الريح تجأر بالشكاة الى الجداول والنخيل
|
والسحب واهية النقاب، تحف بالصحو القتيل
|
تلقي على الغاب الكئيب، عبوسة الضجر الملول
|
والشمس كالامل البعيد يذوب في الشجن الهذيل
|
او كالغرام يغيب خلف حوادث الدهر الثقيل
|
او كالحياة تغور بين دموع ذي سقم عليل
|
كالبدر يكسفه النهار، كنجمة عند الافول
|
|
ضاقت بي الدنيا، وضقت بها....... كأني في رحيل
|
في وهدة قفراء بُح ّ بجوها صوت الدليل
|
لا شيء لي، مما تناثرت تحت عيني في سبيلي
|
لا عاصفات الريح، لا جرد الا باطح والسهول
|
لا ظلمة الليل البعيد الغور لا سحر الاصيل
|
لا نغمة الحادي تطير بها سجيات الهديل
|
حتى السراب رده عن عيني ربان العليل
|
فظلت. لا امل يسامرني على الدرب الطويل
|
فيضيء ساعاتي ..... ولا ذكرى من الامس الجميل
|
|
رباه.... والعشرون من عمري تسير الى الذبول
|
سوداء مكفنة الاهلة بالتنهد والعويل
|
كانت تمر جريحة رعناء الخيول
|
ظلماء مطفأة السراج، كأنها بعض الطلول
|
كانت تمر على الجراح السود في القلب العليل
|
فالجرح يهوى فوق حرج ِ والقتيل على قتيل
|
والنار تصلى حر نارِ غير مطفأة الفتيل
|
ماذا جنيت من الزمان سوى الكآبة والنحول؟
|
او ارقب الليل الطويل يذوب في الصبح الطويل
|
واتابع الشمس المرنحة الشعاع...... الى الافول
|
واشبع البدر المسؤوم يغيب ما بين النخيل
|
لا مأمل لي بالكثير ور رجاء بالقليل
|
واعد ايامي لآسلمها الى الهم الثقيل
|
واعيش محروم الفؤاد من الهوى عيش الذليل
|
واسرح العراق الكئيب من التلال الى السهول
|
لآصعد الاهاب دامية وامعن في عويلي
|
ضاقت بي الدنيا وضقت بها كأني في رحيل
|
في وهدة قفراء بُحّ بجوها صوت الدليل
|