سَلامِي وَإِلمَامِي وَصَوبُ بُكَائِي | |
|
| عَلَى مَعهَدٍ للسّادَةِ النُّجَبَاءِ |
|
تَوَى أَهلُه مِن بَعدِ طُولِ ثَواء | |
|
| أُنادِيهِ لَو أَصغَى لِطُولِ نِداء |
|
أَلا عِم صَبَاحاً أَيُّهَا الطَّلَلُ البَالِي
|
أُحَيِّيهِ وَالدَّمعُ المَصونُ المُحَبَّبُ | |
|
| كَأنمُل أَهليهِ يَصُوبُ وَيَسكُبُ |
|
يُفَضِّضُ طَوراً وَجنتِي وَيُذَهِّبُ | |
|
| أَقُولُ لَهُ عِم وَهوَ أَجرَدُ سَبسَبُ |
|
وَهَل يَعِمَن مَن كَانَ فِي العُصُرِ الخَالِي
|
رَضِيتُ لِهَذا القَلبِ باللّوعةِ الّتي | |
|
| يَقومُ بِها سوقُ اللآلي بمُقلَتي |
|
وَعَهدِي بِهِ والدَّهرُ جدُّ مُقَيّتي | |
|
| صَبورٌ عَلَى الأَرزَاءِ جَمُّ التَّثَبُّتِ |
|
قليلُ الهُمومِ مَا يَبيتُ بِأَوجَالِ
|
أَلا هَل تُنَادِي دَارُهُم وَتُحدِّثُ | |
|
| فأَنفُثُ والمَصدورُ مِثلِيَ يَنفُثُ |
|
وَهَل يسمَعنَ قَولِي تُرَابٌ وَكَثكَثُ | |
|
| وَلَو أَنّنِي أبقى عَلَيهِ وَأَمكُثُ |
|
ثَلاثِينَ شَهراً فِي ثَلاثَةِ أَحَوَال
|
لِرُزءِ رَسُولِ اللَّهِ بِالطّف انشج | |
|
| ودَمعِيَ فِي مَرضَاتِهِ يَتَدَحرَجُ |
|
كَأَنَّ الأَسَى دُرَّ الدُّموع يُبَهرِج | |
|
| وَغَيرِي مَن يَفنَى كَمَا هَامَ حُندُجُ |
|
بِوَادِي الخُزَامَى أَو عَلَى رَسِّ أوعَال
|
مُصَابِي بِآلِ المُصطَفَى لَيسَ يَبرَحُ | |
|
| فَيَا لَكَ تَجراً فِي مَآلِيَ يَربَحُ |
|
سِوَى مَدمَعِي طَوع الصّبابَة ينفَحُ | |
|
| أَلَم تَرَ أَنِّي والدُّجُنّة تصبحُ |
|
كَبِرتُ وَأَن لا يَحسِنَ اللّهو أَمثَالِي
|
أَلا هَل أَتَى المُختَارَ وَالحَقُّ أَشمَخُ | |
|
| مقام حُسَينٍ وَهوَ بالدّم يلطَخُ |
|
يُنَادِي بأَهلٍ روعَهُم لَيسَ يُفرخُ | |
|
| وَأَشقَى بَنِي حَربٍ يُنادِي وَيَصرُخُ |
|
بآنِسَةٍ كَأنَّها خَطُّ تِمثَالِ
|
عَلَى حِين شَمل المُصطَفَى يَتَبَدَّدُ | |
|
| وَأَيدِي بَنِيهِ بالجَوَامِعِ تُعقَدُ |
|
وأَبشَارُهُم بالمُرهَفاتِ تُخَدَّدُ | |
|
| وَفِي كُلِّ صَدرٍ لَوعَةٌ تَتَوَقَّدُ |
|
كَمِصبَاح زَيتٍ فِي قَنَادِيل ذُبال
|
هُمُ نَبَذوا الإِدهان والغَيُّ يُنبذ | |
|
| وَقَاموا بِنَصرِ الحقّ لَو جَدّ مُنقِذ |
|
وَشَبّت لَهُم نَارُ الوَغَى تَتَلذَّذ | |
|
| بِمَارِجِ نَارٍ جمرُهُ يَتأَخّذُ |
|
أصَابَ غَضىً جَزلاً وَكُفّ بِأَجذَالِ
|
خَلا رَبعُهُم فَمَا فِيهِ مُخبِرُ | |
|
| سِوَى أَثَرٍ لِلهَدي يَخفَى وَيَظهَرُ |
|
تَدُلُّ عَلَيهِ زَفرَةٌ تَتَسَعَّرُ | |
|
| تُنَافِحُ مَسرَاها رخاءٌ وَصَرصَرُ |
|
صَباً وَشمَالٌ في مَنَازِلِ قُفّالِ
|
إِلَى فِئةِ الحَقّ المُبِينِ تَحَيُّزي | |
|
| وَبالحبّ في آلِ الرّسولِ تَمَيُّزي |
|
أَدَلتُ لَهُم صَبرِي بُعَيدَ تَعَزُّز | |
|
| وَأَعطَيتُ دَمعِي وَالأسَى وَعدَ مُنجز |
|
بِما احتَسبا مِن لينِ مَسٍّ وَتَسهالِ
|
رَضِيتَ عَدُوَّ اللَّهِ وَاللَّهُ سَاخِطُ | |
|
| بِمَا فَعَلَت فِي كَربَلاءَ المَآقِطُ |
|
أَلا بِأَبِي تِلكَ الدِّماءُ الغوابِطُ | |
|
| وَأنصارُها الأَعلَونَ عَنها شواحِطُ |
|
بِيَثرِبَ أَدنَى دَارِها نَظَرٌ عَال
|
أَبَا خالدٍ والقَدحُ في الدِّين غَائِظُ | |
|
| أَفِي الحَقِّ أَن تَحنو عَلَيكَ الحوافِظُ |
|
وأَنفُسُ آلِ اللَّهِ هِيمٌ فوائِظُ | |
|
| سَمَت نَحوها أَحقَادُهم والحَفَائِظُ |
|
سُمُوّ حَبابِ الماءِ حالاً عَلَى حَالِ
|
أما كانَ فِيكُم مُنكِرٌ يَومَ ذلِكا | |
|
| يَقُولُ وَقَد خاضَ السُّيوفَ الفَواتِكا |
|
وَبَاشَرَ فِي نَصرِ الحُسَينِ المَهَالِكا | |
|
| لَعَمرِيَ لا أَلقَى لَكَ اليَومَ تَارِكا |
|
وَلَو قَطَعُوا رَأسِي لَدَيكَ وَأَوصَالِي
|
وَعَاذِلَةٍ هَبَّت عَلَى الحُزنِ تَعذِلُ | |
|
| وَأنبَأتُهَا أَنّي عَلَى السِّبطِ أُعوِلُ |
|
وَرُضت فَذلّت صَعبَةً أَيَّ إِذلال
|
كَأَنِّي بِمَن عَادَى الرَّسُولَ تَجَرُّمَا | |
|
| وَنَادَى بِنَصرِ الأدعِيَاءِ وَهَينَمَا |
|
وَجَدّ إِلَى حَربِ الحُسَينِ وَصَمَّمَا | |
|
| يُقَادُ إِلَى نَارِ الوَقُودِ مُذَمَّما |
|
عَلَيهِ القَتامُ سَيِّءَ الظّنِّ والبَالِ
|
أَلا إِنّ سِرّ البَغي بالطَّفِّ أُعلِنا | |
|
| غَدَاةَ جَنَى حُلوَ الشَّهَادَةِ مَن جَنَى |
|
وَأَزمَعَ لا يَلوِي عِناناً عَلَى الدُّنَا | |
|
| أُتِيحَت لَهَا بِيضٌ مُمَوَّهَة السَّنا |
|
وَمَسنونَةٌ زُرق بأَنيَابِ أَغوَال
|
فَقُل لابنِ سَعدٍ وَالعَصَا عَبدُ مَن عَصَى | |
|
| حَلَفت إِليه وَيكَ أَشأَمَ أَبرَصَا |
|
وَلَو أَنَّه شَاءَ الخَلاصَ تَخَلّصا | |
|
| وجدّلَكُم فَوقَ الحَصَا عَدَدَ الحَصا |
|
وَلَيسَ بِذِي سَيفٍ وَلَيسَ بنبّال
|
وَلَكِنّهُ مَا شَامَ سيفاً وَلا انتَضَى | |
|
| وَعَن زبرج الدُّنيا الدَّنِيّةِ أَعرَضا |
|
وَفِي أَن يُلاقِي جَدَّهُ البَرّ أَغمَضَا | |
|
| وَقَد شَغَفَتهُ لَوعَةٌ سُخطُهَا رِضَا |
|
كَمَا شَغَفَ المَهنُوءَةَ الرّجُلُ الطَّالِي
|
هُمُ خَدَعوهُ وَالكَرِيمُ مُخدّعُ | |
|
| بِمُختَلَق ما فِيهِ لِلصِّدقِ مَطمَعُ |
|
وَقَالَ لَهُم ذو إِفكِهِم وَهوَ يَسمَعُ | |
|
| أَلَم يأتِهِ والرُّشدُ بالغَيِّ يُدفَعُ |
|
بِأَنَّ الفَتَى يَهذِي وَلَيسَ بِفَعّالِ
|
فَلَمّا استَطَارَت بَينَهُم شُعَلُ الوَغَى | |
|
| رَغَا فَوقَهُم سَقبُ السَّمَاءِ بِلا رُغَا |
|
وَأَصبَحَ ثَرثَارُ الهِدَايَةِ أَلثَغَا | |
|
| وَأَلسِنَةُ البَاغِينَ يَا وَيلَ مَن بَغَى |
|
يَقُلنَ لأَهلِ الحِلمِ ضُلاًّ بِتَضلالِ
|
عَلَى تِلكَ مِن حالٍ دُموعِيَ تُذرِفُ | |
|
| فَأَفني بُنَيّاتِ الشّؤونِ وَأَنزِفُ |
|
وَيُنكِرُ مِنِّي الصَّبرُ ما كانَ يَعرِفُ | |
|
| وَأُعرِضُ عَنهُ قَالِياً مَن يُعَنِّفُ |
|
وَلَستُ بِمَقلي الخِلالِ وَلا قَالِ
|
وَلَو أنّ عُمري فِي ذُرَى الزَّمَنِ ارتَقَى | |
|
| غَدَاةَ تَرَاءَى الجَمعُ بِالجَمعِ وَالتَقَى |
|
وَأجفَلَ خَوفَ المَوتِ مَن كَانَ حَقّقا | |
|
| لَقُلتُ وَقَد جَدّ اليَقِينُ وَصَدّقا |
|
لِخَيلِيَ كَرّي كَرّةً بَعدَ إِجفال
|
وَضَاحَكتُ شَوقاً وَالضَّرَاغِمُ تَعبِسُ | |
|
| وَسُمرُ القَنا بَينَ التَّرَائِبِ كُنَّسُ |
|
حِمَامى وَبَعضُ المَوتِ رَوحٌ مُنَفّس | |
|
| وَلَم أَنقَلب أَحمِي حَيَاتِي وَأَحرُسُ |
|
عَلَى هَيكلِ نَهد الجُزَارَة جَوالِ
|
لَقَد صَكَّ وَجهَ البَدرِ شَجواً وَخَمّشا | |
|
| وَأَذرفَ دمعَ الجوّ حُزناً فأجهَشَا |
|
نَهارٌ عَلَى النَّهرَينِ جَاشَ وجَيّشا | |
|
| وَأَظمَأَ أَصحَاب الكِساءِ وَعَطّشا |
|
لِغَيثٍ مِن الوَسمِيّ رَائِدُه خالِ
|
فَدَى اللَّهُ ذَاكَ الرُّوحَ مَا شَاءَ واشتَهَى | |
|
| وَقَدّسَهُ في الصّالِحينَ ونزّها |
|
وَصابَت عَلى شِلوٍ إِلَى تُربِهِ انتَهَى | |
|
| مَدَامِعُ تُنبِي أَنّها تُحفَة النُّهَى |
|
وَجَادَ عَلَيهَا كُلُّ أَسحَم هَطّالِ
|
وَلَولا قَضَاءٌ أَنجَزَ الوَعدَ فاقتَضَوا | |
|
| وسَامَهُمُ أن يَجرَعُوا السُّمَّ فارتَضَوا |
|
عَلَو مِثلَمَا كَانُوا بِأَوَّلِهِم عَلوا | |
|
| وَعَاينت آسادَ الكِفَاحِ إِذَا سَطَوا |
|
وَقد حَجَرَت مِنها ثَعَالِبُ أورالِ
|
لَقَد طاحَ في ذاكَ المَجَالِ كَلا وَلا | |
|
| سَريّ قَرَته سَورةَ الكَربِ كَربَلا |
|
يَقولُ وَقَد لاقَى الرَّدَى مَتُهَلِّلا | |
|
| سَأُدرِكُ عِندَ اللَّهِ مَجداً مُؤثّلا |
|
وَقَد يُدرِكُ المَجدَ المُؤَثَّلَ أَمثَالِي
|
سَأَقضِي عَلَيهِ لَوعَةً ومَرَاثِيا | |
|
| فَأَفنِي حَيَاتي وَالبُكَا وَالقَوَافِيا |
|
وَلَستُ أُؤَدِّي كُنهَ مَا فِي اعتِقَادِيا | |
|
| وَمَا المَرءُ فِي الدُّنيا وَلَو دَامَ بَاقِيا |
|
بِمُدرِكِ أَطرَافِ الخُطوبِ ولا آل
|