لِمِصرَ أَشدُو لُحُونَ الشَّوقِ أشعَارا | |
|
| وأَذرِفُ الدَّمعَ كالعُشاقِ أَسحَارا |
|
لِي في هَواهَا حِكايَاتٌ أَهِيمُ بِها | |
|
| وإِنَّ لِلقلبِ إذْ يَهْوَى لَأَعذَارا |
|
فلا تَلُومُوا فُؤادِي في تَجاوزِهِ | |
|
| حَدَّ الجُنونِ بها جَهرًا وإِسْرَارا |
|
أُمُّ البلادِ، ومَهوَى الرُّوحِ، قِبلَتُها | |
|
| مَتَى حَلَلْتُ بِها أَنعِمْ بها دَارا |
|
مَنْ ذا يُطِيقُ بِعادًا عنْ ثَرَى وَطَنٍ | |
|
| كَمِصرَ، أوْ يَبتَغِي في الأرضِ أَسفَارا؟! |
|
إِنِّي أَحِنُّ إليهَا والحَنينُ غَدَا | |
|
| بينَ الحَنايا -وإنْ آلَفْتُهُ- نَارا |
|
رُحمَاكَ رَبِّي بِمَنْ في مِصرَ مُهْجَتُهُ | |
|
| ظَلَّتْ تُرَاوِدُ إِقبَالًا وإِدبَارا |
|
ولِي هُنالِكَ شَريانٌ يَثورُ بهِ | |
|
| نَبضِي فيَجري دَمِي بالْحُبِّ مَوَّارا |
|
وتُنهِكُ الخَاطِرَ المكلُومَ مِنْ وَجَعٍ | |
|
| ذِكرَى تُهَيِّجُ فِي الأحشَاءِ إِعصَارا |
|
وإِنْ شُغِلتُ عنِ الذِّكرَى تُحاصرُني | |
|
| مَهما طَوَيْتُ علَى الأيامِ أَقطَارا |
|
مَا زلتُ أَذكُرُنِي طِفلًا بِحِجْرِ أَبي | |
|
| يَقُصُّ مِنْ سِيَرِ الماضِينَ آثَارا |
|
وأَذْكُرُ النِّيلَ يَجرِي فِي جَداوِلِهِ | |
|
| وضَفَّتَيْنِ وأَشجَارًا وأَطيَارا |
|
ومَا صَنَعتُ منَ الألعَابِ فِي فَرَحٍ | |
|
| مِن طِينَةِ الحَقلِ أَحلامًا وتَذكَارا |
|
ومَا تَلَوْتُ مِنَ الآياتِ مُنْتَشِيًا | |
|
| بمِصرَ فَخرًا وإِجلالًا وإِكبَارا |
|
أَلَمْ يُبَاهِ بها فِرعَوْنُ في صَلَفٍ؟.. | |
|
| .. "أَلَيْسَ لِي" مُلْكُهَا طَوْعًا وإِجبَارا؟ |
|
وعَزَّ يُوسُفُ فِيهَا بعدَ كُربتِهِ | |
|
| واسْتَوْزَرَ الْمُلْكَ دُونَ القومِ مُختَارا |
|
قالَ: "ادخلُوا مِصرَ" كُونوا "آمِنينَ" بها | |
|
| واسْتَفتِحُوا أَهلَها بالبرِّ أَخيَارا |
|
وقالَ مُوسَى: "اهِبِطُوا مِصرًا فإِنَّ لَكُمْ" | |
|
| مَا تَسأَلُونَ بهَذِي الأرضِ أَثمَارا |
|
فَرَّتْ إليْهَا بعِيسَى مَرْيَمٌ هَرَبًا | |
|
| لَمَّا استَجارَتْ تَبَارَى النَّاسُ أَنصَارا |
|
وقامَ أَحمدُ يُوصِي الفاتِحِينَ بهَا | |
|
| فكانَ بالفَتحِ إِيذانًا وإِشعَارا |
|
وقالَ: إِنَّ لَنَا في أَهلِهَا "رَحِمًا" | |
|
| وإِنَّ لِيْ ذِمَمًا فِيها وأَصهَارا |
|
هَذِي بلادِي إِذا مَا دُمْتُ أَمْدَحُها | |
|
| يَفنَى الكلامُ ومَا جَلَّيْتُ أَسرَارا |
|