قِرانُ المُشتَّري زُحَلاً يُرَجّى | |
|
| لِإيقاظِ النَواظِرِ مِن كَراها |
|
وَهَيهاتَ البَريَّةُ في ضِلالٍ | |
|
| وَقَد فَطَنَ اللَبيبُ لِما اِعتَراها |
|
وَكَم رَأَتِ الفَراقِدُ وَالثُرَيّا | |
|
| قَبائِلَ ثُمَّ أَضحَت في ثَراها |
|
تَقَضّى الناسُ جيلاً بَعدَ جيلٍ | |
|
| وَخُلِّفَتِ النُجومُ كَما تَراها |
|
قَراءُ الوَحشِ وَهيَ مُسَوَّماتٌ | |
|
| بِرَبّاتِ المَعاطِفِ مِن قِراها |
|
وَما ظَلَمَ العَشيرَ وَلا قِراهُ | |
|
| ظَليمُ المُقفِراتِ وَلا قُراها |
|
إِذا رَجَعَ الحَصيفُ إِلى حِجاهُ | |
|
| تَهاوَنَ بِالمَذاهِبِ وَاِزدَراها |
|
فَخُذ مِنها بِما أَدّاهُ لُبٌّ | |
|
| وَلا يَغمِسكَ جَهلٌ في صَراها |
|
وَهَت أَديانُهُم مِن كُلِّ وَجهٍ | |
|
| فَهَل عَقلٌ يُشَدُّ بِهِ عُراها |
|
أَتَعلَمُ جارِساتٌ في جِبالٍ | |
|
| أَراها قَبلَها سَلَفٌ أَراها |
|
بِما فيهِ المَعاشِرُ مِن فَسادٍ | |
|
| تَوارى في الجَوانِحِ أَو وَراها |
|
قَضاءٌ مِن إِلَهِكَ مُستَمِرٌّ | |
|
| غَدَت مِنهُ المَعاطِسُ في بُراها |
|
يَحُطُّ إِلى الفَوادِرِ كُلَّ حينٍ | |
|
| مَنيعاتُ الفَوادِرِ مِن ذَراها |
|
وَما تَبقى الأَراقِمُ في حِماها | |
|
| وَلا الأُسدُ الضَراغِمُ في شَراها |
|
تَقَدَّمَ صاحِبُ التَوراةِ موسى | |
|
| وَأَوقَعَ في الخَسارِ مَنِ اِفتَراها |
|
وَقالَ رِجالُهُ وَحيٌ أَتاهُ | |
|
| وَقالَ الظالِمونَ بَلِ اِفتَراها |
|
أَعِبرِيٌّ تَهَوَّكَ في حَديثٍ | |
|
| فَباعَ المُشكِلاتِ كَما اِشتَراها |
|
وَغاياتٌ بُسِطنَ إِلى أُمورٍ | |
|
| جَراها الآجِرونَ كَما جَراها |
|
أَرى أُمَّ القُرى خُصَّت بِهَجرٍ | |
|
| وَسارَت نَملُ مَكَّةَ عَن قِراها |
|
وَكَم سَرَتِ الرِفاقُ إِلى صَلاحٍ | |
|
| فَمارَسَتِ الشَدائِدَ في سُراها |
|
يُوافونَ البَنِيَّةَ كُلَّ عامٍ | |
|
| لِيُلقوا المُخزِياتِ عَلى قُراها |
|
ضُيوفٌ ما قَراها اللَهُ عَفواً | |
|
| وَلَكِن مِن نَوائِبِها قَراها |
|
وَما سَيري إِلى أَحجارِ بَيتٍ | |
|
| كُؤوسُ الخَمرِ تُشرَبُ في ذَراها |
|
وَلَم تَزَلِ الأَباطِحُ مُنذُ كانَت | |
|
| يُدَنَّسُ مِن فَواجِرُها بُراها |
|
وَبَينَ يَدَي جَميعِ الناسِ خَطبٌ | |
|
| لَهُ نَسِيَت مُوَلَّعَةٌ غَراها |
|
مَهالِكُ إِن أَجَزتَ الخَرقَ مِنها | |
|
| فَأَنتَ سُلَيكُها أَو شَنفَراها |
|
بَدَت كُرَةٌ كَأَنَّ الوَقتَ لاهٍ | |
|
| بِها عَزَّ المُهَيمِنُ إِذ كَراها |
|
تَبارَكَ مَن أَدارَ بَناتِ نَعشٍ | |
|
| وَمَن بَرَأَ النَعائِمَ في حَراها |
|
تَمارى القَومُ في الدَعوى وَهَبّوا | |
|
| إِلى الدُنيا فَكُلُّهُمُ مَراها |
|
وَكَم جَمَعَ النَفائِسَ رَبُّ مالٍ | |
|
| فَلَمّا جَدَّ مُرتَحِلاً ذَراها |
|
تَظَلُّ عُيونُ هَذا الدَهرِ خُزراً | |
|
| تَعُدُّ الماشِياتِ وَخَوزَراها |
|
كَتائِبُ مِنسَراها اللَيلُ يُتلى | |
|
| بِصُبحٍ يُؤمَنُ مِن سَراها |
|
وَأَدواءٌ ثَوى بُقراطُ مَيتاً | |
|
| وَجالينوسُ فادَ وَما دَراها |
|
وَما اِنفَكَّ الزَمانُ بِغَيرِ جُرمٍ | |
|
| طَوائِفُهُ تُطيعُ مَنِ اِدَّراها |
|
أَهَذي الدارُ مُلكٌ لِاِبنِ أَرضٍ | |
|
| بِها رامَ المُقامَ أَمِ اِكتَراها |
|
عَلى كُرهٍ تَيَمَّمَها فَأَلقى | |
|
| بِها رَحلاً وَعَن سُخطٍ شَراها |
|
وَما بَرِحَ الوَجيفُ عَلى المَطايا | |
|
| وَتِلكَ نُفوسُنا حَتّى بَراها |
|
إِذا ما حُرَّةٌ هُرِيَت وَسيفَت | |
|
| فَمَن سافَ الإِماءَ وَمَن هَراها |
|
وَنَحنُ كَأَنَّنا هَملٌ بِجَدبٍ | |
|
| عُراةٌ لا نُمَكِّنُ مَن عَراها |
|
شَبابُكَ مِثلَ جِنحِ اللَيلِ فَاِنظُر | |
|
| أَعادَ إِلى الشَبيبَةِ مَن سَراها |
|
وَما نالَ الهَجينُ مِنَ المعالي | |
|
| إِذا خَطَبَ الكَريمَةَ وَاِستَراها |
|
أَنَرهَبُ هَذِهِ الغَبراءَ ناراً | |
|
| تُطَبِّقُ مِثلَ ما تَهوي سَراها |
|
فَإِنَّ اللَهَ غَيرُ مَلومِ فِعلٍ | |
|
| إِذا أَورى الوَقودَ عَلى وَراها |
|