|
|
![]() |
عناوين ونصوص القصائد أسماء الشعراء |
![]()
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
ادخل الكود التالي:
![]()
انتظر إرسال البلاغ...
![]() |
مرة أخرى إلى الباحثين عن وطن في الوطن.. |
ذَا سِرُّكَ المَخبُوءُ تَفضَحهُ عُيونُكَ فَاعتَرفْ |
أَنَّ الدُّروبَ الآنَ مُوحِشةٌ |
وأنّ الأَصدِقاءَ تَفرَّقُوا.. |
تَركُوكَ وَحدكَ هَا هُنَا وَسطَ الطّرِيقِ مُكابِرًا |
تَعِبًا تُراوِدُكَ الأَمَانِي |
كَي تَكُفَّ عنِ التَّرحُّلِ في مَدَاراتِ |
القَوافِي بَاحثًا عنْ مَوطنٍ و حَبيبةٍ.. |
عنْ عَالَمٍ تَحيَا بهِ كَجَميعِ خَلقِ الله |
فِي الوَطنِ الكَبِيرْ |
لا.. لَستَ تَحلُمُ بِالكَثيرْ |
بِوَظِيفةٍ.. |
تُعفِيكَ منْ تِلكَ المَرارَةِ و الأَسَى |
المَبثُوثِ في أَحدَاقِ أُمِّكَ خِنجرًا يَغتَالُ |
قَلبكَ كُلَّمَا نَظرَتْ إِليكَ مُحطَّمًا.. |
يا وَيحهَا.. |
وكَأنَّهَا لمْ يَكفِهَا كلُّ الذِي قَاستْهُ قَبلكَ |
كي تَزيدَ مُصيبَةً أُخرَى على القَلبِ الكَسيرْ |
يا لَيتَهَا ثَكِلتْكَ قَبلَ اليَومِ و ارتَاحتْ هُنَا.. |
كَانتْ سَتحزنُ مِثلَ كلِّ الأُمّهاتِ |
تَزورُ قَبركَ في المَواسمِ |
أو إِذا ذَكَرَتكَ واشتَدَّ الحَنينُ |
تَعودُ تَبكِي فَوقَ قَبركَ بُرهةً أُخرَى.. |
وتَرضَى بِالدُّعاءِ بِرحمةِ الله القَديرْ.. |
تُعفِيكَ منْ تَعذيبِ نَفسكَ كلَّ صُبحٍ بَينَ |
أَعمدةِ الوَظائفِ في الصَّحائفِ.. |
منْ سُؤالِ الصَّحبِ.. |
منْ طَعمِ الشَّماتةِ في عُيونِ الحَاقِدينَ.. |
ومنْ سُهادٍ قدْ تَوطَّنَ مُقلتَيكَ.. |
منَ الرِّفاقِ تَجنَّبوكَ.. |
منَ التَّلعثُمِ و التّحجُّجِ بِانشِغالكَ كُلَّمَا.. |
لا.. لَستَ تَحلمُ بِالكَثيرْ |
لا لَستَ تَحلمُ بِالكَثيرِ |
بِمنزِلٍ.. |
َتأوِي إِليهِ معَ المَساءِ إذا تَعبتَ |
منَ التَّسكُّعِ بَينَ أَرصِفةِ الشَّوارعِ |
حِينَ تَبصقُكَ المَقاهِي مُتخمًا بِالقَهرِ.. |
بِالأَحزانِ.. بِالتّبغِ الرَّديءِ.. |
بِحقدِكَ المَشبُوبِ نَارًا كَالسَّعيرْ |
سَقفٌ لِتَصرخَ فِيهِ مَدَّ أَساكَ حُرًا.. |
لَيسَ قَصرًا أو سَرايَا حَولَهَا |
الأَشجَارُ و الأَنهَارُ تَجرِي و الغَدِيرْ.. |
سَقفٌ فَقطْ يَكفِي لِتَخلَعَ فِيهِ حُزنَكَ |
دُونَ أنْ تَخشَى تَلصُّصَ أَعينِ المَارِّينَ.. |
نَافِذةً لِتسهرَ خَلفهَا في الأُمسِياتِ البَارِداتِ |
تَخطُّ فَوقَ زُجاجِهَا بَعضَ الذِي تُخفِيهِ |
منْ وَجدٍ.. |
وتَغفُو فَوقَ مَقعَدكَ الأَثيرْ |
لا.. لَستَ تَحلمُ بِالكَثيرْ |
لا لَستَ تَحلمُ بِالكَثير |
بِزَوجةٍ.. |
تُلقِي عَليهَا نِصفَ حِملِكَ |
نِصفَ حُلمِكَ.. |
لَيسَ شَرطًا أنْ تَكونَ جَميلةً جِدًا |
وسَاحِرةً كَنَجماتِ الغِنَاء.. |
بلْ لَيسَ شَرطًا أنْ تَكونَ جَميلةً حتَّى!! |
فَقطْ أُنثَى و طَيِّبةً.. تُقاسمُكَ الحَياةَ |
وتَرتضِي بِالحُلوِ فِيهَا و المَرِيرْ |
تَشكُو إِليهَا بَعضَ هَمِّكَ حِينَ تَرجعُ مُتعبًا.. |
لا بَأسَ لو صَرَختْ قَلِيلا مِثلَ أُمّكَ |
حِينَ تُغضِبُهَا بِصَمتِكَ إذْ تُثرثِرُ |
حَولَ فُستَانٍ جَديدٍ شَاهَدَتهُ.. |
أو تَقُصُّ عَليكَ ما سَمِعَتهُ منْ جَاراتِهَا |
أو سِرَّ ما كَشفَتهُ أَحدَاثُ المَسلسَلِ |
قَبلَ حَلقتِهِ الأَخيرَةِ.. |
تَشتَكِي مِثلَ النِّساءِ جَمِيعِهنَّ منَ افتِقارِكَ.. |
ثُمَّ تَرضَى بِاليَسيرْ |
لا.. لَستَ تَحلُمُ بِالكَثيرْ |
بِصَغيرَةٍ.. |
مِثلَ المَلاكِ تَضُمُّهَا عَجِلا إِليكَ |
إذَا رَجعتَ مع المَساءِ مُحمَّلا |
بِالشَّوقِ و الحَلوَى.. |
تُعِيدُ إِليكَ بَراءَةَ الأَطفالِ.. |
تَسقِي قَلبكَ الظَّمآنَ.. |
تَعرِفُ كَيفَ تَنزعُ منْ شِفاهِكَ بَسمَةً |
رَغمَ الأَسَى.. |
تُنسِيكَ ما يُضنِيكَ.. |
تُنبِتُ في صَحارَى رُوحِكَ الحَيرَى |
زُهورَ الحُبِّ تَعبَقُ بِالعَبِيرْ |
لا لَستَ تَحلُمُ بِالكَ.. |
لا!!! |
بلْ أَنتَ تَحلُمُ بِالكَثيرِ.. و بِالكَثيرْ |
هَيَّا اعتَرِفْ |
هَذِي الطَّريقُ تَطاوَلتْ جِدًا |
وأَفرَدكَ الرِّفاقُ و لَستَ تَدرِي |
أَينَ يَأخُذكَ المَسيرْ |
أَدرِي بِأنَّكَ تَائِهٌ و مُشتَّتٌ و مُشوَّشٌ.. |
لَكِنْ تُكابِرُ إذْ تُخادِعُ قَلبَكَ كُلَّ |
مُنعرَجٍ على الدَّربِ الطّويلِ |
تَقولُ هَانتْ ذَا الأَخِيرُ.. و لا أَخِيرْ |
حتَّى متَى تَبقَى تُعلِّقُ فَوقَ أَوتَادِ القَوافِي |
حُلْمَ عُمرِكَ و المُنَى.. |
مِرآتُكَ انكَسرَتْ و أَنتَ هُنَا |
تُحاوِلُ أنْ تَلُمَّ منَ الشَّظَايَا طَيفَهُمْ |
وتَغُضُّ عنْ رُؤيَا الحَقيقَةِ طَرْفَ رُوحِكَ |
مُنكِرًا ما لَيسَ يَحجبُهُ التَّجاهُلُ و النَّكِيرْ |
َحطِّمْ جِرَارَ الحُلْمِ |
ما اقتَرفَتْ رُؤَاكَ منَ القَصائدِ |
ما تَعلَّقَهُ فُؤادُكَ منْ سَرابٍ |
أو أَمانٍ |
ثُمَّ عُدْ لِلنُّقطةِ الأُولَى |
وعِشْ كَجمِيعِ خَلقِ الله في الوَطنِ الكَبِيرْ |