قَصرَ الدُبارَةِ هَل أَتاكَ حَديثُنا | |
|
| فَالشَرقُ ريعَ لَهُ وَضَجَّ المَغرِبُ |
|
أَهلاً بِساكِنِكَ الكَريمِ وَمَرحَباً | |
|
| بَعدَ التَحِيَّةِ إِنَّني أَتَعَتَّبُ |
|
نَقَلَت لَنا الأَسلاكُ عَنكَ رِسالَةً | |
|
| باتَت لَها أَحشاؤُنا تَتَلَهَّبُ |
|
ماذا أَقولُ وَأَنتَ أَصدَقُ ناقِلٍ | |
|
| عَنّا وَلَكِنَّ السِياسَة تَكذِبُ |
|
عَلَّمتَنا مَعنى الحَياةِ فَما لَنا | |
|
| لا نَشرَئِبُّ لَها وَما لَكَ تَغضَبُ |
|
أَنَقِمتَ مِنّا أَن نُحِسَّ وَإِنَّما | |
|
| هَذا الَّذي تَدعو إِلَيهِ وَتَندُبُ |
|
أَنتَ الَّذي يُعزى إِلَيهِ صَلاحُنا | |
|
| فيما تُقَرِّرُهُ لَدَيكَ وَتَكتُبُ |
|
إِن ضاقَ صَدرُ النيلِ عَمّا هالَهُ | |
|
| يَومَ الحَمامِ فَإِنَّ صَدرَكَ أَرحَبُ |
|
أَوَ كُلَّما باحَ الحَزينُ بِأَنَّةٍ | |
|
| أَمسَت إِلى مَعنى التَعَصُّبِ تُنسَبُ |
|
رِفقاً عَميدَ الدَولَتَينِ بِأُمَّةٍ | |
|
| ضاقَ الرَجاءُ بِها وَضاقَ المَذهَبُ |
|
رِفقاً عَميدَ الدَولَتَينِ بِأُمَّةٍ | |
|
| لَيسَت بِغَيرِ وَلائِها تَتَعَذَّبُ |
|
إِن أَرهَقوا صَيّادَكُم فَلَعَلَّهُم | |
|
| لِلقوتِ لا لِلمُسلِمينَ تَعَصَّبوا |
|
وَلَرُبَّما ضَنَّ الفَقيرُ بِقوتِهِ | |
|
| وَسَخا بِمُهجَتِهِ عَلى مَن يَغصِبُ |
|
في دِنشِوايَ وَأَنتَ عَنّا غائِبٌ | |
|
| لَعِبَ القَضاءُ بِنا وَعَزَّ المَهرَبُ |
|
حَسِبوا النُفوسَ مِنَ الحَمامِ بَديلَةً | |
|
| فَتَسابَقوا في صَيدِهِنَّ وَصَوَّبوا |
|
نُكِبوا وَأَقفَرَتِ المَنازِلُ بَعدَهُم | |
|
| لَو كُنتَ حاضِرَ أَمرِهِم لَم يُنكَبوا |
|
خَلَّيتَهُم وَالقاسِطونَ بِمَرصَدٍ | |
|
| وَسِياطُهُم وَحِبالُهُم تَتَأَهَّبُ |
|
جُلِدوا وَلَو مَنَّيتَهُم لَتَعَلَّقوا | |
|
| بِحِبالِ مَن شُنِقوا وَلَم يَتَهَيَّبوا |
|
شُنِقوا وَلَو مُنِحوا الخِيارَ لَأَهَّلوا | |
|
| بِلَظى سِياطِ الجالِدينَ وَرَحَّبوا |
|
يَتَحاسَدونَ عَلى المَماتِ وَكَأسُهُ | |
|
| بَينَ الشِفاهِ وَطَعمُهُ لا يَعذُبُ |
|
مَوتانِ هَذا عاجِلٌ مُتَنَمِّرٌ | |
|
| يَرنو وَهَذا آجِلٌ يَتَرَقَّبُ |
|
وَالمُستَشارُ مُكاثِرٌ بِرِجالِهِ | |
|
| وَمُعاجِزٌ وَمُناجِزٌ وَمُحَزِّبُ |
|
يَختالُ في أَنحائِها مُتَبَسِّماً | |
|
| وَالدَمعُ حَولَ رِكابِهِ يَتَصَبَّبُ |
|
طاحوا بِأَربَعَةٍ فَأَردَوا خامِساً | |
|
| هُوَ خَيرُ ما يَرجو العَميدُ وَيَطلُبُ |
|
حُبٌّ يُحاوِلُ غَرسَهُ في أَنفُسٍ | |
|
| يُجنى بِمَغرِسِها الثَناءُ الطَيِّبُ |
|
كُن كَيفَ شِئتَ وَلا تَكِل أَرواحَنا | |
|
| لِلمُستَشارِ فَإِنَّ عَدلَكَ أَخصَبُ |
|
وَأَفِض عَلى بُندٍ إِذا وَلِيَ القَضا | |
|
| رِفقاً يَهَشُّ لَهُ القَضاءُ وَيَطرَبُ |
|
قَد كانَ حَولَكَ مِن رِجالِكَ نُخبَةٌ | |
|
| ساسوا الأُمورَ فَدَرَّبوا وَتَدَرَّبوا |
|
أَقصَيتَهُم عَنّا وَجِئتَ بِفِتيَةٍ | |
|
| طاشَ الشَبابُ بِهِم وَطارَ المَنصِبُ |
|
فَاِجعَل شِعارَكَ رَحمَةً وَمَوَدَّةً | |
|
| إِنَّ القُلوبَ مَعَ المَوَدَّةِ تُكسَبُ |
|
وَإِذا سُئِلتَ عَنِ الكِنانَةِ قُل لَهُم | |
|
| هِيَ أُمَّةٌ تَلهو وَشَعبٌ يَلعَبُ |
|
وَاِستَبقِ غَفلَتَها وَنَم عَنها تَنَم | |
|
| فَالناسُ أَمثالُ الحَوادِثِ قُلَّبُ |
|