيطلُّ من خلف الأسى الشفقيِّ |
يحقن قلبه بالنار |
والقلق المكبَّل في دم الأحرار |
يطلق من مرايا الصمت دمعتَهُ |
تجفف لوعة الصحراء |
حتى النخل قام معفَّراً بالمَحْلِ |
لا .. بل مورقاً بالكحلِ |
يدفنُ |
ما تبرْعَمَ من صِبَا الأحلام |
تحت الغيم |
يطبع قُبْلة التوديع حناءً |
على تلويحة في السِّرِّ |
ما أدراك ما خَفَر النخيلْ |
ولا مسافةَ |
بين كبريت الأسى والمستحيلِ |
سوى الفتيلْ |
ووحدها الصحراء تعرفُ |
كلما عبس النخيلْ |
هو اندلاع الصمتِ |
يغري النخلَ |
يهبط من سماء الله |
تهطلُ نخلة النخلات ضاحكةً |
تشرِّك خصرها شهباً |
تصف الغيم خلف الغيم |
تفتتح العشيّةَ |
بالهوى الشرقي |
من حرّات طيبةَ للفراتِ |
لشطِّ ماء النيلْ |
ليس سوى ال أسى |
والمستحيلْ |
وصاحبي ما كان أجمل قلبه |
ما كان أجمل صوته: |
بللتُ من حمّى البلاد جوانحي |
وخلعتُ مثل النخل كل جوارحي |
لا شيء يفصحُ عن شَميم روائحي |
كالموت يصعد قامتي كمدائحي |
هل قلت أغرتني العشية بالغناء |
الآن أغرتني العشية بالغناءْ |
الآن أغرتني العشية بالغناءْ |