أذاهبةٌ بين القطيعة والوصْلِ |
بِعَقْلي أما يرضيكِ شيءٌ سِوى عَقْلي |
وَمَانِعَتي حتّى على النأيِ وصْلَها |
لعلَّكِ قد صارَمتِ طَيْفكِ في وصلي |
وقاضِيةً بالهجرِ بيني وبينها |
كأنَّكِ لم تَلْقَيْ سبيلاً إلى العدل |
ألا بأبي تلك الشمائلُ حلوةً |
وإنْ تَرَكَتْنِي غَيْرَ مُجْتَمع الشَّمْل |
ويا حبّذا ذاكَ الدلالُ مُعَشّقاً |
وإن كنتُ منهُ سائرَ اليومِ في شُغل |
وحسنُ حديثٍ كلما قلتُ أحْزَنَتْ |
ثَناياهُ أفْضَتْ بي إلى كَنفِ سهْل |
كذلك حتى أشْرَفت بي على شفاً |
هو الجِدُّ لا ما كنت فيه من الهزل |
وَشعْشَعَ لي مما هناكَ مُدامةً |
مذاقَتُهَا تُغْري ونَكْهَتُها تُسْلي |
وما عِفْتُها بل سافَهَتْ فَرَدَدْتُها |
فقالَ العفافُ اشربْ فإنَّك في حِلِّ |
أَتَتْني ولم أرتبْ بِوُدِّك ضجرة |
أخوذٌ بأنفاس الرُّسَيْلاتِ والرُّسْل |
وَسَمْتَ بها هذا الزمانَ فإنْ يَتِهْ |
فغيرُ بديعٍ مِنْ سَجِيَّتِهِ الغُفْل |
إلا بأَبِي هاتِ اعتزازَكَ كُلّهَ |
ودونك ذُلي لم تَدَع لي سِوَى ذلي |
أمولايَ لا أني أقِرُّ لغيرهِ |
بها غيرَ تَمْوِيهِ الخديعةِ والختل |
ويا كُحْلَ أجفاني وإن غَلَبَ الكرى |
عليها وقد تَقَذَى الجفونُ من الكُحْلِ |
أصِخْ غيرَ مأمورٍ لإمرارِ لَوْعَةٍ |
إذا مارَ دَمْعِي فارَ مِرْجَلُهَا يَغلي |
صَدَقْتَ أنا الجاني فهلْ من بقيّةٍ |
تُشِيرُ إلى استْحياءِ مِثْلِكَ من مثلي |
ولا بدَّ من عُذرٍ وليس بِوَاضِحٍ |
ولكنْ لكَ الفَضْلُ المُحَكّمُ في الفَضْل |
أرَيْتَكَ من تحنو عليه وغنه |
لكالغيثِ أو أنّي لَكالْبَلَدِ المحل |
أحينَ دعاني وادَّعَاني ولم أجِدْ |
سوى حُكْمِهِ طَوْراً عليَّ وَطوْراً لي |
قبلتُ الأذى منه كأنّيَ قابضٌ |
على الماءِ أوْ ساعٍ على اثر الظِلِّ |
أنَازِعُهَا حَبْلَ الهَوَى وَتَلُفُّهُ |
وقَدْ وَرِمَتْ كفّايَ منْ أثَر الحَبْلِ |
تَرُوْحُ وَتَغْدثو كلّما قلتُ قد دَنَتْ |
وما قولُهَا قَوْلي ولا فِعْلُهَا فعلي |
وكنتُ وَمَنْ أهْوَى وأنت جنيتها |
وعلى صِيْرِ أمْرٍ ما يُمرُّ ولا يُحْلي |
وواللهِ ما أنكرْتُ سَبْقَك للعلا |
ولكنّني حتى لحِقْتُ على رسْلِ |
حَنَانَيْكَ لا تُطْمِحْ مَطَالِبَ جَرْوَلِي |
فَنُشْقي بها أهلَ القُريّةِ من ذُهْلِ |
وماليَ من ذَنْبٍ إليكَ عَلْمتُهُ |
سوى رِقّةٍ تأتي على رأيِكَ الجزل |
أعرنيَ قلباً مثلَ قلبكَ صابراً |
تجدْني إذا قلتَ البدارَ على رجْل |
ودونك ما أحْبَبْتَ غَيْرِي وَغَيْرَهُ |
ولستُ على شيءٍ تُحِبُّ بِمُعْتَلِّ |
فإن تأبَ إلى العَجْلَ حين مَلَكْتَهُ |
عليَّ فَقَدْ شَطّتْ حَنِيفَةُ عن عجل |
وإن تكُنِ الأُخْرَى وأنت مُهَاجِرٌ |
فما لكَ لا تَبْكي بِشَجْوٍ إلى الفَضْلِ |
لكَ اللهُ لا يَذْهَبْ بِكَ الغيظُ مَذهَباً |
يَرُوعُكَ بي بَينَ المطيَّةِ والرَّحْل |
وإن تَكُ أوْلى بالتَّمَاسُكِ والنُّهَى |
أكُنْ أنا أولى بالغوايَةِ والجهل |