مَدامعَ عَيني اِستَبدلي الدَمعَ بِالدَم | |
|
| وَلا تَسأَمي أَن يَستهلّ وَتسجمي |
|
لحقّ بِأَن يَبكي دَماً جَفنُ مُقلَتي | |
|
| لأَوجَب من فارقتَ حَقّاً وَأَلزَمِ |
|
أَخِلّاءَ صِدقٍ بَدّدَ الدَّهرُ شَملَهُم | |
|
| فَعادَ سَحيلا مِنهُم كُلّ مُبرَمِ |
|
طَوَت مِنهُمُ الأَحداث أَوجهَ أَوجُه | |
|
| وَأَيمَن أَيمانٍ وَأَعظَم أَعظُمِ |
|
فَقَد كَثُرت في كُلِّ أَرضِ قُبورُهُم | |
|
| كَكَثرَةِ أَشجاني وَلَهفي عَلَيهمِ |
|
وَما تِلكَ لَو تَدري قُبور أَحبّةٍ | |
|
| وَلَكِنّها حَقّاً مَساقِطُ أَنجُمِ |
|
رزئت بِأَحفى النّاسِ بِي وَأَبَرّهُم | |
|
| وَأَكبر بِفَقدِ الأُمّ رُزءاً وَأَعظمِ |
|
فَأَصبَح دَرّ الشّعرِ فيكَ منظّماً | |
|
| وَأَصبَح درّ الدَّمعِ غَير مُنظّمِ |
|
تَصرّم أَيّامي وَأَمّا تَلهّفي | |
|
| فَباقٍ عَلى الأَيّامِ لَم يَتَصَرّمِ |
|
كَأَنّ جُفوني يَومَ أَودَعتكَ الثَّرى | |
|
| نَضَحنَ عَلى جيبِ القَميصِ بِعَندمِ |
|
يَهيج لي الأَحزان كُل فَلا أَرى | |
|
| سِوى موجِعٍ لي بِاِدّكارك مُؤلمِ |
|
أَنوحُ لِتَغريدِ الحَمائِمِ بِالضُّحى | |
|
| وَأَبكي لِلَمعِ البارقِ المُتَبسّمِ |
|
وَأُرسل طَرفاً لا يَراكَ فَأَنطوي | |
|
| عَلى كَبدٍ حَرّى وَقَلبٍ مكلمِ |
|
وَما أَشتَكي فَقدَ الصَّباح لِأَنَّني | |
|
| لِفَقدك في لَيلٍ مَدى الدَّهر مُظلمِ |
|
تَطولُ لَيالي العاشِقينَ وَإِنَّما | |
|
| يَطولُ عَلَيكَ اللَّيلُ ما لَم تهوّمِ |
|
وَما لَيلُ مَن وارى التُراب حَبيبه | |
|
| بِأَقصَر مِن لَيلِ المُحبِّ المُتَيّمِ |
|
فَكَم بَينَ راجٍ لِلإِيابِ وَآيسٍ | |
|
| وَأَينَ جَميل في الأَسى مِن مُتَمّمِ |
|
وَلَم يَبقَ في الباقينَ حافِظ خلَّة | |
|
| فَعِش واحِداً ما عِشتَ تَنجُ وَتَسلمِ |
|
فَلَستَ ترى إِلّا صَديقاً لِموسِرٍ | |
|
| حَسوداً لِمَجدودٍ عَدوّاً لِمعدمِ |
|
وَكُنت إِذا اِستَبدلت خِلّاً بِغَيرهِ | |
|
| كَمُستَبدلٍ مِن ذِئبِ قَفرٍ بِأَرقَمِ |
|
فَجانِبهُمُ ما اِسطَعت وَاِقبَل نَصيحَتي | |
|
| وَمَن لَم يطِع يَوماً أَخا النُّصحِ يَندَمِ |
|
فَإِن لَم يَكُن بُدٌّ مِنَ النّاسِ فَاِلقَهُم | |
|
| بِبِشرٍ وَصُن عَنهُم حَديثَكَ وَاِكتُمِ |
|
فَمَن يَلقَهُم بِالبِشرِ يحمَد بِفعلِهِ | |
|
| وَمَن يَلقَهُم بِالكَبرِ يعتَب وَيذممِ |
|
وَمَن لَم يُصانِع في أُمورٍ كَثيرة | |
|
| يَضرس بِأَنيابٍ وَيوطأ بمنسمِ |
|