أَمِن دمنَةٍ بِالماتِحيِّ عَرَفتَها | |
|
| طَويلاً بِجَنبِ الماتِحيِّ سُكونُها |
|
عَصى الدَمعُ مِنكَ الصَبرَ فاِحتَثَّ عَبرَةً | |
|
| مِنَ العَينِ إِذ فاضَت عَلَيكَ جُفونُها |
|
مَحاها البِلى لِلحَولِ حَتّى تَنَكَّرَت | |
|
| كَأَنَّ عَلَيها رِقَّ نِقسٍ يَزِينُها |
|
كِتابَ يَدٍ مِن حاذِقٍ مُتَنَطِّس | |
|
| بِمسطَورَةٍ مِنهُنَّ دالٌ وَسينُها |
|
فَما انصَفَتكَ النَفسُ إِن هي عُلِّقَت | |
|
| بِكُلِّ نَوىً باتَت سِواكَ شُطونُها |
|
لَها شَجَنٌ ما قَد أَتى اليَأسُ دونَهُ | |
|
| مِنَ الحاجِ وَالأَهواءُ جَمٌّ شجونُها |
|
أَتى البُخلُ دونَ الجُودِ مِن أُمِّ واصِلٍ | |
|
| وَما أَحصَنَ الأَسرارَ الا أَمينُها |
|
وَما خُنتُها إِنَّ الخِيانَةَ كاسمِها | |
|
| وَما نَصَحَت نَفسٌ لِنَفسٍ تَخونُها |
|
مدَدتَ حِبالا مِنكَ حَتّى تَقَطَّعَت | |
|
| إِليَّ وَما خانَ الحِبالَ متينُها |
|
أَلا تِلكَ يَربوعٌ تَنوحُ كُهولُها | |
|
| عَلى ابنِ وَثيلٍ حينَ أَعيا هَجينُها |
|
وَما زِلتَ مُغتَراً تَظُنُّكَ مُنسَأً | |
|
| مُعاقَبَتي حَتّى أَتاكَ يَقينُها |
|
يَسيرُ بِها الرَكبُ العِجالُ إِذا سَروا | |
|
| عَلى كُلِ مِدلاجٍ يَجولُ وَضينُها |
|
بِتَيهٍ تَحوطُ الشَمسُ عَنها مَخوفَةٍ | |
|
| رَواعيَ الحِمى مِن سُرَّةِ القَفرِ عينُها |
|
أَهَنتُ جَريرَ ابنَ الأَتانِ وَقَومَهُ | |
|
| وَأَحسابُها يَومَ الحِفاظِ تُهينُها |
|
لَعَمرُكَ ما تَدري كُلَيبٌ مِنَ العَمى | |
|
| عَلى أَيِّ أَديانِ البَريَّةِ دينُها |
|
سَيَبلُغُ يَربوعا عَلى نأي دارِها | |
|
| عَوارِمُ مِنّي سَبَبتَّها شُجُونُها |
|
تُشينُكَ يَربوعٌ إِذا ما ذَكَرتَها | |
|
| وَأَنتَ إِذا ما ذُدتَ عَنها تُشينُها |
|
فألأمُ أَحياءِ البَريَّةِ حَيُّها | |
|
| وَأَخبَثُ مَن تَحتَ التُرابِ دَفينُها |
|
وَكُلُ امرئٍ مِن طِينَ آدَمَ طينُهُ | |
|
| وَيَربوعُكُم من أَخبَثِ الطينِ طينُها |
|
وَورقاءَ يَربوعيَةٍ شَرُّ والِدٍ | |
|
| غَذاها لَئيمٌ فَحَلُها وَجَنينُها |
|
خَبيثَةُ ما تَحتَ الثِيابِ كَأنَّها | |
|
| جِفارٌ مِنَ الجِفرَينِ طالَ أُجونُها |
|
إِذا ذَكَرَت أَعتادَها حَنظَليةٌ | |
|
| تَرَمرَمَ قُنباها فَجُنَّ جُنونُها |
|
وَمَيثاءَ يَربوعيَّةٍ تَنطُفُ استُها | |
|
| إِذا طَحَنَت حَتّى يَسيلَ طَحينُها |
|
تَنالُ الرَحى مِن اسكتيها وَبظرِها | |
|
| قِطابٌ إِذا الهاديَ نَحتَهُ يَمينُها |
|
وَوُلِّهَ مِن سَبي الهُذَيلِ نِساؤُكُم | |
|
| فَلَم يُدرِكوها حينَ طالَ حَنينُها |
|
وَآخِرُ عَهدٍ منهُمُ بِنسائِهِم | |
|
| وَقَد عُقِدَت بِالمؤخَراتِ قُرونُها |
|
مُردَّفَةٌ تَدعوكُمُ وَشِمالُها | |
|
| بِخِلفٍ وَفي إِثرِ الهُذَيلِ يَمينُها |
|
فَلَو غِرتُمُ يَومَ الحَرائِرِ لَم تَرُح | |
|
| مَع القَومِ أَبكارُ النِساءِ وَعونُها |
|
تَرى بَينَ عَينَيها كِتابا مُبَيَّنا | |
|
| مِنَ اللُؤمِ أَخزاها أَبوها وَدينُها |
|
وَأَخزى بَني اليَربوعِ أَنَّ نِساءَهُم | |
|
| مُقَرّاتُ أَوشالٍ لِئامٌ مَعينُها |
|
إِذا أَمرَعَت أَخزَت رياحاً فُروجُها | |
|
| وَإِن أَجدَبَت أَخزَت رياحا بُطونُها |
|
تَصونُ حِمى أَحسابِ تَيمٍ حَياؤُها | |
|
| وَأَحسابُ يَربوعٍ سُدىً ما تَصونُها |
|
وَإِن نُسِبَت تَيمٌ أَضاءَ طِعانُها | |
|
| وُجوهَ القَوافيِ فاِستَمَرَت مُتونُها |
|
فَنَحنُ بَنو الفُرسانِ يَومَ تَناوَلَت | |
|
| رياحا وَفَرَّت عاصِمٌ وَعَرينُها |
|
وَأَبناءُ فُرسانِ الكُلابِ وَأَنتُمُ | |
|
| بَنوا مُردَفاتٍ ما تَجِفُّ عُيونُها |
|
فَأَبلِغ رياحاً هَذِهِ يا بنَ مُرسَلٍ | |
|
| مُرَنَّحَةً إِنّي لَها سَأُهينُها |
|
أَظَنَّت رياحٌ أَنَّني لَن أَسُبَّها | |
|
| لَقَد كَذَبتَها حينَ ظَنَّت ظُنونُها |
|