لا أَحمدُ الدّمعَ إِلّا حينَ يَنسَجمُ | |
|
| فَخلِّ دَمعَكَ يَسقي الرَّبعَ وَهوَ دَمُ |
|
أَما تَرى الحَيَّ قَد زمَّت رَكائِبُهُ | |
|
| وَصاحَ بِالبينِ حادي الرَّكب بَينَهُمُ |
|
وَفي حَشا الهَودَجِ المَزرورِ شَمس ضُحىً | |
|
| تُنوّر لِلرَّكب مِن أَنوارِها الظلمُ |
|
بَيضاء فَضّلَها في الحُسنِ خالِقُنا | |
|
| فَأَصبَحَت وَهيَ في الأَرواحِ تَحتَكمُ |
|
سَكرى مِنَ الدّلِّ لَكِن ما بِها سكرٌ | |
|
| سَقيمَةُ اللَّحظِ لَكِن ما بِها سقمُ |
|
كَرَوضةِ الحزنِ في رَأدِ الضُّحى خَطَرت | |
|
| بِها الصّبا حينَ رَوَّت تُربها الديمُ |
|
لَيست تَزورُ وَإِن زارَت لنمَّ بِها | |
|
| بَرقٌ مِنَ الثَّغرِ يَبدو حينَ تَبتَسمُ |
|
بانوا فَأَيّ بدورٍ عَنهُمُ غربَت | |
|
| بِمَغرب وَغُصون ضَمّها إِضَمُ |
|
وَلِلظِّباء وَأسدِ الغيلِ ما ضَمِنت | |
|
| تِلكَ البَراقعُ يَومَ البينِ وَاللّثمُ |
|
وَخَلّفوا الدَّنفَ المُشتاقَ مُنطَوِياً | |
|
| عَلى جَوانِحِ مَشبوب بِها الضَرمُ |
|
يَرعى كَواكِبَ لَيلٍ لا بَراحَ لَها | |
|
| كَأَنَّ إِصباحَهُ في النّاسِ مِنهُ هُمُ |
|
يَزيدُني اللَّومُ فيهِم لَوعةً بِهمُ | |
|
| كَالنّارِ بِالرّيحِ تَستَشري وَتَضطَرمُ |
|
فَما تَغيّرني الأَقداحُ دائرَة | |
|
| وَلا تُحرّكُني الأَوتارُ وَالنَّغمُ |
|
ما لي وَلِلدَّهرِ أُرضيهِ وَيُسخِطُني | |
|
| وَأَستَجد لَهُ مَجداً وَيَهتَدمُ |
|
تَقلَّدَتني لَياليهِ موليةً | |
|
| كَما تَقَلَّد نَصل السَّيف مُنهَزمُ |
|
إِن يَخفَ عَن أَهلِ دَهري كُنهُ مَنزلَتي | |
|
| فَالصُّبحُ عَن بَصر العميانِ مُنكتمُ |
|
وَلَم يَزل مُرتَقى الأَقدامِ سامِية | |
|
| فيهِ وَتُستسفل الهاماتُ وَالقِمَمُ |
|