يا لذّةَ العيشِ إني عنكِ في شُغُلِ | |
|
| لا ناقتي منكِ في شيءٍ ولا جَمَلي |
|
حسبي خَلَعتُك للأعلامِ خافقةً | |
|
| ألموتُ في ظِلّها أحلى منَ العسل |
|
في كلِّ مضطرمِ الأحشاءِ حالِكِها | |
|
| ترى الرَّدى فيهِ مُفتاتاً على الأجل |
|
تَعْدُو بسرْجِي إليه كلُّ سابحةٍ | |
|
| كأنَّ غُرَّتَها في مُرْتَقى زُحَل |
|
قد عُوِّدَتْ أن تخوضَ الماءَ وادعةً | |
|
| تَهاديَ الخودِ بين الحلْي والحُلَل |
|
والخيلُ فوضى تَبَارَى في أَعِنَّتِها | |
|
| تعومُ في الدم أو تعْلُو على القُلَل |
|
والحربُ تُلْحِمُ نصلَ السيفِ كلَّ فتىً | |
|
| لا يُلْحِم السيف إلا هامةَ البَطَل |
|
هناك سَلْ بي ولولا أن يَغُضَّ بها | |
|
| قومٌ لقلت اشْهدِ الهيجا ولا تَسَل |
|
ونازحٍ بين قُطْرَيْهِ يضيقُ به | |
|
| ملءُ الفضاءِ فقصّرء عنه أو أطِل |
|
لا ينشأُ الدَّجْنُ فيه خوفَ هاجرةٍ | |
|
| تَشْتَفُّ ما في نَوَاحِيْهِ منَ البلل |
|
وتَنْثَني الريح عن أَدنى مقاصدهِ | |
|
| حسْرى تَبَيَّنُ فيها فَتْرَة الكسلِ |
|
نُمْسي المنونُ به غَرْثى ولو ظَفِرَتْ | |
|
| بأَكْلَةٍ ما أساغَتْها منَ الوجَل |
|
فَسَلْهُ بي فَلَعمْرِيْ إن ثبتَّ له | |
|
| ليخبرنَّكَ عن أُعْجُوبةٍ جلل |
|
عن قُلَّبِ القَلْبِ يَفْري كلَّ نازلة | |
|
| حَزماً يسدُّ طريقَ العارِضِ الهَطِل |
|
أكلَّما طلعتْ نفسي إلى أملٍ | |
|
| لم يَعْدُها عائقٌ عن ذلك الأمل |
|
ذَنْبي إلى الدَّهْرِ حلمْي عن جَرَائمِهِ | |
|
| أوْلى له لستُ بالواني ولا الوَكِل |
|
لأقْدِمنَّ ولو أثناءَ داهيةٍ | |
|
| دهياءَ لم تشْتَمِل قَبْلي على رَجُل |
|
لا يحرزُ المجدَ إلا من تَوَزَّرها | |
|
| إنّ المآثر لا يُحْرَزْن بالحيل |
|
من مُبلغٌ عنّيَ الفتيانَ مألُكَةً | |
|
| ولستُ أنطِقُ عن إفْكٍ ولا خَطَل |
|
إني تركتَ ابن منظورٍ لواردِهِ | |
|
| لمعُ السَّرابِ وداعيه ابنة الجبل |
|
فلست أحْنُو بمرآه على صَنمٍ | |
|
| ولا أُعَرِّجُ مِنْ مَغْنَاه في طَلَلِ |
|
ولا ألوذُ به ملآنَ من صَلَفٍ | |
|
| يخاتِلُ المجدَ بين الجُبْنِ والبَخَلِ |
|
هذي القصائدُ وَاسمُ الهوزنيِّ لها | |
|
| وها أنا وأياديهِ الجزيلةُ لي |
|
بَيْني وبينَ العُلا منْ ذِكْرِهِ أردٌ | |
|
| مثلُ النسيمِ خِلالَ الروضة الخَضِلِ |
|
|
| على الأماني ومعنى غير مشتكل |
|
هات الأحاديث عَنْهُ ربما نَفَعَتْ | |
|
| ما ليسَ يَنْفَعُ بَرْدُ الماءِ لِلْغُلل |
|
وَمُنْيَتي مَجْلِسٌ منه أغيظ به | |
|
| قَوْماً ولو جئتُهُ أمْشِي على الأسل |
|
فالثمْ أنَامِلَهُ عنْ خاطِري وَفَمي | |
|
| واشكرْهُ عنّي وعنْ إحسانه قِبَلي |
|
منْ لي به البحرَ معسولاً مواردُهُ | |
|
| وقد جلستُ على الضحضاح والوَشل |
|
وأين لي عنه شمساً غير آفِلَةٍ | |
|
| وإن أردتَ فظلٌّ غيرث منتقل |
|
وقائلاً غيرَ مَنْزُورٍ ولا خَطِلِ | |
|
| وفاعلاً غير مَنَّانٍ ولا مَذِل |
|
وحامياً لا يُبَالي مَنْ يلوذُ به | |
|
| أنْ يَكْشِرَ الموتُ عن أنْيَابهِ العُصل |
|
تَقَاصَرَتْ عن عُلاَهُ كلُّ مَرْقَبَةٍ | |
|
| لو طاولتها مَرَاقي الشُّهْبِ لم تَطُل |
|
يضيقُ شِعْريَ عما أنتَ فاعِلُهُ | |
|
| وفيه فَضْلٌ على الأيّامِ والدُّولِ |
|
وطائرِ الذِّكْرِ إلاَّ أنَّه نَبَأٌ | |
|
| إفكٌ يُخَوِّضُ فيه كلُّ مُنْتَحل |
|
شتّى الظنونِ كأنَّ الأرضَ تَطْلُبُهُ | |
|
| بما جَنَى فَوْقَها من غَامِضِ الوجل |
|
ضَمَّنْتُ مَجْدَكَ أشْعَاري فباتَ لها | |
|
| كأَنّهُ نَهْبُ أطْرَافِ القنا الذُّبُل |
|
حسادةً لك لا تَعْدُوهُ صَرْعَتُها | |
|
| وإنْ أتَتْهُ بها الأيَّامُ في مَهَل |
|
عمداَ إليكَ تركْتُ الناسَ كلَّهُمُ | |
|
| السيدُ الرأيِ لا يؤتْى مِنَ الزلل |
|
أوْلى الأنامِ بأَشْعَاري وإن كَسَدَتْ | |
|
| مَنْ كانَ أوْلاهُمُ بالقولِ والعمل |
|
جَرَّبتُ من زَمَني ما فيه لي عِظَةٌ | |
|
| لمثلها أسْرَفَ العُذَّالُ في عَذَلي |
|
لا أخْدَعُ النَّاسَ عنّي قد بَلَوْتُهمُ | |
|
| يا دهرُ أُنْجُ ويا وشكَ الحمامِ غُلِ |
|
أيَنَفَضِي الدَّهْرُ لم تَظْفَرْ يَدِي بأَخٍ | |
|
| إذا سمعتُ بسوْءٍ عنهُ لم أخَل |
|
نعمَ النصيبُ منَ الدنيا أخو ثقةٍ | |
|
| إن حالَ شيءٌ من الأيَّامِ لم يَحُل |
|
حقاً أقولُ لقد أَعْلَيْتَ مِنْ هِمَمي | |
|
| فسرنَ بي في العُلا سَيْرُورَةَ المثل |
|
حتَّى لأوْهَمْنَني أنَّ الكواكبَ منْ | |
|
| حَلْييْ وأن صروفَ الدَّهرِ منْ خَوَلي |
|
مُرِ اللياليَ تَفْعَل غيرَ وانيةٍ | |
|
| وَحُدَّ للقَدَرِ المقدُورِ يَمْتَثِل |
|
واستقصِ بأسَ أبي حَفْصٍ ونائِلَهُ | |
|
| كلاهما بالذي تَرْضَى عُلاك كِلِ |
|
فَرع سموتَ به في كلِّ مَكْرُمَةٍ | |
|
| نَسْلٌ لأيِّ ذُراها الشمِّ لم يَنَلِ |
|
وصارمٌ تَتَمَنَى كلُّ شارقَةٍ | |
|
| في الجوِّ لو أنَّها نِيطَتْ عليه حُلِيْ |
|
وإنْ تَجانَفَتِ الأيّامُ قوَّمَها | |
|
| بعزمِ مُخْتَبرٍ في حدِّ مُهْتَبِل |
|
تُرَنّمُ الطيرُ شعري بعدُ عجْمَتِها | |
|
| حمصُ الزمانُ وأنت الشمسُ في الحمل |
|
أُثْني عليكَ وحسبي أنّهُ سببٌ | |
|
| بيني وبينَ المعالي جدُّ مُتَّصل |
|
وكم تَمَطّرَ بي في شأْوِ كلِّ علا | |
|
| وإن غدا وهو للحرمان في شَكَل |
|
وارحْمَتَا ليَ سَيْفاً لو ضربتَ به | |
|
| عَضْبَ المضاربِ رثَّ الجَفْنِ والخِلَلِ |
|
تشوَّفَ العيدُ مِنْ جَدْوى يديكَ إلى | |
|
| عيدٍ على النَّاسِ والأيامِ مشتمل |
|
فاهنأ بعيدٍ لها الأفْرادُ فيه إذا | |
|
| لم يهنأُوا غيرَ عَقْرِ الضانِ والإبل |
|
ولا يَزَلْ يَتَصَدَّى في ذُراك إلى | |
|
| عِناقِ ما شاءَ من أنْسٍ ومِنْ جَذَل |
|
ولا انتحتنيْ مِنَ الأيّامِ نائبةٌ | |
|
| حتّى تَوَهَّم قلبي من هواكَ خِلي |
|