نبِّه جفونك للصَّبوحِ وأُيقِظِ | |
|
| وانظرْ نهايةَ كلِّ حسنٍ والحظ |
|
واعْجَبْ لأدهَم بالمغارب مُجْفلٍ | |
|
| قدْ أمَّ أَشهبَ بالمشارق ألمظ |
|
والدَّهر كالحدق النواعِس سحْرَةً | |
|
| والزهرُ مثلُ الناظر المتيقّظ |
|
والصُّبحُ يُشرقُ شَرْقُهُ من فَيْضهِ | |
|
| والشُّهْبُ فيه كالنفوس القيَّظ |
|
وبدتْ على الشَّفَق النجومُ كأَنَّها | |
|
| شَرَرٌ تطايرَ عن حَريقٍ مُلتظ |
|
والبرق قد رُقِمَتْ به حُللُ الدُّجى | |
|
| وقدِ انْبرى كالأَرقم المتلظظ |
|
واللَّيْثُ قد بسط الذِّراع ومدَّها | |
|
| من خوفِ إدراك السِّماك الملمظ |
|
والجَدْيُ مثلُ الفرقدَيْن يخاف أن | |
|
| يسطو عليه اللَّيث سِطوة مُحْفَظ |
|
وتقدَّم الحادي الثريَّا خيفةً | |
|
| من ضَيْغَم في إثْرها متلمّظ |
|
وتنكبّ الزَّوراء سعدٌ ذابحٌ | |
|
| يرمي النعام بأسهمٍ لم تُرْعَظ |
|
فكأَنَّ أسراب النَّعام بأثرها | |
|
| من خوف أسْهُمِهِ ذواتُ تحفّظ |
|
فاشربْ كؤوس الرَّاح من يدِ شادِنٍ | |
|
| يَسْبِي بمُهْجَتِهِ عُيونَ اللحَّظ |
|
|
| إذ لا يقابل ظُلمَها بتغيّظ |
|
سَكنَ النواظرَ والقلوبَ خياله | |
|
| سكنى مُشتٍّ منهُما ومُقَيّظِ |
|
تُجْلى لآلئ لفظِه في مسقط | |
|
| من مسمعٍ أو ملقط من مَلْفَظِ |
|
فجميع مَنْ نالَ السُّرور بلفظه | |
|
| وبلحظه بالبشرِ والبُشْرى حَظِي |
|
فيَفُوقُ نَفْحَةَ كلِّ مسكٍ نَشْرُهُ | |
|
| ويفوتُ مدحةَ مادحٍ ومُقَرِّظِ |
|
مِنْ لَحْظِهِ لَحْظُ الشَّقيق ولفظهُ | |
|
| إنْ خاطب العشَّاق لفظُ المُغْلِظِ |
|
حفظتْ عهودَ هواهُ أبناء الهوى | |
|
| فاعجبْ لحفظِ عهودِ مَنْ لم يَحْفَظِ |
|
حَمِّلْ كُمَيْتَ الرَّاحِ هَمَّك فهي إنْ | |
|
| حَمّلْتَها أعْباءهُ لم تُبْهَظِ |
|
قد حبَّبت مُقلاً مِنَ الحبَبِ الَّذي | |
|
| فيها طفا مثل العيون الجُحَّظ |
|
تستيقظ السَّرَّاءُ إنْ هي أيْقَظَتْ | |
|
| وتُقيمُ يُتْمَ النَّفْسِ بَعْدَ تَيَقُّظ |
|
وترى الهمومَ طوارقاً فتَذُودُها | |
|
| عنَّا وتلحظ كلَّ ما لم يُلْحَظِ |
|
ومع التعجُّب فاعتبرْ في منظرٍ | |
|
| وعَظتْ به الأَيَّامُ مَنْ لم يُوعظ |
|
وأصِخْ لما يُملي لسان الحالِ مِنْ | |
|
| حِكَمٍ ورُبَّ مقالةٍ لم تُلْفَظِ |
|
ولربَّما غَنيَ الفتى بالعقل عَنْ | |
|
| وعْظِ الخُطوبِ وعنْ خطاب الوعَّظ |
|
لا تُخْلِ موضعَ عبْرَةٍ من عَبْرَةٍ | |
|
| واخشَعْ ولِنْ قلباً ولا تَسْتَغْلِظ |
|
وتَرَجَّ عَفْوَ اللهِ أن يمحو الَّذي | |
|
| خَطَّتْهُ أيدي الكاتِبِين الحُفَّظ |
|