يا قلب ذب كمداً أو لا فلا تذب |
ما من تحب ولو تحرص بمقترب |
ركبت هول الهوى من غير تجربة |
وراكب الهول محمول على العطب |
قد خاب الهوى من بعدما وضحت |
منه ضروب منّى أحلى من الضرب |
لبيتَ داعيه الهوى ألا إلى الشحب |
حتى إذا من تلك المنى جعلت |
تدعو بطول الويل والحرب |
أيا لذيذة لا واللَه مذ حجبت |
عني فما لي في اللذات من أرب |
تركتني يا حياتي للدرى غرضاً |
تفديك أمي من صرف الردى وأبي |
يصلى فؤادي سعيراً من صبابته |
والعين في لجة من دمعها السرب |
يا رب قد سفكت أم الوفاء دمي |
وقد تخوفت أن تؤاخذ بي |
وقد ذهبت لها قلبي وما خطري |
حتى يعاقب ذاك الحسن من سببي |
نسبت ألا تلاقينا وموقفنا |
على مراقبة من أعين الرقب |
لما التقينا وقد قيل المساء دنا |
وغابت الشمس أو لاذت ولم تغِب |
وأضلعي بين منقد ومنقصف |
وأدمعي بين منهل ومنسكب |
تأملتني أم المجد قائلة |
بمن أراك أسير الوجد والطرب |
فقلت قلبي مسبّي وأنك لو |
كتمت سري لم أكتمك كيف سبي |
وأعرضت ثم قالت قد أسأت بنا |
ظنّاً أيجمل هذا من ذوي الأدب |
فقُلت إنّي امرؤ لما لقيتكم |
والمرء وقف على الأرزاء والنوب |
سبتُ فؤادي ذات الخال قادرة |
ولا نصيب لهُ منها سِوى النصب |
اشقى بها وهي تلهو في بلهنيّة |
شتان واللَه بينَ الجد واللَعبِ |
أصابت القلب لما ان رمتهُ ولو |
رمتهُ أخرى اذن لاشكَّ لم تصب |
فقالت أشك إليها ما لقيت ولا |
ترهب فلن تبلغ الآمال بالرهب |
عسى هواك سيعديها فيعطفها |
فقد يكون الهوى أعدى من الجرب |
فقلت أعظمها بل ما أكلمها |
إلا أشار إليّ الموت من كثب |
قالت أنا أتولى ذاك في لطف |
فقد أؤلف بين المساء واللهب |
فقلت مثلك من يرجى لمعضلةٍ |
لازلت في غبطة ممتدة الطنب |
قالت لها يا لذيذ الحسن صاحبنا |
صبا إليك فأضحى جدّ مكتئب |
صليه أو فاقتليه فالحمام له |
خير من الهجر في جهد وفي تعبِ |
فلو تراني قد استسلمت مرتقباً |
منها حنان الرضى أو جفوَة الغضب |
حتى إذا ما ألانت تلك جانبها |
والقلبُ مضطرم تسكينه يجب |
طفقت الثم كفيها وقد جنحت |
إليك تضحك بين العجب والعجب |
ثمَّ افترقنا وقد ساءت |
ان اجتمعنا ولم تأثم ولم تخب |
لِلَّه مثلى ما أدنى سجيته |
من المَعالي وأنآها عن الريب |
كَم مآثم مستلذ قد هممت بهِ |
فلم يدعني له ديني ولا حسبي |