يا رَبْعَ ناجِيَةَ انْهَلَّتْ بكَ السُّحُبُ | |
|
| أمَا تَرَى كيفَ نابَتْ دُوْنَكَ النُّوَبُ |
|
وعاد قلبيَ مِنْ ذكراهُ عيدُ جوىً | |
|
| هو الخيالُ وإنْ قالوا هُوَ الطَّرَب |
|
أبَعْدَ حَوْلٍ تَقَضَّى لِلنَّوى كَثَبٍ | |
|
| ولا الذي بيننا نَبْعٌ ولا غَرَب |
|
أرْتَابُ بالشيء مما كنتُ أذكره | |
|
| يا دهرُ إنَّ أحاديثَ المُنَى رِيَبُ |
|
مما يُبَرِّحُ بي حتَّى أبوحَ به | |
|
| وإنْ أحاطتْ بيَ الأوْصَادُ والرُّقُب |
|
ذكرى إذا نزعت قلبي شياطنها | |
|
| فانظر إلى اصل دائي كيف ينسعب |
|
وَلي حبيبٌ وإنْ شَطَّ المَزَارُ به | |
|
| بَيْني وبَيْنَ الرَّدى في حُبّهِ سَبَب |
|
وسنانُ يَكْسِرُ جَفْنَيْهِ على حَوَرٍ | |
|
| فيه الصَّبَابةِ جدٌّ والهوى لَعِبُ |
|
تَزَوَّدَتْ منهُ عَيْني نظْرَة عَرَضَا | |
|
| أصْبَحْتُ وهي بقلبي لَوْطَةٌ عَجَب |
|
قالوا الهوى عِيْشةٌ ضَنْكٌ فقلت لهم | |
|
| لا خيرَ في دَعَةٍ لم يَجْنِها تَعَب |
|
والخمرُ لولا حُمَيَّاها وَسَوْرُتها | |
|
| لم تُغْرَسِ الكرمُ أو لمْ تعْصَرِ العِنَب |
|
يا دولةَ الوَصْلِ هل لي فيكِ منْ أمَلٍ | |
|
| هيهاتِ ليس لشيءٍ فاتَ مُطَّلَب |
|
كانتْ يدَ الدهرِ عندي فاستبدَّ بها | |
|
| ما أعْلَمَ الدهرَ باسْتِرْجاعِ ما يَهَب |
|
كم ليلةٍ بِتُّهَا أجْدُو غياهِبَها | |
|
| ببدرِهَا التِمِّ لا مَيْنٌ ولا كَذِب |
|
يُعِلّني كلَّما مالَ العِناقُ به | |
|
| كأساً من الرِيِّ ما في ثَغْرِه حبب |
|
هَبَّتْ تُعاتِبُني زَهْرٌ وقد عَلِمَتْ | |
|
| أن العتابَ شجىً في القلب أو شجب |
|
قالتْ قعدتَ وقامَ الناسُ كُلُّهُمُ | |
|
| ألا يُعلِّلكَ الأثراءُ والرُّتب |
|
فقلتُ كُفّي فما تُغْني مُقارعتي | |
|
| في أزْمَةٍ ضاعَ في أثْنائِها الأدب |
|
فاستضحكتْ ثم قالت أنت في سَعةٍ | |
|
| من أن تُسيمَ وهذا الماءُ والعُشب |
|
أما رأيت ندى حَوَّاء كيف دنا | |
|
| بالغيثِ إذ كادَ يأتي دونه العطب |
|
دنيا ولا ترفٌ دينٌ ولا قشفٌ | |
|
|
بِرٌّ ولا سقمٌ عيشٌ ولا هرَمٌ | |
|
| جِدٌّ ولا نصبٌ وِرْدٌ ولا قربُ |
|
رِدْ غَمْرَة ترتمي من كلٍّ ناحيةٍ | |
|
| عُبابُهَا الفضَةُ البيضاءُ والذهب |
|
مَليكةٌ لا يُوازِي قَدرَها مَلِكٌ | |
|
| كالشّمْسِ تَصغُر عن مِقْدارِها الشُّهُب |
|
وَهَضْبَةٌ طالما لاذُوا بجانبها | |
|
| فما لهمْ لم يقولوا مَعْقِلٌ أشِبُ |
|
أنثى سما باسْمِها النادي وكم ذكرٍ | |
|
| يُدْعَى كأنَّ اسْمَهُ من لؤمه لقب |
|
وقلَّما نقصَ التأنيثُ صاحبَهُ | |
|
| إذا تُذُكّرِتَ الأفعالَ والنُّصُب |
|
والحيَّةُ الصِلُّ أدهى كلما انبعثت | |
|
| من أنْ تمارسها الأرْمَاح والقضب |
|
وهذه الكعبةُ استولتْ على شَرَفٍ | |
|
| فَذُبْذِبَتْ دونها الأوثانُ والصُّلُب |
|
يَنْميكِ كلُّ بعيدِ الشأوِ فائِتُهُ | |
|
| له البسالةُ أمٌّ والسمَّاحُ أب |
|
منْ كلِّ مُنْصَلِتٍ يَسْعَى بِمُنْصَلتٍ | |
|
| والموتُ بينهما يَنْدَى ويلتهب |
|
إذا رَضُوْا فارْجُهُم في كلِّ نائبةٍ | |
|
| وكنْ على حَذَرٍ منهمْ إذا غضبوا |
|
إذا دَعَوْا قامتِ الهيجا على قَدَمٍ | |
|
| كأنما تنتمي فيهمْ وَتَنْتَسِب |
|
هُمْ ثَبَّتوا الدينَ إذْ ضاقتْ مَذَاهِبُهُ | |
|
| بأنْفُسٍ صِيغَ منها الدينُ والحسب |
|
أيامَ جبريلُ داعيهم إذا نزلوا | |
|
| وَعِزِرائيلُ راعيهم إذا ركبوا |
|
حتى استقرَّ الهُدى في عُقْرِ دارِهِمُ | |
|
| وأيْقَنَ العُجْمُ أنَّ القادةَ العربُ |
|
همْ أورثوك العلا واستخلفوك على | |
|
| آياتها وحذا الأعقابُ والعقِبُ |
|
أَهلْلَتُ بالحُرّةِ العُلْيا إلى أملٍ | |
|
| لمثلِهِ كانت الأشعارُ تنتخب |
|
وشمتُ بَرْقَ نداها طَيَّ سَوْرَتِها | |
|
| فاقتادني رَغَبٌ واعتادني رَهَب |
|
والمرءُ ليس له نفعٌ ولا ضررٌ | |
|
| كالنّارِ ليس لها ضَوْءٌ ولا لَهَب |
|
بَنَى لكِ ابنُ عليٍّ بيتَ مَكْرُمَةٍ | |
|
| الله العوالي عمادٌ والظُّبَا طُنُب |
|
وَلاَّكِ أبهج فخرٍ تفخرينَ به | |
|
| إذا انْتدَى للفخارِ السَّادَةُ النجب |
|
يا أختَ خيرِ مُلوكِ الأرضِ قاطبةً | |
|
| وإن أعدّوا وإن أسموا وإن نسبوا |
|
|
| يَحْيى وحَسْبُكِ عِزّاً كلَّما حُسبوا |
|
ثلاثةٌ هُمْ مُرَادُ النَّاسِ كُلّهِمُ | |
|
| كالدَّهرِ ماضٍ وموجودٌ وَمُرْتَقَبُ |
|
حوّاءُ يا خيرَ من يَسْعَى على قَدَمٍ | |
|
| ولستُ عَبْدَكِ إنْ لم أقْضِ ما يجب |
|
إليكِ أهديتُ مما حاكه خَلَدي | |
|
| فَخْراً يَجِدُّ وتبلى هذه الحِقَب |
|
وافتك سودُ خطوطٍ كلما احتضرت | |
|
| ألْقَتْ مقالدَها الأشعارُ والخطب |
|
قد عمَّ برُّكِ أهلَ الأرضِ قاطبةً | |
|
| فكيف أخْرِج عَنه جارُكِ الجُنُبُ |
|