إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
للعيون قصةٌ أخرى |
ما زلتُ أذكرُ ذاكَ اليوم .
|
ذكراهُ تَمُر أمامَ عينيَّ كأنها سحابةٌ مُثقلةٌ بالمطر، |
وقلبي مُثقلٌ بالهُموم . |
إنه يومٌ ليس ككلِّ الأيام . |
وكأنَّ الأرضَ فيه قد توقفت عن الدورانِ .. |
والشمسُ قد حجبها الحزنُ، |
فَتَوَارَت خلفَ الغيومِ تبكي، |
ليحجبَ عينيها الضياءُ من شِدة الدموع. |
لم تَعُد قادرةً على أن تَمُدَّ أشرعةَ الدفءِ إلى شواطئ قلبي. |
يا الله ..................!! |
كم أشعرُ بالبردِ . |
فرائصي ترتعدُ رغم أننا ما زلنا في أولِّ شهرِ أيلولْ . |
كُلُّ شيءٍ أصبح كئيباً؟، |
حتى الأشجار بَدَت جامدةً و كأنَّ الهواءَ قد توقف.. |
عن مداعبتها . |
فلم تعد تتراقص، |
ولا أفنانُها تتمايلُ طَرَباً مع شقشقات الطيور. |
الطيور؟ |
وأين الطيور؟ |
أَهَجَرَت أَوكارَها هي الأخرى؟ |
هل رَفَضَت أن ترى معيَ المشهدَ الأخيرَ، |
فَآَثَرَت الرحيلَ مثلك؟ |
لم تقولي شيئاً يومها |
وما زلتِ مُصرةً على ألا تقولي شيئاً |
فلقد أَنَبْتِ عيناكِ عنكِ، |
وكأنهما راويةٌ يقصُّ عليَّ قصة الرحيل . |
نعم الرحيل الطويل . |
عيناكِ قالتا كل شيء، |
حتى و إن لم تنبس شفتاك بكلمة . |
كانتا شاخصتين، |
تتطلعان إلى الأفق البعيدِ |
تقرآن في صمتٍ كتاباً مفتوحاً، |
وتنظران إلى مقعدٍ عند مليكٍ مقتدر، |
هناك حيث الحور العين . |
يا الله، كم كانت لحظات قاسية . |
وهل أقسى من أن تقول العين كلمة واحدة: |
إني راحلة |
سقطت من عيني دمعةً على جبينك الوضاء |
وكأنها هي الأخرى تقول لك كلمة واحدة: |
سامحيني يا أمي |
سامحيني |
رحمك الله . |