إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
يا أبي |
هذي روابينا تغشَّاها سكونُ الموتِ .. |
أدماها الضجرْ .. |
هذه قريتنا تشكو .. |
وهذا غصن أحلامي انكسرْ .. |
يا أبي .. |
وجهك معروق .. |
وهذا دمع عينيك انهمرْ .. |
هذه قريتنا كاسفة الخدينِ .. |
صفراء الشجرْ .. |
ما الذي يجري هنا يا أبتي .. |
هل نفضَ الموتَ التتَرْ؟! |
يا أبي .. |
هذا هو الفجر تدلَّى فوقنا من جانب الأُفُقْ .. |
وفي طلعته لون الأسى .. |
هاهو المركب في شاطئنا الغالي رَسَى .. |
غيرَ أنا ما سمعنا يا أبي .. |
صوتَ الأذانْ .. |
عجبًا .. |
صوتُ الأذانْ؟؟ |
منذ أنْ صاحبني الوعيُ بما يحدث في هذا المكانْ .. |
منذ أنْ أصغيتُ للجدَّةِ .. |
تروي من حكاياتِ الزمانْ: |
كان في الماضي وكان |
منذ أن أدركتُ معنى ما يُقالْ .. |
وأنا أسمع تكبيرَ أذان الفجرِ .. |
ينساب على هذي التِّلالْ .. |
فلماذا سكت اليومَ .. |
فلم أسمعْ سوى رَجْعِ السؤالْ؟؟! |
يا أبي .. |
هذا هو الفجر ترامى في الأُفُقْ .. |
هذه الشمس تمادت في عروق الكونِ .. |
ساحت في الطرقْ .. |
فلماذا يا أبي لم نسمع اليومَ الأذانْ؟! |
ولماذا اشتدت الوحشة في هذا المكانْ؟؟ |
يا أبي .. |
كنا على التكبير نستقبل أفواج الصَّباحْ .. |
وعلى التكبير نستقبل أفواج المساءْ .. |
وعلى التكبير نغدو ونروحُ .. |
وبه تنتعش الأنفس تلتأم الجروحُ .. |
وبه عطر أمانينا يفوحُ .. |
فلماذا يا أبي لم نسمع اليوم الأذانْ؟! |
ولماذا اشتدت الوحشة في هذا المكان؟! |
يا بُنَيَّ اسكتْ فقد أحرقني هذا السُّؤالْ .. |
أنت لم تسألْ ولكنّك أطلقت النِّبال .. |
أوَ تدري لِم لمْ نسمع هنا صوت الأذانْ؟! |
ولماذا اشتدت الوحشة في هذا المكانْ؟! |
هذه القرية ما عادتْ لنا .. |
هذه القرية كانت آمنهْ .. |
هي بالأمس لنا .. |
وهي اليوم لهم مستوطنَهْ .. |