نُبِّئتُ كلبَ كُلَيبٍ قَد عَوى جَزَعا | |
|
| وَكُلُّ عاوٍ بِفيهِ التربُ وَالحَجَرُ |
|
أَعيا فَعَقَّبَ يَهجوني بِهِ ضَجَرا | |
|
| وَلَن يُغَيِّرَ عَنهُ السَؤَةَ الضَجرُ |
|
يَلومُني ظالِماً في سُنَّةٍ سَبَقَت | |
|
| إِنَّ الكُلَيبيَّ لَم يُكتَب لَهُ ظَفَرُ |
|
وَما خَلَقتُكَ عَبداً لا نِصابَ لَهُ | |
|
| بَل هُو خَليقُ الَّذي يَقضي وَيأتَمِرُ |
|
كلفتني مالِكاً إِن مالِكٌ زَخَرَت | |
|
| يا بنَ المُراغَةِ قَد جاءَت بِكَ النُصَرُ |
|
وَإِن تَجَرَّدَ أَمثالٌ خَدعتَ بِها | |
|
| مِنَ الفَرَزدَقِ يَمضي ما مَضى السَفَرُ |
|
لَمّا رَأَيت ابنَ لَيلى عِندَ غانيَةٍ | |
|
| في كَفِّهِ قَصَباتُ السابِقِ الخِيَرُ |
|
هِبتَ الفَرَزدَقَ فاِستَعفَيتَني جَزَعا | |
|
| لِلمَوتِ يَعمُدُ وَالمَوتُ الَّذي تَذَرُ |
|
فاِخسأ لَعَلَّكَ تَرجو أَن يَحُلَّ بِنا | |
|
| رَحلُ الفَرَزدَقِ لَمّا عَضَّكَ الدَبَرُ |
|
تَهجو بَني لَجأٍ لَمّا اِنهَزَمَت لَهُ | |
|
| رُعبا وَأَنفُكَ مِمّا قالَ مُختَصَرُ |
|
إِنّي أَنا البَحرُ غَمراً لَستَ جاسِرَهُ | |
|
| وَسَبّيَ النارَ دونَ البَحرِ تَستَعِرُ |
|
ما زِلتَ تَنتَجِعُ الأَصواتَ مُعتَرِضا | |
|
| تَروحُ في اللؤُمِ مشتَقّاً وَتَبتَكِرُ |
|
حَتّى اِستَثَرتَ أَبا شِبلين ذا لِبَدٍ | |
|
| وَزَبرَةٍ لَم تواطي خَلقَها الزُبَرُ |
|
وردَ القَرى كَصَفاةِ الهَضبِ جَبهَتُهُ | |
|
| يَموتُ مِن زَأرِهِ في الغابَةِ النَمِرُ |
|
يَعدو فَتَنفَرِجُ الغُمّى إِذا اِنفَرَجَت | |
|
| وَالقِرنُ تَحتَ يَدَيهِ حينَ يَهتَصِرُ |
|
شَكَّت أَنابيبُهُ صُدغَيكَ مُقتَدِرا | |
|
| شَكَّ المَساميرِ عُودا جَوفُهُ نَخِرُ |
|
ما بالُ قَولِ جَريرٍ يَومَ أَحبِسُهُ | |
|
| عَنِ المَشارب إِنَّ الماءَ يُحتَضَرُ |
|
خَلِّ الطَريقَ لَنا نَشرَب فَقُلتُ لَهُ | |
|
| سَيفٌ وَراءَكَ حَتّى تَفضُلَ السُؤَرُ |
|
إِنَّ الطَريقَ طَريقُ الوارِدينَ لَنا | |
|
| يا بنَ الأَتانِ وَأَحواضِ الجِبى الكُبَرُ |
|
إِنَّ الحِياضَ الَّتي تَبني بَنو الخَطَفى | |
|
| تُبنى بِلؤمٍ فَما تَنفَكُّ تَنفَجِرُ |
|
كانَت غَوائِلُها السُفلى أَعاليَها | |
|
| فَكَيفَ تُبنى عَلَيها وَهيَ تَنكَسِرُ |
|
ابنوا المَنارَ فإِنَّ العَبدَ يَنضُدُهُ | |
|
| فَوقَ الصوى وَعَلى خَرطومِهِ المَدَرُ |
|
إِن كُنتَ تَبكي عَلى المَوتى لِتَنكِحَهُم | |
|
| فابرك جَريرُ فَهَذا ناكِحٌ ذَكَرُ |
|
لَقَد كَذَبتَ وَشَرُ القَولِ أَكذَبهُ | |
|
| ما خاطَرَت بِكَ عَن أَحسابِها مُضِرُ |
|
بَل أَنتَ نَزوَةُ خَوّارٍ عَلى أمَةٍ | |
|
| لَن يَسبِقَ الحَلباتِ اللؤمُ وَالخَورُ |
|
يا بنَ المُراغَةِ شَرَّ العالَمينَ أَبا | |
|
| زُع بِالمراغَةِ حيثُ اضطركَ القَدرُ |
|
ما بالُ أُمكَ بِالمنحاةِ إِذ كَشَفَت | |
|
| عَن عَضرَطٍ واِرمٍ قَد غَمَّهُ الشَعَرُ |
|
لِبَربريٍّ خَبيثِ الريحِ أَبرَكَها | |
|
| هَلا هُنالِكَ يا بنَ اللؤمِ تَنتَصِرُ |
|
كأَن عُنبُلَها وَالعَبدُ يُنسِفُها | |
|
| حِبنٌ عَلى رَكَبِ البَظراءِ يَنبَتِرُ |
|
كَأَنَّ جَفرَ صَراةٍ مطرمٍ هَدِمٍ | |
|
| مَشغَرُ أُمِّ جَريرٍ حينَ تَشتَغِرُ |
|
رَحبُ المَشَقِّ عَلَيهِ اللَيفُ ذو زَبَدٍ | |
|
| مُعَتّصِلٌ قَبقَبيُّ الصَوتِ مُنهَمِرُ |
|
اللُؤمُ أَنكَحَها وَاللُؤمُ أَلقَحَها | |
|
| وَكُلُ فَحلٍ لَهُ مِن ضَربِهِ قَدَرُ |
|
ما قُلتَ في مِرَّةٍ إِلّا سَأنقُضُها | |
|
| يا بنَ الأَتانِ بِمِثلي تُنقَضُ المِرَرُ |
|
جاءَت بِأَنفِ جَريرٍ شَعرُها مَعهُ | |
|
| إِنَّ الثَنيَّةَ ذاتَ الفَرعِ تُبتَدَرُ |
|
جاءَت بِأَرضَعَ عَبدٍ مِن بَني الخَطَفى | |
|
| في أَخدَعيهِ إِذا اِستَقبَلتَهُ صَعَرُ |
|
لَو كُنتَ بَرّاً بِأُمٍ غَيرِ مُنجِبَةٍ | |
|
| سَرَمتَ جولَ اِستِها لَم يَهجُها عُمَرُ |
|
أَأَن تَمَثَلتَ بَيتاً يا أَبا خُرُطٍ | |
|
| ناسٍ لُعابَكَ بَعدَ الشَيبِ يَنتَثِرُ |
|
فارهِز أَباكَ بُنيَّ الخَيطَفى طَلَقا | |
|
| هَذا إِلَيكَ بُنيَّ الخَيطفى العِذَرُ |
|
وَملأ صِماخَكَ مِن عَوراءَ مُخزيَةٍ | |
|
| إِن كان هاجَكَ قَولٌ ما بِهِ عَوَرُ |
|
فَإِن أُهِنكَ فَهَذا العَبدُ أَخسأَهُ | |
|
| وَإِن حُقِرتَ فأَنتَ العَبدُ تُحتَقَرُ |
|
وَما ختَلتُ جَريرا حينَ أَقصدَهُ | |
|
| سَهمي وَما كُنتُ مِنَّن يُخَبأُ القَمَرُ |
|
جازَ العِقابُ بِهِ حَتّى قَصَدتُ لَهُ | |
|
| واِعتَرَّ حَتّى أَفادَت وَحشَهُ الغَرَرُ |
|
وَمُنجَنيقُكَ خَرَّت إِذ رَمَيتَ بِها | |
|
| عِن استِ أُمكَ لَم يَبلِغ لَها حَجَرُ |
|
تَرمي عَلى كَزَّةٍ بادٍ قَوادِحُها | |
|
| فاِحذَر فَوادِحَها لا يُنجِكَ الحَذَرُ |
|
إِنَّ اللَئيمَ جَريرا يَومَ فَرَّغَهُ | |
|
| في قُرنَةِ السَوءِ عَبدٌ ماؤُهُ كَدِرُ |
|
وَفي المَشيمَةِ لؤمٌ في مقَرَّتِها | |
|
| حَتّى شَوى صُدُغَيه اللؤمُ وَالكِبَرُ |
|
عَبدٌ إِذا ناءَ لِلعَليا تَكاءَدَهُ | |
|
| سدٌّ مِنَ اللؤمِ لا يَجتازُهُ البَصَرُ |
|
أَلقِ العَصا صاغِرا لَيسَ القيامُ لَكُم | |
|
| واقعُد جَريرُ فَأَنتَ الأَعقَدُ الزَمِرُ |
|
لَقَد وَجَدتُم جَريرا يا بَنيِ الخَطفى | |
|
| بِئسَ المُراهِنُ حَتىّ ابتُلَّتِ العُذَرُ |
|
سُدَّت عَلَيكَ الثَنايا واِستَدرَتَ لَها | |
|
| كَما تَحيَّرَ تَحتَ الظُلمَةِ الحيَرُ |
|
دَقَّت ثَنيَّتَهُ الثرَماءَ حينَ جَرى | |
|
| طولُ العِشار وَأَدمى باستهِ الثَفَرُ |
|
إِن كانَ قالَ جَريرٌ إِنَّ لي نَفَرا | |
|
| مِن صالِحِ الناسِ فاِسأَلهُ مَن النَفَرُ |
|
أَمُعرِضٌ أَم مُعيدٌ أَم بَنو الخَطَفى | |
|
| تِلكَ الأَخابِثُ ما طابوا وَما كَثروا |
|
خِزيٌ حياتُهُم رِجسٌ وَفاتُهُم | |
|
| لا تَقبَلُ الأَرضُ مَوتاهُم إِذا قُبِروا |
|
أُندُب بَني الخَطَفى إِن كُنتَ تُعلِمهُم | |
|
| شَيئاً وَإِلّا فَلَم يَشعُر بِهِم بَشَرُ |
|
تَنتَحِلُ المَجدَ لَم يَعلَم أَبوكَ بِهِ | |
|
| هَيهاتَ جارَ بِكَ الإِيرادُ وَالصَدَرُ |
|
أُندُب خَنازيرَ لُؤمٍ أُلحِقوا بِهِم | |
|
| وَاِترُك جَريرُ ذَهابا حَيثُ تَقتَفِرُ |
|
هَل أَنتَ إِلّا حِمارٌ مِن بَني الخَطَفى | |
|
| فَصَوِّب الطَرفَ لَم يُفسَح لَكَ النَظَرُ |
|
بَيتُ المَدَقَّةِ لَم يَشعُر بِهِم أَحَدٌ | |
|
| إِذا هُمُ في مَراغِ الأَرنَبِ اِنجَحَروا |
|
لَقَد عَلِمتُ عَلى أَنّي أَسبُّهُمُ | |
|
| ما في بَني الخَطَفى مِن والِدي ثُؤَرُ |
|
وَإِنَّ كُلَّ كَريمٍ قامَ ذا حَسَبٍ | |
|
| يَهجو جَريرا يَسُبُّ العَبدَ أَو يَذَرُ |
|
يَدعو عُتَيبَةَ إِذ دَقَّت بَنو الخَطَفى | |
|
| حَتّى رَمى وَجهَهُ مِن دونِهِ وَزَرُ |
|
وَقَعنَبٌ يا بنَ لا شَيءٍ هَتَفتَ بِهِ | |
|
| إِذ مالَ رجلُكَ واِنهاضَت بِكَ الأُسَرُ |
|
أَن تَلبَسِ الخَزَّ تَظلِمهُ أَبا خُرُطٍ | |
|
| وَأَنتَ بِاللؤمِ معتَمٌّ وَمُؤتَزِرُ |
|
وَيَنزِلُ الخَزُّ مِنكَ اليَومَ مَنزِلَةً | |
|
| ما كانَ لِلخَزِّ فيما قَبلَها الأَثَرُ |
|
فَأَصبَحَ الخَزُّ يَبكي مِن بَني الخَطَفى | |
|
| يا خَزَّ كِرمانَ صَبرا إِنَّها الهِتَرُ |
|
وَكانَ خَزُّ جَريرٍ كُلَّ مُمتَزِقٍ | |
|
| مِن صوفِ ماهرَّأت مِن ضَأنِها القِرَرُ |
|
فَأُمُّهُ في قَبيلَي بُردَةٍ خَلَقٍ | |
|
| وَالخَيطَفى في شِمالِ اللؤمِ مُعتَجِرُ |
|
أَما قَبائِلُ يَربوعٍ فَلَيسَ لَها | |
|
| فيما يَعُدُّ ذَوو الأَحسابِ مُفتَخَرُ |
|
لا يُفقَدونَ إِذا غابوا وَإِن شَهِدوا | |
|
| لَم تَستَشِرُهُم تَميمٌ حينَ تَأتَمِرُ |
|
تُقضى الأَمورُ وَيَربوعٌ مُخَلَّفَةٌ | |
|
| حَتّى يَقولوا غداةَ الغِبِّ ما الخَبَرُ |
|
تُشارِبُ الذُلَ يَربوعٌ إِذا وَرَدوا | |
|
| وَالذُلُّ يَصدُرُ فيهِم أَينَما صَدَروا |
|
إِن جارُهُم طرَقتُهُ غولُ غَيرِهِم | |
|
| طارَ الحَديثُ وَما أَوفوا وَما صَبَروا |
|
وَجامعَ اللؤمُ يَربوعا وَحالَفها | |
|
| ما دامَ أَسفَلَ مِن ماويَةَ الحَفَرُ |
|
الأَبعَدونَ مِن الأَحسابِ مَنزِلَةً | |
|
| وَالأَخبَثونَ عُصاراتٍ إِذا اِعتُصِروا |
|
الأَالأَمونَ فلوَّا شَبَّ في غَنَمٍ | |
|
| وَفي الحَميرِ أَبوهُ الأَشمَطُ القَمِرُ |
|
قِردانُ ملأمَةٍ في الشاءِ جَدُهُم | |
|
| ميلٌ عَواتِقُهُم مِن طولِ ما زَفَروا |
|
فَهُم لآباءِ سَوءٍ أُلحِقوا بِهِم | |
|
| زُلا حِناكا وَلا يدرونَ ما السُوَرُ |
|
خِزيُ البُعولَةِ وَالأَفواهُ مُرِوحَةٌ | |
|
| إِذا تَفَتَّلَ في أَستاهِها الشَعَرُ |
|
سُودٌ مَدارينُ تَلقى في بُيوتِهِم | |
|
| قُدَّامَ أَخبيَةِ اللؤم الَّذي اِحتَجَروا |
|
وَإِن حَبالاهُمُ نَتَجنَ بشَّرهُمُ | |
|
| صَوتُ الصَبيِّ بِلؤمٍ حينَ يَعتَقِرُ |
|
إِنّي سَبَبتُهمُ سَبّا سيورِثُهُم | |
|
| خِزيا وَمنقَصةً في الناسِ ما عَمِروا |
|
لَقَد ذَعَرنا قَديما في نِسائِكُمُ | |
|
| فَلَم تَغاروا وَلَم تُستَنكَرِ الذُعَرُ |
|
أَزمانَ وَصّى بيَربوعٍ فَحَضَّهُمُ | |
|
| عِندَ الوَفاةِ تَميمٌ وَهوَ مُحتَضَرُ |
|
أَنَّ الفُحولَ لَكُم تَيمٌ وَأَنَكُمُ | |
|
| حَلائِلُ التيم فاِستَوصوا بِما أَمَروا |
|
أَما كُلَيبٌ فَإِنَّ اللَهَ زادَ لها | |
|
| لُؤما عَلى كُلِّ شَيءٍ زادَهُ الكِبَرُ |
|
لا السِنُّ يَنهاهُ عَن لُؤمٍ وَلا طَبَعٍ | |
|
| وَلَيسَ مانِعُهُ مِن لُؤمِهِ الصِغَرُ |
|
أُنظُر تَرَ اللُؤمَ فيما بَينَ لحيَتِهِ | |
|
| وَحاجِبَيهِ إِذا ما أَمكَنَ النَظَرُ |
|
يا لُؤمَ رَهطِ كُلَيبٍ في نِسائِهِم | |
|
| ما قاتَلوا القَومَ إِذ تُسبى وَلا شَكَروا |
|
فاِستَردَفوا النِسوَةَ اللاتي وَلَدنَهُمُ | |
|
| خَلفَ العَضاريطِ في أَعناقِها الخمُرُ |
|
لَم يُدرِكوها وَأَلهَتهُمُ أَناتُهمُ | |
|
| حَتّى أَتى دونَها سَلمانُ أَو أُقَرُ |
|
فَأَصبَحت في بَني شيبانَ مُسلَحَةً | |
|
| يُعيرهم بَعضُهُم بَعضا وَتؤتَجَرُ |
|
حَتّى أَتينَكُم مِن بَعدِ مُخلَفِها | |
|
| بَعدَ السِفادِ وَحُبلاهن تَنتَظِرُ |
|
جَزَّت نواصيها بيضٌ غَطارِفَةٌ | |
|
| مِن وائِلٍ أَنَّ نُعمى سيبَهُم دِرَرُ |
|
بَكرٌ وَتغلِبُ ساموكَ الَّتي جَعَلَت | |
|
| لَونَ التُرابِ عَلى خَدَّيكَ يا كُفَرُ |
|
الواهِبونَ لَكُم أَطهارَ نِسوَتِكُم | |
|
| لَم يَجزِها مِنكُم نُعمى وَلا أَثَرُ |
|
يا بنَ المَراغَةِ لَم تَفخَر بِمَفخرَةٍ | |
|
| بَعدَ الرِدافِ مِنَ المَسبيَّةِ العُقُرُ |
|
أَنا ابنُ جُلهمَ يا بنَ الأَخبَثينَ أَبا | |
|
| وابنُ جِساسٍ وَتَيمٍ حينَ أَفتَخِرُ |
|
المُصدري الأَمرَ قَد أَعيَت مَصادِرُهُ | |
|
| وَالمَطعَمي الشَحمَ حَتّى يُرسَلَ المَطَرُ |
|
وَقادَةُ اليُمنِ وَالمَجسورِ أَثرُهمُ | |
|
| يَومَ المُهمَّةِ وَالجُلىَّ إِذا جَسَروا |
|
وَالوالِدينَ مُلوكا كُنتَ تَعبُدُهُم | |
|
| مِن قَبلِ سَجحَةَ في عَليائِكَ السُخَرُ |
|
وَالمانِعينَ بإِذنِ اللَهِ مَحميَّةً | |
|
| بَني تَميمٍ ونارُ الحَربِ تَستَعِرُ |
|
قُدنا تَميماً لأَيام الكُلابِ مَعاً | |
|
| فاِستَعثَروا جَدَّ أَقوامٍ وَما عَثَروا |
|
وَيَومَ تَيمَنَ نَحنُ الناحِرونَ بِها | |
|
| جَبّارَ مَذحِجَ وَالجَبّارُ يَنتَحِرُ |
|
هَلّا سَأَلتَ بِنا حَسّانَ يَومَ كَبا | |
|
| وَالرمحُ يُخلِجُهُ وَالخَدُّ مُنعَفِرُ |
|
وَإِذ أَغارَ شُمَيطٌ نَحوَ نِسوَتِنا | |
|
| غِرنا عَلَيهنَّ إِنّا مَعشَرٌ غُيُرُ |
|
ذُدنا الخَميسَ وَلَم نَفعَل كَفِعلِكُمُ | |
|
| بِالضَربِ شُذِّبتِ الهاماتُ وَالقَصَرُ |
|
فَأَصبَحوا بَينَ مَقتولٍ وَمؤتَسَرٍ | |
|
| شُدَّت يَداهُ إِلى اللِيتينِ تؤتَسَرُ |
|
وَيَومَ سَخبانَ أَبرَمنا بِواحِدَةٍ | |
|
| لِلناس أَمرَهُمُ وَالأَمرُ مُنتَشِرُ |
|
وَيَومَ دَجلَةَ أَكداسٌ يُجَرِّعُها | |
|
| كأسَ الفَطيمَةِ فيها الصابُ وَالمَقِرُ |
|
وَيَومَ سَعدٍ وَصَحنى فَر قَرى لَحِقَت | |
|
| مِنّا فَوارِسُ لا مَيلٌ وَلا ضُجُرُ |
|
يَومَ اِعتَنَقنا سُوَيدا والقَنا قِصَدٌ | |
|
| وَالخَيلُ تَعدو عَلَيها عِثيَرٌ كَدِرُ |
|
وَلَم تَزَل كَمَكانِ النجمِ نِسوَتُنا | |
|
| إِذ مؤدفاتُك تُسبى ما لَها مَهَرُ |
|
نَغزو فَنَسبي وَلا تُسبى حَلائِلُنا | |
|
| إِنَّ القِتالَ لتَيمٍ طائِرٌ أَمِرُ |
|
إِنّا لِبَطنِ حَصانٍ غَيرِ ضائِعَةٍ | |
|
| يا بنَ الَّتي حَمَلَتهُ وَهيَ تَمتَذِرُ |
|
لَم يُخزِنا مَوقِفٌ كُنّا نَقومُ بِهِ | |
|
| ولا يُجيرُ عَلَينا ثأرَنا الغِيَرُ |
|
ما نالَنا الضيمُ إِنّا مَعشَرٌ شُمُسٌ | |
|
| مِن دونِ أَحسابِنا وَالمَوتُ مُحتَضَرُ |
|
وَإِنَّ نَبعَتَنا صُلبٌ مَكاسِرُها | |
|
| فَلا نَخورُ إِذا ما خارَتِ العُشَرُ |
|
أَخطارُ صِدقٍ إِذا قُمنا نَقومُ بِها | |
|
| وابنُ الأَتانِ جَريرٌ ما لَهُ خَطَرُ |
|
دَعِ الرِبابَ وَسَعدا لَستَ نائِلَها | |
|
| هَيهاتَ هَيهاتَ مِنكَ الشَمسُ وَالقَمَرُ |
|
هُم أَسرَعُ الناس إِدراكا إِذا طَلَبوا | |
|
| وَأَعظَمُ الناسِ أَحلاما إِذا قَدَروا |
|
مُدوّا بِسَيلٍ أَتيٍّ لَستَ حابِسَهُ | |
|
| وَلَيسَ سيلُهمُ يُلقى إِذا زَخَروا |
|
كانوا قَديماً أَشَدَّ الناسِ مُعتَمَدا | |
|
| في الأَوَلينَ وَفي الحِلفِ الَّذي غَبَروا |
|
وَلَو يَشاؤونَ ماتَت مِن مَخافَتِهِم | |
|
| أَدنى الأَسوَدِ وَأَقصاهُم إِذا زَأَروا |
|
كانوا إِذا الأَمرُ أَعيَتكُم مَصادرُهُ | |
|
| يَكفونَهُ وَإِذا ما هِبتُم جَسَروا |
|
قَد عَلِمَت يَومَها هَذا بَنو الخَطَفى | |
|
| إِني مرافَعَتي فَوقَ الَّذي قَدَروا |
|
سَيَعلَمونَ إِذا ما قيلَ أَيُهُما | |
|
| يا بنَ المَراغَةِ إِني سَوفَ أَنتَصِرُ |
|
وَصَرَّحَ الأَمرُ عَن بيضٍ مُشَهَّرَةٍ | |
|
| مِني سَوابِقَ في أَعناقِها البُشرُ |
|
بِالنَصرِ واللَهُ لَم يَنصر بَني الخَطَفى | |
|
| وَالمؤمِنونَ إِذا ما اِستَنصَروا نُصِروا |
|
ما زالَ حينُ جَريرٍ عَن بَني الخَطفى | |
|
| يَغشى بَني الخَطَفى مَوجٌ وَما مَهَروا |
|
حَتّى التَقى ساحِلُ التيارِ فَوقَهُمُ | |
|
| لا بَحرَ إِلّا لِغاشي موجهِ جَزَرُ |
|
أَمسى كَفِرعَونَ إِذ يَقتادُ شيعَتَهُ | |
|
| يَرجو الجُسورَ فَما كَرّوا وما جَسَروا |
|
فَما حَمى ناكِحُ المَوتى بَني الخَطَفى | |
|
| حَتّى يفرِّعَهُم مِني الَّذي حَذَروا |
|
لَقَد نَهَتكَ سُحَيمٌ عَن مُرافَعَتي | |
|
| أَهل الفَعالِ وَفِتيانُ النَدى غُيُرُ |
|
لَو كانَ مِن رَهطِ بِسطامٍ بَنو الخَطَفى | |
|
| أَو مِن حَنيفَةَ ما دَقّوا وَما غَمَروا |
|
يا بنَ المَراغَةِ إِن تُصبِح لَها نَكَدا | |
|
| فَما المُراغَةُ إِلّا خُبثَةٌ قَذَرُ |
|
تَهجو الرواةَ وَقَد ذَكّاكَ غَيرُهُم | |
|
| وَجزَّأوكَ سِهاما حينَ تُجتَزَرُ |
|
وَما الرواةُ بَنو اللؤم الفَعال لَكُم | |
|
| يا بنَ الأَتانِ فَلا يَعجَل بِكَ الضَجَرُ |
|
إِنَّ الرواةَ فَلا تَعجَل بِسَبِّهِم | |
|
| بَثوا القَصائِدَ في الآفاقِ واِنتَشَروا |
|