سَرَى ومنامُ العاشِقين حرامُ | |
|
| نَسيمٌ له بينَ الحُجُونَ مُقامُ |
|
وجَرَّ ذُيولا بالكثيب عليلةً | |
|
| وفُضَّ هُنَاك عن شذاهُ خِتامُ |
|
وماسَ قضيبُ البانِ وهوَ كأنما | |
|
| تمايَلَ صَبٌّ أثقلتهُ مُدامُ |
|
وكُنتُ أُرَجِّي سَلوَةً بهُبُوبه | |
|
| فزادَ فؤاداً نالَ مِنهُ غَرَامُ |
|
وأنتَ خبيرٌ بالذي تَفعَلُ الصَّبَا | |
|
| تُلاقي هشيماً حَلَّ فِيهِ ضِرَامُ |
|
لئِن كُنتُ عَن عَذلِ العواذِلِ مُعرِضاً | |
|
| عَرُوض جَمُوحٍ ما ثناهُ لِجَامُ |
|
فأنّى ذَاكَ أمسِ واليومُ آخرٌ | |
|
| وَقَد حَطَّ عن وَجهِ الصَّوَابِ لِتامُ |
|
فمَا لغُرابِ طِيَّتِي قد أطَارَهُ | |
|
| وروَّعَهُ بعدَ الهُدُوءِ حِمَامُ |
|
تستَّرتُ في عَصرِ الشَّبابِ بلَيلِهِ | |
|
| وَغَابَ الرقيبُ والعواذِلُ نامُوا |
|
وأسلَمَنِي ذَاكَ الدُّجَى لبَدِيلهِ | |
|
| نهارُ المشيبِ ليسَ فِيهِ ظَلاَمُ |
|
ألا ليتَ شِعرِي هَل لِدهرِيَ عَطفَةٌ | |
|
| يَطيبُ شَرابٌ بَعدَهَا وَطَعَامُ |
|
أسلِّي فؤاداً طَالمَا عِيلَ صبرُهُ | |
|
| بَرَاهُ إلى أهلِ الرَّسُولِ أُوَامُ |
|
لِمهبِطِ وحيِ اللهِ والمرتبَعِ الذي | |
|
| يُغادِيه من عَينِ اليَقينِ سِجَامُ |
|
وجَرَّ بهِ ذَيلَ الرِّسَالَةِ ضَافِياً | |
|
| وَسُلَّ لِنَصرِ الدِّينِ فيه حُسَامُ |
|
وَلاحَ بيانُ المعجِزَاتِ كأنّها | |
|
| بدُورُ سَمَاءٍ ما كَسَاهَا غَمَامُ |
|
فمِنهَا انشِقاقُ البدرِ والحفل شَاهِدٌ | |
|
| ومنهَا لعَجمَاءِ الوُجُودِ كَلامُ |
|
كَبزلٍ وَذيبٍ أو كَضَبٍّ وَمِثلُهُ | |
|
| غَزَالٌ وَجِذعُ النَّحلِ فيهِ ضِرَامُ |
|
وَحَسبُك فيضُ الماء بَينَ أناملِ الر | |
|
| رَسُولِ فأروَى الجيشَ وهوَ لُهَامُ |
|
وهذا كتابُ اللهِ أعظَمُ آيةٍ | |
|
| لها في صُدُورِ المشركين سِهَامُ |
|
فماذا أُطِيقُ والجنابُ مُعظَّمٌ | |
|
| وَسَيفُ لِسَاني في البيانِ كَهَامُ |
|
أقُطبَ الوجودِ في حِمَاكَ مُخَيِّمٌ | |
|
| رَجَائي وهَل جارُ النّبِيِّ يُضامُ |
|
وأنتَ الّذي لولاَهُ مَا هُزَّ ذَابِلٌ | |
|
| ولاَ شُدَّ في رَكبِ الجِهَادِ حِزَامُ |
|
ولولاَكَ مَا كَانَ الوُجُودُ وَلاَ بَدَا | |
|
| كَثِيفُ الغَمَامِ صَيِّبٌ وجَهَامُ |
|
وَلاَ هَاجَ راعي الرَّعدِ فِيهِ وَبَرقُهُ | |
|
| عَصَا مِن نُضَارٍ والسَّحَابُ سَوَامُ |
|
وَلاَ نسَجَت أيدِي السَّحَابِ مَطَارِفاً | |
|
| على الأرضِ فازدَهَت رُبىً وأكَامُ |
|
ولاَ كَانَ فِي أمرِ الخلِيفَةِ أحمدٍ | |
|
| عَلَى الخلقِ فَرضٌ ليسَ فِيهِ خِصَامُ |
|
مُقِيمُ مواسِمِ النُّبوءةِ غِبطَةً | |
|
| وليسَت على غيرِ السَّدَادِ تُقَامُ |
|
وُمُعطِي المعالي حَقَّها والَّذِي غَدَت | |
|
| رُبُوعُ الفَخَارِ لَه وهوَ إِمَامُ |
|
حَقِيقُ الوِرَاثَةِ الَّتِي عزَّ نيلُهَا | |
|
| لِدَعوَتِهِ تقَدُّمٌ وَأمَامُ |
|
لإيالَتُهُ أمنٌ وَظِلٌّ عَلَى الوَرَى | |
|
| مَدِيدٌ وفي أنفِ العَصِيِّ زِمَامُ |
|
تسَلَّيتُ بالفرعِ الَّذِي طَابَ أصلُهُ | |
|
| فَلِي في ذُرَاهُ خِدمَةٌ وَلِزامُ |
|
ألَستَ أميرَ المؤمنين وَمَن غَدَا | |
|
| لَهُ بِمَنَاطِ الفَرقَدَينِ مَقَامُ |
|
ألَستَ الذي أضحَى على الشَّمسِ نعلُهُ | |
|
| وتُبنَى لَهُ فوقَ الدّرَاري خِيامُ |
|
ألستَ الَّذي قَد غَزَّ قَدراً وأرغَمَت | |
|
| سُيُوفُكَ أنفاً كَانَ فِيهِ عُرَامُ |
|
ألستَ الذي سادَ الملوك ولو عَلَت | |
|
| بآلِ عَلِيٍّ ذِروَةٌ وسَنَامُ |
|
ألستَ الَّذي كالشَّمسِ مَجدُكَ في الورى | |
|
| شَهِيرٌ ولَيسَ بالجُحُودِ يُرامُ |
|
ألستَ الذي قد صارَ عَدلُهُ فِي الورى | |
|
| خطِيباً وَعُودُ الحقّ فِيهِ قِوامُ |
|
وَجرَّدتَ فِي ذَاتِ الإِلَهِ صَوَارِماً | |
|
| تصُولُ بها والعَاجِزُونَ نِيَامُ |
|
ضربتَ بها التَّثلِيثَ للحَتفِ ضَربةً | |
|
| فلَم يَبقَ بَعدُ للصَّلِيبِ قِيَامُ |
|
وأمطرتَ وَبلاً بالمخازنِ قطرُهُ | |
|
| بموتَِ الأعَادِي بُندُقٌ وسِهَامُ |
|
فكم لَك فِيهَا مِن سُيولنِ مواكبٍ | |
|
| طَلَعتَ بهَا كالبَدرِ فيهِ تمَامُ |
|
وَحَولَكَ عُقبَانُ الكُماةِ تسَاقطَت | |
|
| لِبَطِشِهَا يَومَ الأعَادِي وَهَامُ |
|
تزاحَمَ قُضبَانُ الوَشيجِ كأنَّما | |
|
| ترُومُ عِنَاقَ الموتِ وهوَ زُؤامُ |
|
عَوامِلُ تُبدِي الفَتحَ بَعدَ خفَائِهِ | |
|
| وتصحَبُها عِندَ النَّوَاصِبِ لاَمُ |
|
وَلاَحَ وَمِيضُ المرهَفَاتِ كأنَّهُ | |
|
| وَمِيضُ نُجُومٍ وَالدَّيَاجي قَتَامُ |
|
فَأبرَزتَ فَتحاً دَوَّخ الأرضَ صِيتُه | |
|
| وزَيَّنَ اشتَاتَ المَعَالِي نِظَامُ |
|
إذا لِلعِدَى ألَّفتَ عَزماً ومُرهَفاً | |
|
| فإنَّ نَتِيجَةَ القِيَاسِ حِمَامُ |
|
كأنَّكَ فِي غَابِ الخِلاَفَةِ ضَيعَمٌ | |
|
| فهَل لِرُعاةِ البُهمِ فيها مَرَامُ |
|
فيُمنَاكَ مجمَعُ العَطَايَا ومَنبَعُ ال | |
|
| مَنَايا فلِلجِنسَينِ فيهَا زَحَامُ |
|
نوالُكَ غيثٌ جَلَّلَ الأرضَ صوبُهُ | |
|
| وفتحٌ جَنَى زهرِ الأماني كِمَامُ |
|
رُوَيدَكَ فافعَل مَا تراهُ فإنَّنَا | |
|
| نَرَى الدّهرَ شيئاً قَد تَبَنَّاهُ حَامُ |
|
كسوتَ بحمراءِ الحواضِرِ حُلَّةً | |
|
| تضَاءَلَ بَعدّادٌ لَهَا وَشَآمُ |
|
فتاهت بِهَا الَّذِي أنتَ ذُخرُهُ | |
|
| لَهُ مِن حِمَاكَ حُرمَةٌ وذِمَامُ |
|
علَيكَ أبا العبَّاسِ مِن طَيبَةَ التي | |
|
| بها المصطفى تحيَّةٌ وسلامُ |
|