لِمَن مَنزِلٌ بِالمُستَراحِ كَأَنَّما | |
|
| تَجَلَّلَ بَعدَ الحَولِ وَالحولِ مُذهَبا |
|
بِهِ ذَرَفَت عَيناكَ لَمّا عَرَفتَهُ | |
|
| وَكَيفَ طِبابى عَيِّنٍ قَد تَسَرَّبا |
|
فَلَم أَرَ مِنها غَيرَ سُفعٍ مُواثِلٍ | |
|
| وَغَيرَ رَمادٍ كَالحَمامَةِ أَكهبَا |
|
تَهادى بِهِ هوجُ الرِياحِ تَهادِيا | |
|
| وَيَهدينَ جَولانَ التُرابِ المُهَذَّبا |
|
نَسَفنَ تُرابَ الأَرضِ مِن كُلِ جانِبٍ | |
|
| وَمُنخَرِقٍ كانَت بِهِ الريحُ نَيسَبا |
|
وَكُلِ سِماكيٍّ يَجولُ رَبابُهُ | |
|
| مرته الصَبا في الدَجنِ حَتّى تَحَلّبا |
|
إِذا ما عَلا غُوريُّهُ أَرزَمَت بِهِ | |
|
| تَوالٍ مَتالٍ مُخَّض فَتَحَدَّبا |
|
أَغَرُّ الذُرى جَوزُ الغِفارَة وابِلٌ | |
|
| تَرى الماءَ مِن عُثنونِهِ قَد تَصَبّبا |
|
مَضى فاِنقَضى عَيشٌ بِذي الرِمثِ صالِحٌ | |
|
| وَعَيشٌ بِحُزوى قَبلَهُ كانَ أَعجَبا |
|
لَياليَ يَدعوني الصِبا فَأُجيبُهُ | |
|
| إِلى البَيضِ تُكسى الحَضرَميَّ المُصَلَّبا |
|
نَواعِمَ يُسبينَ الغَويَّ وَما سَبى | |
|
| لَهُنَّ قُلوبا إِذ دَنا وَتَخَلَّبا |
|
وَصَوَرَهُنَّ اللَهُ أَحسَنَ صورَةٍ | |
|
| وَلاقينَ عَيشاَ بِالنَعيم تَرَبَّبا |
|
عِراضَ القَطا غُرَّ الثَنايا كَأَنَّها | |
|
| مَها الرَملِ في غُرٍّ مِنَ الظِلِّ أَهدَبا |
|
قَصارَ الخُطى تَمشي الهُوَينا إِذا مَشَت | |
|
| دَبيبَ القَطا بِالرَملِ يُحسَبنَ لُغَّبا |
|
إِذا ما خَشينَ البَينَ وَالبينُ رائِعٌ | |
|
| تَواعَدنَ بَينَ الحَيِ والحيِ مَلعَبا |
|
خَرَجنَ عِشاءً وَالتَقينَ كَما التَقى | |
|
| مَها رَبرَبٍ لاقى بِفَيحانَ رَبرَبا |
|
قَصَرنَ حَديثاً بَينَهُنَّ مُقَبَّراً | |
|
| وَكُلٌّ لِكُلٍ قالَ أَهلاً وَمَرحَبا |
|
رَقيقٌ كَمَسِّ الخَزِّ في غَيرِ ريبَةٍ | |
|
| وَلا تابِعٍ زورَ الحَديثِ المُكَذَّبا |
|
خِدالُ الشَوى لَم تَدرِ ما بؤُسَ عيشَةٍ | |
|
| وَلَم تَرَ بَيتاً مِن كُلَيبٍ مُطَنَّبا |
|
تَغَنّى جَريرٌ بِالرِبابِ سَفاهَةً | |
|
| وَقَد ذاقَ أَيامَ الرِبابِ فَجَرَّبا |
|
وَلَمّا لَقيتَ التيمَ يَومَ بُزاخَةٍ | |
|
| وَرَهطَ أَبي شَهمٍ وَقَومَ ابنِ أَصهَبا |
|
نَزَوتَ عَلَيها بَعدَما شُدَّ حَبلُها | |
|
| وَلَم يُلصَقِ القَومُ العِقالَ المؤرَبا |
|
رَأَيتُكَ بِالأَجزاعِ فَوقَ بُزاخَةٍ | |
|
| هَرَبتَ وَخِفتَ الزاعبيَ المُذَرَّبا |
|
فَلَم تَنجُ مِنها إِذ هَرَبتَ وَلَم يَجِد | |
|
| أَبٌ لَكَ عَن دارِ المَذَلَّةِ مَهرَبا |
|
فَإِنَّ الَّتي تُحَدى وَيُسبى رِجالُها | |
|
| نِساءُ بَني يَربوعَ شَلاَّ عَصبصَبا |
|
دَعَت يالَ يَربوعٍ فَلَم يَلحَقوا بِها | |
|
| وَلَم يَكُ يَربوعٌ أَبوهُنَّ أَنجَبا |
|
جَبُنتَ وَلَم تَضرِب بِسَيفِكَ مُغضِبا | |
|
| لُؤمتَ إِذا لَم تُنهِلِ السَيفَ مُغضَبا |
|
وَكَيفَ طِلابُ المَردفاتِ عَشيَّةً | |
|
| وَقَد جاوَزَ الشَيخُ الغَميمَ وَيَثرِبا |
|
تَخَطّى بِسَعدٍ وَالسعودُ لِغَيرِهِ | |
|
| وَلَم يُغنِهِم مِن دونِهِ من تأَشَّبا |
|
ثَلاثَةُ أَبواعٍ أَبوكُم يَعُدُّهُ | |
|
| تَميمٌ وَيَعتَدونَ بكرا وَتَغلِبا |
|
وَسَعدٌ بِغَيرِ ابن المَراغَةِ نَصرُها | |
|
| إِذا هَتَفَ الداعي بِسَعدِ وَثَوَّبا |
|
وَنَحنُ لِسَعدٍ مِغلبٌ غَيرَ خاذِلٍ | |
|
| وَسَعدٌ لَنا أَمسَت عَلى الناسِ مِغلَبا |
|
لَهُم هامَةٌ غَلباءُ ما تَستَطيعُها | |
|
| نَمَت في قُراسيٍّ مِنَ العِزِّ أَغلَبا |
|
هُمُ القَوم مَهما يُدرِكوا مِنكَ يَطلِبوا | |
|
| وَإِن طَلَبوكُم لَم تَجِد لَكَ مَطلَبا |
|
وَإِن جَدَعوا أُذني جَريرٍ وَأَنَفَهُ | |
|
| أَقَرَّ وَلا عُتبى لِمَن لَيسَ مُعتِبا |
|
هُم مَنَعوا مِنكَ المياهَ فَلَم تَجِد | |
|
| لِجِسمِكِ إِلّا بِالمَصيقَةِ مَشرَبا |
|
لَنا مَرقَبٌ عِندَ السَماءِ عَلَيكُمُ | |
|
| فَلَستُ بِلاقٍ فَوقَ ذَلِكَ مَرقَبا |
|
وَبَدرُ السَماواتِ العُلى وَنُجومُها | |
|
| عَلونَ فَلَن تَسطيعَ مِنهُنَّ كَوكَبا |
|
هُناكَ ابنَ يَربوعٍ عَلَونا عَليكُمُ | |
|
| وَأَصبَحتَ فَقعا بِالبَلاط مُتَرَّبا |
|
نُريحُ تِلادَ المَجدِ وَسطَ بيوتِنا | |
|
| إِذا ما ابنُ يَربوعٍ عَنِ المَجدِ أَعزَبا |
|
وَنَقري السِنامَ الضَيفَ إِن جاءَ طارِقا | |
|
| يُمارِسُ عرنينا مِنَ القُرِّ أَشهَبا |
|
وَيَقري ابنُ يَربوعٍ إِذا الضَيفُ آبَهُ | |
|
| عَلى ناقَةٍ أَيرَ الحِمارِ المؤَدَّبا |
|
لَنا مَجدُ أَيامِ الكُلابِ عَليكُم | |
|
| بَني الكَلب لا نَخشى بِهِ أَن نُكَذَّبا |
|
غَزانا بِهِ الجَيشُ اليَماني فَكافَحت | |
|
| جُنودُهُم زَحفاً غَليظاً وَمِقنَبا |
|
فَما غادَرَت إِلّا سَليبا مُشَرَّدا | |
|
| بِثهلانَ مِنهُم أَو صَريعا مُلحَّبا |
|
صَريعَ القَنا أَو مَقصَدا نالَ ضَربَةً | |
|
| ذَرَت رَأَسَهُ عَن مَنكِبِ فَتنَكَّبا |
|
لِقائِلِنا أَيامُ صِدقٍ يَعُدُّها | |
|
| بِها فاز أَيامَ الخِطارِ فَأَوجَبا |
|
فَأيَ فَعالٍ يا جَريرُ تَعُدُّهُ | |
|
| إِذا الرَكبُ أمُّوا يَومَ نُعمانَ أَركَبا |
|
أَتَدعو مُعيدا لِلرهان وَمُحقِبا | |
|
| فَقَد نِلتَ إِذ تَدعو مُعيدا وَمُحقِبا |
|
دَعَوتُ أَبا عَبدا وَأمّا لَئيمَةً | |
|
| فَلا أُمَّ تَدعو في الكِرامِ وَلا أَبا |
|
كَما كُنتَ تَدعو قَعنَبا حينَ قصرت | |
|
| كُلَيب فَما أَغنى دُعاءُكَ قَعنَبا |
|
فَخرت بِأَيامٍ لِغَيرِكَ فَخَرُها | |
|
| ضَلِلتَ وَلَم تَذهَب هُنالِكَ مَذهَبا |
|
فَخاطِر بيَربوعٍ فَلَستَ بِواجِدٍ | |
|
| لَهُم حامِداً إِلّا لَئيما مُكَذَّبا |
|
فَإِن قُلتَ يَربوعٌ نَصابي وَأُسرَتي | |
|
| لَؤمتَ وَأَلأَمتَ النِصابَ المُركَّبا |
|
وَلَم تَكُ يَربوعٌ من العزِّ حومة | |
|
| فَنَخشى وَلا الفَرعَ الصَريحَ المُهَذَبا |
|
وَلا مِثلَ يَربوعٍ عَلى الجَهدِ بَعدَما | |
|
| غُلبتَ وَأَصبَحتَ الحِمارَ المُعَذَّبا |
|
أَتَرجونَ عُقبى ابنِ المراغَةِ بَعدَما | |
|
| مَدَدتُ لَهُ الأَشطانَ حَتّى تَذَبذَبا |
|
وَفَرَّ وَخَلّى لي المَدينَةَ خاسِئاً | |
|
| ذَليلاً وَعَضَّتُهُ الكِلابُ مُتَعَّبا |
|
وَقِستُم حِماراً مِن كُلَيبٍ بِسابِقٍ | |
|
| جَوادٍ جَرى يَومَ الرِهانَ فَعَقَّبا |
|
تُقَرِّعُ يَربوعاً كَما ذُدتَ عَنهُم | |
|
| وَذادَكَ عَن أَحسابِ تَيمٍ فَأَرهَبا |
|
فَأَقصَرتُ لَمّا أَن قَصَدتَ وَلَم تَكُن | |
|
| شَغَبتَ فَقَد لاقَيتَ في الجَورِ مَشغَبا |
|
فَأَلقِ العَصا وَامسَح سِبالَكَ إِنَّما | |
|
| شَرِبتَ ابنَ يَربوعٍ مَنيَّاً مقشَّبا |
|
غُلِبتَ ابنَ شَرَّابِ المَني وَلَم تَجِد | |
|
| لَكُم والِدا إِلّا لَئيما مُغَلَّبا |
|
بِحَقِّ امريءٍ كانَت غُدانَةُ عَزَّهُ | |
|
| وَسَجحَةُ وَالأَحمالُ أَن يَتَصَوَّبا |
|
وَجَدنا صُبَيرا أَهلَ لؤمٍ وَدِقَّةٍ | |
|
| وَعودَ بَني العَجماءِ في اللؤمِ مَنصَبا |
|
أَلَستَ أبنَ يَربوعيَّةٍ يَسقُط ابنُها | |
|
| مِنَ اللُؤمِ في أَيدي القَوابِلِ أَشيَبا |
|
وَكانَ لَئيما نُطفَةً ثُمَّ مُضغَةً | |
|
| إِلى أَن تَناهى خَلقُهُ فَتَشَعَّبا |
|
لَشَرُ الفُحولِ المُرسَلاتِ رَضيعُها | |
|
| لِأَبيهِ اللُؤمُ أَن يَتَجَنَّبا |
|
يَشينُ حِجالَ البَيتِ ريحُ ثيابِها | |
|
| وَخَبَّثَ خَدّاها الملابَ المُطَيَّبا |
|
إِذا ما رَآها المجتَلي مِن ثيابِها | |
|
| رَأى ظَرِبانا جِلدُهُ قَد تَقَوَّبا |
|
وَإِن سَفَرت أَبدَت عَلى الناسِ سَوءَةً | |
|
| بِها وَتواري سَوءَةً أَن تَنَقَّبا |
|
خَبيثَةُ ريحِ المشفَرين كَأَنَّما | |
|
| فَسا ظَربانٌ فيهِما أَو تَثَوَّبا |
|
فَرابَ ابنَ يَربوعٍ مُشافِرُ عِرسِهِ | |
|
| وَما بَينَ رِجلَيها لَهُ كانَ أَريبا |
|
فَجُنَّ جُنوناً لا تَلُمهُ فَإِنَّهُ | |
|
| رَأى سَوءَةً مِن واسِعِ الشِدقِ أَهلَبا |
|
رَأى فَرجَ يَربوعيَّةٍ غَيرَ طاهِرٍ | |
|
| إِذا ما دَنا مِنهُ الذُبابُ تَقرطَبا |
|
لَها عُنبُلٌ يُنبي الثيابَ كَأَنَّهُ | |
|
| قَفا الديكِ أَوفى عرفُه ثُمَّ طَرَّبا |
|
فَهَذا ليَربوعٍ سِبابُ نِسائِهِم | |
|
| حَباهُم بِهَذا شاعِرٌ حينَ شَبَّبا |
|
تَغَنَّيتُ بِالفرعَينِ مِن آلِ وائِلٍ | |
|
| فَعَرَّقتُ إِذ خاطَرتُ بَكراً وَتغلِبا |
|
وَما كُنتَ إِذ خاطَرتَهُم غَيرَ فُرعُلٍ | |
|
| أَزِلَّ عَلاهُ المَوجُ حَتّى تَغَيَّبا |
|
وَلاقَيتَ مِن فُرسانِ بَكرِ بِن وائِلٍ | |
|
| فَوارِسَ خَيراً مِن أَبيك وَأَطيَبا |
|