إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
إذا ما العاشقُ المجهول أغرى الشمسَ باللُّقيا، وراء الأُفقِ الضاحي |
فمنّتهُ ومدت، كخيوط الوهم إشعاعاتها الحمرا. |
كما منّيتني يوماً وفي خدّيكِ توريدُ |
وسالت من شفاه السحب صهباء الترانيمِ |
تهدهد ربّة الإشراق إذ أسكرها الحبُّ |
لكي لا تجعل الخطوا |
وأسكرها نداءُ الحب فاستقبلت الليلا |
وحيّتهُ وألقت ثوب نسّاكٍ معاميدِ |
وغيّب خصرها البحرُ |
فكانت في مرائي العين محرابا من التبر |
وغنّى الليل في الآفاق أنشودةَ أشواقه |
وهوّم ذاهل الحس وفي كفَّيْه مصباحه |
وظلّل جُنحه الدامي نُجُوماً مثل أيامي |
توالى السعدُ والنحسُ عليها |
واصطلت حرب ليالٍ حصدت عمري وعمر الأنجم الزّهر |
وماس الضوء |
واختال النسيم العفّ وهناناً بما يحملُ من سرِّ |
إلى عشاق خفقاته |
تواكبهم على الأفق أمانٍ كالأساطيرِ |
ومجّ البدرُ ريّق نوره المنساب في الكون |
فكحل بالسنا القدسي أهدابا وأجفانا |
وما شاءَ له العجب بمن يرجون رجعاه |
أذاب اللحن أصداء |
وأفنى الليل أضواء |
يُسلسل نغمة الميعاد للهانيءِ بالحب |
ويرعش جفنه الضارع يحمي منية الصب ويرعاها |
كما كان يزين لروحنا اللقيا |
ويرعانا إذا جئنا إلى وادي الصباباتِ |
*** |
بربّك إن رأيت الشمس في المغرب مشتاقه إلى عاشقها النائي |
وناغمت شعاعات لها في الأفق خفاقه |
وشاهدتِ سرى الليل وإطراقه |
وكحل جفنك الساجي واستأنى على هدبك |
فصاغ لآلهات السحر أشراكا من الألحاظ مسحوره |
وضمّ البدر في عينيك مهدٌ رائحٌ غادي |
كمهد الطفل إلا أنه من مُقلٍ سودِ |
وفاض العطر الوسنان من خمر ثناياه |
على أعطافك النشوى |
وراقص طائف الأنسام أفوافاً من الشعر |
يُموّجُها على الجيد كما يهوى |
وتخطر في حناياها الأفاويقُ |
وباهى الشاطيء الأسى بك الدنيا |
بزيتونيّة العينين سينائيّةِ النّسبِ |
هواها في عذارى الشطِّ أحلامٌ غريبات |
فحيّ العاشق المجهول والشمسا |
وحيّ الليل والبدرا |
وحيّ في يباب الحب غضًّا ذاويَ الزهر |
وبين فرادس الأشواك طيراً صاديَ الروح |
لعلّ اللهَ يُدنيني |
فيُحي ذاويَ الزهر وتُروي العاشقَ الصادي |
لأنسى عالمَ الحرمان والتحنان والسهد |
أُنادمُ من إذا أشرق فجرٌ أنكروا الفجرا |
وإن أطبقت الظلماء |
والظلماءُ ميثاقٌ لبلواهم |
أقاموا مأْتماً للصفوِ بكّاءَ الأناشيد |
تناهى بهم الوجد فما يدرون إصباحا |
ولم يدروا من الليل سوى زحمة آلام |
كساها القدرُ الجبّار من حظّ المساكين |
ثياب الصمت والروع |
فراحت تقطع الأفق خضمًّا دافق الموج |
وآهات المحبّين به كالسفن الحيرى |
*** |
بربك إن صحا الفجرُ ومادَ الأفق بالبدر |
وغادتك مع الأنسام أطياف الهوى الطّهرِ |
فلبّى الهاتفَ المجنون قد ندّ عن الصدر |
وذاب مع النسيمِ ندًى ليوقظَ ناعسَ الزهر |
وتيّمه شعاع الفجر فانساب مع الفجر |
وشاقتْه معاني الروح من راووق أشعاره |
فمثّل شوقه الملتاع أشباحاً وأطيافا |