فؤادٌ على حُكمِ الهوى لا على حُكْمي |
بهيمُ على إثرِ البخيلةِ أو يهمي |
متى أشْتَفي من لوعتي وأطيقُها |
إذا كان بجنيها فؤادي على جسمي |
هنيئاً لسلمى فرطَ شوقي وأنني |
ذكرتُ اسمَهَا يومَ النّوى ونسيتُ اسمي |
غَداةَ وقفنا بقْسِمُ الشوقُ بيننا |
على ما اشترطْنا وارتضتْ سُنّة القسْم |
وقد أطْلَعَتْ تلك الهوادجُ أنجماً |
تركنَ جفوني في الكرى أُسْوَةَ النجم |
فأبْتُ بدمعي لؤلؤاً فوق نَحْرِها |
وآبتْ بما في مُقْلَتَيْها من السُّقْم |
خليليَّ هل بَعْدَ المشيبِ تَعِلَّةٌ |
لذي الجهلِ أو في الحبِّ شُغْل لذي حلم |
وهل راجِعٌ عيشٌ لبسناه آنفاً |
كيوم يزيدٍ في بيوت بني جَرْم |
وهل لي حظٌّ من مُوَاتاةِ صاحبٍ |
له قُدْرةُ القاضي وَمَوْجدَةُ الخَصْم |
بدتْ رِقّةَ الشَّكوى على حركاتِهِ |
ورابَتْكَ في أَعْطافِهِ قَسْوَةُ الظلم |
كما اضَّطرَبَ الخطّيُّ في حَوْمَةِ الوَغى |
وَصُمُّ المنايا في أنابِيبِهِ الصُمِّ |
رَمَاني على فَوْتِ الشبابِ وإنما |
تَعَرَّضَ لي لما رآنيَ لا أرْمي |
ولم يَدْرِ أنّي لو أشاءُ حَمَلْتُهُ |
على رِسْلِهِ إنَّ الحِمَالَةَ كالسَّهم |
وَوكَّلَ عيْنَيهِ بإتلافِ مُهْجَتي |
سَيَعْلَمُ إن لم يَسْتَجِرْ بي من الغُرْم |
أبا جعفرٍ هذي المكارمُ والعُلا |
دعاءً بحقٍّ وادعاءً على عِلم |
أرى النّاسَ قد باعوا المروَّاتِ فاشْترِ |
وقد ضَيَّعُوا ما كانَ منْ حَسَبٍ جمّ |
وأنت أحق الناس بالحزم فأته |
وصوف العلا بالمال أشبه بالحزم |
وأنتَ بعيدُ الهمِّ مقترِبُ الجدا |
كريمُ السَّجايا ماجدُ الخال والعم |
أبيٌّ إذا لم يدفعِ الضيمَ دافعٌ |
بغيرِ حديث الإفكِ والحَلِفِ الإثم |
وأكْرَمُ مَنْ يُرْجى لدفعِ مُلِمّةٍ |
إذا الطّفْلُ لم يسْكُنْ إلى لُطُفِ الأمّ |
وأهْفى بأَلْبَابِ الرِّجالِ من الهَوى |
وأخْفَى وراءَ الحادثاتِ من الوهم |
وأحْمَى لحوْزَاتِ المعالي منَ الرَّدى |
وأسْخى بآمال النُّفُوسِ منَ الحِلم |
وذو عَزَمات لو يُساوي بها الرُّبى |
لطأطأَها بينَ المذلَّةِ والرُّغْم |
تَكَرَّمْتَ عما فيه أدنى غَضاضةٍ |
على خُلُقٍ ضاهَتْكَ فيه ابنةُ الكرم |
ولم أرَ أحْيَا منك وجهاً ولا يداً |
إذا استأثرَ الحرُّ المرَهَّقُ بالطُّعْم |
وأصْبَرَ في ظلماءِ كلِّ كريهةٍ |
بحيثُ يكونُ الصبر أفرجَ للغمِّ |
إذا الخيلُ عامتْ في النجيعِ وأُلْجِمَتْ |
بِسُمْر العوالي وهي تَطغَى على اللجم |
فلم ترَ إلا عاثراً بدمائه |
يحاذر كلماً أو يُدَافِع عن كلم |
ولا حصنَ إلا السيفُ في يدِ ماجدٍ |
يرى الموتَ دونَ المجدِ غُنْماً من الغُنْم |
هنالك حدِّث عن أُبَيَّ وجعفر |
وعبد المليك الشمِّ في الرُّتَب الشم |
تَسَمّيْتَ بالفضلِ الذي أنتَ أهْلُهُ |
ومعناهُ والمذمومُ أجدرُ بالذمّ |
وَأُلْبِسْتَ مِنْ وَشْيِ الوزارةِ حُلّةً |
تقومُ لها تلكَ المآثرُ بالرقم |
وَتَنْميك من سَعْدِ العشيرةِ أُسْرَةٌ |
هل الفخرُ إلا ما نَمَتْهُ وما تَنْمي |
بهاليلُ أبطالٌ جحاجحُ سادةٌ |
كأُسْدِ الشّرى في الحرب كالمُزْنِ في السلم |
إذا ركبوا الجُرْدَ الجيادَ إلى الوغى |
رأيتَ الأسودَ الضارياتِ على العُصْم |
سَيأتيكَ شعري ذاهباً كلَّ مَذْهَبٍ |
على شَهِمٍ منْ خُطّةٍ أو على سَهْم |
جزاءً بِنَعْماكَ الجزيلة إنني |
تَكَرَّمْتُ عن شَيْنِ الصَّنيعةِ بالكتم |
وكم لكَ عندي من يدٍ مَلأَتْ يدي |
ومنْ نعمةٍ أَوْلى بشعريَ من نُعم |
هنِيئاً لك العيدُ الذي أنت عيدُهُ |
وعيدٌ لما حاكوا من النثر والنظم |
نأى الحجرُ الملثوم فيه فأَحْظِني |
بيمناكَ واجعلْ لي سبيلاً إلى اللثم |