لا وحياةِ الأعْيُنِ النُّجْلِ |
وإن تَعَاوَنَّ على قَتْلي |
ألِيَّةً ما زالَ بِرِّي بها |
أكثرَ مِنْ برِّكَ بالعدل |
ما جَمَع الأنْسُ لأهلِ الهوى |
كالجمع بين القُرْط والحجل |
فخالفِ العقلَ فإنَّ الهوى |
ليسَ بمحتاجٍ إلى العقل |
واحتجَّ بالجهلِ وقاوِمْ به |
ما دمتَ مَعْذُوراً على الجهل |
واشرَبْ على ماشيتَ مَنْ نظرةٍ |
مُعْلَمَةٍ في وَجْنَةٍ غُفل |
كصفحةِ السَّيْفِ ولكنَّها |
يَجْرِي الهوى فيها مع الصَّقْل |
قام بِعُذرِي في الهوى حُسْنُها |
مقامَ بُرهانٍ على شكْل |
وابأبي تفتيرُ أجفانها |
لو لم يكنْ خَبلاً من الخبل |
أرقُّ من قلبيْ ومما ادَّعى |
في ذلكَ العُشَّاقُ مِنْ قبلي |
يا ليتني اليوم على مَوْعدٍ |
قد حارَ بين الخُلْفِ والمَطْل |
نازَعَني صَبْرِي به باخلٌ |
كدتُ به أثني على البُخل |
أحْرَقَ بالحبِّ وَمَنْ لي به |
يُمرُّ أحياناً ولا يُحْلي |
طَالَبْتُهُ دَيْني فَألْوَى به |
يَرُوْغُ بين المَنْعِ والبَذْلِ |
فتىً إذا أعْطَاكَ أخْلاَقَهُ |
أغْنَاكَ عن راحٍ وعن نُقْل |
دلَّتْ على السُّؤْدَدِ أفْعَالُهُ |
دلالةَ الشَّمْسِ على الظل |
كالأسَدِ الوَرْدِ وما حُجَّتِي |
إن لم أقُلْ كالعارضِ الوَبْل |
إنْ حَشَّ نارَ الحربِ قامتْ لها |
أعداؤه كالحَطَبِ الجَزْل |
في كلِّ هيجا لَقِحَتْ نفسها |
بالموتِ فاستغنت عن الفحل |
كثيرةُ النسْلِ ولكنّها |
أقْطَعُ ما في البَطْنِ للنَّسْل |
أيَّمهَا الثُّكْلُ على أنَّها |
وَشُرْبَهَا شرٌّ منَ الثُّكل |
في عارضٍ للموتِ مُثْعَنْجِرٍ |
أوَّلُ ما يَبْدأ بالهَطْل |
تمورُ فيه الخيلُ والنبلُ لا |
تَفْرُق بين الخيلِ والنَّبْل |
إذا اخْتَلَى سيفٌ به هامةً |
لم ترَ إلا مِرْجَلاً يَغْلي |
ماذا تريدُ النَّفْسُ من مُهْجَةٍ |
أنْتَ بها أوْلضى من النَّصْل |
قد نُبْتَ عن سَيْفك في الحربِ أو |
نابَ لك الرُّعْبُ عنِ القتل |
واشتْتغَلَ الناس بنقصانهمْ |
لما رأوْا شُغلَكَ بالفَضْل |
أملِ على شعريَ إحْسَانَهُ |
فإنَّ شِعْري منكَ يَسْتَملي |
ولا تَكِلْهُ لأبَاطِيْلِهِ |
فالجِدُّ أوْلَى بي منَ الهزل |
جُوْدُكُ أجْدَى في طِلاَب العلا |
من الحَيَا في البَلَدِ المحل |
جودٌ لو أنَّ الأرضَ غيْثَتْ به |
لم تُنْبِتِ البُرَّ مَعَ البقل |
وهزَّة لو أنها نشوةٌ |
لكان منها النُّسْكُ في حِلِّ |
ومنطقٌ لو لم يكن مفْرَداً |
لَفُضَلَ القَولُ على الفِعْل |
يحكي جنى النَّحْلِ ولكنّه |
لم تَكْتَنِفْهُ إبَرُ النحل |
كم من يدٍ بيضاءَ مشكورةٍ |
أوليت بين الأزم والأزل |
وحجة كالصبح مشهورة |
قُمْتَ بها تُعلي وَتَسْتَعلي |
ومأزِقٍ ضَنْك تَقَحَّمْتُه |
تُرْخِصُ بالأرواحِ أوْ تُغلي |
ومُنْتَدىً رحبٍ تَبَوَأْتَهُ |
مُضْطَلِعاً بالعَقْدِ والحلِّ |
إنَّ أَبا حفصٍ أرانا العُلا |
أقومَ مِنْ ساقٍ على رجل |
رِد يا أبا حفص جِمامَ العلا |
ما شئتَ من عَلٍّ ومن نَهْل |
يَنمِيك للمجد أبو قاسمٍ |
ما أقْرَبُ الفَرْعَ من الأصْلِ |
كلاكُمَا قامَ على مَجْدِهِ |
بشاهدٍ منْ مَجْدِهِ عَدْلِ |
منْ أسْرةٍ إنْ شَهدوا مَشْهَدَا |
كانوا أحقَّ الناسِ بالخَصْلِ |
لو كَتَبُوا أحْسَابَهُمْ أحْرُفاً |
أغْنَتْكَ عن نَفْطٍ وعن شَكْل |
تَسَرْبَلُوا للحربِ أثْوَابَها |
ليسوا بأنْكاسٍ ولا عُزْلِ |
وَأوْرَدُوا أعْدَاءَهُمْ مَوْرِداً |
رَنْقاً من الغِسْلينِ والمُهْلِ |
دُوْنَكَ مما صُغْتُهُ حليةً |
فَصَّلْتُها بالمنطقِ الفَصْل |
تلهيكَ في الخلوةِ أبياتُها |
وَرُبَّما هَزَّتْكَ في الحَقْل |
فإن يكنْ حُسْنٌ فلا مِثْلُهَا |
أوْ يكُ إحسانٌ فلا مثلي |