![]()
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
![]() |
( ١ ) |
تُعَاتِبُهُ |
عَلَى مَا لَم يَكُنْ أَبَداً |
ولَم يَحدُثْ . |
فَإِمَّا أَقسَمَ المِسْكِينُ |
والأَنفَاسُ فِي أَعقَابِهَا تَلهَثْ . |
تَقُولُ و قَلبُهَا يَدْرِي بِأَنَّ الصِّدقَ شِيمَتُهُ: |
أَيَا رَجُلاً .. لَكَم تَحنَثْ . |
( ٢ ) |
تَغَارُ عَلَيْهِ أُنثَاهُ |
ويَعلَمُ أَنَّ غَيْرَتَهَا مُحَبَّبَةٌ إِلَى القَلبِ |
وهَل فِي هَذِهِ الدُّنْيَا |
هَوَى رَجُلٌ |
ولَم تُسْعِدْهُ حَوَّاءُ الَّتِي مَلَكَتْ |
زِمَامَ القَلبِ و اللُّبِّ . |
ولَكِنْ حِينَمَا تَزْدَادُ غَيْرَتُهَا |
عَنِ الحَدِّ |
فَتُصبِحُ صَخرةً صَمَّاءَ فِي الدَّربِ |
يَشِيحُ بِوَجهِهِ عَنهَا |
ويَترُكُهَا فَرِيسَةَ شَكِّهَا الأَبَدِي . |
تَجَرَّعُ كَأسَ حَيْرَتِهَا |
ويَنقَلِبُ الغَرَامُ الحُلوُ فِي عَيْنَيْهِ |
للِّضدِّ . |
( ٣ ) |
هُوَ الرَّجُلُ الَّذِي لا يَرتَضِي فِي عِشقِهِ قَيْدَا |
إِذَا مَا اْختَارَ آنِسَةً |
فَأَنْسَتْهُ |
هُمُومَ الأَمسِ و اليَوْمِ |
ولَم تَقبَلْ لَهُ فِي قَلبِهَا نِدَّا |
يَصُونُ الوُدَّ و العَهدَا |
يَكُونُ قُبَيْلَهَا طِفْلاً |
فَيَبلُغُ عِندَهَا الرُّشدَا |
فَإِنْ مَنَحَتْهُ كُلَّ العَطفِ ظَلَّ لِقَلبِهَا فَردَا |
وإِنْ مَنَعَتْهُ أَو جَافَتْهُ |
ذَاقَت عِندَهُ الصَّدَّا |
هُوَ الرَّجُلُ الصَّبُورُ الجَلدُ |
فِي عَيْنَيْهِ يَحمِيهَا |
ومِن يَنبُوعِهِ العَسَلِيِّ يَرْوِيهَا |
ويَجعَلُ رَاحَتَيهِ لأَجلِهَا وَردَا |
إِذَا مَا أَنجَبَتْ وَلَدَا . |
هُوَ العَرَبِيُّ |
والشَّرقِيُّ |
والنِّيِلِيُّ |
حِينَ يَثُورُ أَو يَهدَا . |
( ٤ ) |
وأُنثَاهُ الَّتِي يَهوَى |
هِيَ اْلجَنَّاتُ و المَأْوَى |
هِيَ اْمرَأَةٌ |
تُرِيقُ النُّورَ فِي كَفَّيْهِ أَنهَارَا |
وتَرسُمُ فَوقَ جَبهَتِهِ نُجَيْمَاتٍ و أَقمَارَا |
أَتَتْ مِن ضِلْعِهِ الأَعوَجْ . |
إِذَا غَضِبَتْ: |
تَوَارَى وَجهُهَا الأَبلَجْ . |
وإِنْ رَضِيَتْ: |
فَكُلُّ حَدِيثِهَا يُبْهِجْ . |
هِيَ اللَّحنُ الشَّجِيُّ النَّاعِمُ الأَوْتَارْ . |
هِيَ البَحرُ العُبَابُ الزَّاخِرُ المَوَّارْ . |
هِيَ الأَضدَادُ فِي اْمرَأَةٍ |
هِيَ البُركَانُ و الإِعصَارْ . |
فَإِنْ قَالُوا: وَرَاءَ نَجَاحِهِ اْمرَأَةٌ |
فَقَد صَدَقُوا |
وإِن قَالُوا: وَرَاءَ جُنُونِهِ اْمرَأَةٌ |
فَمَا كَذَبُوا |
هِيَ الأُنْثَى تَسِيرُ جِوَارَهُ جَنْباً إِلَى جَنْبِ |
فَإِمَّا يَرتَقِي لِلَأوْجِ |
أَو تُلقِيهِ فِي الجُبِّ . |
( ٥ ) |
كَذَلِكَ قَدَّرَ الرَّحمَنُ دُنْيَانَا مِن الأَزَلِ |
فَلا دُنيَا بِلا اْمرَأَةٍ |
ولا دُنيَا بِلا رَجُلِ . |