عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء العصر العباسي > غير مصنف > رؤبة بن العجاج > قُلْتُ وَقَد أَقْصَرَ جَهْل الأَصْوَرِ

غير مصنف

مشاهدة
1021

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

قُلْتُ وَقَد أَقْصَرَ جَهْل الأَصْوَرِ

قُلْتُ وَقَد أَقْصَرَ جَهْل الأَصْوَرِ
لَيْتَ الشَبابَ يُشْتَرَى فَنَشْتَرِي
شَبابَنا الأَوَّل بِالمُؤَخَّرِ
لا يَبْعدَنْ عَهْدُ الشَباب الأَنْضَرِ
وَالخَبْطُ فِي غَيْسانِهِ الغَمَيْدَرِ
وَالشَيْبُ عِنْدِي بَيْعُهُ بِمِقْصَرِ
وَالشَيْبُ لَوْ يُبَاعُ فِي التَسَمْسُرِ
لِلتاجِرِ المُبْتاعِ شَرُّ مَتْجَرِ
حَسْبُكَ مِنْ عارِ امْرِىءٍ مُعَيَّرِ
رُدَّ إِلَى أَرْذَلِ عُمْر العُمَّرِ
بَلْ هاجَ لِي شَوْقاً بِنَهْيِ المَحْضَرِ
وَلَسْتُ مِنْ تِلْكَ الغُواةِ الزُجَّرِ
فِي الدارِ تَحْجالُ الغُراب الأَعْوَرِ
وَمُوقَدٌ ضَابٍ وَباقِي مِشْوَرِ
أَلْوَى بِها مِنْ كُلِّ غَيْثٍ مِهْمَرِ
عَواصِفٌ طَحْطَحْنَ كُل أَيْصَرِ
ذَرْواً بِرَيْعانِ الحَصَى المُصْعَنْفَرِ
وَكُلُّ رَجّافٍ لَهَا مُقَرْقِرِ
تَنْفَحُه الأَرْواحُ وَالبَرْقُ الشَرِي
مُرْتَجِسٍ فِي راجِسٍ كَنَهْوَرِ
جَوْنِ الرَوَايا هَمِعٍ مُسْتَوْقِرِ
سَحّاً يَمُدُّ السَيْلَ ذا التَفَجُّرِ
فَالسَيْلُ عَجَّاجٌ رَكُوبُ المَنْجَرِ
إِذَا انْتَحَى إِضْرارُهُ بِالأَضْرَرِ
زاحَمَ رُكْناً بِدِلاظٍ مِقْعَرِ
كَأَنَّمَا لَم يُلْقِهِ فِي المِحْدَرِ
أَجْرامُ صُوفِ الساجِسيِّ الأَصْفَرِ
مِنْ رَمْيَةٍ بِالشَتِّ بَعْدَ الإِذْخِرِ
طَرْحاً كَطَرْحِ اللاعِبِ المُبَذِّرِ
يا ضالَ قَدْ خَيَّلْتِ إِنْ لَمْ تَسْحَرِ
وَزِدْتِ بِالتَأْفِيكِ حار الأَحْيَرِ
حاراً وَخَبْطاً فِي الضَلال الأَدْجَرِ
يا ضالَ قَدْ أُزِّرْتِ بِالمُؤَزَّرِ
أَرْؤُلَ مِن أَنْقاءِ رَمْلٍ مَرْمَرِ
لَيْتَكِ عَيْناءَ بِوادٍ مُقْفِرِ
لَمْ تَعْقِدِي عِقْداً وَلَمْ تَسَوَّرِ
أَصْبَحْتِ لا أَصْبَحْتِ مِمَّنْ يَزْدَرِي
أَمْرَ المُعَافَى وَالقَوَارِي تَقْتَرِي
فَأُمَّ سَلّامَةَ لُومِي أَوْ ذَرِي
نِضْواً كَنِضْوِ السَمْهَرِيِّ الأَسْمَرِ
قَدْ خِفْتُ مِنْ جَهْلِك أَنْ تَنَصَّرِي
ماذا ترِيدِينَ إِذَا لَمْ تَصْبِري
إِنْ لَمْ تَخافِي اللَّهَ أَوْ تَسْتَحْسِرِي
مِمَّا تَقُولِينَ وَقَوْلُ المُهْجِرِ
إِثْمٌ وَذُعْرٌ فَاتَّقِي أَنْ تُذْعَرِي
وَمَنْ يَكُنْ فَانْسَيْهِ أَوْ تَخْفَّرِي
فِي قَلْبِهِ داءُ العَمَى لا يُبْصِرِ
فَدَاوِمِي عَهْدَكِ أَوْ تَغَيَّرِي
تَرْمِي المَرَامِيَ بَعَيْنَيْ جُؤْذُرِ
يَا حُرَّةَ الخَدِّ بَرِيقَ المَحْجَرِ
يَا تُشْبِهِينَ الشَمْسَ ما لَمْ تُسْفِرِي
فَإِنْ تَرَيْ نَسْراً كَلِيلَ الأَنْسُرِ
قَدْ كادَ يُفْنِيهِ اخْتِلاف الأَعْصُرِ
وَمَنْ تَخاطاهُ المَنَاياَ يَكْبرِ
وَطُولُ أَيَّامِ اللَيالِي المُرُّرِ
إِذَا اسْتَدَارَتْ بِاللَيالِي الدُوَّرِ
أَفْنَيْنَ فِي الإِدْبارِ وَالتَكَرُّرِ
عُمْرَ الفَتَى كَأَنْ لَمْ يُعْمَرِ
وَقَدْ تَراهُ فِي الشَبابِ الأَسْدَرِ
مُرْتَفِعَ الطَرْفِ حدِيدَ المِخْدَرِ
تَحْجُرُ مِنْهُ الطَيْرُ كَلَّ مِحجَرِ
يُولِجْن أَعْناقاً كَسُوق الهَيْشَرِ
فِي عَوْسَجِ الوادِي وَرَضْمِ الحَزْوَرِ
قَدْ ذُقْنَ مِنْ إِفْرائِهِ المُفَرْفَرِ
بِوَقْعِ وَقّاعٍ لَهُنَّ مِغْفَرِ
بِمِخْلَبَيْ ذِي نَحْمَةٍ مُصَرْصِرِ
يَرْمِي فَيَهْوِي مِنْ بَعِيدِ المَنْظَرِ
ضارٍ كَجُلْمُودِ القِذافِ المِخْطَرِ
إِذَا تَفَرَّقْنَ فِرارَ الفُرَّرِ
مِنْ مُطْرِق أَوْ طائِرٍ فِي الطُيَّرِ
عَلَيْهِ دَانَاهُنَّ بَعْدَ العِثْيَرِ
أَكْلَفُ صَعْصاعٌ بِذاتِ الغضورِ
يَكسُو الصُوى مِن ريشِها المُبَذَّر
نَجلاً وإِذراءٍ كَلَطمِ الأَعسرِ
تَراهُ مِنْ تَعْلِيقِها بِالمِنْسَرِ
وَوَشْقِه الأَجْوازَ بَعْدَ القُبَّرِ
يَقْلِبُ خَوّانَ الجَنَاح الأَغْبَرِ
قَلْبَ الخُرَاسانِيِّ فَرْوَ المُفْتَرِي
أَلْقَاهُ مِنْ نَضْحِ النَدَى بِالقَرْقَرِ
حَتَّى إِذَا رَجَعَ نَفْض الزِئْبِرِ
وَاصْفَرَّ مِنْهَا فِي دَمٍ كَالزَّعْفَرِ
كَالنَصْبِ رَشُّوا رَأْسَهُ بِالعُصْفُرِ
يَنْزُو وَمَثْنَى قَيْدِهِ في الخِنْصِرِ
عَلْهانَ يُدْعَى بِالصِياحِ المِنْهَرِ
وَشاعِرٍ لَمْ يَدْرِ فِي التَشَعُّرِ
وَالمَوْتُ ما يَخْتِلُ خَتْل المُدَّرِي
حَتَّى تَجَلَّى عَنْ هِزَبْرٍ هِزْبَرِ
ذِي لِبَدٍ فِي جَلَدٍ مُنَمَّرِ
كَأَنَّ عَيْنَيْهِ شِهابَا مِجْمَرِ
مِنْ أُسْدِ ذِي الخَبْتَيْنِ أَوْ بِعَثَّرِ
أَوْ بِلِوَى خَفَّانَ أَوْ بِالثَرْثَرِ
يُلْقِي ذِراعَيْ شَرْمَحٍ مُضَبَّرِ
تَرَى حِمَى أَظْفَارِهِ فِي الأَشْعُرِ
يَقْتَدُّ قَدَّ الجازِرِ المُشَرْشِرِ
فَقُلْ لِذَاكَ الحائِنِ المُسْتَخْبِرِ
إِنِّي أَنَا القاضِبُ ثُمَّ المُبْتَرِي
وَالعاقِبُ الرِيش بِنَصْلٍ حَشْوَرِ
وَالجاذِبُ القَوْس الطَرُوح المِيطَرِ
جَذْبَ امْرِىءٍ ما سَهْمُهُ بِأَجْوَرِ
يَرْمِي إِذَا أَوْفَقَ كُلَّ مِنْتَرِ
ثَبْتُ اليَدِ اليُسْرَى حَثِيثُ المِسْعَرِ
يَمْرُقُ مِنْ جَوْفِ الحِجابِ المُجْفَرِ
وَالجَوْفُ يَغْلِي بِالنَجِيعِ الأَشْقَرِ
إِنِّي امْرُؤٌ أَحْقِرُ أَمْرَ الأَحْقَرِ
حِلْماً وَأُكْرُوماً بِهَا تَقَدُّرِي
وَلا تَرَى وَالقَوْلُ ماضُّ المِسْبَرِ
فِي الناسِ أَبْقَى مِنْ لِسانٍ مِجْزَرِ
بَلْ إِنْ رَآنِي هادِرٌ لَمْ يَهْدِرِ
أَوْ أَسَدٌ زَأَّارَةٌ لَمْ يَزْئَرِ
يَحْذَرُ مِنْ نَطَّاحَةٍ مُكَسِّرِ
يَعْدُو عَلَيْهِنَّ بِهادٍ مِجْسَرِ
وَعُنُقٍ ضَخْم الذَفَارَى أَذْفَرِ
قَسْوَرَةٍ يَعْتَزُّ كُلَّ قَسْوَرِ
كَأَنَّ حَيْدَي رَأْسِهِ المُذَكَّرِ
تَشَعَّبَا مِنْ مَجْمَعِ المُذَمَّرِ
صَمْدَانِ فِي ضَمْزَيْنِ فَوْقَ الضَمْزَرِ
تَهْوِي رُؤُوسُ القاحِراتِ القُحَّرِ
إِذَا هَوَتْ بَيْنَ اللُهَى وَالحَنْجَرِ
فِي فِي ضُباثِيٍّ عَرِيض الأَبْهَرِ
ضَخْمِ الصَبِيَّيْنِ عَرِيضِ المِشْجَرِ
يَقْتَصِلُ العَضَّ بِنَابٍ مِهْصَرِ
تَراهُ فِي يَوْمِ الشِتاءِ الأَحْمَرِ
ذا حِبَبٍ دِلْهاثَةً لَمْ يَخْصَرِ
أَبْلَخَ يَمْشِي مِشْيَةَ التَبَخْتُرِ
كَأَنَّ رُكْنَيْ صَدْرِهِ المُصَدَّرِ
رُكْنا جِمادَيْ إِضَمَ المُصَمْصَرِ
قَدْ ضَجَّ مِنْ نابَيْهِ كُلُّ قَهْقَرِ
دَعْ ذا وَراجِعْ قَوْلَ عالٍ مُصْحِرِ
إِنِّي عَلَى ما كانَ مِنْ تَقَطُّرِي
عَنْكَ وَنَأْيِي عَنْكَ مِنْ تَأَسُّرِ
فِي ظَاهِرِ النُصْحِ وَلا فِي المسْرَرِ
كَالنَّصْلِ فِي جَفْنِ اليَمانِي الأَدْثَرِ
قَدْ دَبَّ فِي مَتْنَيْهِ أَثْرُ المَأْثَرِ
وَقُلْتُ وَالأَقْوالُ مِمَّا يَنْبَرِي
مَا أَنَا بِالْفانِي وَلا المُغَمَّرِ
أَنْسِجُ نَسْجَ الصَنَعِ المُحَبِّرِ
كَيْفَ تَرَانِي أَنْتَحِي في الدَفْتَرِ
عَلَى قَضِيبِ الذَاهِباتِ الشُبَّرِ
لايَنْظُرُ النَحْوِيُّ فِيهَا نَظَرِي
وَإِنْ لَوَى لَحْيَيْهِ بِالتَحَكُّرِ
وَهوَ دَهِيُّ العِلْمِ وَالتَعَبُّرِ
حَتَّى اسْتَقَامَتْ بِي عَلَى التَيَسُّرِ
وَإِنْ تَوَعَّرْها نِقَاب الأَوْعَرِ
ذَلَّتْ وَإِنْ شَازَرْتُها بِالْمِشْزَرِ
عَرَّيْتُها فِي مَرَسٍ مُحَتَّرِ
فَاسْمَعْ لِقَوْلٍ مِنْ بَلِيغٍ مُعْذِرِ
لَولَا شَجَا أَشْغَالِهِ لَمْ يَهْجُرِ
بابَكَ مِنْ راحٍ لَكُمْ مُسْتَبْشِرِ
قاسِمُ قَدْ أَبْصَرْتَ فِي التَبَصُّرِ
رَأْياً بِهِ ناجَيْتَ نَفْسَ المُضْمَرِ
لَمَّا اسْتَخَرْتَ اللَّهَ فِي التَخيُّرِ
أَراكَ أَنْ تَحْفِرَ خَيْرَ مَحْفِرِ
حَفِيرَةً بِالقَاعِ قَاعِ المَحْجِرِ
يَهْوى تَرامِي سَيْلِها فِي المِطْهَرِ
تَمْلأُ فَرْغَ دَلْوِها المُبَرْبِرِ
إِذَا جَرَتْ بَكرَتُها فِي المِحْوَرِ
حَطَّتْ حِطاطَ البَرْبَرِيِّ الأَغْبَرِ
يَجْذِبُها فِي الخَشَبِ المُشَجَّرِ
جَذْباً كَخُذْرُوفِ الغُلامِ المِحْضَرِ
عاجِلَةَ الوِرْدِ دَرُوجَ المِصْدَرِ
يُحِيلُ في ذِي حَدَبٍ مُكَرْكِرِ
مَلْمُومَة أَعْضادُهُ مُقَيَّرِ
يَدْعُو لَكَ اللَّه دُعاءَ المُفْطِرِ
لَنَا بِحَجٍّ قَبْلَ يَوْمِ المَنْحَرِ
ثُمَّتَ أَمْسَى نافِراً فِي النُفَّرِ
مازِلْتَ بِالإِحْسانِ وَالتَفَكُّرِ
وَالرِفْقِ وَالتَحْذِيرِ وَالتَحَذُّرِ
حَتَّى تَجَلَّى شَرُّ دَهْرٍ مُنْكَرِ
عَنَّا وَعَنْ سَهْلِ المُحَيَّا مُسْفِرِ
مَعَتِّبِيٍّ فِي العَدِيدِ الأَكْثَرِ
فِي بَيْتِ أَمْلاكٍ كَرِيمِ العُنْصُرِ
لا يَأْخُذُ الإِمْرَةَ بِالتَجَبُّرِ
وَإِنْ تَعالَى كانَ أَهْلَ المَفْخَرِ
أَبْيَضَ وَضَّاحَ الجَبَيْنِ الأَزْهَرِ
تَرَاهُ فِي القَوْمِ وَفَوْقَ المِنْبَرِ
كَالبَدْرِ بَدْرِ السَعْدَةِ المُشَهَّرِ
صَدَّرَ قُدَّامَ الظَلامِ الأَخْضَرِ
يا واسِعَ الحِلْمِ جَهِيرَ الأَجْهَرِ
إِذَا الأَدِقّاءُ اسْتَقَوَا بِالأَصْغَرِ
ناهَبْتَ غَرْفاً بِالرَغِيبِ الأَوْفَرِ
فَإِنْ بَدَتْ أَجْلالُ أَمْرٍ مُعْتَرِ
قَاهَرْت عَنْ مَجْدِ امْرِئٍ لَمْ يُقْهَرِ
يَزْدادُ فِي الباعِ وَعِنْدَ المَشْبَرِ
طُولاً إِذَا قَصَّرَ باع الأَقْصَرِ
وَإِنْ جَدَى مِنْ مائِهِ المُقَدَّرِ
وَابْتَذَلَ المِضْمارَ كُلُّ مُضْمِرِ
مَرَّ بِهِ ضَبْعَا جَوَادٍ مِهْمَرِ
يَنْفُضُ ماءَ العَرَقِ المُسْتَقْطَرِ
إِذَا كَبَا ماءُ البَطِيءِ المِجْمَرِ
قاسِمُ قَدْ هَيَّجْتُ ذِكْراً فَاذْكُرِ
ما فِي غَدٍ إِنِّي امْرُؤٌ مِنْ مَعْشَرِ
يَغْدُونَ أَنْصَارَكَ يَوْمَ النُصَّرِ
وَهُمْ عَلَى رَغْمِ العُدَاةِ الزُفَّرِ
أَخوالُ آبائِكَ فِي المَجْدِ الثَرِي
سَعْدُ بْنُ زَيْدٍ فِي الصَمِيمِ الدَوْسَرِ
فِي ثَرْوَةٍ ما جَدُّها بِجَيْدَرِ
أَثْرَى حَصَاهُمْ فِي العَدِيد الأَغْضَرِ
وَأَنْتَ مِنْ سَعْدٍ مَكانَ المِغْفَرِ
وَمِنْ ثَقِيفٍ لَكَ خَيْرُ الجَوْهَرِ
تَمَّ إِلَى عادِيِّ عِزٍّ بَهْزَرِ
مُؤْكِلِ آكالٍ قُدامٍ شَهْبَرِ
فِي غَيْضَةٍ شَجْراءَ لَمْ تَمعَّرِ
مِنْ شَجَرٍ عاسٍ وَغابٍ مُثْمِرِ
آزَرَ هَضْبَ القافِزاتِ الفُدَّرِ
يا قاسِمَ الخَيْراتِ وَابْن الأَخْيَرِ
ما سَاسَنَا مِثْلُكَ مِنْ مُؤَمَّرِ
أَحْسَنَ إِحْسانِكَ فِيمَا يَعْتَرِي
تَصْدَعُ بِالحُكْمِ طَرِيقَ المُبْصِرِ
شَقَّ السَنَا أَخْدارَ لَيْلٍ مُخْدِرِ
ثِنْيَيْهِ أَوْ تَعْلُوهُ بِالتَشَوُّرِ
وَفِيكَ إِضْرَارٌ لِذاك الأَضْرَرِ
وَقَدْ يُقِيمُ اللَهْزُ مَيْل الأَصْعَرِ
أَشْجَعُ مِجْذَامٌ إِذَا لَمْ تَغْفرِ
وَإِنْ غَفَرْتَ الذَنْبَ لِلْمُسْتَغْفِرِ
نَجَّيْتَهُ مِنْ كُل أَمْرٍ مُبْطِر
حَتَّى تُرى مَنجاتهُ بِمِعبَرِ
وَعاثِرٍ أَدرَكتَهُ مِن مَعثَرِ
بِحَبْلِ وافٍ لا بِحَبْل الأَغْدَرِ
إِذْ بَعْضُهُمْ فِي وَرَطاتِ المَثْبَرِ
لاَقَتْ بِوُضْعٍ أُمُّهُ لَمْ تَطْهُرِ
مُخَسَّرٍ يَرْضَى بِسَعْي الأَخْسَرِ
إِلَيْكَ أَشْكُو عَضَّ دَهْرٍ مِكْسَرِ
أَبْقَى خُدُوداً كَالَحرِيقِ المِشْرَرِ
أُرْسِلَ فَاسْتَمْدَى بِأَمْرٍ مُنْكَرِ
يَلْوي وَحَشْراً قَبْلَ يَوْمِ المَحْشَرِ
طَرَّحَ مِنْ تَفْرِيقِهِ المُبَذَّرِ
مَوْتَى وَأَحْياءً بَشَرٍّ مُوقَرِ
يَشْكُونَ فَقْراً لَيْسَ بِالتَفَقُّرِ
فِي خِرَقٍ بَعْدَ الدُقاع الأَغْبَرِ
كَخِرَقِ المَوْتَى عِجافُ القِشْبِرِ
كَمْ سَاقَطُوا مِنْ ناشِىءٍ وَمُعْصِرِ
بَعْدَ رَذَايا كَفِراخ الحُمَّرِ
أَمْسَوْا كَمَنْ زاوَلَ فِي التَحَيُّرِ
ظَلْماءَ لَيْلٍ بَعْدَ لَيْلٍ مُقْمِرِ
مُلْقَيْنَ لا يَرْمُونَ أُمَّ الهِنْبِرِ
عَنْ جَرِّ هَزْلَى أَسْلَمَتْ لَمْ تُقْبَرِ
رؤبة بن العجاج
بواسطة
المشرف العام
الإضافة: الأربعاء 2012/02/22 11:25:33 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com