لِلّه ما قد هِجتَ يا يوم النوَى | |
|
| على فُؤادي من تباريحِ الجَوى |
|
لقد جمعتَ الظلمَ والإِلامَ إذ | |
|
| وَارَيتَ شَمسَ الحُسنِ في وَقتِ الضُّحى |
|
فَخِلتُ يَومي إذ توارى نُورُها | |
|
| قَبل انتهاءِ وقتِهِ قَد انتهى |
|
وما تقضَّى عجبي من كونِها | |
|
| غابَت وَعُمرُ اليومِ باقٍ ما انقضى |
|
وكم رأَت عيني نَقيضَ ما رَأَت | |
|
| مِن اطلاعِ نُورِها تحتَ الدُّجى |
|
فيا لَها من آيةٍ مُبصِرَةٍ | |
|
| أبصرَها طرفُ الرقيبِ فامترى |
|
واعتورتهُ شُبهَةٌ فَضلَّ عَن | |
|
| تحقيقِ ما أبصَرهُ وما اهتدى |
|
وظَنَّ أنَّ الشَّمسَ قد عادَت لَهُ | |
|
| وانجابَ جُنحُ اللَّيلِ عَنها وانجلَى |
|
والشَّمسُ ما رُدَّت لِغَيرِ يُوشَعٍ | |
|
|
سَرَت سُرى مُفتضِحٍ لكنَّها | |
|
| لم تفتضح أسرارُها لِمَن وَشى |
|
يا قاتَلَ الوُشاةَ فلَكُم | |
|
| سِرٍّ على الأَلسنِ مِنهُم قَد بَدا |
|
وقاتلَ اللَهُ الحُداةَ فَلَكم | |
|
| شَرٍّ على الأَفواه مِنهُم قَ جَرى |
|
وكم حَدا بالقلب عني حَدوُهُم | |
|
| في إِثر كُلِّ أَحبيٍّ قَد خَدَى |
|
ما لُمتُ في ذَنبِ النَّوى ابن دايةٍ | |
|
| ولا بناتِ العِيدِ بَل مَن قَد حَدا |
|
تَسَنَّمُوا عُوجَ المَناقي ليتَها | |
|
| ألحمَها عُوجَ المَناقيرِ المَنَى |
|
وفي السُّرُوجِ والحُدُوجِ وسطَهَا | |
|
| أُسدٌ تُدارا وَظِباءٌ تُدَّرى |
|
تَرنُو إِلى من كوى وصاوصٍ | |
|
|
وقد زها بحرُ السرابِ ظُعُنا | |
|
| يحملنَ رقماً مثلَ نخلٍ قد زها |
|
نجائِبٌ قَد حَمَلَت حَمُولُها | |
|
| قلبي فيما حَمَلتهُ من نَجا |
|
أَلوَت بخفض العَيشِ عَنَّا أحرُفٌ | |
|
| نواصِبٌ جاءضت لمعنىً في السُّرى |
|
وفوقَ هاتِيكَ الحَوايا أحوَرٌ | |
|
| أحوى له لحظٌ على السِّحرِ احتَوَى |
|
قد ادَّعي رِقَّ القُلوبِ لحظُهُ | |
|
| وشَهِدَ السحرُ له فيما ادَّعى |
|
أدنى الجمالُ مِنهُ قوسَ حاجِبٍ | |
|
| وضَمِنَ الطاعةَ عَن أهلِ الهَوَى |
|
|
| وحاجِبٌ بالقَوسِ مِنهُ قد دَنَا |
|
ملكَهُ الحُسنُ القُلوبَ واعتَنَى | |
|
| مِن بَسطَةِ المُلكِ لهُ بما اعتَنَى |
|
وسامَها أن تَعبُدَ النارَ التي | |
|
| لهيبُها من فوقِ خديهِ احتمى |
|
فهو بما قد سامَ أرباب الهَوَى | |
|
| حذوَ مُلُوكِ فارِسٍ قد احتذى |
|
وجهٌ بدا بمُشرقِ الحُسنِ بهِ | |
|
| بدرٌ مُنيرٌ تحتَ ليلٍ قد غَسا |
|
طحا فؤادي في الهوى بي نحوَه | |
|
| يا ليتَ قلبي في الهوى بي ما طَحا |
|
متى يرجّى الصحوَ من سُكرِ الهَوَى | |
|
| صَبٌّ بألحاظِ المَهَا قد انتَشَى |
|
طَوى زَمانَ الوَصلِ عنهُ دَهرُهُ | |
|
| فهوَ على أشجانِهِ قد انطَوى |
|
وليسَ يخلُو دَهرُهُ مِن مُذكِرٍ | |
|
| في كُلِّ ما يَسمَعُهُ وما يَرَى |
|
أَهدَت إليهِ أُمُّ مَهدِىٍّ أَساً | |
|
| أَضَلَّهُ عن رُشدِهِ وما هَدَى |
|
يا قاتَلَ اللَهُ الحمامَ فَلَكُم | |
|
| أَبكي عُيُونَ العاشقين إذ بكى |
|
هاجَت بِدَورانَ لِقَيسٍ لَوعَةً | |
|
| وأذكرتهُ دارَ حِبٍّ قَد نَأَى |
|
وأَضرَمَت مِن لَوعَةِ النَّجدىِّ في | |
|
| بُستانِ إِبراهيم ما كانَ خَبَا |
|
وأَذكَرَت عَوفاً بِدارِ غُربَةٍ زُغباً | |
|
| صَغَاراً مِثلَ أَفراخِ القَطَا |
|
وأَطرَبَت تَوبَةَ فاستسقى الحيا | |
|
| لَها بِبَطن الوَاديينِ وَدَعا |
|
وَزدنَ سُكراً قَلبَ غَيلانَ الَّذي | |
|
| لَم يَصحُ عَن سُكرِ الهَوَى وَلا سَلا |
|
وَعادَ ما عادَ مِنَ الوَجدِ بِها | |
|
| عَلى حُميدٍ وَشجاهُ ما شجا |
|
وملأت بالسجنِ قلبَ جَحدَرٍ | |
|
| وصدرَهُ من شَجَنس وَمِن شَجا |
|
وأَوشكت تختطِفُ الحَوباءَ من | |
|
| جانحَتي جَريرٍ ابن الخطفى |
|
طالَت ليالي الدَّهرِ عِندي بَعدَما | |
|
| قَصَّرتَها بِكُلِّ مَقصُورِ الخُطا |
|
فَإن يَطُل لَيلي فَكَم قَصَّرتُهُ | |
|
| بقاصِراتش الطَّرفِ بِيضٍ كالدُّمى |
|
وَكضم تَنَعمت بوَصلِ ناعِمٍ | |
|
| وباقتنِاصِ باغِمٍ مِثل الطلا |
|
فاجتَمَعَ الضدانِ مِنا ناعِمٌ | |
|
| قد ارتَوى وذابلٌ يَشكُو الظَّما |
|
فلو رأَتنا مُقلَةٌ تَعجبت | |
|
| كيفَ التقى بدرُ الدياجي والسُّها |
|
شفى فُؤادي رَشفُهُ مِن بَعدِما | |
|
| أَشفى بقلبي طَرفُهُ على شَفَا |
|
|
| بين العُمُور الظامئات والظمى |
|
|
| عطفٌ لها لان بقلبٍ قد قسا |
|
|
|
ضَنَّت بمَنزورِ القِرَى من الكرَى | |
|
| كي لا أرى طَيفاً لها إذا سرى |
|
فلو تَجُودُ قَدرَ ما ضَنَّت حَكَت | |
|
| جُودَ أَميرِ المُؤمنينَ المُرتَجى |
|
خَليفةِ اللَه المُسَمّى المكتَنَى | |
|
| خَيرَ الأَسامي السامياتِ وَالكنَى |
|
المُرتَقى مِن نِسبَةِ المَجدِ الَّتي | |
|
| تَسمُو إلى الفارُوقِ أَعلى مُرتَقى |
|
مِن نَبعَةٍ أُصُولُهَا ثابِتَةٌ | |
|
| وَفَرعُها إِليَ السَّماءِ قَد سَمَا |
|
لَم يَعدَمِ الوَحيُ ولا الهُدى بِهِم | |
|
| لَيثاً بما يُسمَى بِهِ الشِّبلُ اكتَنَى |
|
فَكَانَ لِلمُختارِ مِنهُم صاحِبٌ | |
|
| فِي حَلبَةِ الإِيمانِ صَلَّى وَتَلا |
|
وَكانَ لِلمَهدِيِّ مِنهُم صاحِبٌ | |
|
| في حَلبَةِ التَّوحِيدِ جَليَّ وَشَأَى |
|
ذاكَ أَبُو حَفصِ الَّذي إِلى عُلا | |
|
| سَمِيَّهِ الهادِي أَبي حَفصٍ نَما |
|
وَزادَ عَبدُ الوَاحِدِ الهَادِي ابنُهُ | |
|
| مَعالِمَ التَّوحِيدِ والهُدَى عُلا |
|
ثُمَّ أَتَمَّ اللَهُ نُورَ هَديِهِ | |
|
| بِنَجلِهِ يَحيَى الإِمامِ المُرتَضى |
|
ثُمَّ تَجَلَّت آيَةُ اللَهِ الَّتي | |
|
| بدا بها الحقُّ اليَقينُ وَجَلا |
|
بِنَجلِهِم بل نَجمِهِم بَل بَدرِهِم | |
|
| بَل شَمسِهم ذاتِ السَّنَاءِ والسَّنَا |
|
مُحَمَّدُ سَليلُ يَحيى بنِ أَبي | |
|
| مُحَمّدٍ نَجلِ أَبي حَفصِ الرِّضا |
|
مُستَنصِرٌ بِاللَهِ مَنصُورٌ بِهِ | |
|
| مُؤَيَّدٌ بِعَونِهِ عَلى العِدَى |
|
مُلكٌ سُليمانِيَّةٌ بَسطَتُهُ | |
|
| ما فَوقَهُ لِمُعتلٍ مِن مُعتَلى |
|
جَرَى من العَليا إِلى أَقصى مدىً | |
|
| ما بَعدهُ لِمُختَطٍ مِن مُختَطَى |
|
|
|
صُبحٌ بَدا بَدرٌ هَدى طَودٌ عَلا | |
|
| بَحرٌ حَلا غَيثٌ هَمَى لَيثٌ سَطا |
|
نَجمٌ سَرى سَيفٌ فَرى رُكنٌ سَما | |
|
| حِصنٌ حَمى رَوضٌ ذكا غُصنٌ زَكا |
|
فرعٌ كريمٌ مِن أًصُولٍ كَرُمَت | |
|
| قَدِ اصطفاهُ مِنهُمُ مَنِ اصطَفَى |
|
بَدرٌ جَلا بِهِ الإِلَهُ ما دَجا | |
|
| وَجَبلٌ أَرسى بِهِ ما قَد دَحا |
|
إِن أَمَرَ الدَهرَ بِنَفعٍ يَأتَمِر | |
|
| وإِن نَهَى الدَّهرَ عَنِ الضُّرِّ انتَهَى |
|
يُعطي وَيُمطى والزَمانُ يَقتَفى | |
|
| آثارَهُ مُمتثلاً فيما أَتى |
|
كم خصَّ أَربابَ النُّهَى إِفهامُهُ | |
|
| بأنعُمٍ دَعا إليها النقَرَى |
|
وَعَمَّ أربابَ اللُّهى إنعامُهُ | |
|
| بأنعُمٍ دعا إليها الجَفَلى |
|
فاعمُم بأَوصافِ العُلا كَمَالَهُ | |
|
| واستَثنِ في وَصفِ سِوَاهُ سِوُى |
|
لا تُجرِ نَعتَ مَن عداهُ مُطلقاً | |
|
| في المَجدِ بل مُقَيداً بما عدا |
|
فمَن يُقرِّظ من عَدَاهُ فَليَكُن | |
|
| مُستَنثيناً بما عَدا وَمَا خَلا |
|
قَد يَمَّمَ الخَيرَ وَأَمَّ سُبلَهُ | |
|
| واقتَصَّ آثارَ الرَّشادِ واقتَفى |
|
مُلكٌ حَكَى مُلك سليمانَ الَّذي | |
|
| لم يَتجه لغيرهِ ولا انبغى |
|
حضرَتهُ أُمُّ البلادِ كُلِّها | |
|
| وقُطبُ ما مِنها دَنا وما قَصَا |
|
إِن ذُكِرَت مُدنُ الدني فهي التي | |
|
| يختتمُ الفَخرُ بها وَيُبتَدا |
|
كجنةِ الخُلدِ تسُرُّ من رأى | |
|
| فيزدرى الخُلدَ وسر من رأَى |
|
حُسنُ البِلادِ كلها مجتمعٌ | |
|
| لها وكلُّ الصيدِ في جوفِ الفَرَا |
|
حَلَّ بها أبهى البُدُورِ هالَةً | |
|
| أوفَت على كُلِّ البِلادِ من عَلا |
|
أَشرَقَتِ الدّثنيا بِها إذ أَشرفَت | |
|
|
ما رأسُ غُمدان إذا قِيسَ بها | |
|
| إِشراقَ أَنوارٍ وإشرافَ بُنى |
|
وَدَّت مِياهُ الأَرضِ أن تحظى بما | |
|
| قَد حَظى الماءُ الذي فيها جرى |
|
أَروَت أميرَ المؤمنين سُحُبٌ | |
|
| من جُودِكم رَوضَ الأَماني فارتَوى |
|
كَم فِضَّةٍ جامِدَةٍ أَنفَقتَ كي | |
|
| تُجرى ذَوبَ فِضَّةٍ وَسطَ الفَضا |
|
حَتّى تَراهُ مُغنياً من قَد حبى | |
|
| من اللجينِ مُغنياً من قد جبا |
|
حَلَّ البَرايا من ذراكَ جَنَّةً | |
|
| بكَوثَرِ الإِحسانِ فيها يُرتَوى |
|
أَجريتَ مِن عَينٍ وَمِن عَينٍ بِها | |
|
| نَهرَينِ قد عَما البَرايا والبَرى |
|
وَكَوثَرى مالٍ وَماءِ فِيهما | |
|
| لِلخَلقِ والأَرضِ ثَراءٌ وَثَرى |
|
وَطَودَ زَغوانَ دَعَوتَ ماءَهُ | |
|
| فَلَم يَزغ عن طاعَةٍ ولا وَنى |
|
بل قد أرى نَقيضَ تَقطيعِ اسمه | |
|
| في جَوبِهِ الأَرضَ مُجيباً مَن دَعا |
|
وَأَذعَنَ الطَّودُ لِطَودٍ باذِخٍ | |
|
| اَشَمَّ يُستَذرى بِهِ ويُحتَمى |
|
وَكَفَّرَت طاعَتُهُ لِمُؤمِنٍ | |
|
| طاعَتَهُ لِكَافِرٍ فِيما مَضى |
|
وَعَادَ في عَصرِكُمُ كَعَهدِهِ | |
|
| في عَصرِ مَن شادَ الحَنايا وَحَنا |
|
وَسُقتَ في مِلاوَةٍ ما ساقَ في | |
|
| دَهرٍ طَوِيلٍ كُلُّ جَبّارٍ عَتَا |
|
يا عَجَباً لِطَىِّ هذا الدَّهرِ ما | |
|
| يَنشُرُهُ وَنشرِهِ ما قَد طَوى |
|
كَأَنَّما الدهرُ استَدارَ فأَرى | |
|
| من جَري ذاكَ الماءِ ما كانَ أرى |
|
قد كانَ كالنائِمِ حَتَّى نَبَّهَت | |
|
| عَينُ المَعالي عَينَهُ من الكَرَى |
|
واجتَلَبَتهُ هِمَّةٌ مُغنيةٌ | |
|
| عَنِ العَناءِ من سَناً وَمِن دَلا |
|
إذا علا قسيبهُ عَوَّذَ ما | |
|
| جُنَّ مِن النبتِ الجميمِ وَرَقى |
|
ونَفَثَ الفِضَّةَ ذَوباً وغَدا | |
|
| يَخُطُّ ما كانَ الزَّمَانُ قد مَحَا |
|
مِن صُوَرِ للِحُسنِ يُنسى ذِكرُها | |
|
| ما كانَ في عَهدِ الأَفاريقِ الأُولى |
|
كَأن بِهِ قد ساحَ وَسط تُونُسٍ | |
|
| وَصاحَ بالنَّاسِ رِدُوا ماءَ النَّدى |
|
وزارَ أرضاً طالما زُرَّت عَلى | |
|
| لبَّاتِها أَطواقُهُ فيما خَلا |
|
وَرَوَّضَ الأَرضَ التي رَوَّضَها | |
|
| وجادَ بالسُّقيا عَلَيها وَجدا |
|
وَخَرَّ فيها ساجِداً مُسَبِّحاً لِلّهِ | |
|
|
وانسابَ في قَصرِ أبي فِهرِ الَّذي | |
|
| بِكُلِّ قَصرٍ في الجَمَالِ قَد زَرَا |
|
قَصرٌ ترا آي بين بحرٍ سَلسَلٍ | |
|
| وَسَجسَجٍ مِنَ الظِّلالِ قَد ضَفا |
|
بُحَيرَةٌ أعلى الإِلَهُ قَدرُها | |
|
| قَد عَذُبَ الماءُ بِها وَقَد رَها |
|
وَمُفعَمُ الأَرجاءِ كَم من ناظِرٍ | |
|
| سافَرَ فيهِ مِن رَجاً إلي رَجا |
|
كأَنَّهُ مَلكٌ جَبى نَسيمُه | |
|
| مِن زَهر الرَوضِ لَهُ ما قَد جَبَى |
|
قد أحسَنَت مُلدُ الغُصونِ قَتوَهُ | |
|
| فعالَها وَقاتَ مِنها ما قَتا |
|
أَدَّى إِليهِ كُلُّ غُصنٍ ناعِمٍ | |
|
| إِتاوَةَ الزَّهرِ النَّضِيرِ وَأَتَا |
|
ثُمَّ أَتى من كثرةِ التأثيرِ في | |
|
| صفحتِهِ الغُصنُ المَرُوحُ ما أتى |
|
فقَيَّد الغُصن بِقَيدِ فِضَّةِ | |
|
| قد دار حولَ الساقِ مِنهُ والتَوَى |
|
سلاسِلٌ ما اعتَقَلَ الغُصنَ لها | |
|
| عَنِ المراح مَعقِلٌ ولا اعتقى |
|
حدائقٌ للماءِ فيها كوثَرق | |
|
| وكوثَرٌ للمالِ مُروٍ من عَفا |
|
فِبها مِنَ الأَسحارِ خُضرُ قِطَعٍ | |
|
| وَقِطَعٌ ذاتُ ابيضَاضٍ من ضُحى |
|
كأنَّها يَتيمَةُ العائِمِ في | |
|
| ما يُستَرى مِن دُرِّهِ ويُعتَمَي |
|
سرَّ الغُصُونَ رِيُّها حَتَّى انثَنَت | |
|
| وَسَرَّ مرآها الحمَامَ فَشَدا |
|
لم يَفتَقِد صادٍ بها وصادحٌ | |
|
| إِرواءَ إِحسانٍ ولا حُسن رُوا |
|
مُرتاحَةٌ رياضُها مُمتاحَةٌ | |
|
| حياضُها من خيرِ كَفٍّ تُجتَدى |
|
|
| بِما بِهِ وَصَّى السَّمَاحُ وَحَفَا |
|
سَحَّت على الأُمَّالِ مِنها سُحُبٌ | |
|
| تَفَرَّعَت مِن خَيرِ بَحرٍ يُعتَفى |
|
لا يُمتَرى في صِدق بُشرى بِشرِه | |
|
| بِكُلِّ دَرٍّ مِن نَدَاهُ مُمتَرى |
|
طَودٌ رَسَت على الدُّنى أركانُهُ | |
|
| قَد رَكَنَ الدِّينُ إلَيهِ وانضَوَى |
|
يَمتَنِع الجَيشُ بهِ ويحتمي | |
|
| إذا امرؤٌ بالجيش والجُندِ احتمَى |
|
ما واجهَت وجه الغَدُوِّ سُمرُهُ | |
|
| إلا قَفا حُسامُهُ مِنهُ القَفا |
|
كم قد هدى هوادي الخيلِ إلي | |
|
| من ضلَّ عن سُبلِ الرشادِ وَغَوي |
|
مِن كُلِّ سامي الطَّرفِ ما في لحظِهَ | |
|
|
طَويلِ ذَيلٍ وسبيبٍ وطُلى | |
|
|
كأنَّ ما أشرَقَ مِن تحجيلِهِ | |
|
| سِوَارُ عاجٍ مُستَديرٌ بالعُجا |
|
يَلقى الصَّفا الصُّمَّ بِوَقعِ سُنبكٍ | |
|
| لا يشتكي مِن وَقعٍ ولا حَفا |
|
تَراهُ في الهَيجاءِ مَخصُوبَ فَمٍ | |
|
| مِن لَوكهِ للجم مخضُوبَ الشَّوَى |
|
كأنما أُقضِمَ ما أُوطئَ مشن | |
|
| حَبِّ القُلُوبِ أو رَعى حَبَّ الفَنَا |
|
تُوحى إلى من يمتطيهِ أُذنُهُ | |
|
| بِكُلِّ ما يَسمَعُ مِن أَخفى الوَحَى |
|
يَكادُ لا يُبصِرُهُ ذُو مُقلَةٍ | |
|
| مِن خِفَّةٍ وَسُرعَةٍ إذا دَأى |
|
في جَحفَلٍ جحفَلةُ التالي بِهِ | |
|
| قَد زَحَمَت مِن مُؤخَرِ الهَادي الصَّلا |
|
يَرتَدُّ طَرفُ الشَّمسِ عَنهُ حاسِراً | |
|
| وَتَرجِعُ الأَرواحُ عَنهُ القَهقَرَى |
|
تَلَوَّنَت أرهاجُهُ فَوقَ الظُبَي | |
|
| حَتَّى تَبدَّى ذا اشهبابٍ وَجَأى |
|
جَيشٌ جُيُوشُ الرُّعبِ مِن قُدَّامِهِ | |
|
| تَسري وتغزو قَبلَهُ مَن قَد غَزا |
|
تَرَاهُ كالبَحرِ المُحَيطِ كُلَّما | |
|
| زَعزَعَهُ عَصفُ الرِّياحِ وَزَفى |
|
أَلقَت تَوالي خَيلِهِ أعرافَها | |
|
| مِن فَوقِ أَصلاءِ الهَوادي والعُكى |
|
تَصاخَبُ الخُرصَانُ حِينَ تَلتَقي | |
|
| مِنهُ عَلى جَماجِمٍ مِثلِ العُلا |
|
مَعرُوفَةٌ أَعراقُها ما عَرَفَت | |
|
| أَعرافُها ولا نَواصِيها سَفا |
|
مُعتَزَّةٌ نُفُوسُها مُهتَزَّةٌ | |
|
| أَعطافُها إلى الصريخِ إن دَعا |
|
ذَوَائِبُ الراياتِ تَهفُو فَوقَها | |
|
| مُظَلِّلاتٍ كُلَّ ظَهرٍ وَمَطا |
|
قَد خَالفَت فِعلَ العُقابِ في القَطا | |
|
| كُلُّ عُقابٍ سالَمَت فِيهِ القَطَا |
|
يَرمي بها من كُلِّ ثَغرٍ ثُغرَةً | |
|
| كُلُّ امرئٍ ما زالَ يُصمِي ما رَمَى |
|
مِن كُلِّ مَن يَسرُو الهُمُومَ كُلَّما | |
|
| تَسَربَلَ اللَّيلَ البَهيم واستَرَى |
|
أَسروا وَمَا حَبَوا كَرىً جَفناً إلى | |
|
| أَن صَبَّحُوا الأَعداءَ بِالحَبو كَرى |
|
يَحكي القَنَا في أَنفِ كُلِّ مِنسَرٍ | |
|
| مِن فُتخِهِ مَناسِراً ذاتَ شَغَا |
|
يَحمِلنَ كُلَّ حامِلٍ إِلى العِدا | |
|
| وَشكَ الرَد إذا وَعى صَوتَ الوَعَى |
|
يُوجَرُ أَنف القِرنِ كُلَّ ثَعلَبٍ | |
|
| كَثَعلَبٍ إلى وَجارٍ قَد أَوى |
|
كأنَّهُ إذا يَصِرُّ مُكرَهاً | |
|
| على اقتحام الكلم دِرصٌ قد ضأَى |
|
فَكَم طُلىً مِنهُم بِهِنديٍّ فَرَى | |
|
| وَكَم حَشى مِنهُم بِخطِّيٍّ حَشَا |
|
كَأَنَّما أرماحُهُ أرشِيَةٌ | |
|
| بِها النُّفُوسُ الفائِضاتُ تُستَقى |
|
مَلكٌ إذا عُدَّ المُلُوكُ فاسمُهُ | |
|
| مُعتَمَدٌ تَقدِيمُهُ بادى بَدا |
|
قَد قَسَمَ الأَيَّامَ بَينَ أَنعُمٍ | |
|
| لِمَن عَفا وَأَبؤُسٍ لِمَن عَدا |
|
كَم مُعتَفى سَلِمٍ وَهيجاءَ إلى | |
|
| نارِ قِرَاهُ وَظُبَاهُ قَد عَشَا |
|
سَمَا إليها حينَ أَعشاهُ الطَّوَى | |
|
| فَأذهبَت أَنوارُها عَنهُ العَشا |
|
يَغذُو العَوافي بِعِدَاهُ في الوَغَى | |
|
| ضَربٌ وَطَعنٌ كَفَمِ الزِّقِّ غَذا |
|
وَكَم غَذا مشن مُعتَفِي عَوارِفٍ | |
|
| وَمُعتَفى مَعارِفٍ بِما غَذا |
|
لَيثُ كِفاحٍ رائِعٌ مَن اعتدى | |
|
| غَيثُ سَماحٍ مُمطِرٌ مَنِ اعتَفَى |
|
مُقَدَّمٌ قَبلَ السُؤالِ جُودُهُ | |
|
| فَمَا يَقُولُ مَن يُرَجيِّهِ مَتى |
|
جَرى إلى نهايةِ الجُودِ الَّتي | |
|
| ما بَعدَها وُجُودُ مَعنىً لإلى |
|
لو لم يُوصِّل أهلَهُ الدهرُ إلى | |
|
| آلائهِ لم يَصِلُوا إلى إلى |
|
طابَت بِه الأَيَّامُ لي حَتَّى لَقَد | |
|
| ذَكَرتُ فيما قَد خلا عَيشاً حلا |
|
فيا خليليَّ اسقياني أكؤُساً | |
|
| تُسكِرُ مِن خَمرِ الصِّبَا مَن قَد صَحا |
|
بلَغتُ آرابَ المُنى في دَولةٍ | |
|
| أَولت يَدِي أسنى الأيادي وَاللُّها |
|
|
| من ذكرِ ما قد انقضَى وما خَلا |
|
إِنَّ الزَّمانَ الناضِرَ الطلقَ الذي | |
|
| كَم قَرَّ فِيهِ ناظري بما رأى |
|
أملأَ سمعي ويدي من كُلِّ ما | |
|
| تَهوَاهُ نَفسي مِن غِناءٍ وَغِنَى |
|
في بُقعَةٍ كجنَّةِ الخُلدِ التي | |
|
| يَرَى بِها كُلُّ فُؤادٍ ما اشتهى |
|
تَجرى بها الأَنهارُ مِن ماءٍ وَمِن | |
|
| خَمرٍ وَمِن رِسلٍ وَأرى قد صفا |
|
أُقَسِّمُ الأَيَّامَ بَينَ مَنظرٍ | |
|
| وَمَسمَعٍ يَسبي العُقُولَ والنُّهى |
|
|
| يُرضى العُيُونَ والأُنُوفُ واللَّها |
|
ومَركَبٍ لمأنَسٍ وَمَجلسٍ | |
|
| في مَدرَسٍ وَمحضَرٍ في مُنتَدى |
|
وَمُلثمٍ لمَرشَفٍ وَمَهصَرٍ | |
|
| لِمعطَفٍ مِن أَهيَفٍ طاوى الحَشا |
|
فالدهرُ عِيدٌ والليالي عُرسٌ | |
|
| والدهرُ أحلامٌ كأحلامِ الكَرَى |
|
قد أغتدى والشُهبُ تَجري خَلفَها | |
|
| شُهبٌ من الصُبح سَريعاتُ الخُطا |
|
والفجرُ قد لاحَ مُحَيَّاهُ | |
|
| وقد قد أديمُ الليل عَنهُ وانفرَى |
|
كَأَنَّ ضَوءَ الصُبحِ شُهبُ غَارَةٍ | |
|
| تَقَاذَفَ الحُضرُ بِهِنَّ وارتَمى |
|
أوجَسَتِ العَقرَبِ مِنها نَبأَةً | |
|
| فَأمَّتِ الغَربَ وَجَدَّت في النَّجَا |
|
وَرَكَنَ الغَفرُ إلى الشُّهبِ الَّتي | |
|
| أَجفلنَ جمَّاءَ غَفِيراً وانضَوى |
|
وأَصبَحَ السِّماكُ يُزجى عَرشَهُ | |
|
| أَمامَهُ مَخافَةً أَن يُحتَوَى |
|
وَمَدَّ لليثِ أَخُوهُ رُمحَهُ | |
|
| وَقَرَّبَ العَوَّاءَ مِنهُ واشتَلى |
|
وَقَد عَدَاهُ الليث عَن نَثرَتِهِ | |
|
| وَحَدَّقَ الطَرفَ إلَيهِ وَدَأى |
|
وَفَرَّتِ الجَوزاءُ مِن أَمامِهِ | |
|
| وَقَدَّمَ الحادِي الثُرَيا ومَى |
|
وَقَد أرادَ الحَملُ الحملَ على | |
|
| جُوتٍ عن الدَلوِ عَداهُ وَثَنى |
|
وَقد رأى اخبيةً مضرُوبَةً | |
|
| للسَعدِ مِن غَيرِ عِمادٍ تُبتَنى |
|
وَظَلَّ يَرعى ماتِحاً من دُونها | |
|
| قد ناطَ بالفَرغِ الرِشاءَ ودَلا |
|
وَقد تَوَقَّى ذابحاً من خَلفها | |
|
| أو ترَ قَوساً للنعامِ وارتمى |
|
فتنتضى صوارِمَ العَزم إذا | |
|
| ما جَرَّدَ الصُبحُ ظُبَاهُ وانتَضى |
|
وننبَرى لنجعةِ الرَوضِ إذا | |
|
| ما هَبَّ مَطلُولُ النسيمِ وانبرَى |
|
وتنسرى الأشجانُ عَن قُلُوبِنا | |
|
| إذا الظَلامُ عَن سَنا الصُبحِ انسَرَى |
|
نَسأَلُ أيدي خَيلِنا وَشكَ القِرَى | |
|
| فَتَجعَلُ الجَوابَ تَعجيلَ الجدا |
|
إذا بنا هَبَطنَ بَطنَ أبطحٍ | |
|
| أجَزن حَزناً مِن رَوَابٍ تُرتَبى |
|
فَلَم تَدع مكان صَيدٍ لم تَطأ | |
|
| مَرابِضَ الوَحشِ بِهِ وَلا مَكا |
|
نَستَنزِلُ الأَوعَالَ مِن أَوعارِها | |
|
| شَفعاً وَوَتِراً مِن زَكاً وَمِن خَسَا |
|
وَنستَثيرُ الصَيدَ مِن خَمائِلٍ | |
|
| قَد أَخملت دارِينَ في طِيبِ الشَّذا |
|
كأنما أَرواحُها إذا ارتَمَت | |
|
| بِزَهرِها مُرتَمياتٌ بِالجُذا |
|
جَوٌّ خَلا لِكُلِّ سَربٍ قَد خلا | |
|
| فيه إلى رعي الجميم والخلى |
|
|
| قد ضحك البرقُ بها حتى زجا |
|
|
| خيط بخيط القطر منه ما أنسأى |
|
يُهدى إذا ابيضَّت ذُراه بالندى | |
|
| إلى المندى فيه مبيض الندى |
|
وقد نُقَفِّى الطير أقنى أزرقاً | |
|
| يَضربُ دَفَّيهِ بِضَافٍ ذي دَفا |
|
تَهفُو وتصطكُّ قُلُوبُ الطيرِ إِن | |
|
| صَكَّ الهَواءَ بِجَناحٍ وهَفَا |
|
|
| بما سَما مسمَعُهُ وما خَذَا |
|
وَكَم بَعَثنا رائداً وَصائِداً | |
|
| فَلَم يَخِب كَوكَبُنا ولا خَوَى |
|
مِن كُلِّ مُستامٍ بِأَحلى نَومِهِ | |
|
| طِيبَ الحَياةِ رَابحٍ فيما اشتَرَى |
|
ومُستَمٍ إِلى القَنيصِ مُصحرٍ | |
|
| أَمامَ مَن أَصحَرَ مِنَّا واستمَّى |
|
يقدُمُنا وتارةً نَقدُمُهُ | |
|
| فَيقتفي طَوراً وَطَوراً يُقتَفى |
|
مُشرِّقاً وَتارَةً مُغرِّباً | |
|
| مُغَرِّبَ الشَّأو بَعِيدَ المُرتَمى |
|
مُوَجِّهاً شَطرَ الشَّطورِ وَجهَهُ | |
|
| إِذا عَنِ الزَّاويةِ الوَجه زَوَى |
|
كَم قد أَثارَ إذ سَرى مِن رَبرَبٍ | |
|
| بِشَطِّ ماءٍ زَغرَبٍ غَيرِ صَرى |
|
فاقتَفَرَ الصَيدَ بِكُلِّ لاحِقٍ | |
|
| لَمَّا اقتفاهُ لاحِقٌ نَهدُ القَرا |
|
كم عَفَّرَ اليعفورَ بالبيدِ وَكَم | |
|
| أَسرَعَ في صَرعِ اللأَى وما لأى |
|
ولم يُغادِر أَعصماً مُعتَصِماً | |
|
| بِذُرِوَةٍ ولا عَفَا عَنِ العَفَا |
|
أَضحى الرَبئُ واثِقاً بِسَبقِهِ | |
|
| فَلَم يُضائِل شَخصَهُ ولا كَمَى |
|
وَصاحَ مِن بُعدٍ بما أَبصَرَهُ | |
|
| فَلَم يُخافِت صَوتَهُ ولا مَكا |
|
أَجرى وأَجرى صَحبُهُ جِيَادَهُم | |
|
| فَبَذَّهُم للهادِياتِ وَهَدَى |
|
فَكُلُّ ما أدرَكَهُ مِن قَنَصٍ | |
|
| وأَدرَكُوا دَفَوا عَلَيهِ وَدَفا |
|
شُهبُ سُرىً ما فِيهِمُ مَن يَبتَغى | |
|
| في قِرَّةٍ دِفئاً ولا يَشكُو دَفَا |
|
قَد وَكَّلُوا عُيُونَهُم بأعينٍ | |
|
| يُكمَنُ لِلصيّدِ بِها وَيُكتَمَى |
|
وأَحدَقَت بِهِم رُماةُ حَدَقٍ | |
|
| قَدِ استَحَقُّوا مَا لِعَمرٍ ويُدَّعى |
|
قَد لَزِمُوا أَكنانَهُم وَمَلَئُوا | |
|
| كَنائِناً مِنَ المَرِيشِ المُمتَهَى |
|
وانسَرَحُوا مِنَ الدُجى وانسَرَبُوا | |
|
| في قُتَرٍ مُرصَدَةٍ وَفِي دُجى |
|
وَأَقصَدُوا الأَسحارَ في أَسحارِهِم | |
|
| مِمَّا رَأَوا بِكُلِّ سَهمٍ قَد رَأَى |
|
رَاشُوا لإِصماءِ الكُلى أَسهُمَهُم | |
|
| بِقادِماتٍ وَخَوافٍ وَكُلَى |
|
فَلَم نَزَل نُنَزِّهُ الأَبصارَ في | |
|
| فَرَاقدٍ بالبارِقاتِ تُقتَفى |
|
وَنجتَلِيها وَهي تَعدُو الجَمَزى | |
|
| كَما اجتلاها حُندُجٌ بِجَمزَى |
|
|
| وَبَعضُها مِن رَأس نِيقٍ قَد ردى |
|
وَبَعضُها سَهمٌ لِضُمرٍ سُهَّمٍ | |
|
| وَبَعضُها أَصماهُ سَهمٌ ما نَمى |
|
حَتَّى إذا ما امتَلأَت حَقائِبٌ | |
|
| مِنَ الوُحُوشِ وَخَلا مِنها المَلا |
|
مِلنا إلى مَوليَّةٍ مَوشِيَّةٍ | |
|
| قَد حَدِبَ الغَيثُ عَلَيها وَحَنا |
|
والآسُ والريحانُ قد صُفَّ وَقد | |
|
| ألقى عليهِ كلُّ طاهٍ ماطَهَا |
|
وَلَفَّ كُلُّ خابِزٍ مَملوكَهُ | |
|
| في سَعَفِ الدَّومِ وأَصلاهُ لَظى |
|
مِن بَعدِما أَحمى الصَّفيح تَحتَهُ | |
|
| ثُمَّ حَتَى مِن فَوقِهِ جَمرَ الغَضى |
|
كَأَنَّ ما أجَنَّ مِنهُ وَجَلا | |
|
| قُرصَهُ شَمسٍ حِينَ أَخفى وَخَفا |
|
وَالسَّعدُ قَد أَلقى إلى أخبِيَةٍ | |
|
| ما كَشَطَ الذَّابِحُ مِنهُ وَنَجا |
|
وَقَد أَجادَ كُلُّ طَاهٍ طَبخ ما | |
|
| قَد صَفّضهُ حِذاءَنا مِنَ الحِذَى |
|
نُتحَفُ مِن كُلِّ قَنيصٍ يُشتَوَى | |
|
| بكُلِّ رَشرَاشٍ نَضِيجٍ يُشتَهى |
|
يَفُوحُ من طِيبِ المَرَاعي لَحمُهُ | |
|
| أَكثَرَ مِمَّا فاحَ مِن طِيبِ الفَحا |
|
والأَرى يُدنى والثِّمَارُ تُجتنى | |
|
| والرِّسلُ يُمرى والقنيصُ يُشتَوَى |
|
وقد صَفا العَيشُ لنا بِمَنزِلٍ | |
|
| قَد سالَ صَفو مائِهِ من الصَّفا |
|
فانعَقَّ فيه ثَعلَبٌ عَن أَرقَمٍ | |
|
| وانشَقَّ صَلدُ الصَّخرِ عَنهُ وانفَأَى |
|
لِلّهِ ما صُيَّابَةٌ خُضتُ بِهِم | |
|
| عَصرَ الصِّبا بَحرَ نَعيمٍ قَد رَهَا |
|
مِن كُلِّ بَحرٍ لِلعُلومِ زاخِرٍ | |
|
| وَكُلِّ طَودٍ لِلحُلُومِ قَد رَسَا |
|
كَم أَوقَدَ الكِبَاءَ لِلسَّارى وَكَم | |
|
| صَبَّ القُدُورَ في الجِفَانِ وَكَبَا |
|
وَكَم لَهُ مِن قُبَبٍ مَعرُوفَةٍ | |
|
| في قُنَنٍ مَرفوعَةٍ وَفِي صُوَى |
|
قَد أَشرَقَت بِأَوجُهٍ وأنؤُرٍ | |
|
| مُعشِيَةِ النُّورِ مُنيراتِ العُشَى |
|
عاطَيتُهُم مِنَ السُّرُورِ أَكؤُساً | |
|
| يُغنَى عَنِ الكَأسِ بِهَا وَيُكتَفَى |
|
مِن كُلِّ مَن تُلفِيهِ نَشوَانَ إذا | |
|
| يَصحُو وَيُلفَى صَاحياً إذا انتشَى |
|
لنا انتقالٌ كانتِقَالِ الشُّهبِ في آفاقِها | |
|
|
فَنَستَجِدُّ مَرتَعاً فمَرتَعاً | |
|
| وَنَستجيدُ مُرتَعىً فَمُرتَعى |
|
ما شِئت مِن مَشتىً بِشاطي لجُةٍ | |
|
| بَينَ قِبابٍ وَقِصَابٍ وَبُنى |
|
وَمِن مَصِيفٍ فَوقَ شاطي نَهَرٍ | |
|
| بَينَ قُصُورِ وجُسُورٍ وَقَرَى |
|
وَمَربَعٍ عَلى مِياهِ مُزنةٍ | |
|
| بَينَ مُرُوجٍ وَبِطاحٍ وَرُبى |
|
وَخُرفَةٍ عَلى مِياهِ حَمَّةٍ | |
|
| بَينَ غُصُونِ وَحُصُونٍ وَقُرى |
|
نَصِيفُ مِن مُرسِيَةٍ بِمَنزِلٍ | |
|
| ضَفا بِهِ الدَّوحُ على ماءٍ صَفَا |
|
نَقطَع دُنيانا بِوَصلِ الأُنسِ في | |
|
| مُغتَبَقٍ في رَوضِهِ وَمُغتَدَى |
|
وَتَتناجي بالمُنى أَنفُسنا | |
|
| حَيثُ تَداعى الطَيرُ مِنها وانتَجى |
|
|
| مِن سَمَرٍ في قَمَرٍ قَد استوَى |
|
مُلتَقطينَ لِسَقيطِ زَهرٍ | |
|
| مِن شَجَرٍ في سَحَرٍ قَد اعتَلَى |
|
يُهدى إلينا كُلُّ جانٍ مُرتَقٍ | |
|
| في الدَّوحِ أحلى ما اجتَنَى وَما اجتَبى |
|
مِن بَينِ ما ابيَضَّ وما اسوَدَّ إلى | |
|
| ما اصفَرَّ واحمَرَّ احمراراً وَقَنا |
|
كَم مِن مَعَانٍ في مَعاني نَهرِهَا | |
|
| قَد رَكَنَ الحُسنُ إلَيها وَرَكا |
|
وَفي المَغاني الجَبَلِيَّاتِ الَّتي | |
|
| أَجَلُّها أَيَّلُها الحُسنُ ثَوَى |
|
مَجمَعُ كُلِّ شادِنٍ وَناشِدٍ | |
|
| عِندَ عُيُونِ العِينِ قَلباً مُستَبى |
|
كَم حُشِرَ النَّاسُ عَلى صِرَاطِهِ | |
|
| في مَوقفٍ للأُنسِ مَشهُودِ سِوَى |
|
وَنُعِّمَت أعيُنُ أَبناءِ الهَوَى | |
|
| وَعُذِّبَت أَفئِدَةٌ مِنهُم هَوا |
|
مَواقِفٌ كَم قد حَمى الطَّرفَ بِها | |
|
| عَنِ الكَرَى وَسنانُ طَرفٍ فاحتمَى |
|
يُختَطَفُ القَلبُ بِها إِن لم يَكُن | |
|
| خِلواً وَقَلبُ الخِلو فيها يُختَطى |
|
فَتَتعدّضى أَنفُسٌ وأَنفُسٌ | |
|
| بِأَعينِ العِينِ عَلَيها يُعتَدَى |
|
تَقَسَّمَ الناس بِها قِسمَينِ مِن | |
|
| بِينِ خَلِيِّ قَلبُهُ وَمُصطَبى |
|
إذا اجتَنَى زَهرَ الجَمَالِ وامِقٌ | |
|
| فِيها اجتَنَى خِلوٌ بِهَا زَهرَ الرُّبَى |
|
وللربيعِ حَولَهُم مَجامِرٌ | |
|
| تَعَطَّرَ الجَوُّ بِهِنَّ واكتَبَى |
|
حَتَّى إذا الشَّمسُ اختَفَت في غَربِها | |
|
| وَأَمسَت الزُّهرُ الدَراري تُختَفَى |
|
تَعَوَّضُوا مِنَ العَبير عَنبَراً | |
|
| يَجِلُّ عَمَّا يُشتَرى ويُستَرى |
|
وقَطَعُوا الليل بأحلى سَمَرٍ | |
|
| يُجهَرُ فيهِ بالهَوَى وَيُنتَجَى |
|
فَكم أغانٍ كَنظِيم الدُّرِّفي | |
|
| تِلكَ المَغَاني قَد وَشاها مَن وَشَى |
|
وَكَم حديثٍ كَنثيرٍ الزهرِ في | |
|
| تلكَ المباني قد حَكاهُ مَن حَكَى |
|
وَكَم بَدَت لي بِمُنيرٍ أوجُه | |
|
| مُنِيرَةٌ سَلَّينَ هَمِّي فانسَلَى |
|
وكم بحصن الفَرَجِ السامي لَنَا | |
|
| مِن فُرَجٍ سَرَّين وَجدي فانسَرَى |
|
وَكَم بِمُنتَقُودَ وَالمَرجِ لَنَا مِن | |
|
| نُزَهٍ تَنَزَّهت عَنِ الخَنَا |
|
وكم قَصَرنا زَمَناً للسَّعدِ في | |
|
| قَصر ابنِ سَعدٍ بالسُّرُورِ وَالهَنَا |
|
نَجُولُ في هالاتِ أَقمارٍ عَفَا | |
|
| مِن حُسنِها صَرفُ الزَّمانِ ما عَفَا |
|
وَنَقصُرُ اللحظَ عَلى قَصرٍ بِهِ | |
|
| أَبقى الزَمَانُ عِبرَةً لِمَن بَقَا |
|
كَالحِيرَةِ البَيضاءِ إِن ناسَبَها | |
|
| وَناسَبتَهُ بَهجَةً فَبِالحَرى |
|
وَكُديَةُ الرَشيدِ ما أَكدَى بِهَا | |
|
| مِن قَنَصِ الأُنسِ الشَريدِ مَن سَمَا |
|
كَم قَد سَعِدنا إذ صَعِدنا حَولَها | |
|
| مِن سَرحَةٍ لِصَرحَةٍ وَمُستَوى |
|
وَكَم إلى القَنطَرَةِ البَيضاءِ قَد | |
|
| مَشى بنا الأُنسُ رُوَيداً وَرَها |
|
وكَم لَنا بالزَنَقَاتِ وَقفَةٌ | |
|
| حَيثُ استَدارَ النَهرُ مِنها وَانحنَى |
|
وَقَد تَراءَى الجُرفَانِ مِثلَما | |
|
| دَنا خَليلٌ مِن خَليلٍ قَد صَفا |
|
رَاما اعتِنَاقاً ثُمذَ لم يُمكِنهُما | |
|
| فَبَكيا نَهراً لإِخفاقِ المُنَى |
|
نَهرٌ تَلاقى الدَوحُ والرَوحُ بِهِ | |
|
| وَسَبحَ الزَهرُ عَلَيهِ وَطَفا |
|
يُكسى لجينَ البَدرِ حينَ يَنتَضى | |
|
| مِن ذَهَبِ الآصَالِ ما كانَ اكتَسَى |
|
يَسجدُ فيهِ البَدرُ لِلّهِ كَما | |
|
| خَرَّ الكَلِيمُ ساجِداً عِندَ طُوى |
|
وَتَلتَقي الشُهبُ بِهِ تَمَثُّلا | |
|
| كَما التَقَى وَفَدُ الحَجيجِ بِمِنى |
|
تُسَبِّحُ اللَهَ القُلُوبُ عِندَما | |
|
| تُبصِرُ مَرآهُ العُيُونُ وَتَرَى |
|
تَرَى الدَوالِيبَ عَلى جُسُورِهِ | |
|
| دائِرَةً بَينَ فُرادى وَثُنى |
|
كما أدارَ الدارِعُونَ عِندَما | |
|
| رَامُوا الطرادَ دَرَقاً يَومَ الوَغَى |
|
وَكَم نَسِينا جِسرَ وَضَّاحِ بِما | |
|
| أَوضَحَ لِلعَينِ الجُسَيرُ وَجَلا |
|
مَنازِلٌ لِلحُسنِ تُنسى جِلِّقاً | |
|
| وَنَهرُها السَّلسالُ يُنسى بَرَدى |
|
يَكادُ يُعشى نُورُها مَنِ اجتَلى | |
|
| وَيُرعِفُ النَورُ بِها من اجتَنَى |
|
وَيَقطُرُ المَشتى بِقُطرِ جَنَّةٍ | |
|
| مِن فَحص قُرطاجَنَّةٍ رَحِب الذَّرى |
|
تَسرى الرِّياحُ في ذُراها فَتَرى | |
|
| أَزهارَها عَلى الرَّياحِينِ ذَرَى |
|
لا تعدم الآذانُ في أَرجائِها | |
|
| طَيراً ضَغَا مِن فَوقِ سَرحٍ قَد ثَغَا |
|
كَلا ولا يُعدَمُ في كَلائِها | |
|
| رَامٍ رَأى صَيداً وَثانٍ قد كلى |
|
كَأنَّهُ والراسِياتُ حَولَهُ | |
|
| مُحدِقَةٌ بَيتٌ مُنيفٌ ذُو جَها |
|
كَم ساقَ مِن غَربِيِّهِ مُقتَنِصٌ | |
|
| صَيداً وَمِن غَربِيِّهِ وَكَم دَأى |
|
وَتَرتَمي الفُلكُ إلى الصَيدِ إذا | |
|
| ما أَزعجُوهُ للبِحارِ فارتَمى |
|
وَتَتبارى السابحاتُ نَحوَهُ | |
|
| كالسابحاتِ حينَ تَعدُو المَرَطى |
|
فَكَم سَرى لشاطئ البَحرِ بِنا | |
|
| عَزمٌ جَلا هَمَّ النُفُوسِ وَسَرا |
|
وَكَم أَزَرنا كُلَّ جَونٍ جَونَةً | |
|
| تُحجى مِنَ الصيدِ إلى ما يجتحَى |
|
يَخوَى حَشاها بَعدَ حَملٍ تارَةً | |
|
| وتارَةً تَحمِلُ مِن بَعدِ الخَوَى |
|
يَحمِلُها مَلاحُها وَهيَ لَهُ | |
|
| حامِلَةٌ فَتَزدَبي وَتُزدَبى |
|
مَتَى أَردنا القَصر يَقصُر خَطوُهَا | |
|
| وَإِن أَرَدنا المَدَّمَدَّ وَمَتا |
|
نَحا بِها نَحوَ الخَليجِ عَزمُنا | |
|
| وَوَخى أَرجاءِ المُرُوجِ قَد وَخَى |
|
وَأَمَّ أَرجاءَ الذِّراعِ بَعدَهُ | |
|
| ُثُمَّ انتَحَى مِنَ السَواقِي ما انتحى |
|
ويَمَّمَ البُرجَ الذي قد شِيدَ في | |
|
| مُصطفَقٍ مِن يَمِّهِ وَمُلتَقى |
|
نَرقى إلى الجزيرةِ العُليا التي | |
|
| إلى فِراخِ الطَيرِ منها يُرتَقى |
|
وَنُوشِكُ المَرَّ لأَشكُمرَيرَةٍ | |
|
| إذا أَرى النَحلُ جَناهُ وَأَرى |
|
وَنَرتَقي إلى اجتِناءِ ثَمَرٍ | |
|
| مِن شَجرٍ أَعجب بِهِمن مُجتَنَى |
|
وننثني إلى اجتلاءِ سَمَكٍ | |
|
| في شَبَكٍ أَعجِب بشهِ مِن مُجتَلى |
|
كَأَنَّها أَسِنَّةٌ قَد نَشِبَت | |
|
| في نَثرَةٍ زَغفٍ ثَنَاها مَن ثَنَي |
|
يُسمَعُ لِلحُوتِ بِها تَخَشخُشٌ | |
|
| خَشخَشةَ الأَكمامِ في نَخلٍ خَشَا |
|
يا شَدَّ ما استَخرَجَ كُلُّ صائدٍ | |
|
| بالشِّصِّ ما مِنها اختَفَى وما اختَفَى |
|
حَتَّى إذا قالت لنا شَمسُ الضُّحى | |
|
| قِيلُوا فَقِلنا بَينَ عَينٍ وَجَبا |
|
مَوَارِدٌ كَأَنَّها ذَوبُ المَهَا | |
|
| عَلى حَصىً كَقِطَعٍ مِنَ المَهَا |
|
يَلعَبُ فيها بالحجا طافي الحجى | |
|
| فَهوُ حَقيقٌ بالمَسَراتِ حَجَا |
|
حَتَّى إذا ما ارتَدَّ عَنها عَزمُنَا | |
|
| للأَوبِ بَعدَ كُلِّ غُنمٍ وانثنى |
|
طارَت بنا فَتخاءُ للوحِ انتَمَت | |
|
| وَلَيسَ في اللُّوحِ لَها مِن مُنتَمَى |
|
لها جَناحٌ مِن شِراعٍ خافِقٍ | |
|
| تَطيرُ في الماءِ بِهِ لافى المَلا |
|
صَبَت إلى امتطائِها أنفُسُنا | |
|
| إذ شَعَرت أنَّ النَسيمَ قَد صَبا |
|
مَدَّت للثم الماءِ إذ لانَ لها | |
|
| من المجاذيفِ لِساناً قَد جَسَا |
|
مَرَّت على النِّفاخِ والريحُ بِهِ | |
|
| ما نَفَخَت والبَحرُ رَهوٌ ما جَفَا |
|
وسامَتَت رابطَة الشعبِ وَقَد | |
|
| حدا بها حادي النسيمِ وَحَجا |
|
وجاوَزَ الصهريجَ والجَونَ بِنا | |
|
| جَونُ الشِّراعِ سابحٌ جَونُ القَرَا |
|
حاذى بنا قُبَيبةَ ابنِ طاهِرٍ | |
|
| يَفرِى أديمَ الماءِ فَرى مَن حَذا |
|
وانصاع عن دارِ الأُسُودِ مثلما | |
|
| ينصاعُ سِربُ الوحشِ من أسد الشرى |
|
وصفَّ قبليَّ المُصلى لم يَقف | |
|
| فيهِ ولا صلَّى بِهِ ولا تَلا |
|
بل جاءَ سباقاً لكلِّ سابحٍ | |
|
| حَتَّى أَتى الرَملَةَ فيما قَد أَتى |
|
يلقى عَلَيهِ فِلَقَ الدُّرِّ إذا | |
|
| شَقَّ أديمَ الماءَ شَقّاً وسَأى |
|
ثُمَّ تنادَينا بِقَصد مَنزِلٍ | |
|
| جَمَعنا فِيهِ السُرُور وَنَدَى |
|
وواجهَت أحداقُنا حدائِقاً | |
|
| قد أحدَقَت بِها سَواقٍ وأَضا |
|
وَغابَتِ الجَونَةُ حَتَّى لَم يَلُح | |
|
| لِلعَينِ مِن حاجِبِها إلا شَفى |
|
وأَمسَتِ الأعيُنُ مِنَّا قُبَّساً | |
|
| مِن قُبَّشٍ نُوراً عَلَيهِ يُهتَدى |
|
وَرُفِعَت نارٌ لَنَا زَهرَاءُ قَد | |
|
| قادَ إليها المُعتَفى طِيبُ القَدَى |
|
وَكُلُّ طَاهٍ مُشتَوٍ قال أَتى | |
|
| بماطَهَا وما اشتَوَى وما قَلَى |
|
وَأُترِعَت للشارِبِينَ أَكؤُسٌ | |
|
| مِمَّا حَلا مَطعَمُهُ وَمَا حَذَى |
|
فاجتَمَعَ الأُنسُ بِجَمعِ فِتيَةٍ | |
|
| عَلى عَجُوزٍ وَسمُها وَسمُ الفَتَى |
|
حَارَبَتِ الأَشجانَ عَنهُم وَعَتَت | |
|
| مِن طارِقِ الهمَّ على ما قَد عَتا |
|
فلم تَدع هماً عتا حتّى لقَد | |
|
| كادَت تُشِبُّ كُلَّ هِمٍّ قَد عَتا |
|
غَنِيتُ عَنها بكُؤوسِ أدَب | |
|
|
وآثرَت نفسي عليها شَربَةً | |
|
| مِن ضَربٍ يجُنى ورِسلٍ يُمتَرى |
|
فَسِيقَ مشنهُ ذائِبٌ وَجامِدٌ | |
|
| وَسِيقَ ما لَم يَأدُ مِنهُ وأَدَى |
|
فَكَم لَنا مِن غَدوَةٍ لِعُسَّلٍ | |
|
| رُضابُها أحلى رُضابٍ يُجتنَى |
|
لم يَنفَرِق لَنا عَنِ الصُبحِ دُجى | |
|
| حَتّى فَرَقنا بَينَ صُبحٍ وَدُجى |
|
جٍسمٌ مِنَ الأَنوَارِ قَد أَوهَمَنا | |
|
| أَنَّ مِنَ الأَنوارِ جِسماً يُغتَذَى |
|
وَرَوحَةٍ إلى مُراحِ حُفَّلٍ | |
|
| زَكَت بِرَعي كُلِّ نَبتٍ قد زَكضا |
|
قَد عَلَّقَت مِن كُلِّ قُربٍ قِربَةً | |
|
| وَمِن كلا الحقوَينِ قَد أَدلَت دَلَى |
|
وَكَم تَتعمتُ بِرَوضٍ تُجتَنى | |
|
| أَزهارُهُ مِن لَفظِ خِلٍّ يُجتَبَى |
|
إِن طاوَل الأَقوامَ في شَأوِ النُّهى | |
|
| طالَهُمُ باعاً وإِن حاجى حَجَا |
|
مَتَى تَقِس مُبَرِّزاً مِن غَيرِهِم | |
|
| بِهِم تَجِدهُ دُونَ مَن مِنهُم شَدَا |
|
مِن كُلِّ خِرقٍ مُنصِفٍ مُتّصِفٍ | |
|
| بِالعَدلِ ما مارَى امرأً ولا مَرى |
|
لَيسَ يُصِيبُ كاشِحٌ في عِرضِهِ | |
|
| وَقَولِهِ مِن لَخَنٍ وَلا لَخَا |
|
صَانَ اللِّسانَ عَن سِوَى الحَقِّ فَلَم | |
|
| يَفُه بَقَولٍ باطِلٍ ولا لَغَا |
|
|
| مقصَلهُ عِندَ الضرابِ بل هذا |
|
كم ضُربَت على الطريقِ قُبَبٌ لَهُ | |
|
| وَكم نادى الضُيوفَ وَنَدا |
|
نُسقى كُؤُوسَ الأُنسِ في حدائِقٍ | |
|
| بِأَكؤُسِ الأحداقِ فيها يُنتَشى |
|
قَدِ ارتَدَى البَنَفسجُ النَضرُ بِها | |
|
| مِن زُرقَةِ الجَوِّ الصَريح ما ارتَدَى |
|
وَمَلأَ السَوسَنُ بِالتِبرِ يَداً | |
|
| وَفَتَحَ الأَنمُلَ مِن فَرطِ السَّخَا |
|
وَمَنحَ الوَردُ النسيمَ عرفَهُ | |
|
| مَنحَ الجَوادِ عُرفَهَ مَنِ اجتَدَى |
|
وَلَم يَجُد كَجُودِهِ شَقيقُهُ | |
|
| فَأَظهَرَ الخجلَةَ مِنهُ واستَحَى |
|
وَأَظهَرَ الخيريُّ صِدقَ نِسبَةٍ | |
|
| لمَّا انتَمَى للخَيرِ فيها واعتَزَى |
|
وَصَرَّحَ النمامُ عَمَّا نَمَّ مِن | |
|
| أَسرارِهِ تَحتَ الدُّجى وما كنا |
|
وَحَدَّقَ النَرجِسُ فِيهِ حَدَقاً | |
|
| فَرَاقَ مِنها الطَرفَ طَرفٌ قَد سَجَا |
|
والياسِمينُ مُؤيسٌ نَضيرُهُ | |
|
| مِن أَن يُرى نَظيرُهُ وَيُجتَلى |
|
لاظمئ الرَوضُ الذي كنابهِ | |
|
| نَرُوضُ أَفراسَ الصِبا ولا ضَحا |
|
سَقى المنارَ فدِيارَ دِيرَةٍ | |
|
| فالدَيرَ فالشطُورَ هَطَّالُ الحَيَا |
|
ووالتِ السُحبُ بعَينِ تَوبَةٍ | |
|
| بمثل عيني توبَةٍ طُولَ البُكضى |
|
وساجَلَت أَدمُعَ عَيني عُروَةٍ | |
|
| بِكُلِّ مُنحَلِّ العَزَالي والعُرَى |
|
واستَقبَلَ القِبلَةَ مِنهُ عارِضٌ | |
|
| مُعتَرِضٌ في جَوِّهِ واهى الكُلُى |
|
فَبَلَد الرَيحانِ والرَوحِ الذي | |
|
| راحَ علَيهِ الحُسنُ وَقفاً وَغدا |
|
إلى الرصيفِ المُعتَنَى بِرَصفِهِ | |
|
| فالهيكلِ الأَعلى القَديم المُبتَنى |
|
ولا نَبا عن المَسيلِ مُسبلٌ | |
|
| كأنَّ خَفق بَرقِهِ عِرقٌ نبا |
|
وجادَ رَأسَ العَينَ والمَرجَ حباً | |
|
| يَحبثو البلادَ ريَّها إذا حبا |
|
مُنهَمِرٌ على الضِيَاعٍ مَنهُمٍ | |
|
| على الصفا المُحدقِ حولَ المُستَقى |
|
فالشَرَفَ الأَعلى المُطِلَّ فَوقَهُ | |
|
| إلى مُصَبِّ الماءِ في وادي الحَصى |
|
فَمَنبِتَ القَيصُومِ مِن بُطنانِهِ | |
|
| إلى ضواحي شَجَراتِ ابنِ الضحَى |
|
فَسَرحَةَ البَطحاءِ فالغَرَسَ الَّذي | |
|
| بالرَملةِ العَفراءِ مِن سِقطِ اللِوى |
|
فالجبَلَينِ المُشرفَينِ فَوقَهُ | |
|
| المُشرقينِ مِن سَناءٍ وَسَنا |
|
وأَصبَحَت بالبَختَرَينِ بَعدَهُ | |
|
| تَمشي الغَوادي بختَرِيَّاتِ المِشي |
|
وَذَنَّ في ذُنينَةٍ أنفُ الحَيا | |
|
| وَدَرَّ دُرَّ القَطرِ فِيها وَذَرا |
|
فالحافَةِ البَيضاءِ مِن شَخشُويةٍ | |
|
| ذاتِ الصياصي والشماريخِ العُلا |
|
مَجمَعُ ما صادَ مِنَ الوَحشِ وما | |
|
| رادَ ومَرعى ما ثَغَا وما رَغَا |
|
لا تَعدَمُ الطَيرُ ولا الوَحشُ بِهِ | |
|
| ماءً صَفا وَظِلَّ دَوحٍ قَد ضَفَا |
|
فَتَسنَحُ الطَيرُ بِهِ لُمىً لُمىً | |
|
| وَتَسرحُ الوَحشُ بِهِ ثُبىً ثُبَى |
|
وَارتَقَتِ السُحبُ لِسُقيا ما ارتقى | |
|
| عَنها قَليلاً في الشَمالِ وَسَمَا |
|
مُقبِلَةً مِن لُجِّ بَحرٍ أَخضَرٍ | |
|
| لِمِثلِ بَحرٍ أخضَرٍ مِنَ الكَلا |
|
حَتَّى إذا عدا بشيرُ بَرقِها | |
|
| بُحَيرَةَ القَصرِ اشمَعَلَّ وَعَدا |
|
مِن كُلِّ ضافي هَيدَبٍ كَأَنَّهُ | |
|
| مُجَللٌ أدهم يَمشي الهَيدبي |
|
ضاحِكُ ثَغرٍ ما بِهِ جهامَةٌ | |
|
| يَبكي بِعَينٍ لَيس فيها من عَمَا |
|
تَجذِبُهُ سَلاسِلٌ مِن ذَهَبٍ | |
|
| في راحتي ريح جَنُوبٍ أَو صبَا |
|
شَصَت ذُرَاهُ وَدَنا هَيدَبُهُ | |
|
| فاستَشرفَ الراعي إِليهِ وَشَصَا |
|
فَقَلَّدَ القُرتَ فَمَرجَ راشِدٍ | |
|
| فالسهلَةَ التَلعاءَ أصنافَ الحُلى |
|
|
| فالدحلةَ الغَرّاءَ أنواع الكُسا |
|
فلم يدَع شاجِنَةً تُفضى إلى | |
|
| شُجَنَّةٍ قُريانَها إلا قرى |
|
ومال صَوبُ المُزن بالسقي إلى | |
|
| ما مال في شقِّ الجنوبِ وصَغا |
|
وباتَ بالسِّلسلَةِ البَرقُ لَهُ | |
|
| سلاسِلٌ بِها الغَمامُ يُهتدى |
|
ثم تَوَخَّى الأَخوَينِ وَنَحا | |
|
| مِن سَقى أرجاءِ العُيُونِ ما نَحا |
|
واشتَكَرَت على الشَّكُورِ مُزنَةٌ | |
|
| واتكأت على اعالي المُتَّكى |
|
ودَخلَ الدخالَ كُلُّ خارِجٍ | |
|
| مِن بَحرِهِ كأنَّهُ رِجلُ الدّبى |
|
فَقصرَ فَجِّ المجلسِ الأَعلى الَّذي | |
|
| أوهَتهُ أحداثُ الليالي فَوَهَى |
|
وَساقَللمستقى قِطارَ قَطرِهِ | |
|
| حادٍ من المُزنِ المُرِنِّ وَسَقى |
|
كأنَّما تَشوِيرُهُ بِبَرقِهِ | |
|
| نارٌ بأطرافِ الشُوارِ تُصطَلى |
|
وَنَفَخَت رِيحُ الصَبا في مِجمَرٍ | |
|
| مِنهُ على النَّفاحِ نَفّاحَ الشَذا |
|
يَستنشقُ المِسكَ الذكي ناشِقٌ بهِ | |
|
| وَيَستَنشِى بِهِ طِيبَ النَشا |
|
|
| أو كان هندياً عليه يُنتضى |
|
وأمستِ الحُفل من ضُرُوعِهِ | |
|
| على الخليجِ والذِراعِ تُمترى |
|
بِراحَةٍ مَخضُوبَةٍ للبَرقِ | |
|
| أو محجوبةٍ مِن ريحِهِ لَيسَتِ تُرى |
|
حتى يُرى بالطَرفِ الغربي قد | |
|
| شَرَّدَ غِربانَ الدَياجي وَنَفَى |
|
حتَّى إذا ما سَرَّحَ العِنانَ عَن | |
|
| سَرحَةِ وادي بُرتُجٍ سَدَّ الكُوَا |
|
وَبَرقَعَ الجَوَّ الذي أمامَها | |
|
| بِكُلِّ غَيمٍ مُلحِمٍ فيهِ السَّدى |
|
وَمَرَّ بالمَمشى الغَمامُ زاحِفاً | |
|
| في جَوِّهِ زَحفَ الكَسِيرِ وَمَشى |
|
بِجِبَهَةِ الشاةِ التي قد ناطَحَت | |
|
| غَواربَ اللُّجِّ وَأَعنانَ السَّما |
|
مَعاهِدٌ ما بَرِحَت مَعهُودَةً | |
|
| بالأُنسِ في مُغتَبَقٍ وَمُغتَدى |
|
كَم مَحضَرٍ فيها وَمَبدىً مَن يَشأُ | |
|
| نَدَّى بِهِ السَّرحَ وَمَن شاءَ انتَدَى |
|
وَمَنزِلٍ لِمُغزِلٍ ما بَرِحَت | |
|
| بِمُقلَتَيها تَدَّرى مَنِ ادَّرى |
|
يُنيرُ ما بَينَ المَنارَينِ بِهَا | |
|
| قَصرٌ لَهُ قَصرُ سَعِيدٍ قَد عَنَا |
|
وَتَكتَسي مِن وَجهِها إِنارَةً | |
|
| منازِلٌ بَينَ مُنِيرٍ والحِمَا |
|
تَغشَى بِهَا مَغانِياً مَن يَرَهَا | |
|
| يَجعَل لَهَا مَغاني الشِّعبِ الفِدَى |
|
تَجاوَرَت أَمواهُهَا فما اشتَكَى | |
|
| فِيها امرُؤٌ مِن ظَمَإٍ ولا اشتكى |
|
لم تُقتَسَم فيها المياهُ بالحُسَى | |
|
| كَقَسمِها في مَأسَلٍ وَذي حُسَا |
|
لَيسَت وَأيمُ اللَهِ مثلَ بُقعَةٍ | |
|
| يجاورُ الأَيمُ بها ضَبَّ الكُدا |
|
في كُلِّ وادٍ ما بِهِ مُستَمَعٌ | |
|
| وَمَطعَمٌ إلا كَشِيشٌ وكُشى |
|
كَم مِن ظِباءٍ في الحَرير دُونَها | |
|
| تَشُبُّ بالهندي نِيرانَ القِرَى |
|
وَمِن أُسُودٍ في الحَديدِ دُونها | |
|
| تَشُبُّ بالهنديِّ نيرانَ الوَغَى |
|
مَن ناشِدٌ قلبي عِندَ شادِنٍ | |
|
| إذا انتَوَى حَلَّ وَإِن حَلَّ انتَوَى |
|
تَنحَدِرُ العِيسُ إلى البَحرِ بِهِ | |
|
| وتارَةً تَسمُو إلى وادي القُرَى |
|
يُمارسُ الشَوقَ إلى مُرسِيَةٍ | |
|
| إذا تلاقى الظِلُّ فيها والجَنى |
|
حَتَّى إذا ما بارِقُ الوَسمي مِن | |
|
| أَرجاءِ قُرطاجَنَّةٍ بَدَا بَدَا |
|
وأصحَرَ الحادي بهِ في أَفيحٍ | |
|
| قد اكتسى من الرَبيعِ ما اكتَسى |
|
كم صافَ في دَوحٍ وفي روحٍ وَكَم | |
|
| بَينَ القُصُورِ والبُحُور قد شَتا |
|
سقى الحيا هالات بدرٍ لم يخف | |
|
|
|
| غيثٌ إذا ما وسم الرَوض ولى |
|
سقى الربيعَ كلُّ غادٍ رائحٍ | |
|
| إذا امتَرَت رَبيعهُ الرِيحُ هَمى |
|
وباكر الجنان حَنَّانٌ إذا | |
|
| سَقى جَنين النَبتِ غنّى وشدا |
|
وصبَّح الصباحَ غيثٌ قَطرُهُ | |
|
| حَرٍ بِسُقيا كُلِّ قُطرٍ وَحَرى |
|
وانهمرَ الغَيثُ الركامُ بَعدَهُ | |
|
| على الرِياضِ والبَياضِ وانهَمَى |
|
وَكَرَّ في مَدرجِهِ مُنتحياً | |
|
| منازِلَ الدراجِ فيما قد نَحا |
|
ولألأت بَني سِراجٍ سُرجُهُ | |
|
| وَنَوَّرَت مِن أُفقِهِ مَا قَد دَجا |
|
يُهدى إلى بَني بَشيرٍ بِشرَهُ | |
|
| ولا يَمَلُّ مِن سُرى وَمِن شَرَى |
|
مُلَقِّياً بَني سُرُورٍ بَعدَها | |
|
| مَسَرَّةً وَمُرضِياً بَني رِضا |
|
وَحَلَّ في بَني عِصامٍ عُصمَهُ | |
|
| وَفَضَّ عَزلاءَ المَزادِ وَفَرَى |
|
حَتَّى إذا ما ضاحَكَت مُرسِيَةً | |
|
| بَكَت عَلى رَسمِ حَبيبٍ قَد خَلا |
|
وَنَدَبَت مَعاهِداً أَنحى العِدى | |
|
| فيها على رَسم الهُدى حَتّى عَفا |
|
وانتَقَلت ما بين شطّى نهرِها | |
|
| وَسَنَدَيها مِن ذُرىً إلى ذُرى |
|
تَجنُبُ أُولاها وأُخراها الصبا | |
|
| إلى جَنابِ الهُذَلِيِّينَ الأُلى |
|
وَيَلتَقى بَني خِيارٍ خَيرُها | |
|
| إذا بَنُو سَعدٍ بها السَعدُ التَقَى |
|
وَترتقي مُزجِيَةً عَنانَها | |
|
| مُرخِيَةً عنانَها إلى رُخا |
|
إلى زُقاقِ الجنةِ الأَعلى الذي | |
|
| بشاطئ الكَوثَرِ من بابِ المُنى |
|
إلى بُنا الرُشاقَةِ البيض التي | |
|
| أَلحاظُها رَشاقَةٌ لِمَن رَنَا |
|
واجتازَ بابَ الجَوزَةِ الغَيثُ الذي | |
|
| سَقى المغاني العجَمِيَّاتِ الدُنى |
|
فالزَنَقَاتِ المُشرِقاتِ المُجتَلى | |
|
| المُورِقاتِ المُونِقاتِ المُجتَنى |
|
وارتقَتِ السُحبُ إلى التاجِ الذي | |
|
| قد التقى الدَوحُ عليهِ وارتَقَى |
|
مَغنىً له اسمٌ قد عنى مُشتَقُّهُ | |
|
| بهِ من المَعنى الصحيحِ ما عنى |
|
كأنَّهُ يأمُرُ كُلَّ مُهجَةٍ | |
|
| بالشُكرِ لِلّهِ عَلى ما قد حبا |
|
وارتَفَعت عَن سَمتِها سحائِبٌ | |
|
| سَواحِبٌ أذيالَها على الثَرى |
|
وأَسعَدَت قصرَ ابنِ سَعدٍ سُحُبٌ | |
|
| تَصعَدُ مِن مُنحَدَرٍ لِمُستَمى |
|
واجتَلَبَ النَسيمُ أَخلاف الحيا | |
|
| على البُروجِ والمُرُوجِ وامتَرَى |
|
وظَللت راياتُهُ الدَوسَ الذي | |
|
| قد أَشبَهَ الفِردَوسَ حُسناً وحَكى |
|
وَصُهِرَ الجَوُّ بِبَرقٍ ساهِرٍ | |
|
| على الصُهيريجِ المُنيرِ المُجتَلى |
|
وساوَرَت بَني سِوارٍ حَيَّةٌ | |
|
| مِن بَرقِهِ تحيى ولا تُعيي الرُقى |
|
وجَلَّلَ الشَطَّ الجَنُوبيَّ حَياً | |
|
| لا يَنجلي إلا إذا الجَدبُ انجَلى |
|
وَحَلَّ في بَني سُعُودٍ عِقدَهُ | |
|
| كُلُّ حَبِيّ عاقِدٍ فيها الحُبى |
|
وعاجَ بالوَادي مَعاجَ جَزعٍ | |
|
| باكٍ على أجزاعِهِ والمُنحنَى |
|
فاجِسرِ فالرَملةِ من جَرعائِهِ | |
|
| إلى الغَديرِ فالكثيب فالتقا |
|
واغرورقت على الخليجِ عَينُهُ | |
|
|
ثم سما إلى الجسيرِ مُزجيا | |
|
| مِن دِرَّةِ القَطر لَهُ ما قَد زَجا |
|
وَأَسرَعَت للفُرسِ أَفراسٌ لَهُ | |
|
| شُقرٌ تَقُودُ دُهماً ذات وَنى |
|
صاغَ لها البَرقُ بُرى مِن ذَهَبٍ | |
|
| ثُمَّتَ أَبرى دُهمَها بما بَرَى |
|
والتَفَّ في مُلاءَةٍ مِن بَرقِهِ | |
|
| حَبِيُّها بِسِكَّةٍ ثُمَّ احتَبى |
|
وَطَبَّقَ البَركَ بِبَركٍ مُطبقٍ | |
|
| مُروٍ لِذاكَ القُطرِ بالقَطرِ الرِوَى |
|
وانتابَتِ النَوابَ سُحبٌ كُلَّما | |
|
| أَذكى بها نِيرانَهُ البَرقُ سَخَا |
|
تَنحُو إذا عَن الخُنَيسِ خَنَسَت | |
|
| تَلاً على تَلِّ يُوَنَّى قد بأى |
|
وَتَقصد السَدَّ الذي بِحُسنِهِ | |
|
| وخِصبِهِ أَربى على سَدِّ سَبَا |
|
وانحدَرَت عَن سَمتِها سَحائِبٌ | |
|
| سَواحِبٌ أذيالها فَوقَ البَرى |
|
وَانتَابَ مُنتاباً وَمُنجَاباً حَياً | |
|
| لَيسَ بِمُنجابٍ إذا انجابَ الحَيا |
|
وَوَسمَ الطُوسَ حياً إذا همى | |
|
| ثَنَاهُ كالطاوُسِ مِمَّا قد وَشى |
|
وَقَلَّدَ الوُسطى بما قَد راقَ مِن | |
|
| مَنظُومِ أَزهارٍ وَمَنثُورِ نَدى |
|
وانتَظَمَ الياقوتتينِ صَيِّبٌ | |
|
| إذا أصابَ الرَوضَ مِعطالاً حلا |
|
|
| ومُشرِعاً قناته إلى القنا |
|
ثم ارتقى إلى قُرى النهرِ التي | |
|
| قد أرتقَت صوب الغَمامِ واقترى |
|
مُستقصياً طالعة النهر إلى | |
|
| أقصى معانٍ من مغانيها القُصى |
|
تِلكَ مغانيها التي نحتلُّها | |
|
| بشاطئ النهر إذا القيظُ ذكا |
|
ثُمَّ نَحُلُّ بَعدها مَغانياً | |
|
| بشاطئ البحرِ إذا القيظُ خَبَا |
|
كم زُرتُ في تلك المغاني الغُرِّ مِن | |
|
| غانيةٍ تنظُرُ عن عيني رشا |
|
|
| أرخصتُ مِن دُرِّ الدُموعِ ما غلا |
|
ما حَكمَت عيني على قلبي لها | |
|
| حَتَّى أنالتها بعينيها الرشى |
|
|
|
طلىً كأنَّ لون سُقمي كُلما قابله | |
|
|
لم تُلفِ مَن يعدى عليه أنفُسٌ | |
|
| مظلومَةٌ أودى بها وما ودى |
|
ظَبيٌ قد انتصَّت له سالِفَةٌ | |
|
| قد انتصى الدرَّ لها مِن انتصَى |
|
إن تنحَدِر في وَصفِهِ فإِنَّهُ | |
|
| بَدرٌ عَلى غُصنٍ عَلى دِعصِ نَقَا |
|
وإِن تَسامَيتَ فَقُل دِعصُ نَقاً | |
|
| عَلَيهِ غُصنٌ فَوقَهُ بَدرُ دُجى |
|
فَرعٌ أَثيثٌ فوقَ فَرعٍ ناعِمٍ | |
|
| قَد مَاسَ مِن سُكر الشَبابِ وانثنى |
|
وَغُرَّةٌ شَبَّ بِقَلبي نُورُها | |
|
| ناراً فَأَمسى للشجُونِ مُصطَلى |
|
وَناظِرٌ يَمنَعُ كُلَّ ناظِرٍ | |
|
| مِن وَردِ خَدٍّ ناضِرٍ أَن يُجتَنى |
|
يُراعُ طَرفي حِينَ يَرنُو طَرفُهُ | |
|
| فَلَيسَ يَرعى وَإِذا أَخلى ارتعى |
|
ومازِنٌ أَشمُّ قَد تَنَزَّهَت | |
|
| أَوصافُهُ عَن خَنَسٍ وَعَن قَنَا |
|
خَطّ قَويمٌ بَينَ قَوسي حاجِبٍ | |
|
|
ومَبسمٌ يَزدحِمُ البَرقُ بِهِ | |
|
| إذا انبَرى ما بين ظَلمٍ وَلَمى |
|
وَعُنُقٌ كأَنَّهُ جِيدُ طَلى | |
|
| قد عَطَفَ اللِّيتَ التِفاتاً وَعَطا |
|
وَصَحنُ صَدرٍ مُنبِتٌ رُمَّانَتَي | |
|
| حُسنٍ وبطنٌ مُنطوٍ طَيَّ المُلا |
|
وَمِعصَمٌ شَكا السوارُ رِيَّةُ | |
|
| لما تَشكَّت ريَّ ساقيهِ البُرَى |
|
وَراحَةٌ تَخالُهَا مَخضُوبَةً | |
|
| إذا بها عن خَدِّه اللحظَ اتقى |
|
وَمَعطفٌ لَينٌ وَخَصرٌ ذابِلٌ | |
|
| ظام وَرِدفٌ ناعِمٌ قَدِ ارتَوَى |
|
|
| تما بهِ من النعيم المُغتَذى |
|
يَكادُ يَبدو خَصرُهُ مُنخَزِلاً | |
|
| مِن رِدفِهِ إذا تَمشَّى الخَيزَلي |
|
وَقَدَمانِ لَبِسَت كِلتاهُما | |
|
| ما زانَها مِن الجَمالِ المُحتَذى |
|
نَشوانُ مِن خَمرِ الصِبَا يَحسِبُهُ | |
|
| نَشوانَ مِن خَمرِ الدِنانِ مَن نَجا |
|
ماءُ الحياةِ والحَيا في خَدِّهِ | |
|
| يَجري بِحَيثُ اتَّقَدَت نارُ الحَيا |
|
ظَبيٌ أذال الليثَ إذا أدى لهُ | |
|
| يا مَن رأى ظَبياً لليثٍ قد أدى |
|
أَزالَ عَنهُ القَلبَ إذا أَزى لَهُ | |
|
| فَحِرتُ في عاطٍ لِسَاطٍ قد أزى |
|
كَم قَد دَرى بِلَحظِهِ مَن رامَ أَن | |
|
| يَدرِيَهُ وَمَا دَرَى كَيفَ دَرَى |
|
يَأهلَ وُدِّي وَبودي أنكُم | |
|
| صَبوتُمُ فَتعذِرُنَ مَن صَبَا |
|
سَلُوا أُرَ يشاءَ الصريم أَيُّها | |
|
| بصارِمِ اللحظِ على قلبي سَطا |
|
وأَيُّها راشَ لِقَلبي أسهُماً | |
|
| كَأَنَّهُ لَم يَكفِهِ مَا قَد نَضَا |
|
وَإِن رَأَيتُم باللوَى أُظيبياً | |
|
| سانحةً فأغمدوا بيضَ الظُبى |
|
وحاذِرُوا تِلكَ الأَطيلاءَ التي | |
|
| ألحاظُها فاعِلَةٌ فِعلَ الطِلا |
|
واحتقِروا مُلدَ القَنا إِن أُشرِعَت | |
|
| لَكُم قُدُودٌ دُونَها مُلدُ القَنَا |
|
ليتَ الظباءَ لم تَصِد من رامَ أن | |
|
| يَصيدَها ولا ادرَت من ادرى |
|
يا ظبيةً حازَت فؤادي فغدا | |
|
| قلبي من جسمي بعيدَ المُنتَوى |
|
يا ليتَ شعري من سلبتِ قلبَهُ | |
|
| هل يَرجِعُ السابي إليه ما سبى |
|
حكَّمتِ في قلبي لحظاً منكِ قد | |
|
| أهدى إليهِ النَومَ جَفني فارتَشى |
|
أَخذت قلبي دُون طَرفي في الهوى | |
|
| ظلماً بما قد جر طرفي وَجَنى |
|
ولم تكُوني كَمُداوي العُرِّ في | |
|
| إبراءِ ما لم يكوهِ بما كَوى |
|
ما استبدَلَ القَلبُ فلا تستبدلي | |
|
| منهُ ولا ترضى بمالا يُرتَضى |
|
ولا تبيعي خُلَّةً بِخُلَّةٍ | |
|
| فَإِنَّ بَيعَ المِثلِ بالمِثلِ رِبا |
|
سَمعي رماني ولساني قبلَهُ | |
|
| مِن لُجَجِ الأَهواءِ فيما قد رَمى |
|
لو كانَ لحظٌ دُونَ لَفظٍ لم يَكُن | |
|
| يَصلى مِنً الأَشجانِ قلبي ما اصطلى |
|
فَلِم أخذتِ الطَرفَ مِنِّي بالذي | |
|
| جَرَّ عَلى القَلبِ اللِسانُ وجَنى |
|
لا تَظلِمي إِنسانَ عَيني في الهَوَى | |
|
| ف ليسَ للإنسانِ إلا ما سعى |
|
كان الصِبا ظِلاً لَنَا مُدَّ إلى | |
|
| أن قَلَصَ الظَلُّ المَديدُ وَأَزى |
|
قَد كانَ عَيشي ناعِماً ذا جِدَّةٍ | |
|
| دَهراً فَأضحى ذابلاً وذابلي |
|
وحالَ دَهرٌ كانَ لا يَحُولُ عَن | |
|
| ولائِنا في حالَةٍ ولا إِني |
|
كانَ الشَبابُ كالكميِّ مُعلماً | |
|
| حتَّى إذا نازَلَهُ الشَيبُ انكَمَى |
|
وكيفَ لا يَشتَعِل الفَودُ وَقَد | |
|
| تَلَهبَ الفؤادُ وَجداً والتَظَى |
|
وَلائِمٍ أَنحى وَأَنحَت بَعدَهُ | |
|
| لائِمَةٌ لا حيَةٌ فِيمَن لَحَى |
|
ظَنَّت بِأَنَّ اللَومَ يَثنى خاطِري | |
|
| عَن صَبوَةٍ لِسَلوَةٍ فلما انثنى |
|
واستطرَفَت جَريي بِمَيدانِ الصِبا | |
|
| لمَّا رأَت طِرفَ الشبابِ قد كَبا |
|
وَبَينَ جَنبيَّ فؤادٌ لم يَرُع | |
|
|
لم يَعدُ ما قد ضره أن سره | |
|
| وأوجَبَ الحظُّ لهُ ما قَد نَفى |
|
واعتاضَ مِمَّا قد أَفاتَ دَهرُهُ | |
|
| بما أَفادَ مِن يَدٍ وَمَا حَبَا |
|
ظِلُّ أَميرِ المؤمنينَ عِندَهُ | |
|
| أَنعَمُ مِن ظِلِّ الشَبَابِ وَالصِبَا |
|
فَإِن ذوى رَوضُ الصِبا فَجُودُهُ | |
|
| يُعِيدُ غَضّاً ناعِماً ما قَد ذَوَى |
|
فلا تَظُنَّى أنني آسى لِمَا | |
|
| قَد بزَّني صَرفُ الزَمانِ وبَزا |
|
قد مارَسَت نفسي حالي دَهرِها | |
|
| فَلَم يَدُم سُرُورُها ولا الأسى |
|
وَواصَلَت عَيني الكرى وفارَقَت | |
|
| في حالَتي إقامَةٍ وَمُنتأى |
|
كم مَوقِفٍ حَمَّلَني ثِقلَ الجَوَى | |
|
| حَملُ المَهارى فيهِ صِيرانَ المَهَا |
|
قَسَّمتُ ألحاظي وَدَمعي عِندضما | |
|
| تَقَسَّمَت نَفسي النَواحي والنَوى |
|
ما بين ظُعنٍ سُطِّرَت جمالُها | |
|
| وَدِمَنٍ جمالُها قَد امحى |
|
دارٌ سفى مرُّ الأعاصيرِ عَلى | |
|
| مَرِّ الأعاصيرِ بها ما قد سَفى |
|
تَحثي السَّفَى عِندَ المَصيفِ فوقَها | |
|
| كُلُّ عَصُوفٍ قد سَفَت فيهِ الحَثى |
|
قَد كانَ في نَشرِ الكِباءِ للصبا | |
|
| شُغلٌ بِهِ فَصارَ في سَفرِ الكِبا |
|
أَلوَوا بِكُلِّ مُغرَمٍ كَأَنَّما | |
|
| قَد لَوِيَت أَضلُعُهُ على لوى |
|
مِن كُلِّ ساهي الفِكر مَغشى على | |
|
| فُؤادِهِ مِن كَثرَةِ الوَجد غَمَى |
|
تَمَلمَلُوا عَلى ذُرى أكوارِهِم | |
|
| كأنما باتوا على حدِّ المُدى |
|
قد وَسَمَ الحُبُّ جُسُوماً مِنهُمُ | |
|
| بِصُفرُةٍ مِنَ النُّحُولِ وَضَنَى |
|
وَوَسم الوَخدُ رُؤوساً منهمُ | |
|
|
أعدَت جُسومَ العِيسِ أجسامٌ لهم | |
|
| قد كدن لا يبصرن من فرط الضوى |
|
وأعدتِ الأنفسَ منها أنفسٌ | |
|
|
وأصبحت مما ارتقَت أنفاسُها | |
|
| أنفسُها بين التراقي واللَّها |
|
عوى الحنينُ رأسَهَا وعاجَهُ | |
|
| للدارِ فانعاجَ إليها وانعوى |
|
وقد عنا للوجدِ جاري دمعها | |
|
| فسحَّ من فوق الثرى حتى عَنى |
|
|
|
وأذكرتهن المهارى العهد إذ | |
|
| كانت مهاراً في ذراها تفتلى |
|
|
| يجيب في أطلالها البوم الصدى |
|
|
| فلم تقف بي دون أعجاز الفَلا |
|
في فتيةٍ ما لامرئٍ منهم سوى | |
|
| كَسبِ المواضي والقنا من مقتنى |
|
كأنهم ما عذروا من طُولِ ما | |
|
| قد أغدفُوا مِن لُثمِهِم فَوقَ اللحى |
|
مِن كُلِّ من يَعتَدُّ أعلى نِسبَةٍ | |
|
| بها يُجلَّى أن يقالَ ابن جَلا |
|
وكُلِّ نِضوٍ فوقَ نِضو قد رعت | |
|
| منهُ الفَلا ما كانَ منها قد رعى |
|
تعرَّقتهُ الحادِثاتُ والسُرى | |
|
| فآضَ كالغُصنِ السَليبِ المُلتحى |
|
يَشدُو إذا جن الدُجى تمثلاً | |
|
| له إذا أعلى الحنين واشتكى |
|
يشكو إلى جملى طُولَ السُرى | |
|
|
إني إذا العُيونُ أعدت مُهجتي | |
|
| فأصبح السقمُ عليها قَد عَدَا |
|
داوَيتُ نُكسَ حالِها بِصِحَّةٍ | |
|
| مِن عَزمَتي أعيَت على النِّكس الدَوا |
|
فكم سرا عنهُ الهُمومَ من سرا | |
|
| وكم تداوى مِن هوىً من ادوى |
|
|
| دهري سوى ظمآن ريَّانِ الشَبا |
|
وصارمٍ مُصارِمٍ لِغِمدِهِ | |
|
| مُواصلٍ ضَربَ الهوادي والصدى |
|
تُخلى جُسُومُ الكُومِ من أرواحِها | |
|
| بهِ وهاماتُ الكُماةِ تُختلى |
|
ومُسرجٍ على الزَفيرِ مُشرَجٍ | |
|
| مُلمَلَمِ الصَهوَةِ مَلمُومٍ وأي |
|
كأَنَّهُ مُنحَصِرُ الأَنفاسِ مِن | |
|
| رَبوٍ وإِن لم يَنحصِر ولا ربا |
|
وأعيسٍ مُخيَّسٍ يَشرى إذا | |
|
| ما وَصَل البِيدَ بِبيدٍ وَوَصى |
|
ينجو إذا مدّ في عُرض الفلا | |
|
| بالخَطوِ أخفافاً خفافاً وسدا |
|
إذا انبرى تحتَ ظلامٍ أو ضحىً | |
|
| زفَّ كما زفَّ الظليمُ وَزَفى |
|
كاد النجاءُ أَن يُزيلَ شخصهُ | |
|
| عن ظِلِّهِ وجِسمهُ عن النجا |
|
هال العُيونَ غاربٌ مثلُ النقا | |
|
| منه ولكن هالهُ سَيرٌ نَقى |
|
يَهفُو بِهادِيهِ حِذارَ أرقَمٍ | |
|
| لَوَاهُ في سالِفَتَيهِ مَن لَوى |
|
كَم زاحَمَت خِيفانَةٌ بِشِكَّتى | |
|
| عَيرانَةً تَحمِلُ رَحلي بَشَكى |
|
وَكَم نَوى عَزمِي أَن يَفرى النَوى | |
|
| والرَحلُ مِن غارِبِها ما قَد نَوى |
|
بِتِلكَ أَستَعدى على دَهري أو | |
|
| بِمُعتَدٍ على الصَفا إذا عَدا |
|
ناصى العوالي جِيدُهُ فكادَ لا | |
|
| يُمكِنُ مشن ناصِيَتَيهِ مَن نصا |
|
كَم مَرَّ بالناظِرِ مَرَّ بارِقٍ | |
|
| فما درى ناظِرُهُ أينَ رَدَى |
|
وَكَم طَوَى البَيداءَ في تَلَطُّفٍ | |
|
| فلَم يُثِر سِربَ القَطا لَمَّا قَطَا |
|
|
| عن العُلا بَينَ وَلُوعٍ وَلَكى |
|
لا تَطَّبِ الدُنيا هَواكَ نَحوَها | |
|
| بما بِهِ كُلُّ جَهُولٍ يُطَّبَى |
|
دارٌ غَدَت أحوالُها مَعكُوسَةً | |
|
| فأضحَتِ الأَسواءُ فيها تُشتَهى |
|
مَن لم يَقُل بِشَهوَةٍ فيها يُقَل | |
|
| مِن العِثار وَيُقَل لَهُ لَعَا |
|
وقلّما يقال في الدنيا لَعاً | |
|
|
غَيري من يرتاحُ أو يَرتاعُ إِن | |
|
| عَنَّ لَهُ ما يُرتَجى أو يُتَّقى |
|
لأحذينَ العيس كلَّ مهمَهٍ | |
|
| تَشكُو النواجي في نواحيهِ الحِذا |
|
تَرفَعُ فيهِ جارَها العِيسُ إذا | |
|
| ما رَفَعَ الآلُ الشُخُوصَ وَحَزى |
|
ترى اللغام فيه ممجوجاً على | |
|
| ما مَجَّتِ العِيدَانُ فيهِ مِن لَثَى |
|
لم يَلتَفِث فيهِ امرُؤٌ لِشبحٍ | |
|
| غيرِ وُحُوشٍ سُنَّحٍ ولا رَنَا |
|
كَم قَد رأَت عَيناي مِن مَناظِرٍ | |
|
| تَرُوق أَو تَرُوعُ عَيني مَن رأَى |
|
وَقَلَّبَت قَلبي اللَيالي بَينَ ما | |
|
| قد لانَ مِن خُطُوبِها وَمَا قَسَا |
|
فَلَم يَطِر لِمُونسٍ مَسَرَّةً | |
|
| ولم يَطش لموحِشٍ ولا نَزَا |
|
وَمُشبِهٍ ذَوبَ اللآلي والمَهَا | |
|
| وَرَدتهُ بَينَ مَهاةٍ وَلأى |
|
وَذَنبُ السرحانِ يَسمُوا صاعِداً | |
|
| وَمَعطِسُ السرحانِ يَشتَمُّ البَرَى |
|
يَستافُ أَرواحَ الصَعيدِ عَلَّها | |
|
| تَهدى إلى مُفتأدٍ أو مُشتَوَى |
|
أَو لِمُناخِ مُخدِجٍ ساقِطَةٍ | |
|
| لِجنبِ سُقطٍ بَينَ غِرسٍ وَسَلى |
|
وَقَد طَوَى تَنائِفاً حَتَّى انطوى | |
|
| مِن طَيِّهِ البِيدَ وَمِن فَرطِ الطَوَى |
|
يَشرَبُ طَوراً قانِياً ذا حُمرَةٍ | |
|
| يَفتَضُّهُ ما بَينَ بَطنٍ وَمَعِي |
|
وتارَةً فَضيضَ ماءٍ أزرَقٍ | |
|
| يُفضي إلى بطنٍ دَميثٍ مِن مَعى |
|
وَمَنهَل تُمسي النُجُومُ عُوَّماً | |
|
| سابِحَةً فِيهِ إذا اللَيلُ سَجَا |
|
أَعفاهُ مِن ذي قَدَمٍ وَمَنسِمٍ | |
|
| وَسُنبُكٍ فَرطُ التنائي فَعَفَا |
|
لَم يَترُكِ الهَولُ إليهِ مَسلَكاً | |
|
| إِلا وَصَدَّ النَفسَ عَنهُ وَعَدا |
|
يَهابُ مِن آسادِه وَاردُهُ | |
|
| ما هابَ مِن سَمِيِّهِنَّ الشَنفَرى |
|
تَزدَحِمُ الوُحُوشُ فيهِ سُحرَةً | |
|
| وَتَلتَقي فيهِ إذا صَرَّ الدَبى |
|
تَرى بِهِ أَظلافَهَا نَواصِلاً | |
|
| بَينَ حَديثٍ وَقَديمٍ مُنتَضَى |
|
يَملأُ ما قَد ساخَ مِنهُنَّ الحَصَى | |
|
| كَصَدَف البَحرِ عَلى الدُرِّ احتَوَى |
|
وَرَدتُهُ وَالبُومُ يَستَدعي بِهِ | |
|
| في آخرِ الليلِ مُناغَاةَ الصَدَى |
|
وَبَلدَةٍ قَد عُقِمَت عِيدانُها | |
|
| فَمَا سِوَى النَبعِ لَهَا مِن مُجتَنَى |
|
أَصمَيتُ آمالي بِأَقواسِ السُرى | |
|
| فيها فَكانَت مِثلَ أَقواسِ السَرَا |
|
قَد غابَ فيها الفَجرُ بَعدَ بَدوِهِ | |
|
| وعطفَ الليلُ العِنان وَعَكى |
|
تأوى إلى القلب بِها وَحشَتُهُ | |
|
| إذا ابن آوى آخِرَ الليلِ عَوَى |
|
أعيَت على العيسِ فَلَيسَت تَختطى | |
|
| بالوَهمِ بل لَيسَت بِوَهمٍ تُختَطى |
|
شَبَّت بها مِن بَعدِ ما قد هَرِمَت | |
|
| آمالُ من أهرَمَ فيها ما افتلى |
|
تَوقَّدَت فيها جِمارٌ مِن حَصىً | |
|
| إذ علاها أخمصُ الرِجلِ اكتَوَى |
|
وَلَو يَمُرَّ طائِرٌ بِجَوِّها | |
|
| إذا احتمى فيها الهَجيرُ لانشوى |
|
فالطيرُ لا تأوى بهِ إلا إلى | |
|
| ظِلٍّ إذا الظِلُّ إلى العُودِ أوى |
|
دَوٌّ مُبيدٌ يُقسَمُ الماءُ بِهِ | |
|
| تَصافُناً حَيثُ الهَبيدُ يُغتَذى |
|
فالماءُ فيها لَيسَ إلا قدرَ ما | |
|
| يُخفى حَصاةً في إناءٍ يُحتسى |
|
قَطَعتها بِعادياتٍ ضُمَّرٍ | |
|
| وَخادِياتٍ جاذِباتٍ لِلبُرى |
|
كَم فَرَّقَ الحادي بها غدائِراً | |
|
| مِنَ الدياجي بالفَلا وَكَم فَلا |
|
تُطيرُ شَذانَ الحصى فيها كَمَا | |
|
| يُطايرُ المِرضاخُ مَلفُوظَ النَوى |
|
أحذيتُها الوَخدَ الصَريحَ حَيثُ لا | |
|
| تَغنى القِلاصُ عَن سَريحٍ يُحتَذى |
|
فانتَقَضَت وانتَقَصَت أعظُمُها | |
|
| مِمّا أرارَ السَيرُ مِنها وَانتَقَى |
|
وَفَتَّ في الأَعضادِ مِنها عاضِدٌ | |
|
| شَذَّبَ قُضبَانَ الهَوَادى والتَحى |
|
تَهفُو بِها الأَرواحُ مِمَّا صَوِيَت | |
|
| أَجوافُها كَأَنَّها نَخلٌ صَوى |
|
وتعتلي أنفاسُها إذا اعتلى | |
|
| مَتنَ الفَلا بها الوَجيفُ واغتلى |
|
يكادُ منها كلُّ عظمٍ عِندَما | |
|
| تَزفِرُ أن يَصفِرَ مما قد خوى |
|
وَليلَةٍ مُوحِشَةٍ ظَلماؤها | |
|
| أنِستُ فيها بالحُسامِ المُرتَدى |
|
قَد سَهِرَ البَرقُ بِها مَخافَةً | |
|
| واكتَمَنَ الإِصباحُ فيها واكتمى |
|
ناغى بِها الأصداءَ كُلُّ سابِقٍ | |
|
| لَم يُبقِ مِنهُ جَوبُها غَيرَ صَدى |
|
ما سالَمَت قِرَّتُها إذ صَدَقَت | |
|
| في كاذِبِ الفَجرِ سِوَى مَنِ افترى |
|
سَمَت بها عَيني على سامِيَةٍ | |
|
| وَشَت إلى طَرفي بِحَىٍّ قَد وَشى |
|
فيالَهُ من مَوقِدٍ قد التَقَى | |
|
| مِن حَولِهِ من اصطَلَى وَمَن صَلَى |
|
سَنُّوا على أَثوابِ أعراضِهِم | |
|
| ماءَ السَخاءِ فَنَفَي عنها الصَخَى |
|
وبارِقٍ مُؤتَلِقٍ في عارِضٍ | |
|
| مُندَفِقٍ يُخفى الدُجى إذا خَفَا |
|
كَثَغرِ مَن أهوَاهُ أَو ثُغرَتِهِ | |
|
| إذا اكتسَى بالزَعفَرَانِ واطَّلَى |
|
لم أدرِ هَل أَبصَرتُ مِن سَحابِهِ | |
|
| أدهَمَ قَد أعلى الهَديرَ وَرَغا |
|
أَم أَشقَرَ البَرقِ الَّذي جالَ بِهِ | |
|
| فَتَحَ فاهُ بالصَهيلِ وَشَحَا |
|
في مُكفَهِرَّاتِ الصَبيرِ قَد مَطا | |
|
| مِن دُهمِها حادى الصَبَا بِما مَطا |
|
حَوامِلٌ حَقائِباً مِن لُؤلُؤٍ | |
|
| رَطبٍ حَثَا مِنهُ النَسيمُ ما حَثَا |
|
يَمشِينَ في سَلاسِلٍ مُذهَبَةٍ | |
|
| مِنَ البُرُوقِ مِثلَ مَشى المُهتَدى |
|
فالماءُ في أقطارِها مُحتضَنٌ | |
|
| واللَهبُ المَشبُوبُ فيها مُحتَى |
|
وَمُرضَعٍ بِثَدي كُلِّ حُرَّةٍ | |
|
| حَنَت على تَربِيبهِ حَتَّى نما |
|
أَضحَت بِهِ صُلعُ الرُبى مُعتَمَّةً | |
|
| وأَصبحت فُرعاً بِهِ بَعدَ الجَلا |
|
تَجلِبُ فيهِ العُفرُ باستنشاقِها | |
|
| طِيبَ الشَذا إذا نَفَت عنها الشَذا |
|
تباغَمَت فيهِ الظِباءُ وانتجى | |
|
| ذُبابُهُ الحَوليُّ اخفى مُنتجى |
|
ألقى ذِراعاً فَوقَ أُخرى وَحَكى | |
|
| تَكَلُّفَ الأجذَمِ في قَدحِ السَنَا |
|
كأنَّما النَورُ الذي يَفرَعُهُ | |
|
| مُقتَدِحاً لِزَندِهِ سقطٌ وَرى |
|
طاردتُ في أرجائِهِ سِربَ مَهاً | |
|
| أَمهى النَدى أَلوَانَهُنَّ فَمَهَا |
|
قَد ناسَبَت ظَواهِرٌ بَوَاطِناً | |
|
| مِنها ابيضاضاً بالنَدى وبالنَّدَى |
|
وجالَ طِرفي حَيثُ جالَ الطَرفُ في | |
|
| نُورِ مَهاً تَرعى وَنَورٍ يُرتَعى |
|
|
| منظرُها في كلِّ عينٍ قد حلا |
|
تلألأت لي منهُ شمسٌ قُلِّدَت | |
|
| مِن الدراري وَمِن الدُرِّ حُلى |
|
قد كان يأبى وَصلَها الدهرُ إلى | |
|
| أن غضَّ عنها ناظِرَيهِ وَغَضا |
|
فيالَها من لَيلَةٍ نَجَّى بِها | |
|
| قَلبي من الوَجدِ حَبيبٌ قَد نَجا |
|
لمَّا دَنا فيها الحبيبُ وانتهى | |
|
| جَنى المُنى اشتَدَّ نَواهُ واعتصَى |
|
وَأَعقَبَ التَسليمَ تَوديعٌ بِهِ | |
|
| غابَ الهِلالُ حينَ لاحَ ابن ذُكا |
|
أَمسَكتُهُ وَقَد رَسَا الحَلى لَهُ | |
|
| مِن نَبإِ الصُبحِ المُبينِ مارَسَا |
|
قال أَما أشعَرَكَ الحلى الَّذي | |
|
| أَشعَرَني بِبَردِهِ قُلتُ بَلَى |
|
فَقُمتُ مَذعُوراً لِبازٍ أَشهَبِ | |
|
| نَفَى غُرَابَ اللَيلِ مِن بَعدِ الحَدَا |
|
وَالصُبحُ قَد تَمَخَّضَت بِهِ الدُجى | |
|
| حَتَّى بَدا مِثلَ الجَنينِ المُختَفَى |
|
كأَنَّما ضَوءُ الصَباحِ جَذوَةٌ | |
|
| وَاللَيلُ زَنجيٌّ عَلَيها قَد جَذا |
|
وَمُشرِقٍ لِنَيِّرَاتِ أَكؤُسٍ | |
|
| مَطعَمُها للشارِبينَ قَد حَلا |
|
أَنستُ إذ آنَسَ مِنهُ ناظِري | |
|
| نجماً بِنَجمٍ في يَدَيهِ قَد سَعى |
|
مِن قَهوَةٍ تُقوى على دَفعِ الأَسَى | |
|
| فَهيَ أحَقُّ قُنيَة أن تُقتَوى |
|
إِن ضاقَ ذَرعٌ للفتى أفضَت بِهِ | |
|
| إلى مَجالٍ للسُرُرِ قَد فَضا |
|
أُمٌّ وَلُودٌ لِلمُنى ما عاقَها | |
|
| فَرطُ انتهاءِ السِنِّ عَن فَرطِ الضَنَى |
|
واشتَرَطَ السَقي لها مُهفهَفٌ | |
|
| حَلا بِسَقي مِثلها مَن قَد حَلا |
|
جَرَيتُ في عِنانِ دَهري مِثلَما | |
|
| كانَ الزَمانُ في عناني قد جرى |
|
ما أحدَثَت حادِثَةٌ لي رَوعَةً | |
|
| ولا اعتراني جَزَعٌ لما اعترى |
|
قد عَرَفَت دُنياي أنِّي عارِفٌ | |
|
| وَسَبَرَ الدهرُ اصطباري وَبَلا |
|
لم يَستَمِل نَفسي حِرصٌ مُطَّبٍ | |
|
| إذا استمالَ النَفسَ حِرصٌ وَاطبى |
|
ولي فؤادٌ مُنصِفٌ في حُكمِهِ | |
|
| مُتَّصِفٌ بالعَدلِ فيما قَد قَضى |
|
كَم دَمَّث الخُلقَ لِمَن في خُلقِهِ | |
|
| دَماثَةٌ وَكَم جَسَا لِمَن جَسَا |
|
أَحُوطُ خُلصَاني ولا أُقصى وَلا | |
|
| أَقُولُ حُطني لا ولا حُطني القَصَا |
|
قد وافقَتني أزمُني وخالَفَت | |
|
| ولانَ لي عِطفُ الليالي وَعَسا |
|
وَلَم تُقَصّشر مُهجَتي في الجِدِّ بَل | |
|
| قَصَّرَ بي جَدٌّ إذا شِئتُ أبي |
|
يا زَمَناً حَفَا المُنَى مِن بَعدِ ما | |
|
| قَد كانَ والى البرَّ منهُ واحتَفَى |
|
قد بلغَ الحِزامُ طُبيَييهِ وقد | |
|
| أفرَطَ حَتَّى بَلَغَ السَيلُ الزُبَى |
|
أنأيتَ يا دهرُ المُنى من بَعدما | |
|
|
يا هل أني أن أبلُغَ الحَظَّ الَّذي | |
|
| كَم قُلتُ في تأمِيلِهِ يا هَل أَنَى |
|
أم هَل دَرى عارِفُ وَجدِي أَنَّ ما | |
|
| لَم يَدرِهِ أكثَرُ مِمَّا قَد دَرَى |
|
أَمَرَّ لي دَهري وَقَد كانَ حَلا | |
|
| فلَيسَ لي بطائِلٍ مِنهُ حَلى |
|
لَم يَعرِفِ الأَيَّامَ عِرفاني بِهَا | |
|
| مَن زَجَرَ الطَيرَ وَعافَ وَحَزى |
|
ما يَقظَاتُ العَيشِ إلا حُلُمٌ | |
|
| ولا مَرائى الدَهرِ إلا كالرُؤى |
|
وَالعَيشُ طَوراً مُشتَهىً مُستَمَرأٌ | |
|
| وَتارَةً مُستَوبَلٌ وَمُجتَوَى |
|
وَكَيفَ تَصفُو لامرئٍ مَعِيشَةٌ | |
|
| وَمَوردُ الدُنيا مَشُوبٌ بالقَذَى |
|
لَم يَخرُجِ المَرءُ بِها لِنِعمَةٍ | |
|
| وإِنَّما القصدُ بِهِ أن يُبتَلى |
|
وإِنّما الآمالُ فيها صُوَرق | |
|
| تُخلَعُ أحياناً وَحِيناً تُكتَسى |
|
وَالعَيشُ مَحبُوبٌ إلى كُلِّ امرئٍ | |
|
| لا فَرقَ بَينَ الشَيخِ فيهِ والفتَى |
|
والدَهرُ رامٍ أبداً مُبقٍ لما | |
|
| أَشوى وإِن أَصمى امرأً فَلا شَوى |
|
وَلَيسَ للإِنسانِ في عيشتِهِ | |
|
| نَفعٌ إذا صِبغُ الصِبَا عَنهُ نَضَا |
|
إِن هُوَ لَم يقعُد مِنَ الضَعفِ جَثَى | |
|
| وَهناً وَإِن لَم يَحبُ في المَشي اعتَصَى |
|
وَخَيرُ عَيشِ المَرءِ ما سُرَّ بِهِ | |
|
| وَمَن يَقُل قَولاً سِوَى هذا هذي |
|
مَنه أقنَعَ الحَظُّ القليلُ نَفسَهُ | |
|
| أضحى عَنِ الحَظِّ الكَثير ذا غَنى |
|
وإِن أغنى الناسِ عِندي عاقِل | |
|
| أبدى اقتناعاً بالقليلِ واكتَفى |
|
مَن ابتغى من لم يُقدَّر كَونُهُ | |
|
| لَهُ فإِن مستحيلاً ما ابتغ |
|
قد يُدرِكُ الحاجة من لم يَسعَ في | |
|
| طلابها وَقَد تَفُوتُ مَن سَعى |
|
من كان سَعدُ الجَدِّ مِن أعوانِهِ | |
|
| أظفرَهُ اللَه بأقصى ما رجا |
|
وَمَن يَخُنه الجَدُّ لم يَنهَضِ بِهِ | |
|
| جِدٌّ ولم يَظفَر بِأدنى ما نَوَى |
|
وخيرُ ما يدخِرُ المَرءُ وَمَا | |
|
| يُبقيهِ في أعقابهِ طيبُ الثَناء |
|
والحُرُّ للحُرِّ مُعينٌ مُنجدٌ | |
|
| لهُ على الخَطبِ إذ الخطبُ عَرا |
|
وَكُلُّ من يَستَصعِبُ السَهلَ فَمَا | |
|
| يَستَسهِلُ الصَعبَ إذا أمرٌ عَنَا |
|
مَن يَسمَع الجَفوَةَ في خِلٍّ وَلَم | |
|
| يَغضَب لَها فإِنَّهُ كَمَن جَفَا |
|
مَن لَيسَ مأمُوناً بِحالِ ضَرِّهِ | |
|