أقولُ وَهزَّتني إليكَ أريجةٌ |
كما مالَ غُصنٌ أو تَرَنَّحَ نشوْانُ |
وفي المهدِ مبغومُ النداءِ وكلما |
أهابَ بشوقي فهوَ قسٌّ وسحبان |
يَجِدُّ بقلبي حُبُّهُ وهو لاعبٌ |
ويبعثُ همّي ذكْرُه وهو جذْلان |
وأُخْرى قد استفَّ الزمان شَبابها |
ولم يُرْوِها إنَّ الزمانَ لظمآن |
حناها فأمستْ كالهلالِ وزادها |
صباحَ مشيبٍ غالها منهُ نقصان |
ولم أرَ كالتَّقْويسِ شيئاَ هو البِلى |
ولا سيَّما إنْ قام بالشَّيبِ بُرْهان |
بكتْ ولأمرٍ ما بكتْ أُمُّ واحدٍ |
لها كلّ يومٍ من تَفقُّدِهِ شان |
إذا ما التقتْ أَجْفانُها ودموعُها |
ففي كلِّ شيءٍ لي دموعٌ وأجفان |
تقول أبا يحيى وتعرض لوعةً |
بذكري فيلتفُّ ارتياح وريحان |
وليسَ بيَ الإضرابُ عنكَ ولا بها |
ولكنَّ إشفاقَ الوحيدة سلطان |
وجازعةٍ للبينِ مثلي ولم تَكُنْ |
لِتَسْلُو ولو أنَّ التَّلاقيَ سلوان |
تصدَّتْ لتوديعٍ فكادتْ يؤُودُها |
قلائِدُ فيها من دموعيَ ألوان |
وجودُ أميرٍ كلما مرَّ ذكرهُ |
فهاتِ اسقني إنَّ الأحاديث ألحان |
فتىً قلما تلقاهُ إلا مُرَحباً |
تلوذُ بِحقويْهِ كُهولٌ وشُبَّان |
وليس بموسى غيرَ أنّي رأيْتُهُ |
وكلُّ قناةٍ دون عَلياه ثُعْبان |
ولا هو نوحٌ غير أني رأيتُهُ |
وَرَأْفَتُهُ جُوْدِيْ وَجَدْوَاهُ طوفان |