إِلَى حيثُ أطنَابُ المَعالي فِساحُ | |
|
| وزَندُ الأَمانِي لَيسَ فِيهِ شَحَاحُ |
|
ومَرمَى نُفُوسِ الأكرمين ومُلتَقَى | |
|
| حَجِيجِ العُفَاةِ والوُرُودُ مُباحُ |
|
ومَجمَعُ اشتَاتِ الجَلالِ الَّذي بهِ | |
|
| مُناخُ الوَرَى والمجدُ فِيهِ صُرَاحُ |
|
إلى أن تَحُلَّ مِن جَنَابي بجَنَّةٍ | |
|
| يَطيبُ مَقِيلٌ عِندَهَا وَرَواحُ |
|
تجِد روضةً غَنَّاءَ بَاكَرَها الحيا | |
|
| تَقَابَلَ فيها نرجِسٌ وأَقَاحُ |
|
وصَفَّفَ آذَرُيونَ فيها كُؤُوسَهُ | |
|
| تثَلَّمَ بعضٌ وَالبَوَاقي صِحَاحُ |
|
كأنَّ بَيَاضَ اليَاسَمِينِ بسُحرَة الر | |
|
| رِياضِ ظَلامٌ بَانَ مِنهُ صَبَاحُ |
|
كأنَّ احمِرارَ الوردِ خدُّ عَقِيلَةٍ | |
|
| عَلاَهَا الحَيَا إن حُطَّ عَنهُ وِشَاحُ |
|
كأنَّ البنفسَجَ النَّضِيرَ خمَائِلٌ | |
|
| تقلَّدَهَا بينَ الوُفُودِ سِلاَحُ |
|
كأنَّ جَدَاوِلَ المَعِينِ صَفَائِحٌ | |
|
| تُسَلُّ وقُضبُ الرَّوضِ فِيهَا مِراحُ |
|
كأنَّ خرِيرَ المَاءِ فِي عَرَصَاتِها | |
|
| شَخِيرُ عِتَاقٍ جَدَّلتهَا رِمَاحُ |
|
كأنَّ الطُّيُورَ والغُصُونَ مَنَابِرٌ | |
|
| أئِمَّةُ وعظٍ لِلقُلُوبِ فِصَاحُ |
|
ولكنَّهَا تدعُو إِلَى كُلِّ نُزهةٍ | |
|
| تُرِيكَ وُجُوهَ اللَّهوِ وَهيَ صِبَاحُ |
|
فما الحُسنُ إلاَّ مَا حَوَتهُ بَدَائِعِي | |
|
| وَصيدُ الفَلاةِ في فِراهُ مُتَاحُ |
|
فلو قَابَلَتنِي فِي الظَّلاَمِ نَوَاظِرُ ال | |
|
| مَجُوسِ لَحرُّوا سَاجِدينَ وَصَاحُوا |
|
يَظُنُّونَ أنِّي الشَّمسُ والرَّأيُ مَا رَأوا | |
|
| فَكَيفَ يُعَابُ قولُهُم ويُزَاحُ |
|
وإنَّي لكعبةُ المحَاسِن كُلِّهَا | |
|
| وَلَيسَ علَيَّ فِي العُمُومِ جُناحُ |
|
فَمَا الشِّعبُ والزهراءُ والصَّنعَةُ نَضَارَةً | |
|
| وَعِندِي المُعَلَّى إذ تُجَالُ قِدَاحُ |
|
فَكَم غَادةٍ حَسناءَ مَاسَت كَأنَّهَا | |
|
| قَضِيبُ رِيَاضِ صَافحَتهُ رِياحُ |
|
إذا مَا تبدَّت يفضَحُ البَدرَ حُسنُها | |
|
| لَهَا فِيى بَسِيطِي مَقعَدٌ ومَرَاحُ |
|
وشَكلِي لإنتَاجِ المحاسِنِ سُورُهُ | |
|
| لِكُلِّ قَضَايَا السَّعدِ فِيهِ نَجَاحُ |
|
ففحرِي بمَن دَانَ المُلُوكُ لقهرِهِ | |
|
| وزُفَّت لَهُ العَليَاءُ وهيَ رَدَاحُ |
|
إمَامٌ يَهَابُ الموتُ حَدَّ حُسَامِهِ | |
|
| ويُفنِي العِدَى فَمَا يَقيها سِلاَحُ |
|
وَحسبُكَ مِن وادي المخازِن إذ طَمَت | |
|
| بِحارُ الرَّدى بوالحَيلُ فيهَا جِمَاحُ |
|
فكانَ بِهِ كالصَّقرِ ينقَضُّ ظافِراً | |
|
| تَسَاعَدَ مِنهُ مِحلَبٌ وجَنَاحُ |
|
لهُ حَالَتَا سَيفٍ وسيبٍ كأنما | |
|
| تجمَّعَ في يُمنَاهُ سُمٌّ وَرَاحُ |
|
هُوَ المَلِكُ المنصورُ لا زال عَدلُه | |
|
| تُرَوَّى بِهِ الغبرَا رُبىً وبِطَاحُ |
|
ولاَ زَالَ مُلكُ المسلمين يَصُونُهُ | |
|
| بِحَوزِ حِماهُ سَاتِرٌ ووِجَاحُ |
|