إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
الوصية |
من مرضي |
من السرير الأبيض |
من جاري انهار على فراشه و حشرجا |
يمص من زجاجة أنفاسه المصفره، |
من حلمي الذي يمد لي طريق المقبره |
والقمر المريض و الدجى ..؟ |
أكتبها وصية لزوجتي المنتظره |
وطفلي الصارخ في رقاده: أبي، أبي |
تلم في حروفها من عمري المعذب |
لو أن عوليس وقد عاد إلى دياره |
صاحت به الآلهة الحاقدة المدمره |
أن ينشر القلاع، أن يضل في بحاره |
دون يقين أن يعود في غد لداره |
ما خضه النذير و الهواجس |
كما تخض نفسي الهواجس المبعثره |
اليوم ما على الضمير من حياء حارس |
أخاف من ضبابة صفراء |
تنبع من دمائي |
تلفني فما أرى على المدى سواها |
أكاد من ذلك لا أراها |
يقص جسمي الذليل مبضع |
كأنه يقص طينة بدون ماء |
ولا أحس غير هبة من النسيم ترفع من طرف الستائر الضباب |
ليقطر الظلام، لست أسمع |
سوى رعود رن في اليباب |
منها صدى وذاب في الهواء |
أخاف من ضبابة صفراء |
أخاف أن أزلق من غيبوبة التخدير |
إلى بحار ما لها من مرسى |
وما استطاع سندباد حين أمسى |
فيهن أن يعود للعود وللشراب والزهور، |
صباحها ظلام |
وليلها من صخرة سوداء |
من ظل غيبوبتي المسجور |
إلى دجى الحمام |
ليس سوى انتقالة الهواء |
من رئة تغفو، إلى الفضاء |
أخاف أن أحس بالمبضع حين يجرح |
فاستغيث صامت النداء |
أصيح لا يرد لي عوائي |
سوى دم من الوريد ينضح |
وكيف لو أفقت من رقادي المخدر |
على صدى الصور، على القيامة الصغيرة |
يحمل كل ميت ضميره |
يشع خلف الكفن المدثر، |
يسوق عزرائيل من جموعنا الصفر إلى جزيره |
قاحلة يقهقه الجليد فيها، |
يصفر الهواء في عظامنا ويبكي |
ماذا لو أن الموت ليس بعه من صحوه، |
فهو ظلام عدم، ما فيه من حس ولا شعور؟ |
أكل ذاك الأنس، تلك الشقوه |
والطمع الحافر في الضمير |
والأمل الخالق من توثب الصغير |
ألف أبي زيد تفور الرغوه |
من خيله الحمراء كالهجير |
أكلها لهذه النهايه؟ |
ترى الحمام للحياة غايه؟ |
إقبال يا زوجتي الحبيبه |
لا تعذليني ما المنايا بيدي |
ولست، لو نجوت، بالمخلد |
كوني لغيلان رضى وطيبه |
كوني له أبا و أما و ارحمي نجيبه |
وعلميه أن يذيل القلب لليتيم و الفقير |
وعلميه |
ظلمة النعاس |
أهدابها تمس من عيوني الغريبه |
في البلد الغريب، في سريري |
فترفع اللهيب عن ضميري |
لا تحزني إن مت أي بأس |
أن يحطم الناي ويبقى لحنه حتى غدي؟ |
لا تبعدي |
لا تبعدي |
لا |