يتناثرونْ |
شجراً |
… بلاداً من عيونْ |
وإذا رَأوْا أحداً يحبُّ عيونَهمْ |
يتجمعونَ وينشدونْ |
ودماؤهم خشبُ السلالم |
شعلةُ الأقمار |
واجهةُ المخيمْ |
*** |
حين حاصَرَنا السوادُ |
بَكتْ سُميَّةُ واختفى |
في كفِّها مطرٌ غزيرْ |
سألت أباها عن طريقِ البئرِ |
فارتجفت قناديلُ الكلامْ |
حين استَفَقْتُ من الصغرْ |
ورأيتُ أنَّ دمي له لون المذابح |
لم أبكِ |
بل نزفتْ يدي حقلاً ورايةْ. |
يتناثر الزيتونُ في لغتي |
وتسكنُ في عروقي أبجدياتُ المطرْ |
وعلى الدوالي تستريحُ القبرةْ |
وإذا رجعتُ إلى رفاقي |
قبَّلوني وانحنوا للأرضِ |
واحتَضنوا دَمي |
وإذا بكت نجوى على صدري |
تطايَرَ من ضلوعي بلبلُ الكلماتِ |
وانتشر الرصاصُ على ذراعي |
وانهمرْ |
عشرونَ داليةً تَمرُّ من الفراغْ |
مليون ناقوسٍ تدقُّ من الفراغ |
وورودُكم ذَبُلتْ |
وما زالَ الجياعُ هم الجياعْ |
وحدودُ فرحتِنا ضياعْ |
ويداكَ للكتبِ الأنيقةِ للسجائرْ |
والدماءُ إذا الدماءُ على الدماءِ |
إلى الدماء |
بلا رداءْ |
وبلا غطاء!!! |
نزفت شبابيكُ اللغةْ |
فَرَّتْ طيور الصَبْرِ |
وانتعَلَ الغرابُ قِبابَ حارتنا |
ورَفرَفَ في الضلوعْ |
فلأيِّ قاطرةٍ أمدُّ يدي …؟ |
وكلُّ قواطرِ العنب اللذيذ |
بلا سككْ |
وإذا بكيتُ على بكاء صغيرتي |
يستجمعونَ عيونهم ويحومونْ! |
ولأيِّ ساحرةٍ أقدمُ كفَةَ الأشلاءِ |
من أيِّ الجهاتِ أرى النهارْ |
وإذا صعدتُ إلى عيون أحبتي |
يَتَسلقونَ مفاصِلَ الأنوارِ |
ينهمرونَ قرب قصائدي |
ويدخنونْ. |
*** |
يتكثَّفُ الشعراءُ في لغتي |
وتشربُني السواقي |
ترتدُّ أغنيتي على قلبي تعبْ |
ويرابطُ البلًّوط في جلساتنا |
ويواصلُ الشهداء أغنيةً |
عن الوطن البعيدْ |
يتساقطونْ |
وعلى مَنارةِ عشقِهم يتوافدونْ |
وإذا بكى شجر الجليل هُم البكاءْ |
وإذا انتهى زمن الرحيل هم الأَملْ |
وعيونهم فرح الحواري والحقولْ |
يتدافعونْ |
يتواصلونْ |
وعلى الحروفِ |
على السيوفِ |
يتعانقونْ |
وإذا تراقص حبُّهم يتراقصونْ |
يتوحَّدون |
يتمازَجون |
ويَستَشهدون. |