ما لِلغَواني مَنْ رَأَينَ بِرَأسِهِ | |
|
| يَقَقاً مَلَلنَ وِصالَهُ وَشَنَينَهُ |
|
وَإِذا عِذارُ المَرءُ قَلَّ قَتيرُهُ | |
|
| لاحَظنَهُ بِبَشاشَةٍ وَهَوينَهُ |
|
صَدَفَت خُناسُكَ عَنكَ بَعدَ مَوَدَّةٍ | |
|
| وَرَأَت شَبابَكَ بالِياً وَغُضونَهُ |
|
إِنَّ الخَليفَةَ خَيرُ مَن وَطِىءَ الحَصا | |
|
| لِلَّهِ يَمحَصُ دينَهُ وَيَقينَهُ |
|
سارَت حُكومَتُهُ بِأَعدَلَ سيرَةٍ | |
|
| قُصوى البِلاد وَفي الذينَ يَلونَهُ |
|
فَالحَقُّ أَوضَح مُبصِر آياتُهُ | |
|
| وَالجورُ يَطمِسُ شَخصَهُ وَعُيونَهُ |
|
وَرَأى البَرِيَّةُ عَفوَهُ وَعَفافَهُ | |
|
| فَالنَّاسُ حَذو طَريقه يَحذونَهُ |
|
طَلَبوا رِضاهُ بِنِيَّةٍ وَتَيَقَّنوا | |
|
| أَن لَيسَ يَرضى اللَّهُ أَو يُرضونَهُ |
|
يَخشَونَ صَولَتَهُ فَهُم في طاعَةٍ | |
|
| وَكَمِثلِ ما يَخشَونَهُ يَرجونَهُ |
|
إِنَّ الخَليفَةَ رَحمَةٌ مِن رَبِّنا | |
|
| وَبِهِ أَنارَ لَنا وَأَوضَحَ دينَهُ |
|
وَعَلى أَبي إِسحاقَ طاعَةُ رَبِّهِ | |
|
| حَقّاً لِيَنصُرَهُ بِها وَيُعينَهُ |
|
ملكٌ بأَرضِ الرومِ أَنزَلَ نِقمَةً | |
|
| وَأَبادَ مالاً أَهلُها يُحصُونَهُ |
|
وَأَبادَ مالِكها وَفَلَّ جُنودَهُ | |
|
| طَعناً وَزَلزَلَ مُلكَهُ وَحُصُونَهُ |
|
وَالزَّطُّ أَيُّ خَليفَة دانوا لَهُ | |
|
| أَو كانَ قَبلَكَ طاعَةً يُعطونَهُ |
|
حَتّى مَلَكتَ وَظَلَّ سَيفُكَ مِنهُمُ | |
|
| تَكسو الدِّماءُ شِفارَهُ وَمُتونَهُ |
|
فَأَتوا لِحُكمِكَ وَالَّذي كانوا بِهِ | |
|
| يَعصونَ جَدَّعَتِ الظُّبى عِرنينَهُ |
|
فَعَفَوتَ إِنَّكَ لَم تَزَل ذا رَأفَةٍ | |
|
| حَسَنَ الفَعالِ مُباركاً مَيمونَهُ |
|
وَسَقَيتَ بابَكَ كَأسَ حَتف مُرَّةً | |
|
| بِفَوارِس سَحَبوا القنا يَتلونَهُ |
|
فَتَجالَدَ الزَّحفانِ يَوماً كامِلاً | |
|
| وَالقَوسُ يُخضَبُ بِالَّذي يَبرونَهُ |
|
حَتّى رَأَيتَ الخُرَّمِيَّةَ رَيضَةً | |
|
| وَالبَذَّ أَنكَرَتِ الفِجاجُ رَنينَهُ |
|
يَبكي الَّذينَ تُخرِّموا مِن أَهلِهِ | |
|
| وَنِساءُ بابِكَ حُسَّراً يَبكينَهُ |
|
وَإِلى عموريةٍ سَمَا في جَحفَلٍ | |
|
| مَلَأَ الفجاج سُهولَهُ وَحُزونَهُ |
|
فَأَبادَ ساكِنَها وَحَجَّلَ باطِساً | |
|
| حلقاً أَذَلَّ اللَّهُ مَن يحوينَهُ |
|
قَتلى يُنَضِّدهُم بِكُلِّ طَريقَةٍ | |
|
| نَضَداً تَخالُ مَراقِباً موضونَهُ |
|
فَهُمُ بوادي الجونِ قَتلى فِرقَة | |
|
| وَقَبائِلٌ فِرَقٌ مَلَأنَ سُجونَهُ |
|
وَأَبانَ بِالصَّفصافِ خالِصَة لَهُ | |
|
| كَيد العَدُوِّ وَسوءَ ما يَطوونَهُ |
|
فَهَوى اللَّعينُ وَنَجمُهُ وَاللَّهُ لا | |
|
| يرضَى الضَّلالَ وَلا يُعِزُّ قَرينَهُ |
|
وَالمُنفِسونَ قَصَدتَ خَيلَكَ قَصدَهُ | |
|
| فَوَطئنه وَفَتَكتَ حينَ لَقَينَهُ |
|
وَقَطَعت دابِرَهُ فَجاءَكَ خاضِعاً | |
|
| حَذر الرَّدى وَجِلَ الفُؤادِ مَهينَهُ |
|
وَالمازِيارُ وَقَد تَقَلَّدَ غَدرَةً | |
|
| قَطَعَت نِياطَ فُؤادِهِ وَوَتينَهُ |
|
مِن بَعدِ ما جَعَلَ الشَّواهِقَ عِصمَةً | |
|
| وَصَياصِياً بِضَلالِهِ يُغرينَهُ |
|
ظَنّاً بِأَنَّ الغَدرَ يَمنَعُ أَهلَهُ | |
|
| كَذِباً فَكَذَّبَتِ الحُتوفُ ظُنونَهُ |
|
فَأَفضتهُ لِلنَّكثِ يَشرَحُ صَدرَهُ | |
|
| لِيُذِلَّهُ رَبّي بِهِ وَيُهينَهُ |
|
وَشَحَنتَ بِالأُسدِ الخَوادِر بِالقنا | |
|
| وَالمُرهفاتِ شِعابَهُ وَرعونَهُ |
|
أَنِسَت جِيادُكَ صَعبَ مَرقى حصنَهُ | |
|
| وَجِبالَها فَرقَينَها وَرَقَينَهُ |
|
كَلَباً عَلَيهِ فما برحنِ عراصَهُ | |
|
| وَقَلالُهُ بِكُمانه يُشجينَهُ |
|
حَتّى إِذا رزى النِّساءُ نِساءَهُ | |
|
| لَمّا اُستبيحَ حَريمُهُ وَرَزينَهُ |
|
ثُمَّ اِستَكانَ وَأَسلَمتَهُ حُماتُهُ | |
|
| وَرَأى شَتاتاً بِالصَّغار عَرينَهُ |
|
وَغَدَت جِيادُكَ حينَ أَسلَمَ عُنوَةً | |
|
| تَحتازُ ظاهِرَ مالِهِ وَدَفينِهِ |
|
ضُمَّت يَداهُ إِلى التَّليلِ مُكَبَّلاً | |
|
| تَدمى وَساوَرَتِ الدُّموعُ جُفونَهُ |
|
حَتّى إِذا اِختَلَجَت سِياطُكَ نَفسَهُ | |
|
| وَتَخَرَّمَت حَرَكاتهُ وَسُكونَهُ |
|
نيطَت عَوامِلُهُ بِرَأسِ عُذافِر | |
|
| جَعل الشَّريطُ عِرانهُ وَبُرينَهُ |
|
من بَعد ما بِالكُفرِ بكَّت حَيدَراً | |
|
| وَأَبانَ يوضِحُ مُفصحاً مَكنونَهُ |
|
وَجَمَعتَ كُلَّ مُعَدَّلٍ وَسَأَلتَهُ | |
|
| نصّاً لِيوضِحَ كُفرَهُ وَيُبينَهُ |
|
فَأَقَرَّ بِالكُفرِ المُبينِ وَلَم تُرِد | |
|
| إِلَّا الإِلهُ وَلَم تُرِد تَهجينَهُ |
|
أَنّى وَقَد أَنطَقتَ كُلَّ مُفَوَّهٍ | |
|
| في مدحَةٍ طَلَبا بِها تَزيينَهُ |
|
لِتشيعَ مدحَتهُ وَتشهرَ ذِكرَهُ | |
|
| بِحِبالِ شاعِرِكَ الرَّصينِ رَصينَهُ |
|
وَجَزَيتَ مادِحَهُ فَأَبصَرَ شعرَهُ | |
|
| وَأَحَبَّ كُلُّ مُدَوِّن تَدوينَهُ |
|
وَرَفَعتهُ فَوقَ النُّجومِ وَلَم تَدَع | |
|
| في المُلكِ مُصطَفِياً لَهُ تمكينَهُ |
|
وَعَصبتهُ بِالتَّاجِ عَصبَ جَلالَةٍ | |
|
| وَجَعَلتَ خَلقَ اللَّهِ يَستَرعونَهُ |
|