هَل بَعدَ شَيبكَ مِن عُذرٍ لِمُعتَذِرِ | |
|
| فَازجُر عَنِ الغَيِّ قَلباً غَيرَ مُنزَجِرِ |
|
ما أَنتَ وَالبِيضُ في شِعرٍ تَفُوهُ بِهِ | |
|
| بَعدَ البَياضِ الَّذي قَد لاحَ في الشَعَرِ |
|
فَلا تَكُن مِن ظَعينِ الجِزعِ ذا جَزَعٍ | |
|
| وَلا بِمَن حَلَّ وَادي السِدرِ ذا سَدَرِ |
|
وَاَردع فُؤادكَ عَن وَجدٍ يُخامِرُهُ | |
|
| إِذا نَزَلنَ ذَواتُ الخُمرِ بِالخَمَر |
|
فَالراجِحُ اللُبِّ يَأبى أَن يُحَمِّلَهُ | |
|
| وِزراً هَوى الرُجَّحِ الأَكفالِ وَالأُزُرِ |
|
أَو يَطَّبِيهِ وَشملُ الحَيِّ مُنشَعِبٌ | |
|
| رَبعٌ بِشِعبِ يَعارٍ دارِسُ الأُثَرِ |
|
قَد كانَ مَأوى ظِباءِ الأُنسِ فَاتَّخَذَت | |
|
| عُفرُ الظِباءِ بِهِ مَأوى مِنَ العَفَرِ |
|
فَلَيسَ يَبرَحُ مُحتَلاً بِدِمنتِهِ | |
|
| سِربٌ مِن الغِيدِ أَو سِربٌ مِنَ البَقَرِ |
|
فَكُلُّ جازِئَةٍ مِنهُنَّ جاثِمَةٌ | |
|
| بِحَيثُ كانَ ذَواتُ الدَلِّ وَالخَفَرِ |
|
جِنسانِ ما أَشتَبها إِلّا لِأَنَّهُما | |
|
| نَوافِرٌ قَلَّما يَألفَن بِالنَفَرِ |
|
يا ظَبيَةً لا تَبيتُ اللَيلَ ساهِرَةً | |
|
| هَلا رَثَيتِ لِمَوقُوفٍ عَلى السَهَرِ |
|
أَورَدتِهِ بِالمُنى وِرداً عَلى ظَمَإٍ | |
|
| وَما شَفَيتِ غَليلَ الصَدرِ في الصَدَرِ |
|
لَقَد بَخِلتِ وَفَضلُ البُخلِ مَكرُمَةٌ | |
|
| مِنَ الأُناثِ كَفَضلِ الجُودِ في الذَكَرِ |
|
لا حَبَّذا صَفَرٌ شَهراً فَقَد صَفِرَت | |
|
| يَدايَ مِن زَورَةِ الأَحبابِ في صَفَرِ |
|
كَأَنَّ أَعشارَ قَلبي يَومَ بَينِهِمِ | |
|
| تُذكى بِزِندَين مِن مَرخٍ وَمِن عُشَر |
|
يا سَاكِنينَ بِحَيثُ الخَبتُ مِن هَجَرٍ | |
|
| أَطَلتُمُ الهَجرَ مُذ صِرتُم إِلى هَجَرِ |
|
عُودوا غِضاباً وَلا تَنأى دِيارُكُم | |
|
| فَقِلَّةُ الماءِ تُرضي الكُدرَ بِالكَدِرِ |
|
يا دَهرُ لا تَستَقِل جُرماً بِنَأيِهِمِ | |
|
| فَإِنَّ جُرمَكَ جُرمٌ غَيرُ مُغتَفَرِ |
|
ما لُمتُ غَيرَكَ في تَغييرِ وُدِّهِمِ | |
|
| لِأَنَّ صَرفَكَ مَجبُولٌ عَلى الغِيَرِ |
|
سَحَبتُ بُردَيكَ في غَيٍّ وَفي رَشَدٍ | |
|
| وَذُقتُ طَعمَيكَ مِن حُلوٍ وَمِن صَبِرِ |
|
فَما حَمَدتُكَ في بُؤسي وَلا رَغَدي | |
|
| وَلا شَكَرتُكَ في نَفعي وَلا ضَرَري |
|
لَكِنَّ شُكري لِمَن لَو لا مَكارِمُهُ | |
|
| لَكُنتَ فَلَّلت مِن نابي وَمن ظُفُري |
|
فَتّىً يَعَمُّ جَميعَ الخَلقِ نائِلُهُ | |
|
| كَما تَعُمُّ السَماءُ الأَرضَ بِالمَطَرِ |
|
يُنبيكَ بِالبِشرِ عَن بُشرى مُؤَمَّلَةٍ | |
|
| فَالبِشرُ أَحسَنُ ما في أَوجُهِ البَشَرِ |
|
يَعلَو الأَسِرَّةَ مِنهُ بَدرُ مَملَكَةٍ | |
|
| أَبهى مِنَ البَدرِ لا يُعطي سِوى البِدَرِ |
|
حَجِّي إِلَيهِ وَتَطوافي بِحَضرَتَهِ | |
|
| نَظيرُ حَجِّي وَتَطوافي وَمُعتَمَرِي |
|
حَتّى إِذا ما اِستَلَمنا ظَهرَ رَاحَتِهِ | |
|
| قامَت مَقامَ اِستِلامِ الرُكنِ وَالحَجَرِ |
|
زُرهُ نَزُر مِن أَبي العُلوانِ خَيرَ فَتىً | |
|
| يُزارُ مِن وُلْدِ قَحطانٍ وَمِن مُضَرِ |
|
وَالقَ المُعِزَّ بنَ فَخرِ المُلكِ تَلقَ فَتىً | |
|
| يُحَقِّقُ الخُبرُ عَنهُ صِحَّةَ الخَبَرِ |
|
حَكى أَباهُ فَقالَ الناسُ كُلُّهُمُ | |
|
| مِن أَطيَب العُودِ يُجنى أَطيَبُ الثَمَرِ |
|
بَنى مِنَ الفَخرِ ما لَم يَبنِهِ أَحَدٌ | |
|
| إِلّا الطَراخينُ مِن أَجدادِهِ الغُرَرِ |
|
ماتُوا وَعاشُوا بِحُسنِ الذِكرِ بَعدَهُمُ | |
|
| وَالذكرُ يَحيى بِهِ الأَمواتُ في الحُفَرِ |
|
لا يُصبِحُونَ حَليبَ الدَرِّ ضَيفَهُمُ | |
|
| أَو يُمزَجَ الدَرُّ لِلضِيفانِ بِالدُرَرِ |
|
سُودُ المَرائِرِ لا يُفشَونَ يَومَ وَغىً | |
|
| إِلّا عَلى لَحِقِ الآطالِ كَالمِرَرِ |
|
هُمُ اللُيوثُ وَلَكن لا تَرى لَهُمُ | |
|
| مِثلَ الليوثِ أَظافيراً سِوى الظَفَرِ |
|
أَو مُرهَفاتٌ إِذا هَزوا مَضارِبَها | |
|
| هَزُوا بِهِنَّ قُلُوبَ البَدوِ وَالحَضَرِ |
|
وَذُبَّلٌ مِن رِماحِ الخَطِّ حامِلَة | |
|
| مِنَ الأَسِنَّةِ نيراناً بِلا شَرَرِ |
|
إِذا هَوَوا في مُتونِ الدارِعينَ بِها | |
|
| حَسِبتَهُم غَمَسوا الأَشطانَ في الغُدُرِ |
|
مِن كُلِّ مَن تُرِك الذِكرُ الجَميلُ لَهُ | |
|
| مُخَلَّداً في غِرارِ الصارِمِ الذَكَرِ |
|
رُوحي الفِداءُ لَهُم قَوماً تُرابُهُمُ | |
|
| عَلَيَّ أَكرَمُ مِن سَمعِي وَمِن بَصَرِي |
|
ذَمَمتُ شَرخَ شَبابي عِندَ غَيرِهِمِ | |
|
| وَعُدتُ أَحمَدُ طِيبَ العَيشِ في الكِبَرِ |
|
يا ابنَ السَمادِعَةِ الشُمسِ الَّذينَ هُم | |
|
| في كُلِّ وِزرٍ لَنا أَحمى مِنَ الوَزَرِ |
|
غالَيتُ في الحَمدِ حَتّى صِرتَ مُشتَرِياً | |
|
| مِنَ القَريضِ سُطُورَ الحِبرِ بِالحَبَرِ |
|
لا خَلقَ أَكرَمُ عَفواً مِنكَ عَن زَلَلٍ | |
|
| وَلا أَعَفُّ عَنِ الفَحشاءِ وَالنُكُرِ |
|
تَبيعُ نَفسَكَ في كَسبِ النَفيسِ بِها | |
|
| إِنَّ الخَطيرَ لَمِقدامٌ عَلى الخَطَرِ |
|
لَو كُنتَ في الزَمَنِ الماضي لَما تَرَكُوا | |
|
| ذِكراً يُسَيَّرُ إِلّا عَنكَ في السِيَرِ |
|
يا مَن تَأَلَّمَ قَلبي مِن تَأَلُّمِهِ | |
|
| فَباتَ في غَمَراتِ الهَمِّ وَالفِكَرِ |
|
شَكَوتَ فَاِشتَكَتِ الدُنيا وَلا عَجَباً | |
|
| إِنَّ الكُسُوفَ لَمَحتُومٌ عَلى القَمَرِ |
|
فَاِسلَم رَفيعَ بِناءٍ المَجدِ شاهِقَهُ | |
|
| وَعِش طَويلَ رِداءِ العِزِّ وَالعُمُرِ |
|
وَلا سَلَكت طَريقاً غَيرَ مُتَّسِعٍ | |
|
| وَلا هَمَمتَ بِأَمرٍ غَيرَ مُتَدِرِ |
|