|
|
|
عناوين ونصوص القصائد أسماء الشعراء |
إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
ادخل الكود التالي:
انتظر إرسال البلاغ...
|
الليل ممتدُّ السكونِ إلى المدَى |
لا شيءَ يقطعُهُ سوى صوتٍ بليدْ |
لحمامةٍ حَيْرى وكلبٍ ينبَحُ النجمَ البعيدْ، |
والساعةُ البلهاءُ تلتهمُ الغدا |
وهناك في بعضِ الجهاتْ |
مرَّ القطارْ |
عجلاتُهُ غزلتْ رجاءً بتُّ أنتظرُ النهارْ |
من أجلِهِ .. مرَّ القطارْ |
وخبا بعيداً في السكونْ |
خلفَ التلال النائياتْ |
لم يبقَ في نفسي سوى رجْعٍ وَهُونْ |
وأنا أحدّقُ في النجومِ الحالماتْ |
أتخيلُ العرباتِ والصفَّ ا لطويلْ |
من ساهرينَ ومتعبينْ |
أتخيلُ الليلَ الثقيلْ |
في أعينٍ سئمتْ وجوهَ الراكبينْ |
في ضوءِ مصباحِ القطارِ الباهتِ |
سَئمتْ مراقبةَ الظلامِ الصامتِ |
أتصوّرُ الضجَرَ المريرْ |
في أنفس ملّت وأتعبها الصفيرْ |
هي والحقائبُ في انتظارْ |
هي والحقائبُ تحت أكداسِ الغبارْ |
تغفو دقائقَ ثم يوقظها القطارْ |
وُيطِلُّ بعضُ الراكبينْ |
متثائباً، نعسانَ، في كسلٍ يحدّق في القِفارْ |
ويعودُ ينظرُ في وجوهِ الآخرينْ |
في أوجهِ الغُرَباء يجمعُهم قطارْ |
ويكادُ يغفو ثم يسمَعُ في شُرُودْ |
صوتاً يغمغمُ في بُرُودْ |
هذي العقاربُ لا تسيرْ! |
كم مرَّ من هذا المساء؟ متى الوصولْ؟ |
وتدقٌّ ساعتُهُ ثلاثاً في ذُهُولْ |
وهنا يقاطعُهُ الصفيرْ |
ويلوحُ مصباحُ الخفيرْ |
ويلوحُ ضوءُ محطةٍ عبرَ المساءْ |
إذ ذاكَ يتئدُ القطارُ المُجْهَدُ |
... وفتىً هنالكَ في انطواءْ |
يأبى الرقادَ ولم يزلْ يتنهدُّ |
سهرانَ يرتقبُ النجومْ |
في مقلتيه برودةٌ خطَّ الوجومْ |
أطرا فَهَا .. في وجهِهِِ لونٌ غريبْ |
ألقتْ عليه حرارةُ الأحلام آثارَ احمرارْ |
شَفَتاهُ في شبهِ افترارْ |
عن شِبْهِ حُلْمٍ يفرُشُ الليلَ الجديبْ |
بحفيفِ أجنحةٍ خفيّاتِ اللُحونْ |
عيناهُ في شِبْهِ انطباقْ |
وكأنها تَخْشَى فرارَ أشعةٍ خلف الجفونْ |
أو أن ترى شيئاً مقيتاً لا يُطَاقْ |
هذا الفتى الضَّجِرُ الحزينْ |
عبثاً يحاول أن يرَى في الآخرينْ |
شيئاً سوى اللُغْزِ القديمْ |
والقصّةِ ا لكبرى التي سئمَ الوجودْ |
أبطالهَا وفصولهَا ومضَى يراقبُ في برودْ |
تَكْرارَها البالي السقيمْ |
هذا الفتى..... |
وتمرُّ أقدامُ الَخفيرْ |
وُيطل وجهٌ عابسٌ خلفَ الزُجاجْ، |
وجهُ الخفير! |
ويهزُّ في يدِهِ السِراجْ |
فيرى الوجوهَ المتعَبة |
والنائمينَ وهُمْ جلوسٌ في القطارْ |
والأعينَ المترقبة |
في كلّ جَفْنً صرخةٌ باسمِ النهارْ، |
وتضيعُ أقدامُ الخفير الساهدِ |
خلفَ الظلامِ الراكدِ |
مرَّ القطار وضاع في قلبِ القفارْ |
وبقيت وحدي أسألُ الليلَ الشَّرُود |
عن شاعري ومتى يعودْ؟ |
ومتى يجيء به القطارْ؟ |
أتراهُ مرَّ به الخفير |
ورآه لم يعبأ به .. كالآخرينْ |
ومضى يسيرْ |
هو والسِّراجُ ويفحصانِ الراكبين |
وأنا هنا ما زلتُ أرقُبُ في انتظارْ |
وأوَدُّ لو جاءَ القطارْ .... |