كَم ذا يُكابِدُ عاشِقٌ وَيُلاقي | |
|
| في حُبِّ مِصرَ كَثيرَةِ العُشّاقِ |
|
إِنّي لَأَحمِلُ في هَواكِ صَبابَةً | |
|
| يا مِصرُ قَد خَرَجَت عَنِ الأَطواقِ |
|
لَهفي عَلَيكِ مَتى أَراكِ طَليقَةً | |
|
| يَحمي كَريمَ حِماكِ شَعبٌ راقي |
|
كَلِفٌ بِمَحمودِ الخِلالِ مُتَيَّمٌ | |
|
| بِالبَذلِ بَينَ يَدَيكِ وَالإِنفاقِ |
|
إِنّي لَتُطرِبُني الخِلالُ كَريمَةً | |
|
| طَرَبَ الغَريبِ بِأَوبَةٍ وَتَلاقي |
|
وَتَهُزُّني ذِكرى المُروءَةِ وَالنَدى | |
|
| بَينَ الشَمائِلِ هِزَّةَ المُشتاقِ |
|
ما البابِلِيَّةُ في صَفاءِ مِزاجِها | |
|
| وَالشَربُ بَينَ تَنافُسٍ وَسِباقِ |
|
وَالشَمسُ تَبدو في الكُئوسِ وَتَختَفي | |
|
| وَالبَدرُ يُشرِقُ مِن جَبينِ الساقي |
|
بِأَلَذَّ مِن خُلُقٍ كَريمٍ طاهِرٍ | |
|
| قَد مازَجَتهُ سَلامَةُ الأَذواقِ |
|
فَإِذا رُزِقتَ خَليقَةً مَحمودَةً | |
|
| فَقَدِ اِصطَفاكَ مُقَسِّمُ الأَرزاقِ |
|
فَالناسُ هَذا حَظُّهُ مالٌ وَذا | |
|
| عِلمٌ وَذاكَ مَكارِمُ الأَخلاقِ |
|
وَالمالُ إِن لَم تَدَّخِرهُ مُحَصَّناً | |
|
| بِالعِلمِ كانَ نِهايَةَ الإِملاقِ |
|
وَالعِلمُ إِن لَم تَكتَنِفهُ شَمائِلٌ | |
|
| تُعليهِ كانَ مَطِيَّةَ الإِخفاقِ |
|
لا تَحسَبَنَّ العِلمَ يَنفَعُ وَحدَهُ | |
|
| ما لَم يُتَوَّج رَبُّهُ بِخَلاقِ |
|
كَم عالِمٍ مَدَّ العُلومَ حَبائِلاً | |
|
| لِوَقيعَةٍ وَقَطيعَةٍ وَفِراقِ |
|
وَفَقيهِ قَومٍ ظَلَّ يَرصُدُ فِقهَهُ | |
|
| لِمَكيدَةٍ أَو مُستَحَلِّ طَلاقِ |
|
يَمشي وَقَد نُصِبَت عَلَيهِ عِمامَةٌ | |
|
| كَالبُرجِ لَكِن فَوقَ تَلِّ نِفاقِ |
|
يَدعونَهُ عِندَ الشِقاقِ وَما دَرَوا | |
|
| أَنَّ الَّذي يَدعونَ خِدنُ شِقاقِ |
|
وَطَبيبِ قَومٍ قَد أَحَلَّ لِطِبِّهِ | |
|
| ما لا تُحِلُّ شَريعَةُ الخَلّاقِ |
|
قَتَلَ الأَجِنَّةَ في البُطونِ وَتارَةً | |
|
| جَمَعَ الدَوانِقَ مِن دَمٍ مُهراقِ |
|
أَغلى وَأَثمَنُ مِن تَجارِبِ عِلمِهِ | |
|
| يَومَ الفَخارِ تَجارِبُ الحَلّاقِ |
|
وَمُهَندِسٍ لِلنيلِ باتَ بِكَفِّهِ | |
|
| مِفتاحُ رِزقِ العامِلِ المِطراقِ |
|
تَندى وَتَيبَسُ لِلخَلائِقِ كَفُّهُ | |
|
| بِالماءِ طَوعَ الأَصفَرِ البَرّاقِ |
|
لا شَيءَ يَلوي مِن هَواهُ فَحَدُّهُ | |
|
| في السَلبِ حَدُّ الخائِنِ السَرّاقِ |
|
وَأَديبِ قَومٍ تَستَحِقُّ يَمينُهُ | |
|
| قَطعَ الأَنامِلِ أَو لَظى الإِحراقِ |
|
يَلهو وَيَلعَبُ بِالعُقولِ بَيانُهُ | |
|
| فَكَأَنَّهُ في السِحرِ رُقيَةُ راقي |
|
في كَفِّهِ قَلَمٌ يَمُجُّ لُعابُهُ | |
|
| سُمّاً وَيَنفِثُهُ عَلى الأَوراقِ |
|
يَرِدُ الحَقائِقَ وَهيَ بيضٌ نُصَّعٌ | |
|
| قُدسِيَّةٌ عُلوِيَّةُ الإِشراقِ |
|
فَيَرُدُّها سوداً عَلى جَنَباتِها | |
|
| مِن ظُلمَةَ التَمويهِ أَلفُ نِطاقِ |
|
عَرِيَت عَنِ الحَقِّ المُطَهَّرِ نَفسُهُ | |
|
| فَحَياتُهُ ثِقلٌ عَلى الأَعناقِ |
|
لَو كانَ ذا خُلُقٍ لَأَسعَدَ قَومَهُ | |
|
| بِبَيانِهِ وَيَراعِهِ السَبّاقِ |
|
مَن لي بِتَربِيَةِ النِساءِ فَإِنَّها | |
|
| في الشَرقِ عِلَّةُ ذَلِكَ الإِخفاقِ |
|
الأُمُّ مَدرَسَةٌ إِذا أَعدَدتَها | |
|
| أَعدَدتَ شَعباً طَيِّبَ الأَعراقِ |
|
الأُمُّ رَوضٌ إِن تَعَهَّدَهُ الحَيا | |
|
| بِالرِيِّ أَورَقَ أَيَّما إيراقِ |
|
الأُمُّ أُستاذُ الأَساتِذَةِ الأُلى | |
|
| شَغَلَت مَآثِرُهُم مَدى الآفاقِ |
|
أَنا لا أَقولُ دَعوا النِساءَ سَوافِراً | |
|
| بَينَ الرِجالِ يَجُلنَ في الأَسواقِ |
|
يَدرُجنَ حَيثُ أَرَدنَ لا مِن وازِعٍ | |
|
| يَحذَرنَ رِقبَتَهُ وَلا مِن واقي |
|
يَفعَلنَ أَفعالَ الرِجالِ لِواهِياً | |
|
| عَن واجِباتِ نَواعِسِ الأَحداقِ |
|
في دورِهِنَّ شُؤونُهُنَّ كَثيرَةٌ | |
|
| كَشُؤونِ رَبِّ السَيفِ وَالمِزراقِ |
|
كَلّا وَلا أَدعوكُمُ أَن تُسرِفوا | |
|
| في الحَجبِ وَالتَضييقِ وَالإِرهاقِ |
|
لَيسَت نِساؤُكُمُ حُلىً وَجَواهِراً | |
|
| خَوفَ الضَياعِ تُصانُ في الأَحقاقِ |
|
فَتَحَيَّنوا فُرَصَ الحَياةِ كَثيرَةً | |
|
| وَتَعَجَّلوها بِالعَزائِمِ وَالرُقى |
|
أَو فَاِخلُقوها قادِرينَ فَإِنَّما | |
|
| فُرَصُ الحَياةِ خَليقَةٌ أَن تُخلَقا |
|
وَتَفَيَّئوا ظِلَّ الأَريكَةِ وَاِقصِدوا | |
|
| مَلِكاً بِأُمَّتِهِ أَبَرَّ وَأَرفَقا |
|
لا زالَ تاجُ المُلكِ فَوقَ جَبينِهِ | |
|
| تَحتَ الهِلالِ يَزينُ ذاكَ المَفرِقا |
|