|
|
![]() |
عناوين ونصوص القصائد أسماء الشعراء |
![]()
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
ادخل الكود التالي:
![]()
انتظر إرسال البلاغ...
![]() |
تأتينَ فتبدأُ السماءُ، |
وتضحك |
أخيرًا شربَ القلبُ |
وجلسَ النهرُ إلى جوارِهم، |
أخيرًا عثروا على الشوقِ |
في عيونِهم |
فهجَرَوا أياديهم المسلَّحةَ |
إلى خطاهم الضائعةِ |
وهجروا وجوهَهُم المرصوصةَ |
إلى أنفاسهِم المندفعةِ |
أخيرًا وقفوا على جبلِ حضوركِ |
ورفعوا قُبَّعةَ أرواحِهم |
تحيةً لقدومكِ |
أخيرًا ارتَفعوا |
*** |
تأخذينَ عن المائدةِ |
ضَحِكاتِ السهرةِ |
وتَسرَحينَ بالهواءِ |
حتى يكادُ يدبُّ… |
مائلٌ شعرُكُ |
أليمٌ |
والعيونُ التي تُعذّبينَها |
تَعذبُ |
*** |
أُخرياتٌ مثلُكِ |
أجملُ منكِ |
أحلى |
يَحُمنَ… |
إلا أنَّكِ من تَطيرينَ بالقلوبِ |
آخرونَ ذكورٌ جدًا يبكونَ |
لأنَّكِ تَتَرقرقينَ في صدورِهم |
فلا يقومونَ عن قربكِ |
ولا يتجاوزونَ أنفسَهم |
إلا إليكِ |
تردِّينَ إليهم النَّظرَ |
فَتتَّسُعُ الظلالُ في أرواحِهم |
فَيَختَلِجون |
تَتَدحَرجُ أنفاسُهم على الطاولاتِ |
وأياديهم حولَ الكؤوس تَعومُ |
يُغنون كوثر أشواقهم |
وَيَؤُوبونَ كلَّ مرّةٍ إلى ملاكِ حضورِك |
كي يتوبوا عن الوحشِ |
آخرونَ لا يتوبونَ |
تُطلِقينَهم في عرائِهم فَيلتهِبونَ |
احتراقٌ شيقٌ |
يقولونَ، |
حيثما تلمسُهم أصابعُكِ |
*** |
أَبدَيتِ لهم الجمالَ فضاعوا |
وأبديتِ لهم المعروفَ |
من أسرارِكِ |
فرَجعوا إلى طفولتهم |
كي يَكتَشفوكِ… |
رجعوا إلى الملعبِ القديمِ |
حيثُ استيقظت في أجسادهم |
الأمواج الحارقة |
رجعوا إلى نافذةِ الطينِ |
حيثُ طارَ القلبُ كالدِّيكِ |
من جدار إلى جدار |
*** |
وَجدُهم بكِ |
لم يُجدِهم |
وَجَدتكِ الحياةُ… |
تقولينَ لهم: |
تأكَّدوا |
فَيتَدفَّقُونَ |
تقولينَ لهم: |
رُويدًا رُويدًا |
فَيقطَعونَ الوريدَ |
إليك |
ابتِسامتُكِ على عيونِهم |
كالفراشةِ |
لذلكَ خم يَهتزُّونَ |
يداكِ على أعضائِهم |
تُحيي الميت |
*** |
تَسهرينَ فلا يموتُ الليلُ |
والذي كانوا عندَكِ |
أصبحوا على بدرٍ |
أصبحوا بينَ يديكِ |
على يديكِ |
أصبحوا بلا نهايةٍ |
بلا حَد |
… وأحبّوكِ لأنَّك تَتَبدَّلينَ بِهم |
وَتَمرحَينَ بِعُشاقِكِ |
كما الريحُ بأوجاعِ الشجرِ |
وتميلينَ |
فتميلِ أرواحُهم |
وَتنثَنينَ |
فيحدُثُ الفَنُّ |
أحيانًا لا تميلينَ |
فَيتوقفونَ عندكِ |
بينما شجرةُ الأنسابِ |
تهتزُّ في رؤوسِهم |
*** |
أَرادوكِ كلَّ المّراتِ |
فَأَردتِهم بعضَ المرَّاتِ |
أرادوكِ كلَّ الأشخاصِ |
فَأردتِ بعضَ الأشخاصِ |
أرادُوك فكانتِ الطبقاتُ |
والشعوبُ والقبائلُ |
كلهم يُهاجرونَ |
حينَ يُهاجرونَ |
إلى مدينتك |
وكلُّهم حينَ يَحُجُّونَ |
يَطوفونَ حولَ كَعبتِكِ |
*** |
ضَحكاتُكِ على الطاولةِ |
تنسخ الطعام وَالشرابَ |
على الطاولةَ عيناك تَرعيَانِ |
من خشائش الضَّوءِ |
*** |
بَعضُهم جاءكِ وأحبَّكِ |
لأنك خَفيفةٌ |
وبَعضُهم أحبَّكِ ولم يَصِلكِ |
لأنَّكِ لا تعرفينَ |
جمالُكِ لا يعرفُ أحدًا |
جمالُكِ أنتِ |
*** |
ربَّتكِ العائلةُ بالحنّاءِ والفاكهةِ |
وتقامُ أعراسٌ في الوجودِ |
ويجري المالُ جَريَ الوعودِ |
لأنَّكِ ما يُنالُ… |
وما لا يُنالُ |
*** |
وحدكِ مَن مزَّقَ القلبَ إربًا… |
ووحدكِ |
مَن جَعَلَ الوقتَ وقتًا |
*** |
يقولونَ لكِ: |
اخضَعي، |
فَتَخضَعينَ… |
ويقولونَ لكِ: |
كفِّي عن الخضوعِ، |
فَتخضَعينَ، |
ولا تَكُفِّين |
*** |
بَعدَكِ لم يأتِ أحدٌ |
كي يقولَ: |
نعم |
كما تقولينَ |
بَعدَكِ لن يأتي أحدٌ |
كي يقولَ: |
لا |
كما تقولينَ |
بَعدُكِ لا تُقالُ: |
نعم، |
أبدًا |
*** |
بعدكِ أنت تعودينَ |
إلى الرَّحمِ |
وَتَتأكَّدينَ من ولادتكِ لهم |
بعدكِ أنتِ تعودينَ |
إلى سمائِهم |
كي تُعيدي ترتيبَ |
أولوياتِ الغيومِ |
وإعادةِ الشمسِ |
حولَ القمرِ… |
وانتشار القمرِ على الأرضِ، |
وتوزيعِ الثمارِ المحرمّةِ |
على الفقراءِ |
بعدكِ أنتِ تَنفُضين |
عن حياتِهم |
تُرابَ الموتِ وغُبَار الوقتِ |
بعدكِ تَغسلينَ |
عيونَهم من الرَّمدِ |
وقلوبَهم من الرَّمادِ |
وتُشعلينَ المحبةَ في مَواقِدهِم |
وتطبُخينَ اللذيذَ |