شَباب ثَوى شابَت عَلَيهِ المَفارق | |
|
| وَغُصن ذَوى تاقت إِلَيهِ الحَدائقُ |
|
عَلى حين راقَ الناظِرين بُسوقُه | |
|
| رَمَتهُ سِهام للعيون رَواشقُ |
|
فَما أَخطَأت مِنهُ الفُؤاد بعَمدها | |
|
| فَلا أَبصَرَت تِلكَ العُيون الرَوامقُ |
|
وَحينَ تَدانى للكَمال هِلاله | |
|
| أَلَمّ بِهِ نَقص وَجَدّت مَواحقُ |
|
إِلى اللَهِ أَشكو فَهوَ يُشكى نَوازِعاً | |
|
| عِظاماً سَطاها للعظام عَوارقُ |
|
وَلا مثلَ فُقدان البُنى فُجعته | |
|
| وَإِن طالَ ما لَحّت وَلجّت بَوائقُ |
|
محمّدٌ إِنّ الصَبر فيكَ مَصارم | |
|
| محمّد إِنّ الوَجد فيكَ مصادقُ |
|
محمّد إِنّ الصَبر فيكَ مُخالف | |
|
| محمّد إِنَّ الوَجد فيكَ مُوافقُ |
|
محمّد إِنّ الصَبر صِبر وَعَلقَم | |
|
| عَلى أَنَّهُ حُلو المَثابَة سابقُ |
|
فَإِن جَزَعاً فَاللَه لِلعَبد عاذر | |
|
| وَإِن جَلداً فَاللَهُ لِلوَعد صادقُ |
|
وَتَاللَه ما لي بَعد عَيشك لَذّة | |
|
| وَلا راقَني مَرأى لِعَيني رائقُ |
|
وَإنّي بِهِ وَالمذكرات عَديدة | |
|
| فَنُبل وَفَهم للعَوائد خارقُ |
|
فَإِن أَلتفِت فَالشَخص للعَين ماثل | |
|
| وَإِن أَستمع فَالصَوت للأُذنِ طارقُ |
|
وَإِن أَدع شَخصاً باِسمه لِضرورةٍ | |
|
| فَإِن اِسمك المَحبوب للنطق سابقُ |
|
وَإِن تقرع الأَبواب راحَةُ قارعٍ | |
|
| يَطِر عِندَها قَلب لذكرك خافقُ |
|
وَكُلّ كِتاب قَد حَويت فَمُذكِر | |
|
| وَآثاره كُلّ إِلَيك تَوائقُ |
|
سَبَقتَ كَهولاً في الطُفولة لا تَني | |
|
| وَأَرهقت أَشياخاً وَأَنتَ مُراهقُ |
|
فَلو لَم يَغُلك المَوت مُت مُجلياً | |
|
| وَأقبل سكّيتاً وَجِيهٌ وَلاحِقُ |
|
عَلى مَهل أَحرَزت ما شئتَ ثانياً | |
|
| عِنانَك لا تَجهد وَأَنتَ مُسابقُ |
|
رَأَتك المَنايا سابِقاً فَأغرتها | |
|
| فَجُدّ طِلاباً إِنهنّ لَواحقُ |
|
لَئن سَلَبت منّي نَفيسَ ذَخائر | |
|
| فَإِنّي بِمَذخور الأُجور لَواثقُ |
|
وَقَد كانَ ظَنّي أَنَّني لَكَ سابق | |
|
| فَقَد صارَ علمي أَنَّني بِكَ لاحقُ |
|
غَريبين كُنّا فَرّق البين بَينَنا | |
|
| بِأَبرح ما يَلقى الغَريب المفارقُ |
|
فَبَينٌ وَبُعدٌ بِالغَريب تَوكّلا | |
|
| فَذرعي بِما حُمّلت وَاللَه ضائقُ |
|
عَسى وَطَن يَدنو فَتَدنو مُنىً بِهِ | |
|
| وَأَيّ الأَماني وَالخُطوب عَوائقُ |
|
فَلَولا الأَسى ذاب الفُؤاد مِن الأَسى | |
|
| وَلَولا البُكى لَم يَحمل الحُزن طائقُ |
|
يَخطّ الأَسى خَطّاً تَروق سُطوره | |
|
| وَيَمحو البُكى فَالدَمع ماح وَماحقُ |
|
فَيا واحِداً قَد كانَ للعَين نورَها | |
|
| أَكلّ ضياء بَعد بُعدك غاسقُ |
|
عَلَيك سَلام اللَه ما حَنّ عاشقٌ | |
|
| وَما طَلَعت شَمس وَما ذرّ شارقُ |
|
وَما هَمَعت سُحبٌ غَوادٍ لَوائح | |
|
| وَما لَمَعت تَحدو الرعود البَوارقُ |
|
وَجادَ عَلى مَثواك غَيث مُروّض | |
|
| عِهادٌ لِرضوان الإله مُوافقُ |
|